في قلب الأراضي الرطبة والمستنقعات بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يعيش حيوان صغير رشيق.
يُعرف باسم “نمس المستنقعات” (Marsh mongoose)، حيث يتألق هذا المخلوق الصغير ببراعته في الصيد وقدرته على التكيف مع بيئته المائية.
مما يجعله من الحيوانات المذهلة والمثيرة للاهتمام في عالم الطبيعة.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم نمس المستنقعات، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة!
الاسم العلمي | Atilax paludinosus |
الأسماء الشائعة | نمس المستنقعات، النمس المائي، نمس الهور |
الفصيلة | النمسيات |
الموطن | قارة أفريقيا |
الغذاء | آكلات اللحوم |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن نمس المستنقعات
ينتمي نمس المستنقعات إلى فصيلة “النمسيات” و يُعرف أيضاً باسم ” نمس الماء” ويعتبر أكبر أنواع النمس في أفريقيا.
وينتشر هذا النوع في مجموعة متنوعة من الموائل المائية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
حيث يمتد نطاقه من السنغال وغامبيا إلى إثيوبيا، وأجزاء كبيرة من وسط وشرق وجنوب أفريقيا. [1]
البيئة
يتواجد نمس المستنقعات في مجموعة متنوعة من الموائل المائية، بما في ذلك المستنقعات والغابات المطيرة والسهول الفيضية والأراضي العشبية الرطبة.
ويفضل هذا الحيوان المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف والماء الوفير، مما يوفر له الحماية ومصادر الغذاء.
التكيف مع البيئات المائية
يتكيف نمس المستنقعات بشكل جيد مع الحياة في البيئات المائية.
حيث يمتلك جسماً انسيابياً وأقداماً مكشوفة تساعده على السباحة والتحرك بسهولة في الماء.
كما يمتلك فراءً كثيفاً مقاوماً للماء يحميه من البرد والرطوبة.
شكل نمس المستنقعات
- يعتبر من أكبر أنواع النمس، حيث يبلغ طوله حوالي 45-60 سم، و وزنه يتراوح بين 2.5-5.5 كجم.
- يمتلك جسماً طويلاً ورشيقاً، وأرجلاً قصيرة نسبياً.
- يتميز بفراء بني داكن إلى محمر، وأحياناً يكون له بقع أو خطوط داكنة على الجسم.
- يمتلك رأساً صغيراً ومدبباً، وعيوناً صغيرة وآذاناً مستديرة.
- يتميز بذيل طويل وقوي يستخدمه للتوازن أثناء السباحة والتسلق.
- يمتلك أسناناً حادة ومخالب قوية تساعده على صيد الفرائس.
- يمتلك كلا الجنسين غدد شرجية تنتج إفرازات ذات رائحة مسكية.
سلوك نمس المستنقعات
يعيش نمس المستنقعات حياة انفرادية في الغالب، إلا أنه قد يتجمع في مجموعات صغيرة خلال موسم التكاثر أو عند البحث عن مصادر الغذاء.
وهي حيوانات إقليمية تعيش في مناطقها طوال العام، ويعتبر حيواناً ليلياً في الغالب، ويقضي يومه في جحره أو في مكان آمن للاختباء. [2]
التواصل
عندما يقترب أي تهديد، يُصدر النمس هديراً منخفضاً، والذي قد يزداد فجأة إلى هدير متفجر بنبرة أعمق.
وعندما يحاصر أو يشعر بالضيق، يطلق سائلاً بنياً متعفناً من غدته الشرجية.
كما تُصدر هذه الحيوانات صرخات عالية النبرة ومفتوحة الفم عند الإثارة.
غذاء نمس المستنقعات
يعتبر حيواناً آكلاً للحوم، ويتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس، بما في ذلك الأسماك والضفادع والقوارض والطيور والثعابين واللافقاريات.
ويبحث هذا النمس في كل حفرة على طول ضفة النهر، وغالباً ما يعثر على السرطانات والضفادع المخفية.
