تخيل مخلوقاً غامضاً يتجول في ظلام الغابة، عيونه المتوهجة تخترق الأشجار الكثيفة، ولسانه الطويل يلتف حول الفواكه الناضجة.
هذا ليس خيالاً من عالم الخيال، بل هو وصف حقيقي للكنكاج “Kinkajou”، إنه حيوان فريد من نوعه ينتمي إلى عائلة الراكون.
استعدوا لمغامرة شيقة في عالم الحيوان، حيث سنلتقي بهذا الحيوان، جوهرة الغابات الاستوائية!
الاسم العلمي | Potos flavus |
الأسماء الشائعة | الكنكاج ، دب العسل، القرد الليلي، قرد الأسد |
الفصيلة | الراكونيات |
الموطن | أمريكا الوسطى و الجنوبية |
المواصفات الشكلية | يبلغ إجمالي طول الرأس والجسم (بما في ذلك الذيل) بين 82 – 133 سم، ويزن 1.4 – 4.6 كجم. |
السلوك | حيوانات ليلية تعيش على الأشجار دائماً |
الغذاء | آكلات اللحوم |
المفترسات | الطيور الجارحة ، اليغور |
الخصائص المميزة | متسلق ماهر ، لسان طويل |
محتويات
موطن الكنكاج
ينتمي حيوان الكنكاج إلى فصيلة الراكونيات، ويمتلك هذا النوع سمات مميزة تميزه عن بقية أعضاء عائلته.
مما أدى في الماضي إلى تصنيفه بشكل خاطئ ضمن الرئيسيات.
بينما يمتد موطن هذا النوع من شرق وجنوب جبال سييرا مادري في المكسيك، وعبر أمريكا الوسطى، إلى بوليفيا شرق جبال الأنديز، وصولاً إلى الغابة الأطلسية في جنوب شرق البرازيل. [1]
البيئة
يتمتع الكنكاج بتنوع غني في موطنه، حيث يعيش في مجموعة واسعة من موائل الغابات.
بما في ذلك الغابات الاستوائية الجافة والغابات المطيرة الأمازونية، وحتى غابات منطقة السافانا في سورينام.
ومع ذلك، نادراً ما يُشاهد في الغابات السحابية أو الغابات الشائكة.
شكل الكنكاج
- يبلغ إجمالي طول الرأس والجسم (بما في ذلك الذيل) بين 82 – 133 سم، ويزن 1.4 – 4.6 كجم.
- يتنوع لون الفراء بشكل كبير اعتماداً على موقعه الجغرافي والوقت من السنة.
- لوحظت العديد من الأنماط المختلفة للون، منها: زيتوني بني مصفر، بني خشبي.
- يتميز بمرونة استثنائية في عموده الفقري، مما يسمح له بالدوران بمقدار 180 درجة بين الحوض والرأس.
- تُساعده المرونة على المناورة بسهولة بين أطراف الشجرة والوصول إلى الطعام من الفروع الطرفية.
تكيفات التسلق
يتمتع الكنكاج بالعديد من التكيفات التي تجعله متسلقاً ماهراً، بما في ذلك:
- ذيل طويل قادر للإمساك بالأشياء.
- أصابع ذات مخالب للتسلق.
- أقدام خلفية قابلة للعكس للمناورة على الفروع.
سلوك الكنكاج
الكنكاج حيوانات ليلية تعيش على الأشجار دائماً، وتنام في النهار داخل تجاويف الشجر.
وعادةً ما يتغذون بمفردهم، باستثناء أشجار الفاكهة الكبيرة حيث تكون المنافسة بين الأنواع أقل.
وتكون الإناث أكثر حساسية للمنافسة بسبب احتياجاتهن العالية من الطاقة أثناء الرضاعة والحمل. [1]
التواصل
يصدر الكنكاج مجموعة متنوعة من الأصوات، وتشمل هذه الأصوات الصراخ، والصرير، والهمهمات الأنفية، والنقر.
بالإضافة إلى الأصوات، تعتبر علامات الرائحة مهمة للتواصل الجنسي والإقليمي والاجتماعي.
حيث يتم وضع علامات على أغصان الأشجار باستخدام غدد الفك السفلي والحنجرة والبطن.
ويبدو أن الكنكاج يعتمدون على كل من الإشارات السمعية والشمية للتواصل مع بعضهم البعض.
غذاء الكنكاج
على الرغم من تصنيف هذه الحيوانات ضمن آكلات اللحوم وامتلاكها أسناناً حادة، إلا أن نظامهم الغذائي يتكون بشكل أساسي من الفاكهة، وخاصة التين.
حيث تشكل ما يصل إلى 90٪ من وجباتهم، و يتناولون الفاكهة الناضجة بشكل أساسي، ويستخدمون أقدامهم الأمامية للإمساك بها بينما يستخرجون اللب والعصير بألسنتهم.
أما باقي نظامهم الغذائي (10٪) فيتكون من الأوراق والزهور والرحيق والأعشاب المختلفة.
