حمار الزرد السهلي : في قلب السافانا الأفريقية الشاسعة، تتجول قطعان من المخلوقات المخططة بالأبيض والأسود . وتتحرك برشاقة وانسجام ، مكونةً لوحة فنية طبيعية نابضة بالحياة و رمز للجمال والمرونة والتكيف في عالم الطبيعة .
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا المخلوق المدهش ، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة !
محتويات
الموطن
ينتمي حمار الزرد السهلي (Plains zebra) إلى فصيلة “الخيليات” و رتبة فردية الأصابع ، ويعد أكثر أنواع حمير الزرد انتشارًا . حيث يتواجد في المراعي والسهول المفتوحة في شرق وجنوب إفريقيا . كما يمتد نطاقه من جنوب إثيوبيا وكينيا إلى بوتسوانا وناميبيا وجنوب إفريقيا .
البيئة
يتكيف حمار الزرد السهلي بشكل جيد مع البيئات العشبية والسهول الشجرية ، حيث يجد وفرة من الغذاء والمياه . بينما يتجنب الغابات الكثيفة و الصحاري و الأراضي الرطبة ، و يمكن أن يتواجد في المناطق الجبلية التي يصل ارتفاعها إلى 4400 متر .
الهجرة الكبرى للحمير الزرد السهلية
تبدأ رحلة الهجرة الكبرى للحمير الزرد السهلية من سهول سيرينجيتي في تنزانيا ، حيث تقضي موسم الجفاف في البحث عن الطعام والماء . و مع حلول موسم الأمطار، تتحرك قطعان الحمير الزرد شمالًا عبر الحدود إلى محمية ماساي مارا في كينيا .
تستمر الهجرة لمسافة تزيد عن 1000 كيلومتر، وتقطع الحمير الزرد مختلف التضاريس، من السهول المفتوحة إلى الغابات الكثيفة والأنهار العميقة . و تكون عرضة للجوع و العطش و الحيوانات المفترسة و الأمراض خلال الهجرة .
الأنواع الفرعية
يوجد ثلاثة أنواع فرعية من حمار الزرد السهلي، وهي : حمار الزرد السهلي الشائع (Equus quagga) ، حمار الزرد السهلي بغرانت (Equus quagga boehmi) ، حمار الزرد السهلي تشابمان (Equus quagga chapmani) .
شكل حمار الزرد السهلي
- يبلغ ارتفاع الحيوان البالغ عند الكتف حوالي 1.1 – 1.5 متر ، ويتراوح وزنه بين 200 – 350 كجم .
- تعتبر الخطوط المميزة من أهم سماته ، حيث تساعده على التمويه والاختباء من الحيوانات المفترسة في البيئة العشبية .
- يعتقد أن هذه الخطوط تلعب دورًا في تنظيم درجة حرارة الجسم ، و إبعاد الحشرات عن جسمه .
- يتميز بجسم قوي وأرجل طويلة ورأس كبير نسبيًا ، كما يمتلك أسنانًا قوية تساعده على طحن الأعشاب والنباتات .
- يتمتع بحواس حادة ، بما في ذلك الرؤية والسمع والشم ، مما يساعده على اكتشاف الخطر والعثور على الغذاء .
- يمتلك حوافر صلبة تمكنه من الجري بسرعة والتنقل بسهولة في التضاريس الوعرة .
الفرق بين أنواع حمير الزرد
يمكن تمييز حمار الزرد السهلي عن الأنواع الأخرى من حمير الزرد من خلال حقيقة أن الخطوط الجانبية تتقاطع في منطقة البطن . بينما حمار الزرد الجبلي و حمار الزرد الصومالي ، فلا توجد خطوط على بطونهما . كما أن خطوط حمار الزرد الجبلي وحمار الزرد الصومالي أضيق وأقرب إلى بعضها البعض من خطوط حمار الزرد السهلي . [1]
السلوك الاجتماعي
تُعتبر حمير الزرد السهلية حيوانات نهارية اجتماعية تعيش في قطعان كبيرة تضم مئات الأفراد . حيث تتكون القطعان عادةً من مجموعات عائلية صغيرة بقيادة فحل مهيمن وعدد من الإناث وصغارهن . بينما يلعب الذكر المهيمن دورًا هامًا في حماية القطيع وتوجيهه ، بينما تهتم الإناث بتربية الصغار .
التسلسل الهرمي
يوجد ترتيب تسلسلي داخل قطيع حمار الزرد السهلي ، حيث يكون هناك ذكر واحد مهيمن يليه الإناث الكبيرات ثم الأناث اليافعات . بينما تتصدر الأنثى المهيمنة المجموعة و تقودهم في صف واحد ، و تحافظ الإناث على ترتيبها من خلال الاصطفاف حسب أعمارها . وعندما يغادر الفحل المهيمن أو يُقتل ، تبقى الإناث معًا في القطيع بانتظار أن يتولى ذكر آخر المسؤولية و قيادة القطيع .
يتم ترتيب الإناث الصغيرات حسب رتبة أمها وتوضع في صف خلفها مباشرةً ، ويبقى الفحل في نهاية القطيع ويعمل كوسيلة دفاعية في حالة هجوم حيوان مفترس . بينما يغادر الذكور في عمر تسعة أشهر و ينضمون إلى مجموعات العزاب ، حيث يمكن أن تضم مجموعات العزاب ما يصل إلى 16 ذكراً . كما تغادر الإناث اليافعات القطيع عندما تبلغ 1 – 4 سنوات ، و تحاول تكوين قطعان جديدة مع الذكور العازبة .
