يُعرف الجرذ الأسود “Black rat” بأنه قارض ذكي ومرن، قادر على التكيف مع مجموعة واسعة من البيئات.
على الرغم من سمعته السيئة كآفة، إلا أن هذا الحيوان يثير فضول الكثيرين بمعلوماته وحقائقه المثيرة للاهتمام.
في هذه المقالة، سنغوص في عالم الجرذ الأسود، ونكشف عن جوانب حياته وسلوكه، ونستكشف دوره في النظام البيئي.
الاسم العلمي | Rattus rattus |
الأسماء الشائعة | الجرذ الأسود، جرذ السقوف، جرذ السفن، جرذ المنزل |
الفصيلة | القوارض |
الموطن | جميع أنحاء العالم |
حالة الحفظ | شائع |
محتويات
موطن الجرذ الأسود
ينتمي الجرذ الأسود إلى فصيلة القوارض، وينتشر في جميع أنحاء العالم، ويُعتقد أن موطنه الأصلي هو الهند وجنوب شرق آسيا.
وقد انتشر عبر رحلات الإنسان البحرية، مما جعله شائعاً في المناطق الساحلية وعلى السفن، حيث يزدهر في المناطق المأهولة بالسكان.
ويفضل الجرذ الأسود المناطق الاستوائية، ولكنه تأقلم مع المناخات الباردة أيضاً، ويوجد بشكل عام في أي منطقة يمكنها دعم نظامه الغذائي النباتي بشكل أساسي. [1]
أين تتواجد الجرذان السوداء؟
تتكيف الجرذان السوداء بشكل ملحوظ مع مجموعة واسعة من الموائل، حيث توجد في المناطق الحضرية داخل المستودعات والمباني السكنية والسفن.
وفي المناطق الزراعية كالحظائر وحقول المحاصيل، مفضلةً في المدن الطوابق العليا من المباني، بينما في البرية تستوطن المنحدرات الصخرية والأشجار.
حيث تبني أعشاشاً كروية من مواد ممزقة، ويمكنها الحفر في الأرض عند غياب الأشجار، كما تتواجد حول الأسوار والبرك وضفاف الأنهار والجداول.
شكل الجرذ الأسود
- يتراوح طول الجرذ البالغ بين 12.75 – 18.25 سم، باستثناء الذيل، ويزن بين 75 – 230 جراماً.
- يبلغ طول الذيل من 15 – 22 سم، الذيل خالي من الشعر ولكنه مليء بالأوعية الدموية، مما يسمح بتبادل حراري فعال مع البيئة.
- على الرغم من اسمه، يظهر الجرذ الأسود بألوان متنوعة، تتراوح من الأسود إلى البني الفاتح مع جانب سفلي أفتح.
سلوك الجرذ الأسود
يعيش الجرذ الأسود في مجموعات ويتزاوج الذكور المسيطرون بشكل متكرر أكثر من غيرهم.
بينما تكون الإناث أكثر عدوانية ولكنها أقل حركة، وتسيطر اثنتان أو ثلاث منهن على المجموعة.
وتشتهر هذه الجرذان بسلوكياتها المدمرة، فهي تقضم لحاء الأشجار وتلوث مصادر الغذاء.
وتنشظ هذه الحيوانات في الليل وتبني أعشاشها من العصي والأوراق، وقد تسكن الجحور أو الأشجار، وتستخدم ذيولها الطويلة للتوازن أثناء التسلق. [2]
التواصل
يعد الجرذ الأسود من الحيوانات التي تصدر أصواتاً للتواصل، حيث يصدر صريراً عند شعوره بالخطر أو للتواصل مع غيره.
كما يترك بقعاً زيتية لتحديد مناطق نفوذه، وتُستخدم أوضاع التهديد والاتصال الجسدي لتحديد التسلسل الهرمي داخل المجموعات.
ويعتمد هذا الحيوان على حواسه المتنوعة، مثل الرؤية والسمع واللمس والشم، لاستكشاف بيئته.
