سمك الكنعد: دراسة علمية بيئته، تكاثره، وقيمته الغذائية بالصور

من أعماق البحار إلى موائد الملوك، يحكي سمك الكنعد “Narrow-barred Spanish mackerel”حكاية طويلة مع الإنسان.

ففي أعماق التاريخ، كان هذا السمك اللذيذ أكثر من مجرد غذاء، بل رمزاً للقوة والوفرة.

فهل تساءلت يوماً عن السر وراء شهرته التي تجاوزت الحواجز الثقافية؟ دعنا نغوص في أعماق هذا الكائن البحري ونكتشف أسراره.

سمك الكنعد: دراسة علمية بيئته، تكاثره، وقيمته الغذائية بالصور
الاسم العلميScomberomorus commerson
الأسماء الشائعةالكنعد، دراك، ديرك، وضيرك، الماكريل الإسباني ذو الشريط الضيق
الفصيلةالإسقمريات
الموطن أغلب بحار ومحيطات العالم
المواصفات الشكليةيصل طولها الأقصى إلى حوالي 200 سم
السلوكأسماك اجتماعية تميل إلى العيش في أسراب كبيرة
الغذاءآكلات اللحوم
المفترساتأسماك القرش، الثدييات البحرية، الطيور
الخصائص المميزةتتواصل عن طريق خطوط الظهر التي تعمل كإشارات بصرية متحركة

موطن سمك الكنعد

سمك الكنعد هو نوع من أنواع سمك الإسقمري البحري والتي تضم أكثر من 30 نوعاً مختلفاً، وينتمي إلى عائلة الإسقمريات التي تضم الإسقمري والتونة والبينيث.

وهي مجموعة متنوعة من الأسماك ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة، وتضم هذه العائلة 51 نوعاً موزعة على 15 جنساً، وتنقسم إلى فصيلتين فرعيتين.

بينما يتواجد سمك الكنعد في منطقة واسعة النطاق في جنوب شرق آسيا، ويمتد نطاقه إلى الغرب حتى الساحل الشرقي لأفريقيا.

كما يمتد نطاقه إلى المياه الساحلية للمحيط الهندي وبحر العرب والبحر الأحمر وخليج عمان والخليج العربي.

شكل سمك الكنعد

  • يصل طولها الأقصى إلى حوالي 200 سم، أي ما يعادل مترين، والإناث أكبر من الذكور بحوالي 80 سم في الطول.
  • يمكن أن يصل وزنها إلى 70 كجم، مما يجعلها من أكبر أنواع أسماك الإسقمري البحري.
  • تتميز بألوان زاهية ومتنوعة، حيث يكون ظهرها وجوانبها بلون أزرق داكن إلى رمادي داكن.
  • تتميز بوجود عشرات الخطوط العمودية الرفيعة على طول جوانب جسمها تشبه خطوط النمر.
  • تتحول الألوان إلى اللون الأزرق الرمادي الفضي عند الانتقال إلى منطقة البطن.
  • تعتبر سمكة الكنعد هي الأكبر بين جميع أنواع أسماك الإسقمري البحري الموجودة في المياه الأسترالية.

الفرق بين أسماك الكنعد والتونة

تشترك أسماك الكنعد والتونة والبينيث في الانتماء إلى عائلة الإسقمريات، وهي عائلة تتميز بأسماكها السريعة الحركة والرشيقة.

ورغم هذا التقارب، تظهر اختلافات واضحة بين هذه الأنواع، فبينما تتميز التونة بأجسامها القوية والعميقة، تكون أسماك الكنعد أصغر حجماً وأكثر نحافة.

ورغم هذا الاختلاف في الحجم والشكل، إلا أن جميع هذه الأسماك تتميز بخصائص مشتركة مثل وجود زعانف صغيرة عديدة على جانبي الجسم. وقدرتها على سحب زعانفها لتقليل مقاومة الماء أثناء السباحة.

سمك الكنعد: دراسة علمية بيئته، تكاثره، وقيمته الغذائية بالصور

سلوك سمك الكنعد

تُعرف أسماك عائلة الإسقمريات، بكونها أسماك اجتماعية تميل إلى العيش في أسراب كبيرة، وغالباً ما تتغذى في النهار، ونادراً في الليل.

وهذه الأسراب تتكون من أفراد من نفس النوع أو من أنواع مختلفة، وتوفر الحماية من الأعداء وزيادة فرص العثور على الغذاء.

ومع ذلك، قد يختار بعض أفراد هذه الأنواع العيش منفردة، خاصة في مراحل معينة من حياتها أو في ظروف بيئية معينة.

التواصل عن طريق الخطوط

على الرغم من أن الخطوط البارزة على ظهور أسماك الكنعد تبدو وكأنها تساعدها على التمويه. إلا أن وظيفتها الحقيقية تكمن في تسهيل التجمع والتواصل بين أفراد القطيع.

