خنزير الماء أو الكابيبارا “Capybara” هو قارض فريد من نوعه، يتميز بحجمه الضخم وسلوكه الاجتماعي الفريد.
إنه أكبر أنواع القوارض في العالم، ويشبه إلى حد كبير حيواناً برمائياً أكثر من كونه قارضاً تقليدياً.
في هذه المقالة، سنستكشف عالم خنزير الماء، ونقدم معلومات مفصلة عن خصائصه وسلوكه ودوره في النظام البيئي.
الاسم العلمي | Hydrochoerus hydrochaeris |
الأسماء الشائعة | خنزير الماء، الكابيبارا، الكَبِبَارة |
الفصيلة | القوارض |
الموطن | أمريكا الجنوبية |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن خنزير الماء
ينتمي خنزير الماء أو الكابيبارا إلى فصيلة القوارض، وهو أكبر أنواع القوارض.
ويعد من الثدييات الشبه مائية، ويعيش في جميع بلدان أمريكا الجنوبية باستثناء دولة تشيلي.
كما يمكن العثور عليها في مناطق مائية أخرى حول العالم، حيث شوهدت في فلوريدا وكاليفورنيا في أمريكا الشمالية.
ويفضل خنزير الماء العيش في الغابات الكثيفة بالقرب من المسطحات المائية، مثل البحيرات والأنهار والبرك والمستنقعات.
وقد ازدهرت خنازير الماء في مزارع الماشية وتتجول في نطاقات واسعة. [1]
شكل خنزير الماء
- يصل طول الحيوان البالغ إلى 106 – 134 سم، وارتفاعه إلى 50 – 62 سم عند الكتفين.
- يتراوح وزن الحيوان البالغ بين 35 – 66 كجم، وتكون الإناث عادةً أثقل قليلاً من الذكور.
- يتميز بجسم ضخم على شكل برميل ورأس قصير، مما يجعله يبدو قوياً وممتلئاً.
- يغطي جسمه فراء بني محمر في الجزء العلوي، يتحول إلى بني مصفر في الأسفل.
- يتميز بوجود غدد عرقية على الجلد، وهو أمر نادر بين القوارض.
- لأرجل الخلفية أطول قليلاً من الأمامية، والأقدام مكففة جزئياً مع أربعة أصابع في الأمام وثلاثة في الخلف، وذيل قصير.
- موقع العينين والأذنين والأنف في أعلى الرأس يجعل خنزير الماء مناسباً للحياة شبه المائية.
سلوك خنزير الماء
تعيش خنازير الماء في مجموعات اجتماعية مستقرة نسبياً تتراوح بين 10 أفراد بالغين، وقد تصل إلى 30 فرداً في مواسم الجفاف، حيث تتجمع حول مصادر المياه.
وتحافظ كل مجموعة على منطقة محددة تتضمن مواقع التغذية والتمرغ، وتدافع عنها ضد المجموعات الأخرى.
ونظراً لحجمها الكبير، فإن خنازير الماء معرضة للإجهاد الحراري، لذا فهي تنشط في فترتي الشروق والغروب، وتقضي الجزء الأكثر حرارة من اليوم في الماء. [2]
القدرة على السباحة
خنزير الماء حيوان رشيق على الأرض وماهر في الماء، فهو سباح ممتاز يمكنه البقاء تحت الماء لمدة تصل إلى خمس دقائق، وهي قدرة يستخدمها للهروب من الحيوانات المفترسة.
كما يمكنه النوم في الماء مع إبقاء أنفه فقط فوق السطح للتنفس.
وخلال الأيام الحارة، يلجأ خنزير الماء إلى الماء للتبريد، ثم يخرج للرعي في ساعات ما بعد الظهر والمساء، بالإضافة إلى ذلك، يقضي بعض الوقت في التمرغ في الوحل.
التواصل
تعتبر الأصوات والروائح أدوات تواصل حيوية في حياة خنازير الماء الاجتماعية.
حيث تصدر أصواتاً متنوعة، بعضها معروف الغرض، مثل النباح للتحذير من الخطر، بينما يظل البعض الآخر غامضاً.
ويعد التواصل الصوتي شائعاً بين البالغين والصغار، بالإضافة إلى ذلك، تلعب الروائح دوراً هاماً في التزاوج وتحديد المكانة الاجتماعية.
حيث يمتلك الذكور غدة عطرية على أنوفهم تفرز رائحة مميزة تستخدم لتحديد المناطق والإعلان عن الاستعداد للتزاوج.
كما يمتلك الذكور والإناث غدداً شرجية تفرز روائح فردية تستخدم للتعرف على أفراد المجموعة وتحديد المناطق.
وتعتبر الروائح التي تفرزها هذه الغدد بمثابة “بصمة” شمية للخنازير الماء.
