الذئب الحبشي: في أعماق الجبال الإثيوبية، يعيش كائن أسطوري يواجه تحديات وجودية.
إنه الذئب الحبشي “Ethiopian wolf”، مخلوق أنيق ورشيق يعتبر من أندر الكلاب البرية في العالم.
في هذه المقالة، سنتعرف على هذا الكائن الفريد، وسنستكشف عالمه الساحر، وسنناقش التهديدات التي يواجهها، والجهود المبذولة لحمايته.
الاسم العلمي | Canis simensis |
الأسماء الشائعة | الذئب الحبشي، الذئب الإثيوبي، ابن آوى الأحمر، ابن آوى القردي |
الفصيلة | الكلبيات |
الموطن | قارة أفريقيا |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن الذئب الحبشي
ينتمي الذئب الحبشي إلى فصيلة الكلبيات، وهو أحد أندر الكلبيات في العالم.
ويختلف شكله كثيراً عن الذئب الرمادي والكلاب البرية الأفريقية وباقي أنواع الذئاب في أوراسيا.
وينحصر وجوده في مناطق جبلية محدودة بإثيوبيا، حيث يتواجد بشكل أساسي في ست أو سبع سلاسل جبلية.
ويقتصر وجوده على مناطق محددة مثل جبال أرسي وبالي وسيمين وشمال شرق شوا وجوجام وجبل جونا.
ويعد أبرزها جبا
ل بالي التي تضم أكبر تجمع له، ويبلغ عدده فيها من 120 – 160 ذئب.
وهذا التوزيع الجغرافي الضيق يجعل الذئب الحبشي عرضة للانقراض. [1]
البيئة
يتواجد الذئب الحبشي في المناطق الجبلية العالية في أفريقيا في المراعي الجبلية والأراضي الحرجية ذات الغطاء النباتي القصير.
ويتراوح ارتفاع هذه المناطق التي يعيش فيها بين 3000-4400 متر فوق سطح البحر. [2]
شكل الذئب الحبشي
- تم التعرف على نوعين فرعيين، ويبلغ طول الجسم حوالي 85-101 سم، وارتفاعه 53-62 سم.
- يبلغ وزن الذكور 14-19 كجم، والإناث 11-14 كجم، والذكور أكبر من الإناث.
- يتميز بأرجل طويلة وجمجمة مسطحة وخطم طويل.
- يتميز بفرو قصير وكثيف لحمايته من البرد.
- لونه العام أحمر، مع علامات بيضاء مميزة على الحلق والصدر والبطن.
- يتميز بشريط أبيض حول الرقبة، وحواف سوداء للشفتين واللثة، وعلامات بيضاء على الوجه.
- عادةً ما يكون لون فراء الإناث أفتح من الذكور.
سلوك الذئب الحبشي
ينشط الذئب الحبشي في النهار وينام في العراء أثناء الليل، بمفرده أو في مجموعات، ولا ينام هذا النوع أبداً في أوكار، ويستخدمها فقط لولادة الصغار.
وهو كائن اجتماعي يعيش في مجموعات، تتكون من 3-20 فرداً بالغاً، على الرغم من أن المجموعات من ستة ذئاب هي الأكثر شيوعاً.
وكما هو الحال مع الكلاب الأخرى، توجد تسلسلات هرمية واضحة داخل هذه المجموعات، وتتزاوج الإناث عادةً مع الذكر المسيطر.
وتعيش هذه المجموعات في مناطق محددة تدافع عنها بشراسة، ويتأثر حجم المنطقة وحجم القطيع بعدة عوامل، بما في ذلك وفرة الطعام. [2]
التواصل
تتميز الذئاب الحبشية بسلوكيات اجتماعية معقدة للتواصل والحفاظ على أراضيها.
فهي تقوم بوضع علامات شمية على حدود أراضيها للتأكيد على ملكيتها، وتدافع عنها بشراسة ضد المجموعات الأخرى.
وتستخدم مجموعة متنوعة من الأصوات للتواصل، مثل نداءات الإنذار والتحية والتهديد، والتي تلعب دوراً حيوياً في تماسك القطيع وتنظيم سلوكه.
غذاء الذئب الحبشي
يعتمد الذئب الإثيوبي بشكل أساسي على القوارض وخاصةً “فئران الخلد الأفريقية كبيرة الرأس” للحصول على غذائه.
ويشمل نظامه الغذائي أيضاً فئران العشب، وأرانب المرتفعات، وبعض أنواع القوارض الأصغر، وحتى الطيور الصغيرة وبيضها.
