أسد البحر الكاليفورني “California sea lion” ذلك المخلوق الذي ينطبق عليه المثل الشعبي الذي يقول “تعددت الأسماء و الشخص واحد”.
حيث يسمى هذا المخلوق بعدة أسماء منها (الفقمة ذات الأذنين، عجل البحر، أسد البحر).
وفي هذه المقالة سنغوص في عالم هذا الحيوان ونكتشف أسراره الدفينة.
انضمّوا إلينا في رحلة مثيرة ، مليئة بالمعلومات المفيدة :
الاسم العلمي | Zalophus californianus |
الأسماء الشائعة | أسد البحر الكاليفورني |
الفصيلة | الفقمة ذات الأذنين |
الموطن | أمريكا الشمالية |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن أسد البحر الكاليفورني
ينتمي أسد البحر الكاليفورني إلى فصيلة أسود البحر أو الفقمة ذات الأذنين، ويرجع سبب تسميتهم بهذا الاسم، إلى امتلاك الذكور عرف حول الرقبة (لبدة) مثل أسد الغابة.
وتعيش أسود البحر من جنوب شرق ألاسكا إلى وسط المكسيك، بما في ذلك خليج كاليفورنيا.
و تهاجر هذه الحيوانات لمسافات طويلة بشكل موسمي، حيث يهاجر الذكور عادةً شمالاً إلى كولومبيا البريطانية بعد موسم التكاثر.
بينما لا تهاجر أسود البحر الكاليفورنية في خليج كاليفورنيا؛ فهي تبقى في خليج كاليفورنيا طوال العام. [1]
البيئة
يتواجد أسد البحر بشكل عام على طول السواحل ولكن تم العثور عليه في الأنهار على طول ساحل المحيط الهادئ الشمالي.
وغالباً ما تتجمع في الهياكل التي من صنع الإنسان مثل الأرصفة البحرية والعوامات البحرية ومنصات النفط.
شكل أسد البحر الكاليفورني
- عبارة عن حيوان كبير، يبلغ طوله 2 – 3 متر ويزن 100 – 300 كجم.
- يكون الذكر أكبر حجماً من الأنثى، وله شعر طويل في رقبته وجبهة متضخمة تشبه “العرف”.
- تكون رقبة وصدر الذكور أكثر سمكاً وقوة، بينما تتمتع الإناث برقبة أطول وأكثر رشاقة.
- تمتلك آذان خارجية، و أربع زعانف ويغطي جسمها جلد أسود – بني غامق.
- تستطيع تحريك زعانفها الخلفية للأمام والمشي على أطرافها الأربعة.
- تعتمد على شواربها للمس واكتشاف الاهتزازات تحت الماء.
- تسمح مرونة العمود الفقري لأسود البحر بثني رقبتها للخلف بما يكفي للوصول إلى زعانفها الخلفية.
الفرق بين أسد البحر و الفقمة
يتم الخلط كثيراً بين أسد البحر و الفقمة ، حيث يتشابه كلا النوعين في الشكل العام لكن هناك العديد من الاختلافات:
- تمتلك أسود البحر أذن خارجية (صنوان )، بينما تمتلك الفقمات أذن داخلية عبارة عن ثقب خلف العينين.
- أسود البحر تمتلك جسم رشيق و زعانف طويلة، بعكس الفقمة ذات الجسم الممتلئ والزعانف القصيرة.
- تتحرك أسود البحر على اليابسة بالمشي على زعانفها الأربعة، بعكس الفقمات التي لا تسطيع تدوير زعانفها الخلفية و تتحرك على اليابسة بالزحف.
- تصدر أسود البحر أصوات صاخبة تسمى ” نباح ” ، بينما تكون الفقمة هادئة و تصدر همهمات ناعمة.
الأنواع المشابهة: أسد البحر الغالاباغوسي
أسد البحر الغالاباغوسي (Zalophus wollebaeki) وهو أصغر أنواع أسود البحر، ويعتبر كائناً اجتماعياً يعيش ويتكاثر في جزر غالاباغوس، وفي جزيرة لا بلاتا بالإكوادور بأعداد أقل.
وقد تم وصف هذا النوع لأول مرة في عام 1953، وبعد أن كان يعتبر نوعاً فرعياً من أسد البحر الكاليفورني.
