لطالما غُطّي الذئب الشرقي “Eastern wolf” بستار من الغموض والجدل.
فقد اعتُبر لفترة طويلة نوعاً فرعياً من الذئب الرمادي، إلا أن الدراسات الحديثة كشفت عن تفرده وخصائصه المميزة.
في هذه المقالة، سنستكشف رحلة الاكتشاف العلمي لهذا الكائن الأسطوري، وسنغوص في أعماق حياته وعاداته، والتحديات التي تواجهه في عالم اليوم.
الاسم العلمي | Canis lycaon |
الأسماء الشائعة | الذئب الشرقي، ذئب الغابات، ذئب ألجونكوين |
الفصيلة | الكلبيات |
الموطن | قارة أمريكا الشمالية |
حالة الحفظ | معرض للخطر |
محتويات
تصنيف الذئب الشرقي
ينتمي الذئب الشرقي إلى فصيلة الكلبيات، ويواجه هذا النوع جدلاً علمياً واسعاً حول تصنيفه.
حيث يعتبره بعض العلماء نوعاً فرعياً من الذئب الرمادي أو الذئب الأحمر، بينما يراه آخرون نوعاً مستقلاً تماماً.
وتشير العديد من الدراسات الجينية إلى أن الذئب الشرقي هو نتيجة تزاوج وتداخل وراثي بين الذئب الرمادي والقيوط على مر العصور، مما أدى إلى ظهور هذا النوع الفريد.
ومع ذلك، هناك أدلة تشير إلى أن بعض مجموعات الذئب الشرقي قد تكون انفصلت عن سلف مشترك مع الذئب منذ فترة طويلة، مما يجعلها أقرب في صلتها بالذئب الأحمر.
وبغض النظر عن تصنيفه النهائي، فإن الذئب الشرقي يعتبر نوعاً فريداً وهاماً يستحق الحماية والحفاظ عليه. [1]
الموطن والانتشار
تتوزع الذئاب الشرقية في منطقة البحيرات العظمى بشكل رئيسي على نوعين:
الأول هو ذئب البحيرات العظمى الأكبر حجماً، والذي يتمركز في مناطق مثل مينيسوتا وشبه جزيرة ميشيغان العليا وشمال أونتاريو.
وأما النوع الثاني فهو ذئب ألجونكوين الأصغر حجماً، والذي يسكن شرق كندا، وتحديداً وسط وشرق أونتاريو وجنوب غرب كيبيك.
وتتركز ذئاب ألجونكوين بشكل خاص في متنزه ألجونكوين الإقليمي والمناطق المحمية الأخرى.
ومن الجدير بالذكر أن هناك مناطق تداخل بين هذين النوعين، خاصة في الأجزاء الجنوبية من شمال شرق وشمال غرب أونتاريو.
شكل الذئب الشرقي
يتميز الذئب الشرقي بلون فروه البني الرمادي المميز، مع وجود مزيج من الألوان الحمراء والكريمية والسوداء في أجزاء مختلفة من الجسم.
وعلى عكس نظيره الذئب الرمادي، نادراً ما يظهر الذئب الشرقي باللون الأسود، مما يشير إلى اختلافات وراثية.
ومن حيث الحجم، يعتبر الذئب الشرقي متوسطاً بين الذئب الرمادي والذئب الأحمر، حيث يبلغ متوسط وزن الإناث 23.9 كجم، والذكور 30.3 كجم. [1]
سلوك الذئب الشرقي
تعد الذئاب الشرقية من الكائنات الليلية التي تعيش في مجموعات عائلية تتكون من زوج متزاوج وصغارهم.
وتتجنب هذه القطعان التفاعل مع قطعان أخرى وتحتفظ كل مجموعة بمنطقة جغرافية خاصة بها تتراوح مساحتها بين 118 – 185 كيلومتراً مربعاً، والتي تدافع عنها بشراسة ضد أي غزاة من نفس النوع.
الاستجابة لعواء البشر
منذ اكتشاف قدرة الذئاب الشرقية على الاستجابة لعواء البشر في عام 1963.
استغل منتزه ألجونكوين الإقليمي هذه الظاهرة الفريدة لإنشاء برنامج تعليمي مبتكر.
فمن خلال تنظيم رحلات استكشافية تسمح للزوار بالاستماع إلى عواء الذئاب والاستجابة لها.
نجح المنتزه في جذب آلاف الزوار وتعريفهم عن قرب بسلوك الذئاب وتفكيك العديد من المفاهيم الخاطئة حولها.
حيث أصبح يُنظر إليها على أنها كائنات مثيرة للإعجاب تستحق الحماية والاحترام. [1]
غذاء الذئب الشرقي
تميل الذئاب الشرقية إلى التخصص في اصطياد الفرائس الأصغر حجماً مثل الأيائل ذات الذيل الأبيض والقنادس.
على عكس نظيرها الذئب الرمادي الذي يتميز بقدرته على افتراس الحيوانات الكبيرة مثل الرنة والموظ.
ومع ذلك، وعلى الرغم من كونها حيوانات مفترسة، فإن قطعان الذئاب في منتزه فوييجر الوطني تظهر تفضيلاً ملحوظاً للتوت الأزرق خلال موسمه.
مما يشير إلى مرونة غذائية عالية وتكيّف مع الموارد المتاحة في بيئتها.
دورة حياة الذئب الشرقي
تتميز الذئاب الشرقية بأنظمة اجتماعية معقدة حيث يتزاوج الذكر المهيمن مع الأنثى المهيمنة فقط داخل القطيع.
وبعد فترة حمل تستمر حوالي 60-63 يوماً، تلد الأنثى ما بين 3-6 صغار.
ويشارك أفراد القطيع بأكملهم، بما في ذلك الذكر والأنثى، في تربية ورعاية الصغار خلال السنة الأولى من حياتهم.
وتصل الذئاب الشرقية إلى مرحلة النضج الجنسي في سن مبكر نسبياً مقارنة بأقاربها الذئاب الرمادية.
حيث يبدأ الشباب في مغادرة القطيع للبحث عن أراضي جديدة في عمر 15 أسبوعاً فقط.
ويتراوح متوسط عمر الذئاب الشرقية بين 3-4 سنوات، إلا أنه يمكن أن يصل إلى 15 عاماً في بعض الحالات. [1]
حالة الحفظ
تواجه الذئاب الشرقية تحديات كبيرة للحفاظ على بقائها، رغم الجهود المبذولة لحمايتها.
ففي كندا، يُصنف الذئب الشرقي ضمن الأنواع المعرضة للخطر.
و تواجه تهديدات كبيرة بسبب تزاوجها مع أنواع أخرى من الذئاب والقيوط والصيد الجائر.
كما يعيق التوسع العمراني والتصور السلبي للذئاب جهود الحفاظ عليها وتوسيع نطاق انتشارها.
وداعاً، أيها المخلوق الشجاع
في الختام، تمثل الذئاب الشرقية قصة فريدة من نوعها في عالم الحفاظ على البيئة.
إنها قصة كفاح من أجل البقاء، وقصة اكتشاف علمي مثير.
دعونا نعمل جميعاً للحفاظ على هذا الحيوان المميز وأجياله القادمة.
ما هي الدروس التي يمكن أن نتعلمها من قصة الذئب الشرقي؟
كيف يمكننا تطبيق هذه الدروس على حماية الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض؟ شاركنا برؤيتك في التعليقات.