الذئب ذو العرف: تعرف على ملك الغابة الغامض مع الصور

الذئب ذو العرف

يتجول حيوان غريب المظهر في المروج الشاسعة بأمريكا الجنوبية، مخلوقٌ فريدٌ ذو مظهر آسر وطبيعة غامضة. إنه الذئب ذو العرف، حيث يُعتبر أكبر أنواع الكلبيات في أمريكا الجنوبية ، ويتميز بمظهره الفريد الذي يجمع بين صفات الذئاب والثعالب والغزلان.

انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا المخلوق المذهل ، حيث نغوص في تفاصيل حياته وسلوكه وخصائصه الفريدة !

تصنيف الذئب ذو العرف

ينتمي الذئب ذو العرف (Chrysocyon brachyurus) إلى فصيلة الكلبيات، وهو أكبر أنواع الكلبيات في أمريكا الجنوبية. وعلى الرغم من اسمه ، إلا أنه ليس ذئبًا حقيقيًا، وهو العضو الوحيد في جنس Chrysocyon.

الموطن

يتواجد الذئب ذو العرف في مناطق السافانا المفتوحة والمراعي في أمريكا الجنوبية ، ويتواجد بشكل رئيسي في البرازيل وبوليفيا وباراغواي والأرجنتين وبيرو . حيث يفضل العيش في المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف، مثل المروج الطويلة والحقول المفتوحة. [1]

البيئة

يعيش الذئب ذو العرف في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك السافانا والأراضي العشبية الرطبة والمستنقعات والغابات. بينما يفضل العيش في المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف الذي يوفر له الحماية والتخفي . كما يتكيف بشكل جيد مع الظروف البيئية المتغيرة، ويمكنه تحمل درجات الحرارة القصوى والجفاف.

لماذا سُمي بذئب العرف ؟

سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى الشعر الطويل والسميك الذي ينمو على رقبته وكتفيه، والذي يُشبه العرف. حيث يمكن أن يصل طول هذا الشعر إلى 17 سم. كما يُعتقد أن العرف يلعب دورًا في التواصل، حيث يمكن للذئاب ذات العرف أن تجعله يبدو أكبر وأكثر تهديدًا عند الحاجة.

شكل الذئب ذو العرف

• يتراوح ارتفاع الحيوان البالغ عند الكتفين بين 74 – 87 سم، وطول جسمه حوالي 125 – 132 سم، و يزن ما بين 20 – 23 كجم.
• يتميز بفراء أحمر أو برتقالي ذهبي طويل وكثيف، وخاصة على منطقة العنق والكتفين ، مما يُشبه العرف.
• يمتلك سيقان طويلة ونحيلة بشكلٍ ملحوظٍ، تُمكنه من الرؤية فوق العشب الطويل وتحديد موقع الفرائس بسهولة.
• يعتقد أن هذه السيقان الطويلة تساعده أيضًا على تجنب لدغات الثعابين وغيرها من الحيوانات الخطرة في المروج.
• يمتلك آذان كبيرة ومستديرة تساعده على السمع بشكل جيد، بالإضافة إلى حاسة شم قوية تساعده على تتبع الفرائس.

السلوك الاجتماعي

الذئب ذو العرف هو حيوان ليلي انفرادي ، و يصبح أكثر نشاطًا عند الغسق والفجر. وعلى الرغم من طبيعته الانفرادية، إلا أنه يمكن أن يشكل أزواجًا مترابطة خلال موسم التزاوج، و يعمل الزوجان معًا لتربية الصغار.

قد تتزاوج هذه الكلاب مدى الحياة، حيث يشترك الذكر والأنثى في الدفاع عن منطقة تصل مساحتها إلى 30 كيلومترًا مربعًا. وبالرغم من وجودهما في نفس المنطقة، إلاأنه من النادر أن يتقابل الزوجين. حيث يصطاد ويختبأ كل فرد بمفرده، ولا يتقابلان إلا أثناء موسم التكاثر. [2]

التواصل

تستخدم الذئاب ذات العرف مجموعة متنوعة من الأصوات للتواصل مع بعضها البعض، بما في ذلك النباح والعواء . كما تستخدم أيضًا لغة الجسد، مثل وضعية الذيل وتعبيرات الوجه، للتعبير عن مشاعرها ونواياها. كما تستخدم علامات الرائحة لتحديد منطقتها بالبول والروث.

تستخدم الذئاب ذات العرف مجموعة من الأصوات للتواصل، بما في ذلك النباح والزمجرة والعواء. حيث يستخدم النباح للتحذير من الخطر، بينما يستخدم الزمجرة للتعبير عن العدوانية. كما تستخدم العواء للتواصل مع شركائها على مسافات طويلة.

