النمس كثيف الذيل: هل تساءلت يوماً عن مخلوق صغير يختبئ بين الأشجار، ويتغذى على الحشرات الصغيرة؟
إنه النمس كثيف الذيل “Bushy-tailed mongoose” هو واحد من هذه المخلوقات الساحرة والغامضة.
سنتعرف في هذه المقالة على هذا النوع المميز من النمس، وسنستكشف عاداته الغذائية، وبيئته، وبعض الحقائق المثيرة للاهتمام عنه.
الاسم العلمي | Bdeogale crassicauda |
الأسماء الشائعة | النمس كثيف الذيل |
الفصيلة | النمسيات |
الموطن | قارة أفريقيا |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن النمس كثيف الذيل
النمس كثيف الذيل هو نوع من الثدييات ينتمي إلى فصيلة النمسيات، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنمس ذو الأرجل السوداء.
ويتواجد بشكل طبيعي في المناطق الوسطى من قارة أفريقيا، ممتداً من جنوب كينيا وحتى وسط موزمبيق. [1]
البيئة
يفضل النمس كثيف الذيل المناطق القريبة من مصادر المياه مثل الأنهار، حيث يتوفر الغطاء النباتي الكافي.
وتتنوع بيئته الطبيعية بين الأراضي الشجرية المفتوحة والغابات متعددة الطبقات، والتي تختلف في درجات الحرارة والرطوبة.
وقد تم رصد هذا النوع بكثرة في مناطق محمية بجنوب تنزانيا، حيث يعيش بشكل رئيسي في غابات الأكاسيا والمناطق القريبة من الأنهار.
شكل النمس كثيف الذيل
- يبلغ متوسط طول الرأس والجسم حوالي 38-40 سم، وطول الذيل حوالي 23 سم.
- يبلغ متوسط الوزن حوالي 1.273 – 1.3 كجم، ويتراوح لون الفراء بين الرمادي والبني المصفر.
- يتميز الفراء السفلي لكامل الجسم بكثافته، ويكون الذيل عريض وكثيف الشعر.
- يتميز برأس مستدير، ويتمتع بأذنين قصيرتين مغطات بالفرو.
سلوك النمس كثيف الذيل
يعد النمس كثيف الذيل من الحيوانات الانفرادية الليلية التي تبحث عن ملجأ في الجحور والشقوق خلال النهار.
وتشير الملاحظات الميدانية إلى طبيعته الهادئة، حيث يميل إلى الاستسلام بدلاً من المقاومة عند الإمساك به، مما يميزه عن الأنواع الأخرى من النمس.
ويعيش هذا النوع حياة انفرادية، ويعتمد على الغدد العطرية الموجودة بالقرب من فتحة الشرج للتواصل مع أفراد جنسه، رغم قلة المعلومات المتاحة عن طرق تواصلها بشكل عام. [2]
النظام الغذائي
يعد النمس كثيف الذيل حيوان آكل للحشرات في المقام الأول، ويتغذى بشكل رئيسي في الليل.
وقد يستخدم مخالبه في حفر التربة السطحية للوصول إلى اليرقات والحشرات، لكنه لا يجيد الحفر العميق.
بينما في الأسر، لم يتمكن هذا النوع من كسر البيض، لكنه تناول محتويات البيض بعد كسرها.
وبالمثل، تم تقديم الفئران الحية للنمس في الأسر، لكنها وجدت صعوبة في صيدها وقتلها.
ومع ذلك، تم تقديم ثعبان رملي حي بطول 100 سم لفرد واحد، وتمكن النمس من قتله وأكله بسرعة.
وهذا قد يشير إلى أنه آكل للحشرات في المقام الأول، لكنه قد يتناول أحياناً الزواحف مثل السحالي والثعابين.
المفترسات
يعد النمس كثيف الذيل فريسة للعديد من الحيوانات المفترسة، حيث تتغذى عليه الطيور الجارحة مثل الصقور والحيوانات آكلة اللحوم الكبيرة.
وقد لوحظ أن الثعابين تشكل تهديداً عليه، كما يتضح من العثور على فرد من هذا النوع داخل معدة أفعى غابونية كبيرة.
وللتقليل من خطر الافتراس، يختبئ النمس في جحور خلال النهار، ويخرج ليلاً للبحث عن الطعام.
تكاثر النمس كثيف الذيل
يحدث التكاثر لدى النمس كثيف الذيل خلال المواسم الرطبة، وغالباً ما يتزامن مع فترات هطول الأمطار الموسمية.
وتستمر فترة الحمل ما بين 42 – 105 أيام، وتلد الأنثى واحد إلى أربعة صغار.
وعادةً ما تبقى الصغار في أوكارها حتى تصبح قادرة على الحركة.
ويصل الصغار إلى النضج الجنسي في عمر يتراوح بين 9 أشهر إلى عامين.
