في قلب الصحاري الشاسعة، حيث تمتد الكثبان الرملية الذهبية تحت الشمس الحارقة، يعيش كائن رشيق يجسد جمال وقوة الطبيعة.
إنه غزال المهر “Dama gazelle” أو غزال الداما كما يُعرف أيضاً، أكبر أنواع الغزلان، الذي يتميز بحجمه المهيب.
في هذه المقالة، سنغوص في عالم هذا المخلوق المدهش، ونتعرف على خصائصه وسلوكه وحياته في البيئة الصحراوية القاسية.
الاسم العلمي | Nanger dama |
الأسماء الشائعة | غزال المهرّ، الأَدْرَع، غزال داما، غزال دمّار |
الفصيلة | البقريات |
الموطن | قارة أفريقيا |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن غزال المهر
ينتمي غزال المهر إلى جنس الغزلان، وهو جنس ضمن فصيلة الظباء.
وكان يعيش في الماضي عبر مناطق واسعة من بلدان الساحل الأفريقي والصحراء الكبرى بما في ذلك المغرب ومصر.
ولكنه يواجه الآن تهديداً كبيراً بسبب الصيد الجائر وفقدان الموائل، وقد أدت هذه العوامل إلى اختفائه من معظم نطاقه السابق.
ولم يتبق منه سوى مجموعات طبيعية محدودة في تشاد ومالي والنيجر، بالإضافة إلى إعادة إدخاله في السنغال. [2]
البيئة
يعيش غزال المهر في المناطق القاحلة ذات الغطاء النباتي المتناثر، بما في ذلك المراعي والهضاب والأراضي العشبية وشبه الصحاري والسافانا المفتوحة.
حيث يهاجر موسمياً بين الصحراء الكبرى خلال موسم الأمطار والأدغال المفتوحة في موسم الجفاف.
ويتجنب هذا النوع الجبال والكثبان الرملية، مفضلاً السهول الصخرية المسطحة.
ومع ذلك، يواجه موطنه تهديدات كبيرة بسبب الرعي الجائر، وتطوير الأراضي، مما جعل هذه المناطق أكثر جفافاً وأقل ملاءمة للحياة على مر السنين. [1]
شكل غزال المهر
- يتراوح الارتفاع عند الكتف بين 90 – 95 سم، ويزن ما بين 35 – 75 كجم.
- يصل طول قرون الذكور إلى حوالي 35 سم، بينما تكون قرون الإناث أقصر بشكل ملحوظ.
- يتميز بلونه الأبيض مع رأس ورقبة بلون بني محمر.
- تمتلك رقبة وأرجل أطول مقارنة بمعظم أنواع الغزلان الأخرى، مما يمنحه مظهراً أنيقاً ورشيقاً.
- تتميز برأس صغير، مع عينين كبيرتين نسبياً، مما يعطيه تعبيراً لطيفاً وجذاباً.
سلوك غزال المهر
غزال المهر هو أكبر أنواع الغزلان، ويتميز بأرجل طويلة تساعده على تبديد الحرارة في البيئة الصحراوية الحارة التي يعيش فيها.
وعلى الرغم من حاجته إلى الماء أكثر من بعض الحيوانات الصحراوية الأخرى، إلا أنه قادر على تحمل فترات طويلة من الجفاف.
وعلى عكس العديد من الثدييات الصحراوية الأخرى، فإن غزلان المهر تنشط أثناء النهار، وتعيش في قطعان اجتماعية يهيمن عليها ذكر واحد.
حيث تعيش في مجموعات تتراوح بين 10 – 20 فرداً، وقد تصل إلى مئات الأفراد في بعض الأحيان. [2]
التواصل
يعتمد غزال المهر بشكل كبير على لغة الجسد للتواصل، حيث يستخدم الذكور وضعيات وقوف معينة للتعبير عن العدوانية أو المكانة العالية.
وقد يميلون رؤوسهم أو يضربون الشجيرات لإبراز قرونهم خلال عروض التزاوج.
وأما الخضوع فيُعبر عنه بخفض الرأس أو إبراز الذقن، وقد يلجأ البعض إلى الالتفاف أو الابتعاد.
كما يحدد الذكور مناطقهم باستخدام أكوام البول والروث وإفرازات الغدد القريبة من العين، ويقومون خلال موسم التكاثر بإبعاد الذكور الآخرين عن مناطقهم.
