الحوت الأحدب: أغاني العملاق البحري .. أسرار صوت الحوت الأحدب

تخيل كائناً ضخماً يتراقص في أعماق المحيطات، يطلق أنغاماً ساحرة وينفذ حركات بهلوانية مذهلة.

هذا الكائن هو الحوت الأحدب “Humpback whale”، أحد أكثر الكائنات البحرية سحراً وغموضاً.

فبحدبته المميزة وألوانه البديعة وأغانيه المعقدة، يعتبر هذا الكائن كنزاً حقيقياً للمحيطات.

فهل تريد اكتشاف أسرار أحد أكثر الكائنات البحرية سحراً؟ لا تفوت مقالتنا الشيقة عن الحوت الأحدب!

الحوت الأحدب: أغاني العملاق البحري .. أسرار صوت الحوت الأحدب
الاسم العلميMegaptera novaeangliae
الأسماء الشائعةالحوت الأحدب ،جمل البحر، الكبع، هركول سنم، الحوت السنامي
الفصيلة الحيتان البالينية
الموطنالمحيطات والبحار حول العالم
المواصفات الشكليةيبلغ متوسط طول الحوت البالغ حوالي 14-15 متراً
السلوكتعيش في مجموعات صغيرة لا تدوم طويلاً
الغذاءآكلات اللحوم
المفترساتالحوت القاتل
الخصائص المميزةمغني بارع، لدية طريقة نادرة ومميزة في الصيد
حالة الحفظ أقل إثارة للقلق

موطن الحوت الأحدب

ينتمي الحوت الأحدب إلى فصيلة “الحيتان البالينية” ويعد النوع الوحيد في جنسه.

وتنتشر الحيتان الحدباء على نطاق واسع في المحيطات العالمية، حيث تعيش في المياه القطبية والاستوائية على حد سواء.

ويمتد نطاق توزيعها من المناطق القريبة من القطب الشمالي، وصولاً إلى المياه المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية، مروراً بالمحيط الأطلسي والهادئ.

الهجرة

تقوم الحيتان الحدباء بهجرات طويلة منتظمة بين مناطق تكاثرها في المياه الدافئة الاستوائية ومناطق تغذيتها في المياه الباردة القريبة من القطبين. وقد تقطع مسافات تصل إلى 8000 كيلومتر في رحلة واحدة.

ومع ذلك، هناك مجموعة معزولة من الحيتان الحدباء في شمال المحيط الهندي. تتكاثر وتتغذى في نفس المنطقة طوال العام، دون القيام بهجرات طويلة، وتتركز بشكل خاص في بحر العرب.

سبب تسمية الحوت الأحدب بهذا الاسم؟

يعود سبب تسمية الحوت الأحدب بهذا الاسم إلى صفاته الجسدية المميزة التي تسهل تمييزه عن باقي أنواع الحيتان.

وتتمثل هذه الصفات في جسمه المنتفخ والحدبة الواضحة على ظهره، بالإضافة إلى لونه الأسود الداكن وزعانفه الصدرية الطويلة.

شكل الحوت الأحدب

  • يبلغ متوسط طول الحوت البالغ حوالي 14-15 متراً. إلا أن هناك تسجيلات لأفراد أكبر حجماً قد يصل طولها إلى 16-17 متراً.
  • يمكن أن يصل وزن الحوت البالغ إلى 40 طن. أما العجل حديث الولادة فيبلغ طوله حوالي 4.3 متراً ويزن حوالي 680 كجم.
  • الإناث أكبر حجماً من الذكور، وهي سمة غير شائعة في عالم الثدييات.
  • يتميز بجسم ضخم وفم طويل ورفيع وزعانف صدرية طويلة نسبياً، قد تصل إلى ثلث طول الجسم.
  • تكون الزعنفة الظهرية قصيرة ومتغيرة الشكل، وقد تكون شبه معدومة أو طويلة ومنحنية.
  • تتميز زعانف الذيل بأنماط ألوان فريدة لكل حوت، مما يسهل تمييز الأفراد عن بعضها البعض.
  • يتميز الظهر بلون أسود غامق، بينما يكون لون بطنه أبيض مائل للأسود بدرجات متفاوتة.
  • تكون الحيتان التي تعيش في نصف الكرة الجنوبي أكثر بياضاً من نظيراتها في نصف الكرة الشمالي.

