محتويات
القط البري
القط البري : في أحضان الغابات الكثيفة ، حيث تُغني العصافير وتُزهر الأزهار ، يسكن حيوان رشيق يُعرف باسم “القط البري”. حيث يُعد من الحيوانات المفترسة الصغيرة التي تُعرف بقدرتها على التكيّف مع بيئة الغابات المتنوعة . و في هذه المقالة ، سنُبحر في عالم القط البري ، ونكشف عن ميزاته الجسديةِ الفريدة ، وسلوكهِ الاجتماعيِ ، و تكاثره و عنايته بصغاره .
انضمّوا إلينا في هذه الرحلة المشوقة لنتعرف على هذا المخلوق المدهش :
الموطن
ينتمي القط البري إلى فصيلة السنوريات ، و يوجد نوعان منه و هما : القط البري الإفريقي ، القط البري الأوروبي . و يعيش القط الأوربي في معظم أرجاء قارة أوروبا ، باستثناء جزء كبير من الجزر البريطانية . بينما يعيش القط الإفريقي في معظم أرجاء قارة إفريقيا و يمتد نطاقه إلى شبه الجزيرة العربية وصولاً إلى الهند و الصين و روسيا .[2]
البيئة
يتواجد القط البري في بيئات عديدة ، حيث يتواجد النوع الإفريقي في الصحاري و المناطق الجبلية . بينما يتواجد النوع الأوروبي في الغابات ، و يتفادى المناطق التي تكون الثلوج بها عميقة . و يفضل كلا النوعين الاختباء في الجحور أو بين الصخور أو في تجاويف الأشجار .
القط البري الآسيوي
يوجد نوع فرعي للقط البري الإفريقي ، وهو القط البري الآسيوي و يعيش في كازاخستان و الهند وغرب الصين وجنوب منغوليا . حيث يتواجد في المناطق الصحراوية المنخفضة وشبه الصحراوية المتاخمة لبحر قزوين . كما يتميز هذا النوع بفراء ذو لون رملي فاتح مع وجود بقع صغيرة مستديرة في الجزء العلوي من جسمه . [3]
شكل القط البري
- يتم الخلط بين القطط البرية والقطط المنزلية ، و تتميز القطط البرية بأن أرجلها أطول .
- يبلغ طول الذكور 43 -91 سم من الرأس إلى الجسم ، والاناث 40 – 77 سم .
- يغطي جسمهم عمومًا لون رمادي – بني و خطوط سوداء على الجسم بالكامل .
- القطط البرية الأوروبية لها فراء شتوي سميك ، مما يجعلها تبدو أكبر من القطط البرية الأخرى .
- تتميز القطط البرية الأفريقية بوجود اللون الأصفر الرملي مع الرمادي و البني ، مع خطوط و بقع داكنة .
السلوك
ينشط القط البري في الليل أو عند الغسق والفجر ، و هو حيوان منعزل باستثناء فترة التكاثر أوعندما يكون لدى الأنثى صغار . بينما تمتلك هذه القطط حاسة شم وسمع متطورة ، حيث يمكن لآذان القط أن تدور بسرعة للتعرف على مصدر صوت . مما يمكن للقطط سماع أصوات الموجات فوق الصوتية التي تصدرها القوارض الصغيرة . كما تتيح لهم حاسة السمع الخارقة بتحديد موقع الفريسة والتقاطها دون رؤيتها . [1]
التواصل
يقوم ذكور القطط البرية بتحديد المناطق عن طريق رش البول على الأشياء في جميع مناطقهم . كما تمتلك هذه القطط غدد رائحة على جباهها ، وبالقرب من قاعدة ذيولها . و تقوم القطة بفرك هذه الغدد على الأشياء لتمييزها برائحتها . و تتواصل كذلك عن طريق العديد من الإشارات البصرية كخدش الأشجار و هز الذيل ، كما لديها العديد من الأصوات لتواصل فيما بينها .
الغذاء
يعتبر القط البري من آكلات اللحوم ، حيث يتغذى على الفئران والجرذان و الجرابيع و الأرانب البرية و الطيور و بيضها . كما يتغذى على السحالي و الأفاعي و العناكب و الحشرات الكبيرة كالجراد .
المفترسات
تكون القطط الصغيرة عديمة الخبرة أكثر عرضة للافتراس من قبل الحيوانات المفترسة الأكبر حجمًا ، مثل الذئاب و الثعالب ، والطيور الجارحة مثل البوم والصقور . بينما تتميز القطط البرية بشراستها عندما تتعرض للتهديد ، ويمكنها حماية نفسها من الحيوانات الأكبر منها .[1]
تكاثر القط البري
يتكاثر في أوقات مختلفة من العام مرة أو مرتين ، اعتمادًا على المناخ المحلي . و يجتمع الذكور حول الأنثى و يتقاتلون من أجل التزاوج معها ، و قد يتزاوج أكثر من ذكر مع الأنثى . بعد ذلك ، تبدأ فترة الحمل التي تستمر 56 – 68 يومًا ، و تلد الأنثى صغارها بين الصخور أو بين النباتات الكثيفة ، و تضع 1 – 8 صغار و تعتني الأنثى وحدها بالصغار .
العناية بالصغار
يولد الصغار بأعين مغلقة ولا يستطيعون المشي ، و تفتح أعينهم بعد 10 أيام . بينما تستمر فترة الرضاعة 3 – 4 أشهر ، و يبقى الصغار طوال تلك الفترة مع والدتهم . حيث تقوم بتعليهم الصيد و قتل الفرائس ، فتقوم باحضار فئران مصابة إلى صغارها ليتعلوا طريقة القتل . و تصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي بعد 9 -11 شهرًا ، و أما الذكور ينضجون بعد 9 – 22 شهرًا . و يمكن للقطط البرية العيش 13 – 14 عاماً في الطبيعة .
حقائق عن القط البري
- يُؤدّي دورًا هامًا في النظام البيئي للغابة ، حيث يُساعد على التحكم في أعداد الحيوانات الصغيرة والقوارض .
- يعتقد أن القطط المنزلية تنحدر من القطط البرية الأفريقية وتوجد تقريبًا في جميع أنحاء العالم بصحبة البشر .
- تستخدم القطة شواربها للكشف عن حركة الفريسة أو لتحديد ما إذا كان بإمكان أجسامها الدخول من خلال الفتحات الصغيرة .
- تأكل القطط العشب من أجل تنظيف معدتها من الأطعمة غير القابلة للهضم ، مثل العظام والفراء والريش .
- يعد من الأنواع المهددة بالانقراض ، وذلك بسبب التهجين مع القطط المنزلية و تعرضه المستمر للحوادث المرورية و الزحف العمراني .
ننصحك بالتعرف على ” القط الرملي : حارس الظلام في صحراء شبه الجزيرة العربية ” بالضغط هنا