أنواع فقمة الفراء: حقائق رائعة عن هذه المخلوقات البحرية المميزة

في عالم البحار المدهش، توجد مخلوقات ساحرة تجمع بين الجمال والقوة والتكيف.

إنها فقمة الفراء “Fur seal” تلك الكائنات التي تتميز بفروها الثمين وحياتها الاجتماعية المعقدة.

في هذه المقالة، سنغوص في عالم هذه المخلوقات المميزة، ونتعرف على أنواعها المختلفة وخصائص كل نوع.

أنواع فقمة الفراء

فقمة الفراء هي مجموعة متنوعة من زعنفيات الأقدام تضم تسعة أنواع تنتمي إلى فصيلة الفقمة ذات الأذنين، وعائلة فقمات الفراء.

وتتميز هذه الفقمات بوجود أذنين خارجيتين وزعانف أمامية طويلة وقوية، مما يمكنها من المشي على أربع.

بالإضافة إلى فراء سفلي كثيف كان هدفاً للصيد التجاري، وتعتبر فقمة الفراء أقرب وراثياً إلى أسود البحر منها إلى الفقمة الحقيقية.

وتوجد ثمانية أنواع من فقمة الفراء في نصف الكرة الجنوبي، بينما النوع التاسع، فقمة الفراء الشمالية، يسكن شمال المحيط الهادئ.

والآن، يسعدنا أن تُكمل رحلتك في عالم الحيوانات البحرية الشيقة!

فبعد أن تعرفت على فقمة الفراء القطبية الجنوبية وفقمة الفراء الشمالية، حان الوقت لاستكشاف أنواع أخرى من فقمة الفراء: [1]

1- فقمة الفراء البنية

فقمة الفراء البنية (Arctocephalus pusillus) المعروفة أيضاً بالفقمة الأفريقية الأسترالية، هي أكبر أنواع فقمات الفراء.

وتعيش على السواحل الجنوبية لأفريقيا وجنوب أستراليا، ويتميز الذكور بكبر الحجم واللون الداكن مع عُرف مميز، بينما الإناث أصغر وأفتح لوناً.

وتتغذى فقمة الفراء البنية بشكل رئيسي على الأسماك والحبار، ويعتقد أن طيور النورس والطيور البحرية الأخرى تنقر عيون صغار الفقمة.

وخاصة الأفراد المرضى أو المصابين، لجعلها عاجزة ومعاقة، حيث تبدأ في التهام لحومها.

وتعيش هذه الفقمة الفضولية التي تسبح مع الغواصين في المياه وعلى الصخور والشواطئ الصخرية، وتواجه تهديدات من الحيوانات المفترسة كالقرش الأبيض والحيتان القاتلة.

بالإضافة للصيد في ناميبيا رغم حمايتها في دول أخرى مثل جنوب أفريقيا وأستراليا حيث تتعافى أعدادها بعد تاريخ من الصيد الجائر، وتصنف الآن ضمن الأنواع الأقل إثارة للقلق.

2- فقمة الفراء غالاباغوس

فقمة الفراء غالاباغوس (Arctocephalus galapagoensis) وهي أصغر أنواع الفقمات ذات الأذنين.

وتستوطن في جزر غالاباغوس في شرق المحيط الهادئ، وتعيش في مستعمرات على الشواطئ الصخرية.

وتُعرف بفرائها البني الفاتح وعيونها الكبيرة التي تساعدها على الصيد ليلاً.

و رغم أن أعدادها وصلت إلى 30 ألفاً عام 1970، إلا أنها تواجه انخفاضاً منذ الثمانينيات بسبب التلوث والأمراض.

وتتميز هذه الفقمات بسلوك تكاثر فريد، حيث تعتمد صغار فقمة الفراء على حليب أمهاتها لمدة تصل إلى 18 شهراً.

وقد يمتد الفطام إلى 2-3 سنوات في الظروف الصعبة، مما يعني ولادة جراء جدد قبل فطام الأشقاء الأكبر سناً.

هذه الاستراتيجية تضمن بقاء نسل الأم حتى في أسوأ الظروف، ولكنها تؤدي أيضاً إلى صراع بين الأم وصغارها.

حيث يتنافس الأشقاء الأكبر سناً مع إخوتهم الأصغر سناً على الحليب، مما قد يؤدي إلى موت الأصغر جوعاً.

وتحمي الإكوادور هذه الأنواع منذ 1934، وأقامت محميات بحرية وحديقة وطنية.

ولكن التهديدات المستمرة مثل التلوث البلاستيكي والأنواع الغازية تبقى تحدياً لبقائها، وتصنف كنوع “مهدداً بالانقراض” بسبب تقلبات أعدادها المحدودة.

3- فقمة الفراء غوادالوبي

فقمة الفراء غوادالوبي (Arctocephalus townsendi) تعيش في جزيرة غوادالوبي المكسيكية.