غذاء خنزير الماء
خنازير الماء حيوانات عاشبة تتغذى بشكل رئيسي على الأعشاب والنباتات المائية، وتنتقي طعامها بعناية.
كما تتناول مجموعة متنوعة من النباتات خلال موسم الجفاف عندما تقل الموارد الغذائية.
ولأن الجهاز الهضمي لخنزير الماء لا يهضم السليلوز بكفاءة، فإنها تأكل برازها للحصول على البكتيريا المعوية التي تساعدها على هضم الألياف واستخلاص العناصر الغذائية، كما أنها تجتر الطعام مثل الأبقار.
وتنمو أسنانها باستمرار لتعويض التآكل الناتج عن مضغ الأعشاب، وهي لا تستطيع إنتاج فيتامين سي، لذا فإن نقص هذا الفيتامين في غذائها قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل أمراض اللثة.[1]
المفترسات
تعد خنازير الماء، خاصةً الصغيرة منها، فريسة للعديد من الحيوانات المفترسة الكبيرة مثل الأناكوندا والتماسيح واليغور وأسد الجبال والطيور الجارحة.
ولحماية أنفسها، تبقى خنازير الماء متيقظةً باستمرار أثناء الرعي وتطلق نباحاً تحذيرياً عند رصدها لأي خطر.
كما أنها تلجأ غالباً إلى الاختباء في الماء مع إبقاء فتحتي أنفها وعينيها مكشوفتين فقط، ويمكنها البقاء مغمورةً بالكامل تحت الماء لمدة تصل إلى خمس دقائق.
تكاثر خنزير الماء
تتكاثر خنازير الماء على مدار العام، ويحدث التزاوج في الماء، وتستمر فترة حملها حوالي خمسة أشهر، لتلد بعدها من 2 – 8 صغار.
وتنمو الصغار بسرعة، وتبدأ بالمشي بعد الولادة مباشرة، وتفطم بعد ثلاثة أشهر، وتعتمد خلالها على الرضاعة من أمها وبقية إناث المجموعة.
وتبقى الصغار مع المجموعة حتى عمر سنة، وتصل إلى النضج الجنسي عند عمر 18 شهراً.
ويعيش خنزير الماء في المتوسط ست سنوات في البرية، وقد يصل إلى 12 سنة في الأسر.[2]
حالة الحفظ
تتمتع خنازير الماء بأعداد مستقرة في معظم أنحاء أمريكا الجنوبية، ولا تعتبر مهددة بالانقراض، على الرغم من تعرضها للصيد في بعض المناطق.
حيث تُصطاد من أجل لحومها وجلودها، وتُقتل أحياناً لأنها تعتبر منافسة للماشية، ولكن في بعض المناطق، تتم تربيتها في المزارع، مما يساهم في حماية موائل الأراضي الرطبة.
وتتكيف خنازير الماء بشكل جيد مع التوسع الحضري، ويمكن العثور عليها في حدائق الحيوان والمتنزهات.
الدور في النظام البيئي
يلعب خنزير الماء دوراً هاماً في النظام البيئي للأراضي الرطبة في أمريكا الجنوبية.
فهو يتغذى على مجموعة متنوعة من النباتات، مما يساعد في التحكم بنموها وتوازنها.
كما أنه يشكل مصدر غذاء للحيوانات المفترسة مما يساهم في الحفاظ على التوازن الغذائي في النظام البيئي.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد خنزير الماء في توزيع البذور من خلال تناول الفواكه والنباتات، مما يساهم في تجديد الغطاء النباتي وتنوعه.
الأنواع المشابة
خنزير الماء الأصغر
خنزير الماء الأصغر أو الكابيبارا الأصغر (Hydrochoerus isthmius) هو قارض شبه مائي كبير يشبه خنزير الماء الشائع، ولكنه أصغر حجماً وأكثر قتامة في اللون.
ويعيش خنزير الماء الأصغر بالقرب من المياه في المستنقعات والبرك والبحيرات في بنما وكولومبيا وفنزويلا.
ويتميز بشعر بني قصير، وأرجل قصيرة، وأقدام مكفوفة جزئياً، ويبلغ طول البالغين حوالي 90 سم و وزنهم حوالي 28 كجم. [3]
وداعاً، أيها المخلوق الفريد
في الختام، نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بهذه الرحلة الشيقة في عالم خنازير الماء، هذا المخلوق المدهش الذي يجمع بين القوة والوداعة.
ندعوكم الآن لمشاركتنا آرائكم وتعليقاتكم حول هذا الحيوان الرائع.
هل لديكم أي معلومات إضافية أو تجارب شخصية تودون مشاركتها؟
نتطلع إلى سماع أصواتكم والتفاعل مع أفكاركم.