ويقدر متوسط عمر النمس في البرية بحوالي 6 – 10 سنوات، بينما قد يعيش بعضها في الأسر لمدة أطول. [2]
الدور في النظام البيئي
على الرغم من قلة الدراسات المعمقة حول دور النمس كثيف الذيل في النظام البيئي، إلا أنه يُعتقد أن هذا النوع يساهم بشكل كبير في تنظيم أعداد الحشرات والزواحف الصغيرة، مما يشير إلى أهميته في الحفاظ على التوازن البيئي.
حالة حفظ النمس كثيف الذيل
على الرغم من تصنيف النمس ذو الذيل الكثيف ضمن قائمة الأنواع الأقل إثارة للقلق في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
إلا أنه يتعرض لتهديدات متزايدة بسبب تدهور وتجزئة بيئته الطبيعية.
بالإضافة إلى نقص الفرائس و التغيرات في استخدام الأراضي الناجمة عن الرعي الجائر، مما يشكل تهديداً على بقائه على المدى الطويل.
الأنواع المشابة
تعرفنا سابقاً على النمس المصري وأشهر أنواع النمس الأفريقي، والنمس الرمادي الهندي بلونه المميز وانتشاره الواسع.
اليوم، سنتعرف على النمس كثيف الذيل والأنواع المشابهة له، وكيف تختلف عن هذه الأنواع:
1- نمس جاكسون
يعتبر نمس جاكسون (Bdeogale jacksoni) من الثدييات النادرة والمتوطنة في الغابات الجبلية بمنطقة شرق أفريقيا، لاسيما في كينيا وأوغندا وتنزانيا.
ويتميز هذا النوع بفرو طويل وكثيف يتراوح لونه بين الأسود والأبيض، مع وجود بقع صفراء مميزة في منطقة الخدين والحلق والرقبة، مما يميزه عن النمس ذو الأرجل السوداء.
ويصل طوله إلى أكثر من 50 سم ويزن بين 2 – 3 كجم، مما يجعله من أكبر أنواع النمس.
ويعيش نمس جاكسون حياة ليلية وشفقية منعزلة، ويتغذى بشكل رئيسي على القوارض والحشرات.
وقد صنفه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنه قريب من التهديد منذ عام 2008. [3]
2- النمس ذو الأرجل السوداء
يعيش النمس ذو الأرجل السوداء (Bdeogale nigripes) في الغابات النفضية العميقة بوسط أفريقيا، ممتداً من شرق نيجيريا حتى جنوب جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويتغذى هذا الحيوان الانفرادي الليلي على مجموعة متنوعة من الأطعمة.
بما في ذلك الحشرات مثل النمل والنمل الأبيض، والقوارض الصغيرة، والبرمائيات، والزواحف، والفواكه.
وتشير الدراسات الجينية والشكلية إلى أن النمس ذو الأرجل السوداء قريب الشبه بنمس جاكسون، لدرجة أنهما يعتبران أحياناً نوعاً واحداً. كما أنه يشبه كثيراً النمس أبيض الذيل في الشكل.
وقد صنفته القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنه أقل الأنواع تهديداً.
3- نمس سوكوكي
يعد نمس سوكوكي (Bdeogale omnivora) نوعاً من النمس المتوطن في الغابات الساحلية بشرق أفريقيا، تحديداً في تنزانيا وفي منتزه أرابوكو سوكوكي الوطني بكينيا.
وبالرغم من قرابته من النمس كثيف الذيل، إلا أنه يتميز عنه بلون فرائه وحجمه الأصغر.
فجسمه مغطى بفرو سفلي أصفر برتقالي وشعر الذيل بني غامق رمادي مع حلقات أفتح، بينما تكون أطرافه داكنة اللون تميل إلى البني الشوكولاتي أو الأسود.
ويتميز برأسه الصغير وأذنيه المدورتين وذيله الكثيف القصير، وهو حيوان ليلي بالكامل.
4- نمس بوسارجيس
نمس بوسارجيس (Dologale dybowskii) هو نوع من النمس الأصلي في وسط أفريقيا، ويُعرف أيضاً بنمس السافانا الاستوائية الأفريقية.
ويعتبر هذا النوع من الأنواع التي لا تتوفر عنها بيانات كافية، وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، نظراً لقلة الدراسات المتعلقة بتوزيعه وبيئته، وهو النوع الوحيد ضمن جنسه.
ويتميز بلون بني مع بطن و وجه رماديين، وذيل كثيف، وأقدام أمامية مزودة بمخالب قوية، ويبلغ طول جسمه حوالي 25-33 سم وطول ذيله 16-23 سم.
وقد عُرف هذا النوع بشكل أساسي من خلال عدد محدود من العينات الموجودة في متاحف التاريخ الطبيعي حتى أواخر القرن العشرين.
وداعاً، أيتها المخلوقات الرائعة
ما زال هناك الكثير لنتعلمه عن النمس ذو الذيل الكثيف، هذا الكائن الصغير يحمل في طياته العديد من الأسرار التي تنتظر أن تُكشف.
هل ترغب في المساعدة في الكشف عن هذه الأسرار؟
شاركنا في التعليقات بأي معلومات أو أسئلة لديك حول هذا النوع المذهل.