في عالم الحيوانات، هناك مخلوقات فريدة تلفت انتباهنا بخصائصها المميزة وسلوكياتها الغريبة.
ومن بين هذه المخلوقات، نجد حيوان النيص “Porcupine”، الذي يتميز بأشواكه الحادة وقدرته على الدفاع عن نفسه بطرق ذكية.
في هذا المقال، سنكشف النقاب عن أسرار أشواك النيص وسنتعرف على دورها في حياة هذا الحيوان المميز!
| الاسم العلمي | Porcupine |
| الأسماء الشائعة | الشيهم ، الدعلج |
| الفصيلة | القوارض |
| الموطن | أوروبا و أفريقيا و آسيا أمريكا الشمالية و أمريكا الجنوبية |
| المواصفات الشكلية | يتميز بلونه البني والرمادي والأبيض المتنوع |
| السلوك | جميع الأنوع ليلية و قابلة للتكيف بشكل كبير |
| الغذاء | آكلات أعشاب |
| المفترسات | النمور ، الذئاب ، الثعابين الضخمة ، النسور، البوم ، البيكان |
| الخصائص المميزة | يمتلك درع من الأشواك |
| حالة الحفظ | تختلف على حسب الأنواع |
محتويات
تصنيف النيص
ينتمي النيص إلى فصيلة القوارض، ويعد ثالث أكبر أنواع القوارض بعد خنزير الماء “الكِبارة” والقنادس.
ويتواجد 30 نوع من عائلة النيص منتشرة حول العالم. [1]
موطن النيص
يتواجد النيص في منطقتين رئيسيتين من العالم، لذلك يصنفها العلماء إلى شيهم العالم القديم، و شيهم العالم الجديد.
حيث يعيش شيهم العالم القديم في أوروبا وأفريقيا وآسيا، ومن أمثلتها: النيص الماليزي، والنيص الأفريقي ذو الذيل الشبيه بالفرشاة، والنيص الهندي.
بينما يعيش شيهم العالم الجديد في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية، ومن أمثلتها: نيص كندا، والنيص المكسيكي ذو الشعر القصير، والنيص البرازيلي.
البيئة
يسكن النيص مجموعة متنوعة من الموائل في المناطق الاستوائية والمعتدلة من العالم، من آسيا وجنوب أوروبا وأفريقيا إلى الأمريكتين.
حيث تتواجد هذه الحيوانات في الغابات الكثيفة، والصحاري القاحلة، والتكوينات الصخرية الوعرة، والتلال الخضراء.
بينما يُفضل بعض شيهم العالم الجديد العيش على الأشجار، وتميل نظرائهم في العالم القديم إلى البيئات الصخرية.
و في الواقع، يمكن العثور على النيص في بعض المناطق الصخرية على ارتفاعات شاهقة تصل إلى 3700 متر. [3]
شكل النيص
- يبلغ طول معظم النيص ما بين 60 – 90 سم، مع ذيل طويل يصل إلى 20 – 25 سم.
- يتراوح وزنه بين 5 – 16 كجم، وتتميز بجسمها المستدير والكبير وحركتها البطيئة.
- يتميز هذا الحيوان بلونه البني والرمادي والأبيض المتنوع.
- تتكون حمايته من أشواك حادة تشبه تلك الموجودة في القنافذ.
- لا تستطيع إطلاق أشواكها، فالأشواك هي مجرد شعر مُعدّل مُصنوع من الكيراتين، نفس المادة الموجودة في شعرنا و أظافرنا.
- تمتلك عضلات في قاعدة كل شوكة تسمح لها بالوقوف عند الشعور بالحماس أو القلق.
الفرق بين أنواع النيص
كما ذكرنا سابقاً لقد قسم العلماء حيوان النيص إلى قسمين، والان حان الوقت لنتعرف على كل نوع بالتفصيل والفرق بينهما:
أولاً: عائلة شيهم العالم القديم
- تتميز بمجموعة من الأشواك على ظهرها قابلة للانتصاب، مما يجعل النيص يبدو أكبر مرتين أو ثلاث مرات.
- كل شوكة ملونة بشرائط سوداء وبيضاء، و يمكن أن يصل طولها إلى 51 سم. كما توجد أشواك صلبة أصغر طولها 20 سم.
- توجد أشواك غليظة و مجوفة تصدر صوتًا عند الاهتزاز، و ذلك لتكون بمثابة تحذير للحيوانات المفترسة المحتملة.
- تقضي عائلة شيهم العالم القديم حياتها على الأرض. وتبحث عن المأوى في الكهوف، وشقوق الصخور، أو الجحور التي قد تكون قد حفرتها.
- لا يُجيد شيهم العالم القديم التسلق أو القفز بشكل جيد، لكنه سباح رائع.
ثانياً: عائلة شيهم العالم الجديد
- يكون حجم أفراد هذه العائلة أصغر، وأشواكها كذلك أصغر بكثير حوالي 10 سم، لكنها تعمل بنفس الكفاءة.
