هل سبق لك أن تخيلت حيواناً صغيراً رشيقاً، يختبئ في أعشاب السافانا، ويحمل اسماً غريباً كـ دقدق كيرك “Kirk’s dik-dik”؟
هذا الظبي الصغير، الذي لا يتعدى حجمه حجم أرنب كبير، يحمل في طياته العديد من الأسرار والحقائق المثيرة للاهتمام.
دعونا ننطلق في رحلة استكشافية لنتعرف أكثر على هذا الظبي الساحر، ونكتشف لماذا يستحق اهتمامنا وحمايتنا.
الاسم العلمي | Madoqua kirkii |
الأسماء الشائعة | دقدق كيرك |
الفصيلة | الظباء |
الموطن | قارة أفريقيا |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن ظبي دقدق كيرك
ينتمي ظبي دقدق كيرك إلى فصيلة الظباء، وهو ظبي صغير يعيش في مناطق محددة من القارة الأفريقية.
حيث يتواجد في جنوب شرق الصومال و وسط وجنوب كينيا وتنزانيا، بالإضافة إلى جنوب غرب أنغولا وناميبيا.[1]
البيئة
يفضل هذا الحيوان العيش في المناطق القاحلة التي تغطيها الشجيرات الكثيفة.
حيث تفضل المناطق ذات الغطاء النباتي الجيد، ولكنها تتجنب المناطق ذات النباتات الطويلة.
وتعد المناطق المثالية لها التي تحتوي على مجموعة متنوعة من الأعشاب، وظل واسع، وعشب طويل عند مستوى العين.
ومع ذلك، عندما يصبح العشب طويلاً جداً ويحجب رؤيتها، فإنها تنتقل إلى مناطق مختلفة.[1]
شكل ظبي دقدق كيرك
- لديه ستة أنواع فرعية وربما سابع موجود في جنوب غرب إفريقيا.
- يبلغ ارتفاع البالغين عند الكتف بين 35-45 سم فقط، ولا يزيد وزن الظبي البالغ عن 7.2 كجم، والإناث أكبر من الذكور وتفتقر إلى القرون.
- يتراوح لون الفراء من الرمادي إلى البني الرمادي مع جوانب وأطراف بنية اللون.
- يمتلك الذكور قروناً صغيرة يبلغ طولها حوالي 8 سم وهي مائلة للخلف.
- تمتلك خطم مدبب، وعيون وآذان كبيرة، وأرجل نحيلة، وأطراف خلفية تشبه الأرنب، وذيل قصير.
الأنف الطويل المميز
السمة الأكثر وضوحاً في ظبي دقدق كيرك هي أن أنفه ممدود بشكل ملحوظ ويشبه الخرطوم الصغير.
وهذا الخرطوم ليس مجرد مظهر مميز، بل هو آلية تبريد فعالة.
حيث يسمح للدم الوريدي بالتبرد عن طريق التبخر من الغشاء المخاطي داخل تجويف الأنف أثناء التنفس الطبيعي.
وعندما يرتفع الإجهاد الحراري، يلجأ الظبي إلى اللهث الأنفي لزيادة التبريد.
وهذه الميزة الفريدة تساعده على البقاء في بيئته القاحلة والحفاظ على درجة حرارة جسمه المثالية.[2]
سلوك ظبي دقدق كيرك
تنشط ظباء دقدق كيرك ليلاً وتتجنب الحر نهاراً بالاختباء في الظل، وتركز في تغذيتها على النباتات الغنية بالسوائل.
وأرجلها الخلفية الطويلة تساعدها على الحركة السريعة، بينما تسهل الأرجل الأمامية القصيرة تسلق التضاريس الوعرة.
وتتميز ظباء دقدق كيرك بخجلها ومراوغتها، حيث تختبئ بين الشجيرات معظم الوقت.
وعندما تشعر بالخطر، فإنها تنطلق في سلسلة من القفزات المتعرجة وتصدر صوتاً يشبه “دق دق”، ومن هنا جاء اسمها الشائع.
وتعيش هذه الظباء في أزواج وقد يبقى الزوج في نفس المنطقة مدى الحياة.
وتحدد كل عائلة منطقتها الخاصة من خلال البراز والبول وإفراز من غدة ما قبل محجر العين.