سمك الكنعد: دراسة علمية بيئته، تكاثره، وقيمته الغذائية بالصور

غذاء سمك الكنعد

يتميز سمك الكنعد بشهيته الشرهة وتنوع غذائه، وكونه من الحيوانات آكلة اللحوم، يتغذى بشكل أساسي على الأسماك الصغيرة التي تتوفر بكثرة في بيئته.

ومع ذلك، لا يقتصر طعامه على نوع واحد، بل يشمل قائمة واسعة من الكائنات البحرية، حيث يتناول بكميات أقل الروبيان والحبار.

وفي بعض الحالات، قد يشمل نظامه الغذائي أيضاً القشريات مثل السلطعون والجمبري. مما يعكس طبيعته الانتهازية في استغلال أي فرصة للحصول على الغذاء.

المفترسات

تلعب أسماك الكنعد، دوراً حيوياً في السلسلة الغذائية البحرية، فهي تشكل غذاءً أساسياً للعديد من المفترسات.

سمك الكنعد: دراسة علمية بيئته، تكاثره، وقيمته الغذائية بالصور

تكاثر سمك الكنعد

تتزامن فترة تكاثر أسماك الكنعد مع ارتفاع درجات حرارة المياه طوال فصل الصيف، خاصة في المناطق الاستوائية حيث تطول هذه الفترة.

ويرتبط موعد وضع البيض ارتباطاً وثيقاً بموسم توافر الغذاء، مما يضمن نمواً سريعاً لليرقات.

وتتميز أسماك الكنعد بخصوبة عالية حيث تضع الأنثى الواحدة مئات الآلاف من البيوض الطافية على سطح الماء.

وتختار أسماك الكنعد حواف الشعاب المرجانية كمناطق مثالية للتكاثر.

حيث تضع الإناث بيوضها المحاطة بالزيت التي تساعدها على الطفو والبقاء في الطبقات العليا من الماء.

وهي الطبقات الأكثر دفئاً والأغنى بالأكسجين والزوبلانكتون الذي يمثل الغذاء الأول لليرقات الوليدة.

وللأسف، تستغل مصائد الأسماك فترات تجمع أسماك الكنعد قبل وضع البيض، حيث تكون الأسماك غنية بالدهون.

وقد أدى هذا الاستغلال المكثف في بعض المناطق إلى انخفاض أعداد الإناث البالغة، مما قد يؤثر سلباً على أعداد هذه الأسماك.

حياة الصغار

يتغذى سمك الكنعد في مراحله الأولى على الزوبلانكتون، ثم يتحول إلى نظام غذائي آكل للحوم مع نموه، حيث يصطاد القشريات الصغيرة والأسماك.

وتعيش يرقات الكنعد في نفس البيئة التي تعيش فيها الأسماك البالغة، وتتغذى على نفس المصادر الغذائية.

وتنمو هذه اليرقات بسرعة كبيرة، حيث يمكن أن يصل طولها إلى 24 سم خلال العام الأول من حياتها.

صيد سمك الكنعد

يعتبر سمك الكنعد من الأسماك ذات القيمة الاقتصادية العالية، حيث يتم صيده على نطاق واسع في المحيطين الهندي والهادئ.

ويستخدم الصيادون مجموعة متنوعة من الطرق لصيدها، فالصيادون التجاريون يعتمدون بشكل رئيسي على الشباك الخيشومية.

بينما يفضل الصيادون الهواة استخدام الصنارة والطُعم الاصطناعي أو الطبيعي.

القيمة الغذائية

يعتبر سمك الكنعد مصدراً غنياً بالعناصر الغذائية، حيث يحتوي على نسبة عالية من اللحم القابل للأكل تصل إلى 76% من وزن السمكة.

ويتميز هذا اللحم بتركيزه العالي من البروتينات بنسبة 20%، مما يجعله مصدراً ممتازاً لبناء العضلات وإصلاح الأنسجة.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي سمك الكنعد على نسبة معتدلة من الدهون الصحية بنسبة 4.4%. والتي تساهم في توفير الطاقة اللازمة للجسم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وداعاً، أيتها السمكة القوية

من خلال رحلتنا في عالم سمك الكنعد، اكتشفنا أنه ليس مجرد وجبة لذيذة، بل هو كنز من الفوائد الغذائية وأحد أهم الثروات السمكية في منطقتنا.

لذا دعونا نعمل جميعاً للحفاظ و الحرص على اختيار الأسماك الطازجة والمستدامة. فبذلك نضمن استمتاعنا بطعمها اللذيذ وحماية البيئة البحرية للأجيال القادمة.

سمك الكنعد: دراسة علمية بيئته، تكاثره، وقيمته الغذائية بالصور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top