محتويات
وحيد القرن الهندي
يُعد وحيد القرن الهندي، والمعروف أيضًا باسم وحيد القرن المدرع الكبير، أحد أكبر أنواع وحيد القرن وأكثرها تميزًا في العالم. حيث يتجول هذا الكائن المهيب في المروج والأراضي الرطبة في شبه القارة الهندية، ويحمل تراثًا غنيًا من التاريخ الثقافي والجهود المبذولة للحفاظ عليه.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم وحيد القرن الهندي، حيث نتعمق في خصائصه الفريدة، وسلوكه المثير للاهتمام!
الموطن
ينتمي وحيد القرن الهندي (Rhinoceros unicornis) إلى فصيلة “الكركدنيات” و رتبة فردية الأصابع . ويعرف أيضاً باسم “وحيد القرن الهندي الكبير” وهو ثاني أكبر أنواع وحيد القرن. بينما كان يعيش هذا المخلوق في جميع أنحاء السهول الفيضية في شمال الهند ونيبال. ومع ذلك، أدى الصيد الجائر وفقدان الموائل إلى تقليص نطاقه بشكل كبير. [1]
توجد حاليًا مجموعات صغيرة متفرقة من وحيد القرن الهندي في محميات الحياة البرية والمتنزهات الوطنية في الهند ونيبال. مع وجود أكبر تجمع له في حديقة كازيرانجا الوطنية في ولاية آسام بالهند.
البيئة
يفضل وحيد القرن الهندي الموائل ذات الغطاء النباتي الكثيف بالقرب من مصادر المياه، مثل الأراضي العشبية والمستنقعات والغابات النهرية. حيث يتيح لهم الغطاء النباتي الوفير مصدرًا وفيرًا للغذاء. بينما توفر لهم المسطحات المائية تخفيفًا من الحرارة والاستحمام في الوحل، مما يساعد في تنظيم درجة حرارة أجسامهم وحمايتهم من الطفيليات.
شكل وحيد القرن الهندي
- عبارة عن حيوان ضخم وقوي، حيث يتراوح ارتفاعه عند الكتف 1.7 – 2 متر، ويصل طوله 4 أمتار، ويزن 2200 – 3000 كجم.
- يغطي جسمه جلد سميك رمادي اللون يشبه الدروع، ويتكون من طبقات متعددة تشكل طيات مميزة حول العنق والكتفين والساقين.
- يمتلك قرن واحد فقط، ويتكون هذا القرن من الكيراتين. وهو نفس البروتين الموجود في الشعر والأظافر ويمكن أن ينمو حتى 60 سم.
- يمتلك حاسة شم وسمع حادة، مما يعوض عن بصره الضعيف.
السلوك الاجتماعي
ينشط وحيد القرن الهندي عادةً في وقت متأخر من بعد الظهر، وفي الصباح الباكر وفي الليل. وعلى الرغم من ضخامة حجمه، إلا أن هذا الحيوان يكاد يكون منعزلاً تماماً، باستثناء الأمهات والعجول وخلال موسم التكاثر. وعادةً ما تكون هذه الحيوانات إقليمية للغاية وأحياناً ما تجعل من مناطق معينة أراضيها، وأحياناً تتداخل مع مناطق أخرى. وهي تتواصل مع حيوانات وحيد القرن الأخرى عن طريق تحديد حدود المنطقة ببرازها وبولها.
التواصل
يتواصل وحيد القرن الهندي بمجموعة متنوعة من النداءات، حيث يستخدم البالغون الهدير كأول نداء للتواصل. وفي حال ظهور خطر محتمل يصرخ البالغون ويزمجرون. كما يتواصل وحيد القرن أيضًا باستخدام الروائح التي تنتقل عن طريق البول والروث والغدد العرقية. وعادةً مايظهر الأفراد المودة بينهم عن طريق فرك أجسادها ببعضها. كما تُظهر العجول اهتمامها بالتفاعل بشكل مرح مع العجول الأخرى عن طريق هز رؤوسها من جانب إلى آخر.
