تخيل نفسك تسير في رحلة استكشافية عبر أدغال كثيفة، حيث الأشجار الشاهقة تتشابك أغصانها وتُخفي أشعة الشمس.
والهواء يعبق برائحة التربة الرطبة والنباتات المزهرة.
وفجأة، تلمح ظلاً أسود يتحرك بين الأوراق، عيون ذكية تراقبك بحذر، علامات بيضاء مميزة على صدره تُضفي عليه مظهراً فريداً.
إنه دب الشمس “Sun bear”، أحد أكثر الحيوانات غموضاً وسحراً في العالم.
هل أنت مستعد للمغامرة و التعرف عليه ؟
الاسم العلمي | Helarctos malayanus |
الأسماء الشائعة | دب الشمس ، دب العسل |
الفصيلة | الدببة |
الموطن | قارة آسيا |
المواصفات الشكلية | يعد أصغر أنواع الدببة ، حيث يبلغ طوله حوالي 70 سم عند الكتف ويزن 25 – 65 كجم |
السلوك | ينشط في الليل و يعيش بمفرده |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | البشر |
الخصائص المميزة | مخالب طويلة و قوية ، متسلق ماهر |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن دب الشمس
ينتمي دب الشمس إلى فصيلة الدببة، وهو أصغر أنواع الدببة، حيث يبلغ طوله حوالي 70 سم عند الكتف ويزن 25-65 كجم.
بينما ينتشر هذا النوع في منطقة واسعة تُغطّي جبال الهيمالايا الشرقية في الصين إلى سيشوان.
ثم يمتد جنوباً في جميع أنحاء بورما وأجزاء من الهند الصينية و شبه جزيرة الملايو. [1]
البيئة
تفضل دببة الشمس العيش في الغابات الاستوائية المنخفضة الكثيفة.
وتتميز هذه الدببة بقدرتها الممتازة على التسلق، لذلك فإنها تقضي معظم وقتها على فروع الأشجار.
وتأخذ حمامات شمسية أو تنام على الأشجار على ارتفاع 2 – 7 أمتار فوق سطح الأرض، وهي أكثر أنواع الدببة التي تعيش على الأشجار.
سبب تسمية دب الشمس
حصل دب الشمس على اسمه من رقعة الصدر التي تشبه الشمس.
حيث توجد على صدر هذا النوع رقعة مميزة على شكل حرف “U” يتراوح لونها من الأصفر إلى الأبيض، وتختلف بشكل كبير في الحجم والشكل.
وفي بعض الحالات، قد تكون هذه العلامة كبيرة جداً، بينما قد تختفي تماماً في حالات أخرى.
ويُعتقد أن هذه العلامة تلعب دوراً في تضخيم حجم الدب أثناء المعارك.
شكل دب الشمس
- يتميز بحجمه الصغير نسبياً مقارنة ببقية أفراد فصيلة الدببة، حيث يبلغ ارتفاعه عند الكتف حوالي 70 سم.
- يتراوح طوله من الرأس إلى الذيل بين 1.2 – 1.5 متر، يبلغ طول ذيله القصير 3 – 7 سم فقط.
- الذكور أكبر من الإناث بشكل عام، إلا أن الفرق في الحجم ليس كبيراً، إذ لا يتجاوز 10 – 20٪.
- يتميز برأس قصير و واسع ومسطح، مع وجود آذان صغيرة مستديرة.
- يغطي جسمه فرو خشن نوعاً ما ولكنه يبدو أملساً، ويكون لونه أسود بالكامل باستثناء بعض العلامات المميزة على الصدر.
- تتميز أقدام دب الشمس بكونها كبيرة نسبياً، مع وجود مخالب على شكل منجل وأقدام عارية.
- يُعتقد أن هذه الخصائص تساعده على تسلق الأشجار بسهولة.
- يتميز بنمط مشي فريد، حيث يتم قلب أرجلها الأربعة أثناء المشي.
سلوك دب الشمس
ينشط دب الشمس في الليل ويعيش بمفرده باستثناء الأمهات وصغارها.
وتتميز هذه الدببة بقدرتها على الوقوف على أقدامها الخلفية، مما يساعدها على الحصول على رؤية أوسع للمنطقة المحيطة أو شم الأشياء البعيدة.
وعندما تواجه تهديداً، تحاول دببة الشمس تخويف أعدائها من خلال عرض رقعة الصدر المميزة.
ولا تدخل دببة الشمس في سبات شتوي، على عكس بعض أنواع الدببة الأخرى.
ويرجع ذلك على الأرجح إلى توفر الغذاء على مدار السنة في جميع أنحاء موطنها.
التواصل
تتواصل دببة الشمس مع بعضها البعض من خلال مجموعة متنوعة من الأصوات، بما في ذلك الهمهمات والاستنشاق أثناء البحث عن الحشرات.
وفي حالات نادرة، قد تصدر دببة الشمس صراخاً قصيراً مشابهاً لصراخ وحيد القرن عند الشعور بالفزع.
