محتويات
ثعلب البحر
في البحار الواسعة يتربص وحش فريد من نوعه يعرف باسم “ ثعلب البحر” . ذلك المخلوق المدهش الذي يجسد تناقضات الطبيعة ، فهو من ناحية حيوانٌ بري يمتلك فراءً كثيفًا وذيلًا كثيفًا . ومن ناحية أخرى هو صيادٌ ماهرٌ في الماء ، يُلقّب بـ “ذئب البحر” . وفي هذه المقالة ، سنغوص في عالمه و نكتشف أسراره و طريقة عيشه .
انضمّوا إلينا في رحلة مثيرة مليئة بالمعلومات المفيدة :
الموطن
ينتمي ثعلب البحر إلى فصيلة العرسيات و إلى عائلة القضاعات ، و هو حيوان ثديي بحري يعرف باسم ” قضاعة البحر ” . و يعيش في منطقتين جغرافيتين على ساحل المحيط الهادئ ، حيث توجد مجموعة في جزر الكوريل الروسية ، وجزر كوماندر في شمال غرب المحيط الهادئ . بينما تتواجد المجموعة الأخرى في شرق المحيط الهادئ في جزر ألوشيان في ألاسكا و وسط وجنوب كاليفورنيا . [2]
البيئة
تتواجد ثعالب البحر في المياه الساحلية على عمق 15 – 23 مترًا ، وعادةً ما تبقى على بعد كيلومتر واحد من الشاطئ . كما تفضل التواجد في المناطق التي يتكون قاع البحر فيها بشكل أساسي من الطين أو الرمل . و يمكنهم السباحة على ظهرهم ، حيث يأكلون ويستريحون وينظفون أنفسهم على سطح الماء . [1]
شكل ثعلب البحر
- يبلغ طول الحيوان البالغ 1.2 – 1.5 متر ، و يزن 22 – 45 كجم .
- يغطي جسمهم فراء بني – بني محمر اللون ، ويتكون الفراء من طبقتين : شعيرات طويلة مقاومة للماء ، وشعر سفلي قصير .
- الفراء كثيف للغاية ، حيث توجد 150.000 خصلة من الشعر لكل سنتيمتر مربع .
- توجد حجرة هوائية بين الفراء السميك والجلد ، حيث يحبس الهواء ويسخنه الجسم .
- توفر الأقدام الخلفية معظم قوة الدفع في السباحة ، فهي طويلة ومسطحة ومكففة بالكامل.
- الأطراف الأمامية قصيرة ولها مخالب قابلة للسحب ، مما يساعد في تناول الطعام .
- تساعد الشوارب الطويلة والحساسة للغاية في العثور على الفريسة في المياه المظلمة .
- يتميز جسمه بقدرة عالية على الطفو بسبب سعة رئتيه الكبيرة .
- يستطيع شرب مياه البحر ، حيث تمكنه الكليتان الكبيرتان نسبيًا من استخلاص المياه العذبة من مياه البحر و إخراج بول مركز .
السلوك
ينشط ثعلب البحر في النهار ، و يعيش في مجموعات تسمى ” الطوافات ” و تتكون من 10 – 100 فرد ، حيث يعيش الذكور في مجموعة واحدة . بينما تعيش الإناث في مجموعة منفصلة ، و لا تتواصل الإناث مع الذكور إلا في فترة التزاوج . و يقضون معظم وقتهم بمفردهم في المحيط ، و عند الراحة أو النوم تطفو على ظهورها وتلتف في عشب البحر لحمايتها من الانجراف . كما يستريحون على اليابسة عندما يكون الطقس عاصف .
العناية بالفراء
تخصص ثعالب البحر يومياً وقتاً للعناية و تنظيف فرائها ، حيث تنظيف الفراء و تفك العقد ، وتزيل الفراء الزائد . كما تفرك الفراء لإخراج الماء و إدخال الهواء و تنفخ الهواء في الفراء ، وبعد تناول الطعام تتدحرج في الماء بشكل متكرر ، و ذلك على ما يبدو لغسل بقايا الطعام من فرائها .
الغذاء
يعد ثعلب البحر من آكلات اللحوم . و يتكون نظامه الغذائي بشكل رئيسي من الأسماك ، و اللافقاريات البحرية العاشبة مثل قنافذ البحر و نجوم البحر والبطلينوس وبلح البحر . حيث يمتلك تحت أقدامه الأمامية كيسًا فضفاضًا من الجلد يمتد عبر الصدر ، و في هذه الحقيبة تقوم بجمع الطعام لإحضاره إلى السطح و تناولها في الأعلى . كما تتميز هذه الحيوانات بقدرتها على استخدام الصخور لتحطيم أصداف فرائسها .