ولكن أثبتت الدراسات الجينية أنه نوعاً منفصلاً بذاته، وعلى الرغم من أن أعداده تتراوح بين 20 – 50 ألفاً.
إلا أنه يواجه تهديدات مختلفة، مثل نقص الغذاء خلال ظاهرة النينيو، ومفترسات طبيعية كالقروش والحيتان القاتلة.
بالإضافة إلى خطر التشابك في معدات الصيد والتلوث، وتأثير مبيد DDT الذي يتراكم في نظامه الغذائي.
كما أن الكلاب الضالة التي أدخلها البشر تشكل خطراً عليه، مما جعله يصنف ضمن الأنواع المهددة بالانقراض. [3]
سلوك أسد البحر الكاليفورني
خارج موسم التكاثر، ينفصل ذكور وإناث أسد البحر الكاليفورني؛ حيث يهاجر الذكور شمالاً للتغذية بينما تبقى الإناث بالقرب من مناطق التكاثر.
ويمكنها البقاء في البحر لمدة تصل إلى أسبوعين، وتغوص بشكل متكرر وتعود للسطح للراحة، وقد تسافر منفردة أو في مجموعات.
وتبدل الإناث وصغارها فرائها في الخريف والشتاء، بينما يبدل الذكور فرائهم في يناير وفبراير.
وتستطيع أسود البحر الغوص لعمق 274 متراً، والسباحة بسرعة 24.14 – 32.19 كيلومتر في الساعة.
ولأنها لا تستطيع التعرق أو اللهث لتنظيم درجة حرارتها البالغة 37.5 درجة مئوية، فإنها تلجأ إلى تغيير بيئتها الخارجية، كالانتقال إلى الماء عند ارتفاع درجة حرارة الجو. [2]
التواصل
تتواصل أسود البحر عن طريق أصوات تسمى “النباح” و يمكنها إصدار أصوت فوق وتحت الماء.
وينبح الذكور عندما يكونون متحمسين أو في فترة التكاثر، بينما تكون الإناث صامتة في أغلب الأوقات و يكون نباحها حاد وأقصر من الذكور.
كما تمتلك الأنثى نداء خاص للصغار، وعندما تسمع الصغار النداء تتفاعل معه و تجيب أمها.
غذاء أسد البحر الكاليفورني
يعد أسد البحر الكاليفورني من آكلات اللحوم، حيث يتكون نظامه الغذائي من الأسماك وأسماك القرش الصغيرة والحبار والأخطبوط وصغار البطاريق.
وتصطاد أسود البحر غالباً بالقرب من السواحل والجرف القاري، وقد تتعاون مع مفترسات أخرى كالدلافين والطيور البحرية لصيد أسراب الأسماك الكبيرة.
وتتغذى الإناث البالغة بالقرب من الشاطئ، بينما قد يبتعد الذكور لمسافات أطول بحثاً عن الطعام. [1]
المفترسات
تُفترس أسود البحر الكاليفورنية من قِبل الحيتان القاتلة وأسماك القرش الكبيرة، وخاصةً في خليج مونتيري حيث تعد غذاءً رئيسياً للحيتان القاتلة.
وتُظهر أسود البحر ردود فعل تجاه الحيتان القاتلة، مثل البقاء في حالة تأهب، حتى عند مواجهة مجموعات الحيتان التي تتغذى على الأسماك.
كما تُعدّ أسود البحر فريسة شائعة لأسماك القرش الأبيض الكبير وقرش الماكو، وغالباً ما تُلاحظ عليها ندوب هجمات.
وتهاجم أسماك القرش أسود البحر بشكل مفاجئ أثناء استراحتها على سطح الماء.
ولكن تلك التي تُهاجم في الأجزاء الخلفية من جسمها لديها فرصة أكبر للنجاة والوصول إلى الشاطئ. [1]
تكاثر أسد البحر الكاليفورني
يبدأ موسم التكاثر بين شهري مايو وأغسطس، و يتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى ولايعتني بصغاره.
وعندما يبدأ موسم التكاثر تجتمع الذكور والإناث في اليابسة في تجمع يطلق عليه ” مستعمرات “.
و يسعى كل ذكر للبقاء في منطقته لأطول فترة ممكنة من أجل التزاوج مع أكبر عدد من الإناث.