التواصل
تتميز حمير الزرد السهلية بتواصلها الاجتماعي الفعال ، حيث تستخدم مجموعة من الإشارات البصرية والسمعية للتفاعل مع بعضها البعض . حيث تشمل هذه الإشارات حركات الجسم ، وتعبيرات الوجه ، والصوت . على سبيل المثال ، تستخدم حمير الزرد نهيقًا عالي النبرة للتحذير من الخطر ، وصهيلًا منخفضًا للتعبير عن الرضا .
التغذية
يُعتبر حمار الزرد السهلي من الحيوانات العاشبة ، حيث يتغذى بشكل رئيسي على الأعشاب والنباتات العشبية الأخرى . حيث يمتلك جهازًا هضميًا متخصصًا يسمح له بهضم السليلوز بكفاءة . كما تقضي حمير الزرد السهلية معظم وقتها في الرعي ، وتنتقل باستمرار بحثًا عن مصادر الغذاء .
مفترسات حمار الزرد السهلي
تعد الأسود و الضباع المرقطة و الكلاب البرية الأفريقية و الفهود و النمور و تماسيح النيل ، أبرز مفترسات حمار الزرد السهلي في البرية . وعندما يحل الليل تبقى إحدى الإناث مسيقظة للمراقبة ، و تعتمد حمير الزرد على لون فرائها في التمويه .
الخطوط السوداء و البيضاء و التمويه
توفر الخطوط السوداء والبيضاء التمويه لحمير الزرد في الليل ، و تبدو ككتلة واحدة من اللون الرمادي من مسافة بعيدة . مما يجعل من الصعب على الحيوانات المفترسة تحديد الأفراد في القطيع التي يجب مهاجمتها . كما أن الخطوط الفردية تجعل من الصعب على الحيوانات المفترسة التمييز بين جسم حمار الزرد و النباتات المحيطة به .
تكاثر حمار الزرد السهلي
تتكاثر حمير الزرد السهلية طوال العام ، ولكن الذروة تكون في موسم الأمطار عندما يكون الغذاء وفيرًا . و تتقاتل الذكور من أجل الوصول إلى الإناث التي تتزاوج لأول مرة . و تعتبر نتيجة القتال حاسمة ، حيث أن الفائز في القتال يحصل على فرص التزاوج معها مدى الحياة و ضمّها إلى قطيعه .
تظهر الذكور أيضًا سلوكًا عاطفيًا مفرطًا مثل الاستمالة للإناث الصغيرة لإقناعها بالانضمام إلى قطيعها . و بعد أن ينجح في ضمها و التزاوج معها ، تبدأ فترة الحمل و تستمر حوالي 12 شهرًا ، وتلد الأنثى صغيرًا واحدًا يسمى “مهر”.
العناية بالصغار
الأم مسؤولة في المقام الأول عن رعاية المهر ، بينما ينشغل الذكر بحماية القطيع والدفاع عنه . وفي غضون 10 أو 15 دقيقة تستطيع المهرات الوقوف على أقدامها وفي غضون ساعة تستطيع المشي والركض . بينما يبدأ الصغار في تناول العشب في عمر أسبوع واحد ، و يكتمل الفطام بعد 7 – 11 شهراً ، ولكن يمكن أن تستمر حتى 16 شهراً .
يصل الصغار لمرحلة النضج الجنسي بعد 1 – 2 سنة ، و لكنهم لا يتزاوجون إلا عندما يبلغون 4 سنوات ، و يمكن أن تعيش حمير الزرد قرابة 20 عام في البرية و 40 عام في الأسر .
دور حمار الزرد السهلي في النظام البيئي
تلعب حمير الزرد السهلية دوراً حيوياً في النظام البيئي ، فهي المسؤولة عن تشذيب الحشائش و تحفيز نمو النباتات الجديدة و توفير الغذاء للمفترسات . حيث تساهم في تنوع النباتات و نموها ، عن طريق الغذاء على الحشائش الطويلة و تترك النمو الجديد للنبتة للحيوانات العاشبة الأخرى كالغزلان . كما يساهم دوس أعداد كبيرة من حمير الزرد على الأرض أثناء الهجرة ، على تحفيز نمو النبات الجديدة.
الحفاظ على حمار الزرد السهلي
تُبذل جهود كبيرة للحفاظ على حمير الزرد السهلية وحمايتها من التهديدات التي تواجهها. تشمل هذه الجهود :
- إنشاء المحميات الطبيعية : تُعتبر المحميات الطبيعية ملاذًا آمنًا لحمير الزرد السهلية ، حيث تحميها من الصيد الجائر وتوفر لها موائل مناسبة.
- مكافحة الصيد الجائر : تعمل الجهات المعنية على مكافحة الصيد الجائر من خلال تطبيق القوانين وتوعية المجتمعات المحلية بأهمية حماية حمير الزرد.
- إدارة الموائل : تُبذل جهود لإدارة الموائل وتحسين جودتها ، بما في ذلك زراعة الأعشاب ومكافحة الأنواع الغازية.
- البرامج التعليمية : تُنظم برامج تعليمية لرفع مستوى الوعي بأهمية حمير الزرد السهلية ودورها في النظام البيئي.
ننصحك بالتعرف على ” الحمار البري الأفريقي : تعرف على الحمار المهدد بالانقراض بالصور ” بالضغط هنا