المفترسات
تعد أسماك القرش الأبيض الكبير أحد المفترسات الرئيسية لثعالب البحر ، و قد تتغذى ذئاب القيوط عليها عندما تلجأ إلى الرمال أثناء سوء الأحوال الجوية . و بينما تتغذى أمهاتها تحت سطح الماء ، تُترك الصغار على سطح الماء وتفترسها النسور الصلعاء .
تكاثر ثعلب البحر
تتكاثر ثعالب البحر طوال العام و يكون الخريف هو ذروة موسم التكاثر في معظم المناطق . و تتزاوج الأنثى مرة في كل عام ، ويتزاوج الذكر مع جميع الإناث في منطقته و لا يعتني بصغاره . و غالباً ما يقوم الذكور بسلوك غريب أثناء التزاوج ، حيث يقومون بعّض رأس وأنف الأنثى ، و تظهر على الإناث ندوب واضحة من هذا السلوك . بعد ذلك ، تبدأ عملية الحمل ولكن البويضة المخصبة لا تدخل الرحم إلا بعد 4 – 12 شهر، و بعد دخولها تستمر فترة الحمل 4 أشهر .
العناية بالصغار
تلد الأنثى صغير واحد في الماء ، و يولد الجرو بأعين مفتوحة و فراء سميك يجعله يطفو مثل الفلين و لا يمكنه الغوص . و تقوم الأم بحمل صغيرها على صدرها أثناء الرضاعة ، و عندما تغطس للبحث عن الطعام تلف صغيرها بعشب البحر على سطح الماء لمنعه من الانجراف بعيدًا . و في حال ظهور خطر ما تمسك الأنثى برقبة الجرو بفمها و تغوص به في الماء .
يبدأ الصغير بتعلم الغطس بعد شهرين ، و يبقى مع والدته قرابة 6 – 8 أشهر . و يصل الصغار لمرحلة النضج الجنسي بعد 4 – 6 سنوات ، و يمكن لهم العيش قرابة 23 عاماً في الطبيعة .
حقائق عن ثعلب البحر
- يوجد 13 نوع من ثعالب البحر تتشابه في الشكل ، بينما تختلف في لون الفراء و الحجم .
- يعد من أصغر أنواع الثدييات البحرية ، ولا يوجد لديهم طبقة دهنية ويعتمد على فروه السميك للتدفئة .
- تزن ثعالب البحر البالغة عادةً ما بين 14 – 45 كجم ، مما يجعلها أثقل أفراد فصيلة ابن عرس .
- يستطيع حبس أنفاسه لمدة تصل إلى خمس دقائق ، إلا أن غطساته تستغرق عادة حوالي دقيقة واحدة .
- يستطيع الغوص إلى أعماق لا تقل عن 45 متر ، و تفضل المياه الساحلية التي يصل عمقها إلى 30 متر .
- يتكون العزل المائي لديهم من طبقة سميكة جداً من الفراء ، وهي الأكثر كثافة في المملكة الحيوانية .
- يحتاج الفراء إلى تنظيف مستمر ، حيث تستطيع ثعالب البحر الوصول إلى الفراء في أي جزء من جسمها والعناية به .
- يعد الحيوان البحري الوحيد القادر على رفع الصخور وتقليبها ، وهو ما يفعله غالبًا بأقدامه الأمامية عند البحث عن الفريسة.
- يعد الحيوان الثديي البحري الوحيد الذي يصطاد الأسماك بأقدامه الأمامية وليس بأسنانه .
- تستخدم الصخور عند الصيد و الأكل ، مما يجعلها واحدة من أنواع الثدييات القليلة التي تستخدم الأدوات .
- تعرف أمهات ثعالب البحر بحبهم الشديد لصغارهم ، حيث تضعه على صدرها بعيدًا عن الماء البارد وتنظف فرائه بعناية .
- عندما يموت صغير أنثى ثعلب البحر فإنها تحمل صغيرها الميت معها لعدة أيام .
ننصحك بالتعرف على ” القط الرملي : حارس الظلام في صحراء شبه الجزيرة العربية ” بالضغط هنا