المواصفات الجسدية والحسية

  • الشق التناسلي للإناث يمتلك شكلاً نصف كروي مميز يساعد على التمييز بين الذكور والإناث.
  • من السمات المميزة لهذا النوع وجود أخاديد على الجانب السفلي من الجسم، يتراوح عددها بين 14 – 35 أخدوداً بطنياً.
  • يمتلك فماً واسعاً مزوداً بصفائح بالينية تستخدم في ترشيح الطعام، ويبلغ عدد هذه الصفائح حوالي 270-400 صفيحة على كل جانب.
  • حاسة الشم ضعيفة للغاية، ومن المحتمل أنها لا تلعب دوراً كبيراً في حياتها.
  • العيون صغيرة الحجم ومتكيّفة مع الحياة البحرية، في حين أن فتحات الأذن الخارجية ضيقة جداً.
  • توجد نتوءات على رؤوسها وزعانفها، بالإضافة إلى شكل ذيلها المسنن.
  • تعد النتوءات مهمة جداً للحوت لأنها تساعده على الشعور بالأشياء من حوله وتبدأ في الظهور وهو لازال جنيناً.
  • تتميز الحيتان الحدباء بطبقة دهن سميكة جداً مقارنة بحجمها، ومقارنة ببقية أنواع الحيتان البالينية.
الحوت الأحدب: أغاني العملاق البحري .. أسرار صوت الحوت الأحدب

سلوك الحوت الأحدب

تلتقي الحيتان الحدباء عادةً في مجموعات صغيرة، لا تدوم طويلاً، عادةً لأيام أو أسابيع على الأكثر، وتتكون غالباً من أفراد غير مرتبطين ببعضهم.

ومع ذلك، قد تشكل مجموعات أكبر أثناء البحث عن الطعام أو خلال مواسم التزاوج، كما أنها تتفاعل أحياناً مع أنواع أخرى من الحيتان والدلافين.

ويتمتع الحوت الأحدب بقدرة كبيرة على السباحة، حيث يمكنه الوصول إلى سرعات تصل إلى 27 كيلومتراً في الساعة.

ولكنها تتراوح عادةً بين 3.8 – 14.3 كيلومتراً في الساعة خلال الهجرة.

الغوص تحت الماء

تغوص الحيتان الحدباء عادةً إلى أعماق تتراوح بين 6-7 أمتار، وتستغرق الغطسة الواحدة ما بين 15 – 20 دقيقة.

وخلال الغوص، تختلف ضربات الذيل عن تلك الموجودة على السطح، ولا ترفع الحيتان زعانفها بشكل منتظم.

صوت الحوت الأحدب

تصدر الحيتان الحدباء مجموعة متنوعة من الأصوات للتواصل والتفاعل.

وتشمل هذه الأصوات الخرخرة المنخفضة التي تستخدم بين الأمهات وصغارها والذكور المرافقين، والأصوات الغاضبة التي تشير إلى الهيمنة.

والصفير للتواصل داخل المجموعات، والصراخ المرتبط بالمنافسة. كما تصدر الحيتان أصواتاً أخرى مثل الأنين عند الانضمام إلى مجموعات جديدة.

غناء الحوت الأحدب

تعرف الحيتان الحدباء الذكور بغنائها المعقد، والذي يزداد خلال موسم التكاثر في الشتاء.

وتتراوح ترددات هذه الأغاني بين 100 هرتز – 4 كيلو هرتز، وقد تصل التوافقيات إلى 24 كيلو هرتز أو أكثر، مما يجعلها مسموعة لمسافات تصل إلى 10 كم على الأقل.

وقد تغني الذكور لمدة تتراوح بين 4-33 دقيقة، حسب المنطقة، ولكن قد تستمر هذه الأغاني لفترات طويلة تصل إلى 7 ساعات كما هو الحال في هاواي.

حيث يمضي الذكور وقتاً طويلاً في الغناء، وتتكون الأغاني من وحدات صوتية صغيرة تتجمع لتشكل أنماطاً معقدة.

تغيير الأغاني

تتميز أغاني الحيتان الحدباء الذكور في منطقة جغرافية معينة بقدر كبير من التشابه.

ومع مرور الوقت، قد يقوم ذكر واحد بتغيير نغمة أغنيته، وعندها تقوم الذكور الأخرى في المنطقة بتقليد هذه التغييرات الجديدة.

وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على مجموعة واحدة، بل تمتد لتشمل المجموعات المجاورة في موسم التكاثر التالي، مما يشير إلى انتشار هذه الأغاني بشكل أفقي بين السكان.

