في قلب السهوب الشاسعة لآسيا الوسطى، يعيش كائن فريد ورائع يجسد قوة التكيف والبقاء.
إنه ظبي السيغة “Saiga antelope”، الذي يتميز بأنفه الضخم المميز وقدرته على تحمل الظروف القاسية.
في هذه المقالة، سنغوص في عالم هذا المخلوق المدهش، ونتعرف على خصائصه وسلوكه وحياته.
الاسم العلمي | Saiga tatarica |
الأسماء الشائعة | ظبي السيغة، أروس، السايغا |
الفصيلة | البقريات |
الموطن | السهوب الأوراسية |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن ظبي السيغة
ينتمي ظبي السيغة أو ما يعرف باسم “السايغا” إلى فصيلة الظباء، وكان يعيش في مساحات واسعة من السهوب الأوراسية، والتي امتدت من جبال الكاربات إلى منغوليا.
وأما اليوم، فلم يعد هذا النوع موجوداً إلا في مناطق محدودة من روسيا وكازاخستان.
حيث يهاجر بعضها جنوباً إلى أوزبكستان وتركمانستان في الشتاء.
وقد انقرض هذا النوع من عدة دول، مثل رومانيا وأوكرانيا والصين ومنغوليا. [1]
البيئة
تعيش ظباء السيغة في قطعان كبيرة في مناطق شبه الصحراوية والسهوب والأراضي العشبية.
ويمكنها قطع مسافات طويلة والسباحة عبر الأنهار، ولكنها تتجنب المناطق شديدة الانحدار أو الوعرة. [1]
شكل ظبي السيغة
- يبلغ طول السايغا عند الكتف حوالي 61-81 سم، و وزنه يتراوح بين 26-69 كجم.
- تتميز السايغا بأنفها المنتفخ الذي يشبه الخرطوم، وعلامات داكنة على الخدين والأنف، وأذنين طويلتين.
- يتغير لون فراء السايغا حسب الموسم؛ ففي الصيف يكون أصفراً مائلاً للأحمر، وفي الشتاء يصبح بنياً رمادياً.
- يمتلك الذكور فقط قرون، وهي سميكة وتظهر عليها حلقات بارزة، كما تمتلك ذيل قصير يبلغ طوله حوالي 6-12 سم.
- يبدل السايغا فراءه مرتين في السنة، مرة في الربيع ومرة في الخريف.
لماذا تمتلك ظباء السيغة أنوفاً كبيرة؟
يتميز ظبي السيغة بأنف كبير منتفخ، وهذا الأنف ليس مجرد شكل مميز، بل هو تكيف حيوي يساعده على البقاء في بيئته القاسية.
حيث يعمل هذا الأنف كمرشح للغبار في الصيف الحار، حيث تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية، ويبرد الهواء الداخل إلى الرئتين لمنع الإصابة بضربة شمس.
وفي الشتاء شديد البرودة، يقوم الأنف بتدفئة الهواء قبل دخوله إلى الرئتين، مما يحميها من التلف الناتج عن الهواء البارد.
بالإضافة إلى ذلك، يمتلك ظبي السيغة معطفاً شتوياً سميكاً يساعده على تحمل البرد القارس، ويتخلص من هذا المعطف عندما يصبح الطقس دافئاً.
سلوك ظبي السيغة
تجتمع حيوانات السيغة خلال موسم التكاثر في مجموعات صغيرة تتكون من عدة إناث وذكر واحد يحمي المجموعة بشراسة.
وغالباً ما يشهد موسم التكاثر معارك عنيفة بين الذكور، قد تصل إلى حد القتل.
ونتيجة لهذه المعارك وإنفاق الذكور طاقتهم في الدفاع عن الإناث وعدم تناول الطعام خلال موسم التكاثر، قد تصل نسبة الوفيات بينهم إلى 90%.
وبعد انتهاء موسم التكاثر، تشكل حيوانات السيغة قطعاناً كبيرة تضم العشرات من الأفراد.
وقد تهاجر هذه القطعان بحثاً عن الطعام أو هرباً من الظروف الجوية القاسية.
وخلال النهار، ترعى حيوانات السيغة وتزور مصادر المياه، وفي الليل تحفر منخفضات دائرية صغيرة في التربة لتكون بمثابة أسرّة. [2]
غذاء ظبي السيغة
تتغذى ظباء السيغة على مجموعة متنوعة من النباتات، بما في ذلك أكثر من مئة نوع مختلف، مثل الأعشاب والشجيرات والأشنات.
كما تتغذى على بعض النباتات السامة التي لا تستطيع الحيوانات الأخرى أكلها.
المفترسات
تعد حيوانات السايغا فريسة سهلة للعديد من الحيوانات المفترسة، فهي معرضة بشكل كبير لخطر الافتراس من قِبل الذئاب الأوراسية.
كما أن الثعالب وعقاب السهوب والعقاب الذهبي والغربان تستهدف صغارها بشكل خاص. [1]
تكاثر ظبي السيغة
تبدأ ظباء السيغة بالتزاوج في شهر نوفمبر، حيث يتنافس الذكور للحصول على الإناث.
وبعد فترة حمل تدوم خمسة أشهر، تلد الأنثى عادةً توأمين في فصل الربيع، ويبدأ الصغار بالرعي بعد أيام قليلة من الولادة ويرضعون لمدة أربعة أشهر.
واللافت أن الصغار في الأسر قد يرضعون من إناث أخرى غير أمهاتهم، ولكن هذا السلوك لم يلاحظ في البرية.
و يصل هذا الحيوان إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر مبكر، حيث تكون الإناث قادرة على التكاثر في عمر 7 – 8 أشهر.
بينما يصل الذكور إلى هذا النضج في عمر عامين، ويعيش ظبي السيغة حوالي 12 عاماً في البرية. [2]
حالة الحفظ
تواجه ظباء السيغة خطر الانقراض بسبب الصيد الجائر لقرونها التي تستخدم في الطب الصيني التقليدي، حيث تصل قيمة القرن الواحد إلى 150 دولاراً.
وقد أدى هذا الطلب إلى تهريبها وتناقص أعدادها بشكل كبير، حتى أنها انقرضت تقريباً في الصين.
وبالرغم من حظر الصيد في بعض الدول وجهود الحماية، إلا أن الصيد الجائر لا يزال يشكل تهديداً كبيراً عليها.
بالإضافة إلى فقدان الموائل بسبب التوسع الزراعي والاستيطان البشري، والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والأمراض. [2]
الدور في النظام البيئي
يلعب ظبي السيغة دوراً هاماً في النظام البيئي الذي يعيش فيه.
فهو يعتبر من الحيوانات العاشبة التي تتغذى على النباتات، وبالتالي يساهم في تنظيم نمو النباتات وتوزيع البذور في المنطقة.
كما أنه يشكل فريسة للعديد من الحيوانات المفترسة، مما يساعد في الحفاظ على توازن السلسلة الغذائية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن روث ظبي السيغة يعتبر سماداً طبيعياً للتربة، مما يزيد من خصوبتها ويحسن من نمو النباتات.
وداعاً، أيها المخلوق المميز
بأنفه المميز وقدرته على التكيف مع الظروف القاسية، يثير ظبي السيغة إعجاب الكثيرين.
نأمل أن نكون قد قدمنا لكم صورة واضحة عن حياة هذا الحيوان المدهش.
نرحب بمشاركاتكم وتجاربكم الشخصية، إن وجدت، في التعليقات.