وفي بعض الأحيان، قد يأكلون الحشرات، وخاصة النمل، وبيض الطيور، والفقاريات الصغيرة. [2]
لسان الكنكاج الطويل
يساعد لسان الكنكاج الطويل والنحيف (حوالي 12.7 سم) الحيوان على الوصول إلى الفاكهة في الأماكن الضيقة.
كما يسمح له بلعق الرحيق من الأزهار، مما يجعله أحياناً يلعب دوراً هاماً في عملية التلقيح.
وفي بعض الأحيان، يحصل هذا النوع على الرحيق أيضاً من خلال أكل أزهار كاملة.
وعلى الرغم من أن العينات الأسيرة تُظهر شغفاً كبيراً بتناول العسل (ومن هنا جاء اسم “دب العسل” ).
إلا أنه لم يتم العثور على دليل قاطع على وجود العسل في النظام الغذائي لحيوانات البرية.
مفترسات الكنكاج
تعتبر حيوانات الكنكاج آمنة نسبياً من الافتراس بسبب سلوكها الليلي ونشاطها على الأشجار.
ومع ذلك، قد تتعرض للصيد أثناء نومها في أوكارها خلال النهار.
وتشمل الحيوانات المفترسة المحتملة للكنكاج الطيور الجارحة الكبيرة واليغور .
بينما يعد أكبر تهديد لهذا النوع هو الصيد البشري، حيث تُباع كحيوانات أليفة.
كما أن فرائها الناعم يجعلها مرغوبة في التجارة، ويُعتقد أن لحمها لذيذ، ويتم تصدير المئات من هذه الحيوانات حية أو ميتة من أمريكا الجنوبية كل عام.
تكاثر الكنكاج
تتكاثر على مدار العام، ويتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى. وتلد الأنثى1 -2 صغار بعد فترة حمل تتراوح من 112 – 118 يوماً.
وتعتني الأنثى وحدها بالصغار، ويصل الصغار لمرحلة الاستقلال بعد 8 أشهر.
بينما يصلون لمرحلة النصج الجنسي بعد عامين، ويمكن لهم العيش في الأسر قرابة 40 عام.
الدور في النظام البيئي
يعتبر الكنكاج آكل فواكه بشكل أساسي، ويتغذى على مجموعة متنوعة من الفواكه الناضجة.
وأثناء تناول الفاكهة، يبتلع البذور، والتي تمر عبر الجهاز الهضمي دون هضم.
بعد ذلك، يتم إخراج هذه البذور في البراز، وتنبت في أماكن جديدة، مما يساعد على نشر الأشجار والنباتات.
كما أن اللسان الطويل والنحيف يسمح له بالوصول إلى الرحيق في الأزهار.
وأثناء البحث عن الرحيق، ينقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى، مما يساعد على تلقيح النباتات.
حالة حفظ الكنكاج
يعاني الكنكاج من انخفاض في نطاقه وحجم سكانه بسبب تدمير الموائل الناجم عن النشاط البشري.
ويُعتقد أن إزالة الغابات هي المسؤولة عن غالبية هذا التدمير.
بالإضافة إلى ذلك، يتم اصطياد هذا النوع لفرائه الناعم ولحمه، مما قد يؤدي إلى الإفراط في الصيد.
وتُعد دراسته صعبة، مما يجعل التقديرات السكانية غير دقيقة.
الكنكاج كحيوانات أليفة
في بعض البلدان، تُعرف حيوانات الكنكاج بأسماء مثل “قرد الأسد” و “قرد الدب”، مما يعكس مظهرها الفريد.
ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن هذه الحيوانات ليست قروداً ولا دببة، بل حيوانات برية ذات احتياجات خاصة لا يمكن تلبيتها بسهولة في بيئة منزلية.
وقبل التفكير في اقتناء الكنكاج كحيوان أليف، من الضروري إجراء بحث مكثف وفهم المخاطر والمسؤوليات المترتبة على ذلك.
حيث إنها تكره الضوضاء المفاجئة والحركات، وقد تصبح عنيفة إذا تم إيقاظها أثناء النهار.
كما يجب عليك التأكد من أنك مستعد لتوفير رعاية مناسبة لهذه الحيوانات وأنك ستبذل قصارى جهدك لحمايتها من الأذى.
وداعاً، أيها الصديق
في ختام رحلتنا مع الكنكاج، هذا الكائن الفريد من نوعه، نتمنى أنكم قد اكتسبتم تقديراً عميقاً لجماله وسلوكه المُدهش.
لقد غطينا الكثير من جوانب حياة الكنكاج، من موطنه الطبيعي ونظامه الغذائي، إلى قدرته على التسلق والتواصل.
وبينما نغلق صفحات هذه المقالة، نأمل أن تكون قد ألهمتكم للمساهمة في حماية هذا الحيوان الرائع.
ننصحك بالتعرف على ” راكون الليل: حكاية القط حلقي الذيل، ملك الظلام “