ويحمي كل ذكر منطقته بشراسة، وعادةً ما يحتفظ الذكر بمنطقته لمدة 27 يوماً تقريباً.
حيث لا يغادر المكان نهائياً، ولا يأكل خلال تلك المدة ويعتمد على الدهون المخزنة في جسده.
وكلما كان حجم الذكر أكبر زادات الدهون في جسده، مما يجعله يبقى أكثر ويحافظ على منطقته لفترة طويلة. [2]
العناية بالصغار
تتمتع أنثى أسود بحر كاليفورنيا بدورة إنجابية مدتها 12 شهراً، وتتكون من حمل فعلي مدته 9 أشهر وتأخر زرع البويضة المخصبة لمدة 3 أشهر.
بعد ذلك ، تلد الأنثى صغير واحد فقط وتبقى الأم مع صغيرها لعشرة أيام بدون طعام وترضعه حليب غني بالدهون يجعله ينمو بسرعة.
و بعدها تبدأ الإناث بترك صغارهم على اليابسة و الذهاب للصيد و من ثم العودة وإرضاع الصغار.
ويجتمع الصغار معاً للتواصل واللعب في فترة غياب الأمهات وعندما تصل الأمهات تنادي كل واحدة صغيرها.
ويستطيع كل صغير وأم معرفة صوت بعضهم البعض، بينما يفطم الجراء بعد 6 – 12 شهر.
و يصلون لمرحلة النضج الجنسي بعد 4 – 5 سنوات، ويمكن أن يعيش أسد البحر الكاليفورني في البرية قرابة 17 عام.
حالة حفظ أسد البحر الكاليفورني
على الرغم من أن أسد البحر الكاليفورني يصنف كـ “أقل إثارة للقلق” بسبب أعداده الكبيرة، إلا أنه يواجه بعض التحديات.
فبالإضافة إلى إمكانية قتله من قبل الصيادين أو بسبب التشابك في النفايات، يُهدد هذا الحيوان بالتلوث والمواد الكيميائية السامة التي تتراكم في السلسلة الغذائية البحرية.
وعلى الرغم من وجود قوانين تحميه في الولايات المتحدة، يُسمح في بعض الحالات بقتل أعداد محددة منه لحماية أنواع أخرى مهددة بالانقراض وهو ما يُثير جدلاً واسعاً. [1]
الدور في النظام البيئي
يلعب أسد البحر الكاليفورني دوراً مهماً في النظام البيئي البحري.
حيث يعتبر مفترساً رئيسياً يساعد في تنظيم أعداد الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، مما يحافظ على التوازن البيئي.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر أسد البحر فريسة لبعض الحيوانات المفترسة الكبيرة، مما يجعله جزءاً أساسياً في السلسلة الغذائية.
فضلاً عن ذلك، تساهم فضلات أسد البحر في إثراء المياه بالمواد الغذائية التي تدعم نمو العوالق النباتية، والتي تعد أساساً لعديد من الكائنات البحرية.
حقائق عن أسد البحر الكاليفورني
- أسد بحر كاليفورنيا هو الذي نشاهده عادة في حدائق الحيوانات و أفلام الكرتون .
- بسبب ذكائهم وقابليتهم للتدريب ، تم استخدام أسود بحر كاليفورنيا من قبل السيرك ومنتزهات الثدييات البحرية .
- تستطيع أسود البحر القيام ببعض الحيل مثل : رمي الكرات والتقاطها على أنوفهم ، وصعود السلالم ، وإطلاق الأبواق بطريقة موسيقية .
- تستخدمه البحرية الأمريكية في برامج الاسترجاع ، حيث يستخدم في البحث والإنقاذ واسترجاع المعدات العسكرية .
- لُوحظ بأن الذكور تساعد في حماية الصغار أثناء السباحة من الحيوانات المفترسة.
وداعاً، أيها المخلوق الرشيق
بعد هذه النظرة الشاملة على حياة أسد البحر الكاليفورني، نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بمعرفة المزيد عن هذا الكائن البحري المدهش.
ندعوكم لمشاركة آرائكم وتعليقاتكم في قسم التعليقات.
ننصحك بالتعرف على “ حيوان الفظ : كل ما تود معرفته عن هذا المخلوق العجيب بالصور “