في أعماق غابات أمريكا الجنوبية الكثيفة، يعيش مخلوق رائع يُعرف باسم الدب ذو النظارة “Spectacled bear”.
ويتمتع هذا الحيوان الضخم بجمال فريد، ولكن للأسف، يواجه هذا النوع خطراً كبيراً يهدد بقاءه.
انضموا إلينا في هذه الرحلة المثيرة لنتعرف على مصير الدب ذو النظارة!
الاسم العلمي | Tremarctos ornatus |
الأسماء الشائعة | الدب ذو النظارة ، دب أمريكا الجنوبية ، دب الأنديز ، دب الأنديز قصير الوجه |
الفصيلة | الدببة |
الموطن | أمريكا الجنوبية |
المواصفات الشكلية | عبارة عن دببة متوسطة الحجم، يكون الذكور أكبر من الإناث |
السلوك | تعيش بشكل منفرد، باستثناء الإناث مع صغارها |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | أسد الجبل ، اليغور |
الخصائص المميزة | متسلق بارع ، حاسة شم قوية |
حالة الحفظ | معرض للخطر |
محتويات
موطن الدب ذو النظارة
ينتمي الدب ذو النظارة إلى فصيلىة الدببة، وهو أكبر حيوان آكل للحوم في أمريكا الجنوبية، على الرغم من أن 5٪ فقط من نظامه الغذائي يتكون من اللحوم.
بينما يمتد نطاق هذا النوع في جميع أنحاء المناطق الجبلية في جبال الأنديز في الإكوادور وكولومبيا وفنزويلا وبيرو وبوليفيا.
كما يتواجد أيضاً في شمال غرب الأرجنتين وفي بنما. [1]
البيئة
تتمتع الدببة ذات النظارة بموطن واسع ومتنوع يمتد عبر جبال الأنديز، وتُعد الغابات السحابية الكثيفة موطنها المفضل، حيث توفر لها وفرة من الطعام والمأوى.
ولكن رحلة هذه الدببة لا تقتصر على الغابات فقط، بل تشمل أيضاً مناطق البارامو، وهي عبارة عن سهول جبلية مرتفعة تتميز بنباتاتها الفريدة، والغابات ذات الأشجار المتنوعة، والمراعي المفتوحة.
شكل الدب ذو النظارة
- عبارة عن دببة متوسطة الحجم ويكون الذكور أكبر من الإناث، وأحياناً 2 أضعاف وزنهم.
- يزن الذكور ما بين 100 – 200 كجم، بينما تزن الإناث ما بين 35 – 82 كجم.
- يصل ارتفاع الدب البالغ عند الكتفين من 60-90 سم.
- يغطي الجسم فراء أسود موحد في الغالب، مع وجود أفراد بلون بني محمر.
- يتمتع بفراء متوسط الطول وكثيف، مع ذيل قصير مخفي.
- توجد علامات بيضاء حول العينين تشكل “نظارات” مميزة، تمتد أحياناً إلى الصدر.
- يمتلك بنية ممتلئة، آذان صغيرة مستديرة، رقبة قصيرة سميكة، فك قوي، أسنان حادة لنظامهم الغذائي العاشب.
- تكون الأطراف الأمامية أطول من الخلفية لتساعده في التسلق.
الحواس الخارقة
يتمتع الدب ذو النظارة بحاسة شم استثنائية تفوق بكثير حاسة شم البشر.
حيث تمكنه هذه الحاسة القوية من كشف وجود الطعام من مسافات بعيدة، حتى عندما تكون الثمرة ناضجة وموجودة أعلى شجرة.
وعلى الرغم من أن حاسة الشم لديه قوية، إلا أن سمعه يُعد معتدلاً.
ولكن بصر الدب ذو النظارة قصير المدى، مما يعني أنه يُواجه صعوبة في الرؤية على مسافات بعيدة.
سلوك الدب ذو النظارة
تميل الدببة ذات النظارة إلى العيش بشكل منفرد، باستثناء الإناث مع صغارها.
ولكن قد تتجمع هذه الدببة في مناطق يتوفر فيها الطعام بكثرة.
ويختلف الرأي حول نمط نشاط هذه الدببة، حيث يجادل البعض بأنها نشطة نهاراً وليلاً. بينما يرى البعض الآخر أنها نشطة ليلاً فقط.
وعلى العكس من باقي أنواع الدببة الأخرى، لا توجد أي دلائل تشير إلى أن هذا النوع يقضي أي جزء من السنة في حالة سبات. [2]
الحركة والنشاط
تُعدّ الدببة ذات النظارة متسلقين مهرة، وتقضي وقتاً لا بأس به على الأشجار.
حيث تُنشئ هذه الدببة منصات أو أعشاشاً في فروع الأشجار التي تتغذى عليها، وتستخدمها للنوم أيضاً.
ومن غير المرجح أن تكون هذه الدببة إقليمية بشكل كبير، حيث لوحظت وهي تتغذى في مجموعات صغيرة عندما يكون الطعام وفيراً.