الحوت الأحدب: أغاني العملاق البحري .. أسرار صوت الحوت الأحدب

غذاء الحوت الأحدب

تعتمد الحيتان الحدباء على طريقة البلع الفريدة في التغذية، فهي تفتح فمها على مصراعيه لتبتلع كميات كبيرة من الماء والفريسة.

ثم تقوم بتصفية الماء عبر صفائح البالين للحصول على الطعام. وتتغذى على مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية الصغيرة، بما في ذلك الكريل والأسماك. وتعد الأسماك التي تبتلعها مصدر ماء بالنسبة لهم.

على الرغم من أن الحيتان الحدباء معروفة بتعاونها في صيد الأسماك باستخدام شبكات الفقاعات، إلا أنها أيضاً قادرة على الصيد بشكل فردي.

وإحدى طرق تغذيتها الفردية هي ما يعرف بالاندفاع، حيث يغوص الحوت عميقاً في الماء ليحيط بسرب من الأسماك ثم يرتفع بسرعة إلى السطح بفم مفتوح.

وعند وصوله إلى السطح، يقوم بابتلاع كمية كبيرة من الماء والأسماك، ثم يستخدم الصفائح البالينية لتصفية الماء وإبقاء الأسماك داخل فمه.

بينما تعد تقنية الصيد المعروفة بـ”شبكة الفقاعات”، أصعب طرق الصيد، حيث أنها ليست فطرية بل مكتسبة، وتتطلب تعاوناً وتواصلاً بين مجموعة من الحيتان.

أوضحت بعض الدراسات أن هناك عدد من الحيتان الحدباء لا تمتلك القدرة على صنع “شبكة الفقاعات” للصيد إذ ظهر بعد المراقبة أن هناك مجموعات من الحيتان تعرف كيف تصنعها ومجموعات أخرى لا تعرف ولكن ينبغي عليها أن تتعلمها لكي تصطاد وتعيش.

ماهي تقنية شبكة فقاعات الصيد؟

تتم عملية “شبكة فقاعات الصيد” بتعاون مجموعة من الحيتان الحدباء للحصول على غذائها وتلك الطريقة مكتسبة وليست فطرية.

وتبدأ العملية بإصدار الحيتان الحدباء نداءات لتتواصل بين بعضها البعض حتى تصنع شبكة الفقاعات بكفاءة وفعالية ليحصلوا على غذائهم.

بعد ذلك، تدور الحيتان حول مجموعة من الأسماك الصغيرة كالسالمون أو الكريل أو الرنجة، وتستخدم الحيتان جهد جماعي كي تحبس الأسماك داخل شبكة الفقاعات.

وعادةً ما يبدأ أحد الحيتان بالزفير من فتحة النفث على مجموعة الأسماك تحت سطح الماء مباشرةً لبدء العملية.

وتبدأ الحيتان الأخرى بالنفث لصنع الفقاعات مع الاستمرار بحبس فرائسها في دائرة ضيقة أثناء إحاطة شبكة الفقاعات بالأسماك لتمنعها من الهرب. ويتراوح قطر الشبكة من ثلاثة أمتار إلى ثلاثين متراً.

كيف تعمل تقنية شبكة الفقاعات؟

أثارت طريقة صيد الحيتان الحدباء باستخدام شبكات الفقاعات دهشة العلماء والباحثين، فهي طريقة فريدة ونادرة.

ولطالما تساءل العلماء عن كيفية احتجاز الأسماك داخل هذه الشبكات. وتشير إحدى الدراسات إلى أن صوت الزفير القوي الذي يصدر عن الحيتان يلعب دوراً حاسماً في حبس الأسماك داخل الدائرة.

حيث يخلق جداراً صوتياً يمنع الأسماك من الهروب، إذ يعتقد بأنه لا يوجد صوت داخل دائرة شبكة الفقاعات. ولكن خارجها فالصوت عالي الشدة مما يجعل هروب الأسماك شبه مستحيل.

كيف يصفي الحوت الأحدب الماء أثناء الأكل؟

أثناء سباحة الحيتان على السطح، تستطيع الحيتان ابتلاع حتى 15000 جالون من ماء البحر.

وتستخدم الصفائح البالينية لتصفية الماء حتى تحصل على أكبر قدر ممكن من الأسماك التي تحتاجها.

ولدى الحيتان الحدباء 14 – 35 تجويف (الطيات الجوفية) في البلعوم ممتدة من أعلى الرقبة إلى السرّة.