ويتميز غزال المهر أيضاً بكونه حيواناً يقظاً للغاية، حيث يقفز بكل قوائمه في وقت واحد لتحذير القطيع من الخطر.
غذاء غزال المهر
غزلان المهر هي حيوانات راعية تعتمد في غذائها على الشجيرات والأعشاب والحشائش الصحراوية الخشنة.
بالإضافة إلى أوراق أشجار الأكاسيا، حيث تتميز بقدرتها على الوقوف على أرجلها الخلفية بشكل ثنائي للوصول إلى الأوراق العليا لهذه الأشجار.
كما يمكن لهذه الغزلان الحصول على معظم احتياجاتها من الماء من خلال النباتات التي تتغذى عليها، مما يمكنها من التكيف مع البيئات الصحراوية القاسية. [1]
المفترسات
يتعرض غزال المهر لتهديدات من عدة حيوانات مفترسة مثل الذئب الأفريقي والفهود والضباع المرقطة والأسود.
ويعتمد بشكل رئيسي على الفرار كوسيلة دفاعية، حيث يتمتع بقدرات جيدة على الركض، وتصل سرعته إلى 80 كيلومتراً في الساعة.
وعندما يكتشف الغزال وجود مفترس، يتخذ وضعية تأهب ويقوم بسلوكيات تحذيرية مثل ضرب الأرض بقدميه، والمشي في دوائر، وإصدار أصوات تشبه الشخير لتنبيه أفراد القطيع الآخرين. [1]
تكاثر غزال المهر
يحدث موسم التكاثر عادةً بين شهري أغسطس وأكتوبر، حيث يصبح الذكور خلال هذه الفترة أكثر عدوانية ويقومون بتحديد مناطقهم.
بالإضافة إلى مطاردة الإناث وجذب انتباهها بالقفز ورفع الأنف وغيرها من السلوكيات.
وأما الإناث، فيُظهرن استعدادهن للتزاوج من خلال المشي في دوائر وتمديد الذيل.
وعادةً ما تلد الأنثى مولوداً واحداً بعد فترة حمل تتراوح بين 5 – 6 أشهر، وتعتني الأم بصغيرها وتحميه بمساعدة إناث أخريات من القطيع.
يُفطم الصغير بعد 3 – 4 أشهر ويصل للنضج الجنسي بعمر سنة إلى سنتين.
ويعيش غزال المهر في البرية عادةً حتى 12 عاماً، وقد يعيش لفترة أطول في الأسر. [1]
حالة الحفظ
يصنف غزال المهر ضمن الأنواع “المهددة بالانقراض”، ولحمايته من الانقراض، تم اتخاذ بعض الإجراءات مثل إنشاء محميات طبيعية وبرامج تكاثر في الأسر.
ومن أبرز هذه المحميات، محمية غزلان المهر في إسبانيا التي تأسست عام 1971 ومحمية أخرى في تشاد تم التخلي عنها بسبب الحرب الأهلية.
كما يتم تكاثر غزال المهر في الأسر بحدائق الحيوان حول العالم، ولكن صغر حجم التجمعات قد يؤدي إلى التزاوج الداخلي.
وعلى الرغم من هذه الجهود، لا يزال غزال المهر يواجه خطر الانقراض بسبب صغر حجم التجمعات والتزاوج الداخلي، بالإضافة إلى فقدان الموائل والصيد الجائر.
لذلك، هناك حاجة ماسة لإنشاء المزيد من المحميات وتوفير حماية أفضل للغزلان في البرية، بالإضافة إلى الحفاظ على تجمعات صحية في الأسر. [2]
الدور في النظام البيئي
تتحكم غزلان المهر في انتشار أشجار الأكاسيا من خلال الرعي على أوراقها.
كما تعد هذه الغزلان مصدراً للغذاء للعديد من الحيوانات آكلة اللحوم التي تعيش وتصطاد في السهول.
وداعاً، أيها المخلوق الأنيق
بعد هذه الرحلة في عالم غزال المهر، نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بمعرفة المزيد عن هذا العملاق الصحراوي المدهش.
ندعوكم لمشاركة آرائكم وتعليقاتكم في قسم التعليقات.