ومثل باقي أنواع الدببة الأخرى، يتمتع هذا النوع بحاسة شم قوية، حيث تميل إلى استخدام حاسة الشم واللمس للعثور على الطعام.
غذاء دب الشمس
تتميز دببة الشمس بأنها حيوانات آكلة للحوم والنباتات، مما يعني أنها تتغذى على مجموعة متنوعة من المصادر الغذائية حسب ما يتوفر.
ويشكل النحل والنمل الأبيض وديدان الأرض الجزء الرئيسي من نظامهم الغذائي.
وذلك بفضل ألسنتهم الطويلة التي تساعدهم على الوصول إلى هذه الحشرات في أعشاشها ومستعمراتها.
كما تعتبر الفاكهة مصدراً غذائياً مهماً عندما تكون متاحة، ولكنها غالباً ما تكون أقل انتظاماً من الحشرات.
لا تحتاج دببة الشمس عادةً إلى قطع مسافات طويلة للبحث عن الطعام، وذلك بفضل توفر مصادر الغذاء المتنوعة في بيئتها.
وفي بعض الأحيان، قد تتغذى على القوارض الصغيرة والطيور والسحالي والغزلان.
وفي المناطق المأهولة بالسكان، قد تتضمن دببة الشمس في نظامها الغذائي القمامة والماشية والفواكه الزراعية، مثل الموز. [2]
تكاثر دب الشمس
تتكاثر دببة الشمس على مدار العام، وتصل إلى النضج الجنسي في عمر 2 – 4 سنوات.
وتختلف مدة الحمل من 95 – 240 يوماً، مع ميلها إلى أن تكون أطول في حدائق الحيوان ذات المناخ المعتدل بسبب تأخر الزرع.
بينما تحدث الولادات داخل تجاويف الأشجار، وتتكون عادةً من صغير واحد أو صغيرين، ويزن كل منهما حوالي 325 جراماً.
العناية بالصغار
تولد الصغار صماء وأعينها مغلقة، وتفتح العيون بعد حوالي 25 يوماً، لكنها تظل ضعيفة البصر حتى 50 يوماً بعد الولادة.
وتتحسن حاسة السمع خلال الخمسين يوماً الأولى، وتعتمد الصغار التي يقل عمرها عن شهرين على التحفيز الخارجي للتغوط من أمها حيث تقوم بلعق مؤخرتهم من أجل تحفيزهم على التغوط.
وتحمي الأمهات صغارها بشراسة، ويبقى الصغار مع والدتهم طوال السنوات الثلاث الأولى من حياتهم تقريباً.
بينما يمكن أن تعيش دببة الشمس في الأسر لأكثر من 20 عاماً، مع تسجيل بعض الحالات الاستثنائية التي وصلت إلى 31 عاماً.
دور دب الشمس في النظام البيئي
تلعب دببة الشمس دوراً حيوياً في نشر بذور العديد من النباتات في الغابات الاستوائية.
حيث تتمتع هذه الدببة بحمية متنوعة تشمل الفواكه، وعادةً ما تبتلع هذه الفواكه مع بذورها.
بعد ذلك، تمر هذه البذور عبر الجهاز الهضمي للدب دون هضم، ويتم إخراجها في برازها في مناطق مختلفة من الغابة.
ومع نمو هذه البذور، تنمو نباتات جديدة، مما يساعد على تجديد الغابات والحفاظ على تنوعها البيولوجي.
وفي دراسة أجريت على دببة الشمس الماليزية في بورنيو، تم العثور على 309 بذرة لنوع واحد من النباتات في عينة واحدة من براز الدب.
كما تُعتبر دببة الشمس مفترسات فعالة للحشرات، خاصةً النمل الأبيض والنحل، ومن خلال افتراسها لهذه الحشرات.
تساعد دببة الشمس على التحكم في أعدادها ومنعها من الإضرار بالنباتات والمحاصيل.
حالة حفظ دب الشمس
تصنف دببة الشمس ضمن الأنواع المهددة بالانقراض في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
ويواجه هذا النوع خطرًا حقيقياً بالانقراض، حيث تُعد من أندر الدببة في العالم.
وانخفضت أعدادها بشكل مطرد بسبب إزالة الغابات والصيد غير القانوني.
ويتم تدمير موطنها الأصلي من أجل إنشاء المزارع، مما يجبرها على العيش في مناطق أصغر وأكثر عزلة.
الختام
تتلاشى دببة الشمس، تلك المخلوقات الرائعة من على وجه الأرض.
ومع كل شجرة يتم قطعها، ومع كل صياد يغزو موطنها، تقترب هذه الدببة خطوة أخرى من الانقراض.
مسؤولية إنقاذها تقع على عاتقنا جميعاً، فلنكن يداً واحدةً لحماية هذه الكائنات الفريدة، ولنمنعها من أن تصبح ذكرى من الماضي.
فلنرفع أصواتنا ونطالب بحمايتها، ولنعمل معاً لضمان بقائها للأجيال القادمة.
ننصحك بالتعرف على” الأولينغو: حيوان فريد من فصيلة الراكونيات”