- تحتوي نهاية كل شوكة على شوكة صغيرة تُثبّت في اللحم، وتبقي الشوكة غارقة في جلد العدو. ويصعب إزالتها إذا لم يكن لدى الحيوان أصابع و إبهام.
- عند الشعور بالخطر، يثبت شيهم العالم الجديد أشواكه التي تبرز في اتجاهات متعددة، مثل “وسادة الإبر”.
- يُعرف شيهم العالم الجديد أيضاً بضرب العدو بذيله المُغطى بالأشواك.
- تمتلك جميع حيوانات الشيهم في العالم الجديد مخالب طويلة منحنية ممتازة للتسلق. حيث تقضي معظم وقتها على الأشجار.
- تمتلك حيوانات “النيص ذات الذيل القابل للالتفاف” ذيولًا تتشبث بالأغصان، مما يثبتها على الشجرة.
سلوك النيص
جميع أنوع النيص ليلية وقابلة للتكيف بشكل كبير، وتتواجد في مجموعة متنوعة من البيئات، طالما كان هناك نباتات.
ويمكن العثور عليها منفردة أو في أزواج، وتقوم حيوانات النيص بدوريات في منطقتها كل ليلة وتدافع عن مناطق تغذيتها.
كما قد تسافر خارج نطاقها المنزلي بحثاً عن رفيق للتزاوج.
ويقومون ببناء جحورهم الخاصة أو الاستيلاء على جحور الحيوانات الأخرى وتعديلها. [2]
غذاء النيص
تتمتع جميع حيوانات النيص بحاسة شم قوية تساعدها على العثور على الطعام بسرعة.
وتمتلك أسناناً أمامية حادة تشبه الإزميل لتقطيع اللحاء والجذور والفواكه والتوت.
وتعد من الحيوانات آكلات الأعشاب، حيث تتغذى عائلة شهيم العالم القديم على اللحاء والجذور والفواكه والتوت.
وفي المناطق الريفية، قد تأكل المحاصيل المزروعة، مثل الفول السوداني والبطاطس والقرع والبطيخ.
بينما تأكل حيوانات الشيهم في العالم الجديد إبر الصنوبر واللحاء والجذور والسيقان والأوراق والتوت وعشب المروج.
كما تأكل البذور والزهور والمكسرات والنباتات المائية والفواكه والدرنات. و يأخذ بعضها الفواكه والذرة من المزارع.
وقد اكتسب نيص أمريكا الشمالية سمعة سيئة لقتل أشجار الخشب وأشجار الزينة عن طريق نزع اللحاء من جذوعها. [3]
مضغ العظام
قد تقضم حيوانات النيص العظام لشحذ أسنانها والحصول على الكالسيوم في نفس الوقت، حيث يمكن مشاهدة بقايا العظام أمام جحورها.
وفي بعض الأحيان، تأكل حيوانات النيص الحشرات والسحالي الصغيرة والجيف. [2]
مفترسات النيص
وجود الأشواك لا يعني خلو حياة النيص من المشاكل.
فالقطط الكبيرة، وخاصة النمور، والصيادون البشر (تجارة اللحوم الطازجة) تشكل تهديداً للنيص في جميع أنحاء العالم.
بينما تشمل مفترسات شيهم العالم الجديد القوارض، والذئاب، والثعابين الضخمة، والنسور، والبوم ذات القرون الكبيرة.
ويعد حيوان البيكان، قادر على قلب شيهم أمريكا الشمالية على ظهره، مما يعرض بطنه غير المحمي.
وفي الواقع، تم إعادة إدخال حيوان البيكان إلى بعض مناطق أمريكا الشمالية على أمل السيطرة على أعداد حيوانات النيص المدمرة. [3]
طرق الدفاع
تدافع هذه الحيوانات عن نفسها عن طريق إصدار صوتاً حفيفاً عند هز أشواكها، مما يُنذر الحيوانات المفترسة المحتملة.
ويتم إنتاج رائحة كريهة من الجلد فوق الذيل في وقت الإجهاد وغالبا ما تظهر عندما تكون الأشواك منتصبة.
وإذا لم ينجح ذلك، قد يحاول النيص الهجوم عكسياً على المفترس باستخدام أشواكه الحادة.
كما يمكن أن يتأرجح ذيل النيص في اتجاه المفترس؛ وعند إصابة المفترس يمكن أن يتسبب في إصابة خطيرة أو الوفاة.
خصائص أشواك النيص
- غير قابلة للإلقاء: على عكس ما يعتقد البعض، لا يمكن للنيص رمي أشواكه على المفترسين.
- متصلة بشكل غير محكم: ترتبط أشواك النيص بشكل غير محكم بجلده، مما يسمح لها بالانفصال بسهولة عند غرزها في لحم المفترس.
- شائكة وبارزة: تتميز الأشواك بتصميمها الشائك الذي يخترق اللحم بسهولة، مما يسبب ألماً شديداً للمفترس.
