في أعماق الغابات المطيرة في سومطرة وبورنيو، يتجول مخلوق قديم ذو هيبة مهيبة إنه “وحيد القرن السومطري”. وبقرنه المنفرد وجسمه المدرع، يصنع مشهدًا آسرًا، ولكنه أيضًا رمز لحالة الحفظ الحرجة التي تواجهها العديد من الأنواع في عالمنا اليوم.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية فريدة مليئة بالمعلومات المفيدة !
محتويات
الموطن
ينتمي وحيد القرن السومطري (Dicerorhinus sumatrensis) إلى فصيلة إلى فصيلة “الكركدنيات” و رتبة فردية الأصابع . ويعرف أيضاً باسم “وحيد القرن الآسيوي ذو القرنين، أو وحيد القرن المُشعر”، ويعد أصغر أنواع وحيد القرن الخمسة الموجودة. بينما كان يتواجد هذا الحيوان في السابق في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، ولكنه الآن يقتصر على جيوب صغيرة من الغابات المطيرة الجبلية والمنخفضة في سومطرة وبورنيو. [1]
البيئة
يتكيف وحيد القرن السومطري بشكل جيد مع البيئات الغابية الكثيفة، حيث يجد وفرة من الغطاء النباتي والمياه. حيث يمتلك جسمًا قويًا وأرجلًا قصيرة تساعده على التنقل في التضاريس الوعرة، وحوافر عريضة تمنع غرقه في التربة الطينية. كما يمتلك حاسة شم ممتازة تساعده في العثور على الغذاء والكشف عن الخطر.
الأنواع الفرعية
يوجد ثلاثة أنواع فرعية من وحيد القرن السومطري، وهي:
- وحيد القرن السومطري الغربي (Dicerorhinus sumatrensis sumatrensis)
- وحيد القرن السومطري الشرقي (Dicerorhinus sumatrensis harrissoni)
- وحيد القرن السومطري الشمالي (Dicerorhinus sumatrensis lasiotis)
لسوء الحظ، انقرض وحيد القرن السومطري الشمالي في البرية، ولم يتبق سوى عدد قليل من الأفراد من الأنواع الفرعية الأخرى.
شكل وحيد القرن السومطري
- يعد أصغر أنواع وحيد القرن، حيث يبلغ ارتفاعه عند الكتف حوالي 1.1 – 1.5 متر، ويتراوح وزنه بين 500 – 1000 كجم.
- يتميز بجلده السميك ذي اللون البني المحمر المغطى بشعر طويل، وهو النوع الوحيد من وحيد القرن الذي يغطي الشعر جسمه.
- يمتلك شعرًا كثيفًا يغطي جسمه، خاصةً عندما يكون صغيرًا. حيث يساعد هذا الشعر على حمايته من الحشرات والطفيليات.
- توجود طيات جلدية حول الرقبة والكتفين، وتوجد تجاعيد حول العينين، ويمتلك قرنين أحدهما أكبر من الآخر.
- تكون قرون الذكر أطول من قرون الأنثى، و يتراوح طول القرن الأمامي بين 15 – 25 سم، بينما يكون القرن الخلفي أصغر وأكثر شبهاً بـ “نتوء”.
- يمتلك حواسًا حادة، بما في ذلك السمع والشم، ولكن بصره ضعيف نسبيًا.
السلوك الاجتماعي
ينشط وحيد القرن السومطري في النهار ويعيش حياة انفرادية في الغالب، إلا خلال موسم التزاوج أو عندما تكون الأنثى مع صغيرها. حيث يمتلك كل فرد منطقة خاصة به يدافع عنها بشراسة ضد الدخلاء. بينما تتواصل هذه الحيوانات مع بعضها البعض من خلال مجموعة من الأصوات، بما في ذلك الصفير والهدير والنفخ، وكذلك من خلال ترك روثها وعلامات الرائحة في مناطقها. [2]
التغذية
يُعتبر وحيد القرن السومطري من الحيوانات العاشبة، ويتغذى بشكل رئيسي على النباتات ، بما في ذلك البراعم والأغصان والفواكه. حيث يمتلك شفة عليا مرنة تساعده على انتقاء النباتات بسهولة، ويقضي معظم وقته في البحث عن الغذاء في الغابة الكثيفة. وفي ماليزيا، تشكل الشتلات ما يصل إلى 98% من نظامه الغذائي، حيث تحد الغابات الكثيفة من نمو النباتات العشبية.
مفترسات وحيد القرن السومطري
لا يمتلك وحيد القرن السومطري البالغ العديد من المفترسات الطبيعية نظرًا لحجمه وقرونه الحادة. ومع ذلك، يمكن أن تتعرض الصغار للهجوم من قبل النمور. بينما يعد التحدي الأكبر الذي يواجه هذا الحيوان هو الإنسان، حيث يتعرض للصيد الجائر بسبب قرونه التي تستخدم في الطب التقليدي.
تكاثر وحيد القرن السومطري
تتكاثر وحيد القرن السومطري ببطء شديد، مما يزيد من صعوبة تعافي أعدادها. حيث تصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر 6 – 7 سنوات، بينما تصل الذكور إلى مرحلة النضج في عمر 10 سنوات. تستمر فترة الحمل حوالي 15 – 16 شهرًا، وتلد الأنثى صغيرًا واحدًا كل 2 – 3 سنوات.
العناية بالصغار
تبقى الصغار مع أمهاتها لمدة تصل إلى عامين، تتعلم خلالها مهارات البقاء الأساسية، مثل العثور على الغذاء وتجنب الخطر. وتعتبر رابطة الأم والصغير قوية جدًا، وتلعب الأم دورًا حاسمًا في حماية صغيرها وتربيته. في حين يمكن لوحيد القرن السومطري العيش في البرية قرابة 30 – 45 عام .
دور وحيد القرن السومطري في النظام البيئي
يلعب وحيد القرن السومطري دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة النظام البيئي للغابات المطيرة. ومن خلال تناوله للنباتات، يساعد في التحكم في نمو الغطاء النباتي والحفاظ على توازن الأنواع النباتية. كما يساهم في فتح مسارات في الغابة الكثيفة، مما يسهل حركة الحيوانات الأخرى.
الحفاظ على وحيد القرن السومطري
يواجه وحيد القرن السومطري خطر الانقراض الشديد، حيث يتبقى أقل من 80 فردًا في البرية. تشمل التهديدات الرئيسية التي تواجهه:
- الصيد الجائر: يتم صيده بشكل غير قانوني بسبب قرونه، والتي تستخدم في الطب التقليدي في بعض الثقافات الآسيوية.
- فقدان الموطن: تتعرض الغابات المطيرة، موطن وحيد القرن السومطري، للتدمير بسبب قطع الأشجار والزراعة والتوسع البشري.
- التكاثر البطيء: تتكاثر وحيد القرن السومطري ببطء شديد، مما يجعل من الصعب تعافي أعدادها.
- التجزئة السكانية: توزيع وحيد القرن السومطري في جيوب صغيرة ومعزولة يزيد من خطر الانقراض.
ننصحك بالتعرف على “حمار الزرد الجبلي : كل ما تود معرفته عن الحمار المخطط بالصور” بالضغط هنا