ويكون الذكر هو المدافع عن المنطقة، حيث لا تستطيع الإناث الحفاظ على المنطقة بمفردهن.
وعلى الرغم من أن الصراعات بين الجيران الإقليميين ليست شائعة، إلا أنها قد تحدث في بعض الأحيان. [2]
النظام الغذائي
ظبي دقدق كيرك هو حيوان صغير عاشب يتغذى بشكل أساسي على أوراق الشجر والفواكه والبراعم والتوت.
ولدى هذا الحيوان تكيفات فريدة تسمح له بالعيش دون الحاجة إلى شرب الماء مباشرة.
حيث يحصل على الرطوبة التي يحتاجها من الندى والنباتات التي يتناولها، مما يسمح له بالعيش لأشهر دون الحاجة إلى شرب الماء.
ويفضل هذا النوع النباتات ثنائية الفلقة سهلة الهضم والغنية بالعناصر الغذائية والماء، والتي تكون قليلة الألياف.
ونظراً لصغر حجمه وارتفاع معدل الأيض لديه، يحتاج ظبي الدقدق إلى تناول الطعام بشكل متكرر على مدار النهار والليل.
وتستهلك كمية كبيرة من الطعام مقارنة بحجمها، حيث تستهلك ما يقرب 3.8% من كتلة أجسامها يومياً.
علاقة ظبي دقدق كيرك مع آكلات الأعشاب الأخرى
ظبي دقدق كيرك حيوان صغير يعيش في نفس موطن حيوانات أخرى مثل ظبي الكودو وحمار الزرد.
ويتناول ظبي الكودو الشجيرات المنخفضة مما يساعد في الحفاظ على مستوى الشجيرات مناسباً لارتفاع ظبي الدقدق.
بينما يتناول حمار الزرد العشب ويحافظ عليه قصيراً، مما يسهل وصول ظبي الدقدق إليه.
وفي المقابل يحذر ظبي دقدق كيرك الحيوانات الأكبر حجماً من الخطر.
وهذه العلاقة بين الحيوانات تهيئ بيئة مثالية لنمو غذاء ظبي الدقدق بوفرة وعلى مستوى يسهل الوصول إليه بالنسبة لهذا الحيوان الصغير.
المفترسات
يعد حيوان دقدق كيرك هدفاً للعديد من الحيوانات المفترسة، فهو يقع في قائمة طعام العقبان، والقطط البرية، والذئاب الأفريقية، والوشق الصحراوي، والنمور.
كما تأكله الضباع، والفهود، والكلاب البرية الأفريقية، وغرير العسل، والتماسيح، والثعابين، والأسود، والورل، وحتى البشر.
وتزداد خطورة الافتراس على صغار الظبي بشكل خاص، حيث تستهدفها قرود البابون، والطيور الجارحة.
ويتميز ظبي الدقدق بحواسه الحسية القوية كالسمع والبصر والشم.
وعندما يشعر بالخطر أو يلتقط إشارات تحذير من الحيوانات الأخرى، يفضل الاختباء بدلاً من الفرار.
ولا يصدر صوته المميز “دق دق” كإنذار إلا في حالات الفزع الشديد أو الانزعاج البالغ.[1]
تكاثر ظبي دقدق كيرك
تعيش ظباء الدقدق في أزواج متزاوجة مدى الحياة، وتصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر 6 أشهر بينما الذكور في عمر 12 شهراً.
وتحمل الأنثى مرة أو مرتين في السنة لمدة تتراوح بين 5 – 6 أشهر، وتلد عادةً مولوداً واحداً خلال مواسم الأمطار.
ويختلف ظبي الدقدق عن المجترات الأخرى، في أن الصغير يولد وأرجله الأمامية ممدودة إلى الخلف على طول جسمه، بدلاً من تمديدها إلى الأمام.
ويولد الصغير بوزن يتراوح بين 560 – 795 جراماً، ويرضع من الأم لمدة ستة أسابيع وينمو بسرعة ليبلغ حجم البالغين في سبعة أشهر.
وعلى الرغم من النمو السريع، فإن معدل بقاء الصغار على قيد الحياة هو 50٪ فقط.