- الانفصال: بعد غرزها في لحم المفترس، تنفصل الأشواك عن جسمه، مما يزيد من صعوبة إزالتها ويسبب تهيجاً مستمراً.
هل يستطيع النيص إطلاق أشواكه؟
لا يمكن لحيوانات النيص إطلاق أشواكها! الأشواك مجرد شعر معدّل مصنوع من الكيراتين، وهي نفس المادة الموجودة في شعرنا وأظافرنا.
ولا تغطي الأشواك الجزء السفلي من الشيهم. وتمتلك حيوانات النيص عضلات في قاعدة كل شوكة تسمح لها بالوقوف عند تحمسه أو شعوره بالفزع.
وعلى غرار كل أنواع الشعر، تتساقط الأشواك، وعندما يتحرك الشيهم، يمكن أن تعلق الأشواك في جلد الخصم.
ومع ذلك، يمكن أن تسبب الأشواك مشاكل، وجروح الوخز التي تلحقها حيوانات النيص خطيرة.
الدور في النظام البيئي
يلعب النيص دورًا حيويًا كغذاء للعديد من الحيوانات المفترسة، مثل الثعابين والذئاب والقطط الكبيرة، مما يساعد في الحفاظ على توازن المفترسات والفرائس في النظام البيئي.
كما يساعد النيص في نشر بذور النباتات من خلال تناوله للفواكه والتوت، مما يُسهم في تنوع الأنواع النباتية وانتشارها في مختلف أنحاء الغابة.
تكاثر النيص
يختلف موسم التكاثر من نوع لآخر، ويتنافس الذكور على الأنثى من خلال معارك صاخبة، حيث يتقاتل الذكور من أجل فرصة التزاوج مع الأنثى.
ويستخدم الذكور أسنانهم القاطعة وأشواكهم عند القتال، وعادة ما يفوز الذكر الأكبر والأثقل.
بعد ذلك، يقوم الذكر الفائز برش الأنثى بالبول، وإذا لم تكن الأنثى مستعدة للتزاوج، فإنها تنفض البول وتغادر. [4]
كيف يتزاوج النيص بوجود الأشواك؟
إذا كانت الأنثى جاهزة للتزاوج، فإنها تبقى ويقوم الذكر بتثبيتها في الوضع التقليدي.
وسوف تثني الأنثى ذيلها على ظهرها، وتغطي معظم الأشواك، حيث يكون أسفل الذيل والبطن خالي من الأشواك.
العناية بالصغار
تختلف فترة الحمل على حسب النوع، فمنها من تستغرق فترة حملها 66 يوم، بينما تستغرق بعض الأنواع فترة حمل أطول حوالي 210 يوماً.
ويولد 1 – 2 صغار في كل مرة، ولا تولد صغار حيوانات النيص، بأشواك حادة أو شائكة.
وبدلاً من ذلك، تكون أشواك الصغار ناعمة وقابلة للانحناء، وتتصلب تدريجياً في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة.
وتبقى الصغار مع أمهاتهم لبضعة أشهر فقط قبل أن تصبح مستعدة للعيش بمفردها.
بينما يصل الذكور إلى مرحلة النضج الجنسي في بعض الأنواع عند عمر 24 شهراً والإناث عند عمر 12 شهراً.
ويمكن لبعض أنواع النيص العيش قرابة 27 عاماً في البرية.
حالة حفظ النيص
تواجه حيوانات النيص في جميع أنحاء العالم العديد من التحديات التي تهدد بقاءها، وتشمل هذه التحديات:
- الزراعة: أدت زراعة المحاصيل الجذرية في بعض المناطق إلى القضاء على حيوانات النيص، حيث تُعتبر هذه الحيوانات آفة تهدد المحاصيل.
- جمع الأشواك: يُعد جمع الناس لأشواك هذه الحيوانات لاستخدامها في الحُلي أو لأغراض أخرى تهديداً مباشراً لهذه الحيوانات.
- فقدان الموائل: تُواجه بعض أنواع حيوانات الشيهم، مثل النيص ذو الأشواك الرقيقة، والنيص الفلبيني. خطر فقدان موطنها الطبيعي بسبب انتشار مزارع الكاكاو وتجارة الأخشاب وتوسع المدن.
- الصيد: يُصطاد بعض أنواع حيوانات النيص للطعام، مما يُشكل ضغطاً إضافيًا على أعدادها.
الختام
تُظهر لنا حيوانات النيص تنوعاً مذهلاً في عالم الحيوانات. فمن خلال سلوكها الفريد، وآليات دفاعها، ونظامها الغذائي.
تلعب هذه الحيوانات دوراً مهماً في الحفاظ على توازن النظم البيئية في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، تواجه العديد من الأنواع تحديات كبيرة، لذلك من الضروري اتخاذ إجراءات لحماية هذه الحيوانات المذهلة وموائلها.
ننصحك بالتعرف على” الباندا العملاقة: دراسة شاملة، وحقائق مثيرة بالصور“