التواصل
يُعد الشم الشكل السائد للتواصل بين الدببة ذات النظارة.
كما تم وصف ما لا يقل عن خمسة أصوات تواصل صوتي مميزة تستخدم بين الأمهات والأشبال.
وعادةً ما تتميز الدببة ذات النظارة بسلوكها الحذر والخاضع عند مواجهة البشر أو الدببة الأخرى.
ولكن قد تتحول هذه الدببة إلى سلوك عدواني في حالتين: إذا اعتبرت الدببة أن الدخيل يشكل تهديداً لها، أو إذا شعرت الأم أن صغارها في خطر.
غذاء الدب ذو النظارة
تُعدّ الدببة ذات النظارة، إلى جانب الباندا العملاقة، من أكثر أنواع الدببة العاشبة.
حيث يُعد الطعام المفضل لدى هذه الدببة هو الفواكه، وخاصةً البروميليا.
و تتناول الدببة ذات النظارة أيضاً مجموعة واسعة من النباتات، بما في ذلك الطحالب، الصبار، الفاكهة، الخيزران، العسل، خشب الأشجار، النخيل.
كما تتناول العديد من الحيوانات مثل: الغزلان، اللاما، التابير الجبلي، الثدييات الصغيرة، الطيور، والحشرات.
الهجمات على المحاصيل
من المعروف أن الدببة ذات النظارة تهاجم محاصيل المزارعين، وخاصةً الذرة، مما يُؤدي في بعض الأحيان إلى إطلاق النار عليها.
ولكن نادراً ما يتم ملاحظتهم وهم يقتلون الماشية، ويفضلون البحث عن الجيف بدلاً من ذلك.
مفترسات الدب ذو النظارة
تُعد الدببة ذات النظارة من أكبر الثدييات في أمريكا الجنوبية، ولم يتم الإبلاغ عن أي حيوانات مفترسة تهدد وجودها عندما تصل إلى مرحلة البلوغ.
ولكن قد تتعرض صغار هذه الدببة للافتراس من قبل بعض الحيوانات المفترسة مثل أسود الجبل، اليغور، و في بعض الأحيان من قبل ذكور الدببة البالغة.
تكاثر الدب ذو النظارة
تُلاحظ أزواج الدببة ذات النظارة وهي تتزاوج معاً بين شهري مارس وأكتوبر، وذلك في الوقت من السنة الذي تبدأ فيه الفاكهة في النضج.
ويشير هذا النمط إلى أن الدببة ذات النظارة قد تكيفت مع التكاثر في أوقات مختلفة على مدار السنة، تماماً كما تفعل الدببة الموجودة في الأسر.
ومن المحتمل أن تكون هذه الدببة قادرة على تأخير عملية الزرع.
مما يفسر الاختلاف في أوقات الحمل للدببة الأسيرة، التي تتراوح بين 160 – 255 يوماً، و الولادات ” خارج الموسم ” التي لوحظت في الدببة البرية.
العناية بالصغار
تُولد الصغار عادةً قبل عدة أشهر من بدء موسم الفاكهة، مما يتيح لها وقتاً كافياً للفطام قبل أن تنضج الثمار حتى تصبح جاهزة لتناولها.
وتلد الأنثى من 1 – 4 صغار، وتولد الصغار وأعينها مغلقة ولاتفتح إلا بعد مرور 30 يوماً.
وعادةً ما يمضي الصغار عامهم الأول مع أمهاتهم، ويصل كل من الدببة الذكور والإناث إلى مرحلة النضج الجنسي بين سن 4 – 6 سنوات.
بينما يمكن للدب ذو النظارة العيش 20 عاماً في البرية، وقد عاش دب في الأسر 36 عاماً و8 أشهر من العمر.
دور الدب ذو النظارة في النظام البيئي
تلعب الدببة ذات النظارة دوراً هاماً في النظام البيئي لغابات أمريكا الجنوبية من خلال مجموعة من الأنشطة والسلوكيات.
حيث تقوم بنشر البذور والتحكم في أعداد الحيوانات وتحسين صحة التربة.
حالة حفظ الدب ذو النظارة
يُعد فقدان الموائل من أكبر التهديدات التي تواجه الدب ذو النظارة، تماماً كما هو الحال مع العديد من الأنواع الأخرى.
ففي الإكوادور على سبيل المثال، قدّرت الدراسات فقدان حوالي 40% من الموائل المناسبة في النطاق الطبيعي للدببة.
ويؤدي هذا الفقدان إلى تجزئة الموائل وعزل مجموعات الدببة في مناطق صغيرة منفصلة.
الختام
كما ذكرنا سابقاً تعتمد الدببة ذات النظارة على مجموعة مختلفة من الموائل للحصول على طعامها على مدار السنة.
لذلك، فإن الحفاظ على مساحات كبيرة من الموائل هو أمر بالغ الأهمية لضمان بقاء هذه الأنواع الجميلة للأجيال القادمة.
ننصحك بالتعرف على “ الجريسون الأكبر: صياد رشيق في غابات أمريكا الجنوبية “