ففي عمر سبعة أشهر، يتم إجبار الصغار على مغادرة منطقة الوالدين، حيث تطرد الأمهات الإناث ويطرد الآباء الذكور.
ويمكن أن يعيش ظبي دقدق كيرك في الأسر لمدة تصل إلى 17 سنة. [2]
حالة الحفظ
يصنف ظبي دقدق كيرك ضمن الأنواع “الأقل إثارة للقلق” على الرغم من تعرض موائله للتقلص بسبب الزراعة.
ويمثل البشر التهديد الأكبر له، حيث يتم اصطياده أحياناً من أجل جلده وعظامه، والتي تستخدم في صناعة المجوهرات التقليدية والقفازات الجلدية الفاخرة.
والجدير بالذكر أن الصيادين المحليين لا يحبون ظبي الدقدق لأنه ينبه الطرائد الأكبر حجماً من وجودهم.
ما هي ظباء الدقدق؟
ظباء الدقدق هي نوع صغير من الظباء تعيش في شرق وجنوب أفريقيا.
وهذه الحيوانات الرشيقة، التي لا يتجاوز ارتفاعها 40 سم و وزنها 6 كجم، تتميز بصوتها المميز الذي يشبه “دق دق”، والذي أطلق عليها اسمها.
وهذا الصوت ليس مجرد صوت عادي، بل هو بمثابة نظام إنذار مبكر يحذر الحيوانات الأخرى من خطر اقتراب الحيوانات المفترسة.
ويوجد أربعة أنواع من ظباء الدقدق، فبالإضافة إلى دقدق كيرك، توجد ثلاثة أنواع أخرى وهي:
1- ظبي دقدق غونتر
ظبي دقدق غونتر (Madoqua guentheri) هو أحد أصغر الظباء في أفريقيا، يتأقلم بشكل رائع مع الحياة في المناطق القاحلة بشرق القارة.
ويتميز هذا الظبي الصغير بفرائه البني المائل للصفرة وحجمه الصغير الذي يساعد على التمويه بين النباتات.
ولحسن الحظ، لا يزال هذا النوع من الظباء شائعاً نسبياً، حيث يقدر إجمالي عدد الأفراد بما لا يقل عن 500,000 فرد.
ولكن التغيرات البيئية والصيد الجائر يمكن أن يشكلا تهديداً لبقائه على المدى الطويل.[3]
2- ظبي دقدق إريتريا
يعيش دقدق إريتريا أو دقدق سولت (Madoqua saltiana) في المناطق الصحراوية والجبلية والغابات الكثيفة في منطقة القرن الأفريقي، وبعض الأجزاء المجاورة مثل كينيا والسودان.
ويتميز دقدق إريتريا بحجمه الصغير وقرونه الحادة التي يقتصر وجودها على الذكور.
ولونه يختلف من نوع لآخر، ولكنه بشكل عام يتأقلم مع بيئته الصحراوية والجبلية، ويصنف ضمن الأنواع الأقل إثارة للقلق.
3- ظبي الدقدق الفضي
ظبي الدقدق الفضي (Madoqua piacentinii) يتواجد بشكل رئيسي في الغابات الكثيفة المنخفضة على طول الساحل الجنوبي الشرقي للصومال وفي جنوب شرق إثيوبيا.
ويتميز هذا الظبي بلونه الفضي الرمادي المميز على الظهر والجوانب مما يميزه عن غيره من الأنواع.
ولا يزال تصنيف هذا النوع موضع جدل بين العلماء، حيث يرى البعض أنه نوع مستقل، بينما يعتبره آخرون نوعاً فرعياً من ظبي دقدق إريتريا.
وداعاً، أيتها المخلوقات الجميلة
لقد وصلنا إلى نهاية رحلتنا مع ظبي دقدق كيرك، ولكن رحلة حمايته قد بدأت للتو.
إن بقاء هذا الظبي في البرية يعتمد على جهودنا المشتركة.
كل واحد منا يمكنه أن يساهم في حماية هذا الكائن الرائع، سواء من خلال نشر الوعي أو دعم مشاريع الحفاظ على البيئة.
شاركنا في التعليقات واقتراحاتك حول كيفية حماية دقدق كيرك وموائله.
ننصحك بالتعرف على “ظبي شدان الريف“