كما أنها تفترس صغار الظباء، وصغار النيالا الجبلية، والوبر الصخري.
وفي بعض الحالات، قد يتغذى على الحشرات أو النباتات، مثل رحيق الأزهار.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الذئب الحبشي لا يشكل تهديداً كبيراً للماشية، ويركز بشكل أكبر على الفرائس البرية المتوفرة في بيئته الجبلية. [1]
طريقة الصيد
يعتمد الذئب الحبشي على استراتيجيات صيد فريدة تتضمن البحث عن الطعام بمفرده واستغلال وجود قطعان الماشية والقرود.
فبالتعاون المؤقت مع قطعان القرود والماشية، يتمكن الذئب من اصطياد القوارض بسهولة أكبر وسط القطعان.
فوجود العديد من الحيوانات الأكبر حجماً يجعل من الصعب على القوارض اكتشاف التهديدات.
كما يلجأ الذئب إلى حفر الجحور لاصطياد الفرائس الصغيرة، ويتعاون أحياناً مع ذئاب أخرى لصيد فرائس أكبر حجماً مثل صغار الظباء والحملان.
الدور في النظام البيئي
تلعب الذئاب الحبشية دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي من خلال تنظيم أعداد القوارض.
مما يساهم في الحفاظ على الغطاء النباتي وحماية المحاصيل الزراعية.
تكاثر الذئب الحبشي
تواجه الذئاب الحبشية تحديات في الانتشار خارج المجموعة بسبب محدودية الموائل، مما يؤدي إلى تزاوج داخلي في المجموعة.
ولتجنب هذه المشكلة، تلجأ الإناث إلى التزاوج خارج المجموعة مع ذكور من مجموعات أخرى، خاصة الإناث في سن 2-3 سنوات.
بينما يقتصر التزاوج داخل المجموعة على الذكر المهيمن والأنثى المهيمنة، وتحدث عملية التكاثر مرة واحدة سنوياً بين أكتوبر ويناير. [1]
لماذا تتجنب الحيوانات التزاوج بين الأقارب؟
يتم تجنب التزاوج الداخلي بين الكائنات الحية عموماً لأنه يؤدي إلى انخفاض في صحة وحيوية النسل، وهي ظاهرة تعرف بـ”انحدار التزاوج الداخلي”.
ويحدث ذلك بسبب زيادة احتمال توارث الأفراد للجينات الضارة المتنحية من كلا الوالدين، مما يؤدي إلى ظهور صفات غير مرغوبة أو أمراض وراثية.
العناية بالجراء
تلد الأنثى المهيمنة في كل مجموعة من 2 – 6 صغار بعد فترة حمل تستمر حوالي 62 يوماً، وتقوم بتربية الصغار في أوكار تحت الأ رض.
وتولد الجراء عمياء وبلا أسنان، ولونها رمادي غامق مع بقع صفراء.
وبعد حوالي ثلاثة أسابيع، يبدأ فروها بالتغير إلى اللون الطبيعي للبالغين وتخرج من الوكر.
ويغير القطيع مواقع الأوكار بشكل متكرر، ويساهم جميع أعضاء المجموعة في حماية وإطعام الجراء.
وتُفطم الجراء تماماً عن الحليب في سن 10 أسابيع إلى ستة أشهر، وقد شوهد البالغون وهم يقدمون الطعام للصغار حتى سن عام واحد.
بينما يصل الذئب الحبشي إلى النضج الجنسي في عامه الثاني، وتشير التقديرات إلى أن متوسط عمره يتراوح بين 8 – 10 سنوات في البرية. [2]
حالة حفظ الذئب الحبشي
صُنف الذئب الحبشي كنوع مهدد بالانقراض بسبب تراجع أعداده وتجزئة موطنه.
ويتعرض هذا النوع لضغوط متزايدة نتيجة توسع النشاط البشري، مما أدى إلى تدهور موائله بسبب الرعي الجائر وانتشار الأمراض والتزاوج مع الكلاب الضالة.
ويعمل برنامج الحفاظ على الذئاب الحبشية في جامعة أكسفورد على حماية هذا النوع من خلال برامج التطعيم والتوعية المجتمعية.
وداعاً، أيتها المخلوقات النادرة
إن الذئب الحبشي يمثل لغزاً بيولوجياً مثيراً للاهتمام، وهناك الكثير مما لا نعرفه عن هذا النوع.
ونشجع على إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات حول الذئب الحبشي، فهذا سيساعدنا على فهمه بشكل أفضل وحمايته.
شاركونا في التعليقات بأي معلومات أو حقائق جديدة اكتشفتموها عن الذئب الحبشي.