غذاء الذئب ذو العرف

الذئب ذو العرف حيوانٌ آكلٌ للحوم والنباتات، حيث يتغذى على مجموعة متنوعة من الفرائس، بما في ذلك القوارض الصغيرة والطيور والزواحف والحشرات. كما يتغذى أيضًا على الفواكه والخضروات، وخاصةً فاكهة “lobeira” والتي تُشكل جزءًا كبيرًا من نظامه الغذائي.

استراتيجية الصيد

تعتمد الذئاب ذات العرف على حواسها الحادة في الصيد، حيث تستخدم بصرها وسمعها وشمها لتحديد موقع الفرائس. كما تمتلك سيقان طويلة تمكنها من الجري بسرعة والقفز عاليًا للقبض على الفرائس.

التكيفات الفريدة

يتمتع الذئب ذو العرف بتكيفات فريدة جعلته صياد ماهر للقوارض، وتشمل هذه التكيفات:

• الأرجل الطويلة: تُمكنه أرجله الطويلة من الرؤية فوق العشب الطويل، مما يساعده على اكتشاف الفرائس والحيوانات المفترسة بسهولة.
• حاسة شم قوية : يعتمد الذئب ذو العرف بشكل كبير على حاسة الشم للتواصل والعثور على الفرائس.
• فراء مميز: يُوفر فرائه البرتقالي المحمر تمويهًا ممتازًا في بيئته العشبية.

تكاثر الذئب ذو العرف

يحدث موسم التزاوج للذئاب ذات العرف عادةً بين شهري أبريل ويونيو . و خلال هذه الفترة، يشكل الذكور والإناث أزواجًا مترابطة ويقومان بتحديد منطقة خاصة بهما. بينما تستمر فترة الحمل حوالي 62 – 66 يومًا، وتلد الأنثى ما بين 2 – 6 جراء . (بسبب ندرة هذا المخلوق تم دراسة هذا الكلب في الأسر، حيث لايعرف الكثير عن تكاثره في البرية)

العناية بالصغار

يشارك كلا الوالدين في رعاية الصغار، و تبقى الجراء في العرين لمدة تصل إلى 10 أسابيع، وتعتمد على حليب الأم في غذائها. وبعد ذلك، تبدأ في استكشاف البيئة المحيطة بها وتعلم مهارات الصيد من والديها. بينما تصل الجراء إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر سنة واحدة تقريبًا، وتغادر منطقة والديها لتأسيس مناطق خاصة بها. وقد عاش الذئب ذو العرف في الأسر 15 عامًا.

الدور في النظام البيئي

يلعب الذئب ذو العرف دورًا مهمًا في الحفاظ على التوازن البيئي في موائله. حيث يساعد على تنظيم أعداد الفرائس، بما في ذلك القوارض والحيوانات الصغيرة الأخرى، مما يساهم في الحفاظ على صحة النظام البيئي . كما يُساهم أيضًا في نشر البذور من خلال تناوله للفاكهة والخضروات.

الحفاظ على الذئب ذو العرف

يواجه الذئب ذو العرف عددًا من التهديدات، بما في ذلك فقدان الموائل والصيد الجائر والتصادم مع المركبات. ونتيجةً لذلك، يُصنف على أنه من الأنواع القريبة من التهديد من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).

جهود الحفظ

تُبذل جهود كبيرة للحفاظ على الذئب ذو العرف وحمايته من هذه التهديدات. حيث تشمل هذه الجهود إنشاء المحميات الطبيعية، وتنفيذ برامج التوعية، ودعم الأبحاث العلمية لفهم سلوك هذا الحيوان واحتياجاته بشكل أفضل.

حقائق مثيرة عن الذئب ذو العرف

1. يتميز بأرجل طويلة تسمح له بالركض بسرعة تصل إلى 65 كم/ساعة، مما يجعله من أسرع الحيوانات البرية في أمريكا الجنوبية.
2. بفضل أقدامه الطويلة و المخالب الحادة، يستطيع التسلق بسهولة على الأشجار، مما يمنحه ميزة إضافية في الصيد و الهروب.
3. يتميز بحاسة سمع قوية للغاية تسمح له بتحديد موقع فريسته بدقة حتى في الظلام.
4. يفضل الذئب ذو العرف العيش بمفرده، و لا يُشكل مجموعات إلا في موسم التكاثر.
5.  يولد الجراء بفراء أسود، وتتحول إلى اللون الأحمر بعد 10 أسابيع.

ننصحك بالتعرف على” ابن آوى الذهبي : تعرف على الحيوان الانتهازي الذي يأكل كل شيء تقريبًا” بالضغط هنا