التغذية
وحيد القرن الهندي من الحيوانات العاشبة ويحتاج إلى حوالي 150 – 200 كجم من الطعام يومياً. وهي ترعى في الصباح الباكر وفي وقت متأخر بعد الظهر وطوال الليل. وعادةً ما تأكل الأعشاب وكذلك الزهور والفواكه والأغصان والحبوب مثل الأرز. ويستخدم شفته العليا القوية لاقتلاع النباتات، ويمكنه استهلاك كميات كبيرة من الغذاء يوميًا للحفاظ على حجم جسمه. [2]
المفترسات
يعد الإنسان المفترس الرئيسي لوحيد القرن الهندي، حيث في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. كان يتم اصطياد وحيد القرن الهندي لأغراض الرياضة ولقرونه ولمنعه من الرعي في المحاصيل. وفي أوائل القرن التاسع عشر، أزال البشر الغابات من أجل الأراضي الزراعية ومشاريع التنمية ذات الصلة، مما أدى إلى انقراضه من الأراضي العشبية.
تكاثر وحيد القرن الهندي
ليس لوحيد القرن الهندي موسم تكاثر محدد، ويتزاوج الذكور مع أكثر من أنثى و لا يعتنون بصغارهم. وعندما تكون الأنثى جاهزة للتزاوج تشير إلى استعدادها عن طريق التبول المتكرر والصفير بصوت عالٍ. وعادةً ما تجذب هذه الإشارات الذكور المهتمة في غضون 8 – 10 ساعات.
العناية بالصغار
تستمر فترة حمل أنثى وحيد القرن الهندي 425 – 496 يومًا، وتلد عجل واحد في كل مرة. ويتغذى هذه العجل على حليب أمه خلال أول 12 – 18 شهراً بعد الولادة، وبعد ذلك يأكل نفس الأعشاب والشجيرات والثمار التي تأكلها الحيوانات البالغة.
يستغرق العجل من 6.5 – 10 سنوات حتى يصبح مستقلاً عن أمه. بينما تصل الإناث إلى سن التكاثر في عمر 4 – 5 سنوات، و يصل الذكور إلى سن التكاثر في عمر 7 – 8 سنوات. ويمكن لوحيد القرن الهندي العيش في البرية لأكثر من 40 عام.
التهديدات والمخاطر
يواجه وحيد القرن الهندي العديد من التهديدات، بما في ذلك:
- الصيد الجائر : تاريخياً، تم اصطياد وحيد القرن الهندي بكثافة من أجل قرنه، والذي يُعتقد أنه يمتلك خصائص طبية في بعض الثقافات.
- فقدان الموائل : أدى التعدي البشري والتحويل الزراعي وتنمية البنية التحتية إلى فقدان وتدهور موائل وحيد القرن.
- الصراع بين الإنسان والحياة البرية : مع زيادة التجمعات السكانية البشرية، زادت المنافسة على الموارد والصراع بين وحيد القرن الهندي والمجتمعات المحلية.
جهود الحفاظ على وحيد القرن الهندي
تم بذل جهود كبيرة لحماية وحيد القرن الهندي، بما في ذلك:
- إنشاء المحميات والمتنزهات الوطنية : تم إنشاء مناطق محمية لتوفير موائل آمنة لوحيد القرن وتقليل الصيد الجائر.
- مكافحة الصيد الجائر : تم تعزيز جهود مكافحة الصيد الجائر من خلال زيادة الدوريات، وتحسين جمع المعلومات الاستخباراتية.
- إدارة الموائل : يتم تنفيذ برامج لإدارة الموائل واستعادتها، بما في ذلك زراعة أنواع النباتات الأصلية وإزالة الأنواع الغازية.
- إشراك المجتمع المحلي : يتم إشراك المجتمعات المحلية في جهود الحفاظ على وحيد القرن من خلال برامج التوعية، وتوفير سبل العيش البديلة.
ننصحك بالتعرف ” على تابير أمريكا الجنوبية : تعرف على عملاق الغابات اللطيف بالصور ” بالضغط هنا