ويتم قذف أي أجسام صلبة مثل بلح البحر وسرطان البحر والبيض بقوة كبيرة لفتح القشرة.
ويعتبر هذا النمس مصدراً للغذاء للحيوانات المفترسة الأكبر حجماً، مثل تمساح النيل والطيور الجارحة. [2]
كيف يقوم النمس بخداع الطيور؟
لاصطياد الطيور، يستلقي نمس المستنقعات على ظهره ويبدو وكأنه يأخذ حماماً شمسياً.
وفي هذه الوضعية، تبرز المنطقة الوردية الباهتة من فتحة الشرج مقابل الفراء الأسود المحيط بها.
ويُعتقد أن هذا المظهر يشجع الطائر على الاقتراب من فتحة الشرج ونقرها، مما يسمح للنمس بالقبض على الطائر.
طرق الصيد
يستخدم هذا النوع مجموعة متنوعة من طرق الصيد، بما في ذلك:
- الصيد في الماء: يعتبر سباحاً ماهراً، ويستخدم الماء للوصول إلى الفرائس المائية مثل الأسماك والضفادع.
- الصيد على اليابسة: يستخدم حاسة الشم القوية لتحديد موقع الفرائس على اليابسة، مثل القوارض والطيور والثعابين.
تكاثر نمس المستنقعات
يحدث موسم التكاثر مرتين في السنة خلال منتصف موسم الجفاف وخلال موسم الأمطار.
وتلد الأنثى ما بين 2-4 صغار في حفرة قريبة من الماء، بعد فترة حمل تصل إلى حوالي 10-11 أسبوعاً.
وتعتني الأم بالصغار في جحرها، وتقوم بتوفير الحماية والغذاء لهم.
العناية بالصغار
تولد الصغار عمياء وعاجزة، وتعتمد بشكل كامل على الأم في الرعاية.
وتبدأ الصغار في فتح عيونها بعد حوالي أسبوعين، وتبدأ في استكشاف البيئة المحيطة بها تدريجياً.
وعادةً ما يتم فطام الصغار بعد حوالي 6-8 أسابيع، وتصبح مستقلة تماماً بعد بضعة أشهر.
ويمكن أن يعيش نمس المستنقعات قرابة 17 عام في الأسر.
الدور في النظام البيئي
يلعب نمس المستنقعات دوراً مهماً في النظام البيئي، حيث يساهم في:
- السيطرة على أعداد الفرائس: يساعد في السيطرة على أعداد الفرائس، مثل القوارض والأسماك، مما يحافظ على توازن النظام البيئي.
- توفير الغذاء للمفترسات: يعتبر مصدراً للغذاء للحيوانات المفترسة الأكبر حجماً، مثل التماسيح والطيور الجارحة.
نمس المستنقعات والبشر
على الرغم من أن نمس المستنقعات ليس مهدداً بشكل مباشر بالانقراض، إلا أنه من المهم إدراك التأثير المحتمل للأنشطة البشرية على بقائه.
ومن خلال حماية موائله والحد من الصيد والاضطهاد ، يمكننا المساعدة في ضمان استمرار هذا الحيوان في الازدهار في البرية للأجيال القادمة.
وداعاً، أيها المخلوق الفريد
لطالما حملت كلمة “نمس” صورة حيوان صغير ومزعج، ولكن نمس المستنقعات يقدم لنا صورة مختلفة تماماً.
إنه كائن متكيف بشكل رائع مع بيئته، ويستحق أن يحظى بإعجابنا واحترامنا.
دعونا نعمل على تغيير النظرة السلبية للنمس ونقدر دوره المهم في النظام البيئي.
كيف يمكننا تغيير النظرة السلبية للنمس في مجتمعاتنا؟ شاركنا برأيك في التعليقات.
ننصحك بالتعرف على “ ذئب الأرض “العسبار” : تعرف على الضبع آكل الحشرات بالصور“