وتتميز بفراء بني غامق أو رمادي مع عُرف فضي، ويكون الذكور أكبر حجماً وأثقل وزناً من الإناث.

وقد نجت فقمة الفراء غوادالوبي من حافة الانقراض بعد أن قلص الصيد التجاري في القرن التاسع عشر أعدادها لبضع عشرات فقط، لترتفع إلى نحو 10,000 بحلول التسعينيات.

وبفضل الحماية القانونية، خاصةً في المكسيك، تجاوزت أعدادها اليوم 34,000. رغم بقائها أقل من تعدادها التاريخي، وتعد مثالاً ملهماً لانتعاش الحياة البرية بعد جهود الحفظ.

4- فقمة الفراء خوان فرنانديز

فقمة الفراء خوان فرنانديز (Arctocephalus philippii) هي ثاني أصغر فقمات الفراء بعد فقمة الفراء غالاباغوس.

وتعيش بشكل حصري في جزر خوان فرنانديز وجزر ديسفينتوراداس على ساحل المحيط الهادئ في أمريكا الجنوبية.

وتتميز هذه الفقمة بفراء بني قصير وقوي، وزعانف أمامية وخلفية قصيرة نسبياً، ويكون الذكور أكبر بكثير من الإناث ولهم أعناق أكثر سمكاً.

وتعيش هذه الفقمة حياة منعزلة، حيث تبحث عن طعامها في البحر وتخرج إلى الشواطئ الصخرية للراحة.

و تواجه هذه الفقمة تحديات بيئية، مثل فقدان الموائل والتلوث، مما يؤثر على بقائها، وتصنف الآن ضمن الأنواع الأقل إثارة للقلق.

5- فقمة الفراء جنوب أستراليا

تُعرف فقمة الفراء جنوب أستراليا (Arctocephalus forsteri) أيضاً بفقمة الفراء النيوزيلندية، وهي نوع من فقمة الفراء التي تعيش بشكل رئيسي في جنوب أستراليا ونيوزيلندا.

ويتميز هذا النوع بوجود فراء بني رمادي على ظهرها وأفتح على بطنها.

وتتكاثر فقمة الفراء جنوب أستراليا في الفترة من نوفمبر إلى يناير، وتلد الإناث صغيراً واحداً وترضعه لمدة تصل إلى 300 يوم.

وقد كانت هذه الفقمة تتكاثر في جميع أنحاء نيوزيلندا قبل وصول البشر، لكن الصيد من قبل الماوري والمستوطنين الأوروبيين أدى إلى تقليل أعدادها بشكل كبير وكاد أن يقضي عليها.

واليوم، تعد مصايد الأسماك التجارية أحد الأسباب الرئيسية لوفاة هذه الفقمة بسبب التشابك والغرق.

بالإضافة إلى إطلاق النار عليها من قبل الصيادين الذين يعتبرونها معيقة لعملهم.

وقد أدت هذه العوامل إلى تقليل أعدادها بشكل كبير، مما دفع إلى اتخاذ إجراءات لحمايتها، وتصنف الآن ضمن الأنواع الأقل إثارة للقلق.

6- فقمة الفراء الأمريكية الجنوبية

تتكاثر فقمة الفراء الأمريكية الجنوبية (Arctocephalus australis) على سواحل بيرو وتشيلي وجزر فوكلاند والأرجنتين وأوروغواي والبرازيل.

وتتميز هذه الفقمة بفراء رمادي داكن أو بني، وتفضل هذه الفقمة الشواطئ والجزر الصخرية.

ويقدر إجمالي عددها بحوالي 250 ألفاً، على الرغم من أن هذا التقدير قديم ومتفرق، وتشير البيانات الحديثة إلى أن أكبر عدد من هذه الفقمة يوجد في جزر فوكلاند، يليها أوروغواي.

7- فقمة الفراء شبه القطبية الجنوبية

فقمة الفراء شبه القطبية الجنوبية (Arctocephalus tropicalis) توجد في الأجزاء الجنوبية من المحيط الهندي والهادئ والأطلسي.

وتتميز هذه الفقمة بحجمها المتوسط مقارنة بفقمات الفراء الأخرى، وتتمتع بصدور و وجوه برتقالية كريمية، وبطون بنية، وظهور رمادية داكنة إلى سوداء عند الذكور ورمادية فاتحة عند الإناث.

كما يتميز الذكور بخصلة شعر داكنة أعلى رؤوسهم، وتصنف كنوع “أقل إثارة للقلق”

وداعاً، أيتها المخلوقات المميزة

بعد هذه الجولة في عالم فقمة الفراء، نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بمعرفة المزيد عن هذه المخلوقات المميزة.

ندعوكم لمشاركة آرائكم وتعليقاتكم في قسم التعليقات.