محتويات
فرس النهر القزم
أحد أكثر الحيوانات إثارة للاهتمام والغموض في مملكة الحيوان. وعلى عكس قريبه الأكبر، فرس النهر الشائع، يعيش “فرس النهر القزم” حياة منعزلة في الغابات المطيرة غرب إفريقيا. ويعتبر هذا النوع مخلوقًا خجولًا وليلًا، مما يجعل ملاحظته في البرية أمرًا نادرًا.
انضم إلينا في رحلة استكشافية مثيرة، حيث نكشف أسرار حياة هذا المخلوق وسلوكه وخصائصه الفريدة التي تميزه عن فرس النهر الشائع!
الموطن والانتشار
ينتمي فرس النهر القزم ( Cheropsis liberiensis ) إلى فصيلة “أفراس النهر”. وهو النوع الآخر الموجود في هذه الفصيلة مع فرس النهر الشائع. بينما يقتصر وجود هذا النوع على غابات غرب إفريقيا المطيرة، وخاصة في البلدان مثل ليبيريا وسيراليون وغينيا وساحل العاج. [2]
البيئة
يفضل فرس النهر القزم المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف بالقرب من الأنهار والمسطحات المائية الأخرى. وتوفر لهم الغابات المطيرة الكثيفة الحماية والظل والغذاء الوفير. كما تحتاج هذه الحيوانات إلى المستنقعات والجداول والأنهار كملجأ من الخطر وللحفاظ على رطوبة بشرتهم الحساسة. [1]
الاختلافات بين أنواع فرس النهر
على الرغم من أن فرس النهر القزم وفرس النهر الشائع ينتميان إلى نفس الفصيلة، إلا أنهما يختلفان في العديد من الجوانب، بما في ذلك:
- الحجم: فرس النهر القزم أصغر بكثير من فرس النهر الشائع.
- الشكل: فرس النهر القزم يتميز بجسم أكثر نحافة وأرجل أطول نسبيًا وجلد أملس ولامع.
- السلوك: فرس النهر القزم أكثر انعزالًا من فرس النهر الشائع، ويفضل قضاء وقته في الغابات الكثيفة بدلاً من المسطحات المائية المفتوحة.
- التغذية: يتغذى فرس النهر القزم على مجموعة متنوعة من النباتات، بينما يقتصر غذاء فرس النهر الشائع على الأعشاب.
شكل فرس النهر القزم
- يصل ارتفاع الحيوان البالغ عند الكتف إلى حوالي 75-83 سم، وطوله إلى 1.5-1.75 متر، ووزنه إلى 180-275 كجم.
- يتميز بجسم ممتلئ وأرجل قصيرة ورأسه أصغر وأكثر استدارة، وعيونه ليست بارزة مثل عيون فرس النهر الشائع.
- يمتلك جلد أملس ولامع، ولونه يتراوح بين البني الداكن والأسود.
- يفرز جلده مادة زيتية وردية اللون تسمى “عَرق الدم” تحميه من أشعة الشمس والجفاف.
- ينحدر الظهر إلى الأمام، وهو تكيف محتمل للمرور بسهولة أكبر عبر نباتات الغابات الكثيفة.
السلوك ونمط الحياة
يعيش فرس النهر القزم حياة منعزلة وليلية، على عكس أبناء عمومتها الاجتماعية. فهي لا تُشاهد معاً إلا عند التزاوج أو مع صغارها. وأما بقية الوقت فتعيش بمفردها، ويحدد كل فرد منطقته بالروث ويقومون بهز ذيولهم بقوة أثناء التغوط لنشر الروث في المكان. وعندما يلتقي اثنان من أفراس النهر الأقزام ببعضهما البعض، فإنهما ببساطة يتجاهلان بعضهما البعض.
التواصل
تستخدم أفراس النهر القزمية الرائحة في فضلاتها للإشارة إلى وجودها لأفراس النهر الأخرى. وعادةً ما تكون هذه الحيوانات صامتة، ولكنها تشخر أو تزمجر أو تهمس أو تصدر صريرًا في بعض الأحيان.
غذاء فرس النهر القزم
يعتبر فرس النهر القزم من الحيوانات العاشبة، ويتغذى على مجموعة متنوعة من النباتات، بما في ذلك الأعشاب والنباتات المائية والفواكه التي تسقط من الأشجار. ويستخدم شفتيه القويتين لقطف النباتات وسحبها. كما يعتبر هذا النوع من المجترات الزائفة، وله معدة مكونة من أربع حجرات. ولكنه لا يخمر الطعام أو يستخدم الميكروبات بنفس الطريقة التي تستخدمها الحيوانات المجترة الحقيقية، وحتى أنهم لا يمضغون طعامهم المجتر.
المفترسات
المفترس الرئيسي لفرس النهر القزم هو النمور. وتشمل الحيوانات المفترسة المحتملة الأخرى الثعبان الأفريقي الكبير والتماسيح. وعندما يفزع فرس النهر القزم، يفر إلى منطقة عشبية على بعد مسافة قصيرة حيث يحتمي بها.
تكاثر فرس النهر القزم
تتكاثر أفراس النهر القزمة على مدار العام، ولكن تزداد معدلات التزاوج خلال موسم الأمطار. وتستمر فترة الحمل حوالي 6-7 أشهر، وتلد الأنثى صغيرًا واحدًا. ويولد الصغير بوزن يتراوح بين 4-6 كجم، ويكون قادرًا على المشي والسباحة بعد فترة وجيزة من الولادة.
العناية بالصغار
تهتم الأم بصغيرها بعناية فائقة، وتحافظ عليه بالقرب منها في الأشهر الأولى من حياته. وتفطم الصغار بعد حوالي 6-8 أشهر، وتصل إلى مرحلة النضج الجنسي بعد 3-5 سنوات. بينما يعد عمر الأفراد البرية من حيوان فرس النهر القزم غير معروف، وقد عاشت بعض الأفراد 43 عاماً في الأسر.
حقائق عن فرس النهر القزم
- يُفضل العيش بمفرده، ولا يشكل مجموعات كبيرة مثل فرس النهر الشائع.
- يتواجد في غرب إفريقيا، في الغابات المطيرة والأنهار، ويُعدّ من الأنواع النادرة جدًا.
- يتواجد ما يقارب 3000 فرد فقط من فرس النهر القزم في البرية. ويتميز بصوته العالي الذي يُشبه صراخ الطفل.
- غالبًا ما تندلع صراعات هادئة بين ذكور للدفاع عن مناطقهم وجذب الإناث، باستخدام أصواتهم وعلامات الرائحة.
- يُصنّف على أنه “مهدد بالانقراض” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، وذلك بسبب الصيد الجائر وفقدان الموائل والتلوث.
ننصحك بالتعرف على “تابير ملاوي : تعرف على أحد أغرب الحيوانات في الطبيعة بالصور” بالضغط هنا