غذاء الجرذ الأسود
الجرذان حيوانات قارتة تتغذى على مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الفواكه والحبوب والنباتات، بالإضافة إلى الحشرات والطيور عند الحاجة.
ويستهلك الجرذ الواحد حوالي 15 جراماً من الطعام و15 مل من الماء يومياً، وقد تتسبب في أضرار كبيرة للمزارع والمحاصيل بسبب استهلاكها وتلويثها لمصادر الغذاء.
وتتميز الجرذان بنظام غذائي مرن، حيث يتناولون عينات صغيرة من الأطعمة المتاحة لتقييم جودتها وتجنب التسمم. [2]
المفترسات
يواجه الجرذ الأسود تهديدات مختلفة حسب موقعه؛ ففي المدن، تعتبر القطط المنزلية العدو الرئيسي.
بينما في المناطق الأقل ازدحاماً، تفترسه الطيور والحيوانات اللاحمة الأخرى مثل الثعابين والثعالب والزباد والنمس وابن عرس.
ولا تؤثر هذه الحيوانات المفترسة إلا قليلاً على السيطرة على أعداد الجرذان، لأن الجرذان تتمتع بالرشاقة والسرعة في التسلق.
وبالإضافة إلى الرشاقة، يستخدم الجرذ الأسود أيضاً حاسة السمع الحادة لاكتشاف الخطر والتهرب بسرعة من الحيوانات المفترسة.
كذلك، يتميز هذا الجرذ بسلوك عدواني تجاه أقرانه، ويظهر سلوكاً تهديدياً بالوقوف على رجليه الخلفيتين وكشف أسنانه.
تكاثر الجرذ الأسود
يتكاثر الجرذ الأسود على مدار العام إذا سمحت الظروف، خاصة في الصيف والخريف، وتنجب الأنثى ما يصل إلى 5 مرات في السنة.
وتستمر فترة الحمل من 21 – 29 يوماً، وتلد 6 – 12صغيراً ويصل الصغار إلى مرحلة التكاثر في غضون 3 – 5 أشهر.
وتولد الصغار عاجزة وتعتمد على الأم، وتفطم وتستقل في عمر 3 – 4 أسابيع، وتبقى في العش حتى تصل إلى حجمها الكامل.
ولا يشارك الذكور في رعاية الصغار، ويعيش الجرذ الأسود حوالي عام في البرية، وقد يصل إلى 4 سنوات في الأسر.[2]
حالة الحفظ
الجرذ الأسود حيوان شائع الانتشار ولا يحظى بحماية خاصة، ويشكل آفة خطيرة على البشر.
فهو يدمر المحاصيل والمزارع، ويلوث مصادر الغذاء بفضلاته.
والأهم من ذلك أنه ينقل أمراضاً خطيرة، بما في ذلك الطاعون الدبلي، عبر البراغيث التي يحملها، مما يعرض صحة الإنسان والحيوانات للخطر.
الدور في النظام البيئي
يلعب الجرذ الأسود دوراً معقداً في النظام البيئي، فهو من جهة يعتبر حيواناً مفترساً صغيراً يتغذى على مجموعة متنوعة من الحشرات والبذور والفواكه، مما يساعد في التحكم بأعداد هذه الكائنات.
ومن جهة أخرى، يعتبر فريسة للعديد من الحيوانات المفترسة، مما يساهم في الحفاظ على التوازن الغذائي.
ومع ذلك، يعتبر الجرذ الأسود أيضاً من الأنواع الغازية في العديد من المناطق، حيث يتسبب في أضرار كبيرة للنظم البيئية المحلية.
فهو يتنافس مع الأنواع الأصلية على الموارد، ويتسبب في انقراض بعضها.
وداعاً، أيها المخلوق الصغير
في الختام، نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بهذه النظرة المتعمقة إلى عالم الجرذ الأسود.
الآن، ندعوكم لمشاركة أفكاركم وتعليقاتكم حول هذا الموضوع.
هل لديكم تجارب شخصية مع الجرذ الأسود؟ شاركونا آراءكم لنثري هذا النقاش ونتبادل المعرفة.