حيث تساعد هذه الطيات الجوفية بتمدد الفم، وعندما تبلع الحيتان، تدفع الصفائح البالينية الماء لكي تبتلع الحيتان الأسماك فقط.

المفترسات

تواجه الحيتان الحدباء العديد من التهديدات في المحيط، بما في ذلك الهجمات من قبل الحيوانات المفترسة الأخرى.

ومع ذلك، فإن الحيتان الحدباء ليست فريسة سهلة، حيث تستخدم زعانفها القوية للدفاع عن نفسها وعائلتها.

كما أن أسماك القرش البيضاء الكبيرة تمثل تهديداً خطيراً، حيث تم توثيق هجمات لهذه الأسماك على الحيتان الحدباء البالغة.

الحوت الأحدب: أغاني العملاق البحري .. أسرار صوت الحوت الأحدب

تكاثر الحوت الأحدب

تتركز فترة التزاوج لدى الحيتان الحدباء خلال أشهر الشتاء، وعادةً ما تتزاوج الأنثى مرة كل عامين.

وفي فصل الشتاء تبلغ فيه الإناث النضج الجنسي وتصل مستويات هرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية لدى الذكور إلى ذروتها.

وتتميز علاقات التزاوج لدى الحيتان الحدباء بأنها متعددة الشركاء، حيث يتزاوج كل من الذكور والإناث مع عدة شركاء.

وغالباً ما يلاحق الذكور الإناث المنفردة أو حتى تلك المصحوبة بعجولها، حيث يتنافس الذكور فيما بينهم للسيطرة على الأنثى.

ويطلق على الذكر الأقرب إلى الأنثى لقب “المرافق الرئيسي”، بينما يطلق على الذكور الآخرين الذين يتابعون من بعيد لقب “المرافقين الثانويين”.

وتشمل السلوكيات العدوانية بين الذكور ضربات بالذيل والصدمات والصدامات بالرأس.

العناية بالصغار

تستغرق فترة حمل أنثى الحوت الأحدب حوالي 11.5 شهر، وبعدها تلد عجلاً واحداً فقط، وتحدث الولادات غالباً في منتصف فصل الشتاء.

وتولد عجول الحيتان الحدباء في المياه الدافئة، ويبلغ طولها حوالي 4 – 5 أمتار عند الولادة. وتعتمد العجول على حليب أمهاتها الغني بالدهون والبروتين لمدة 5 أشهر تقريباً، ولا يشارك الذكور في رعاية الصغار.

وتستمر فترة الرضاعة لمدة تصل إلى عام كامل، على الرغم من أن العجول قد تبدأ بتناول بعض الطعام الذي يتناوله البالغون في عمر ستة أشهر.

وتصل هذه الحيتان إلى النضج الجنسي في عمر يتراوح بين 5 – 10 سنوات، اعتماداً على المجموعة السكانية التي تنتمي إليها.

الحوت الأحدب: أغاني العملاق البحري .. أسرار صوت الحوت الأحدب

حالة حفظ الحوت الأحدب

على الرغم من أن أعداد الحيتان الحدباء قد تعافت بشكل ملحوظ بعد فترة الصيد الجائر. حيث تم إدراج الحوت الأحدب في عام 2018 في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنه الأقل إثارة للقلق ، و يبلغ عدد سكانه في جميع أنحاء العالم حوالي 135000 حوت.

إلا أن الحيتان الحدباء لا تزال تواجه العديد من التهديدات، تشمل هذه التهديدات التشابك في معدات الصيد، واصطدام السفن، والتلوث الضوضائي.

النجاة من حافة الانقراض

تعرضت الحيتان الحدباء لصيد جائر على نطاق واسع في القرن العشرين. ففي الفترة ما بين عامي 1910- 1916، تم اصطياد أكثر من 60 ألف حوت في نصف الكرة الجنوبي وحده.

واستمرت هذه الممارسات الضارة حتى منتصف القرن العشرين، مما أدى إلى انخفاض حاد في أعداد هذه الكائنات البحرية الضخمة.

ولحماية الحيتان الحدباء من الانقراض، تم فرض حظر على صيدها تدريجياً في مختلف مناطق العالم بدءاً من عام 1939.

مراقبة الحيتان

لعب الحوت الأحدب دوراً كبيراً في نشأة صناعة “مراقبة الحيتان”. فسلوكياته المميزة، مثل القفز خارج الماء والسباحة بالقرب من القوارب، جعلته محبوباً لدى السياح ومصورين الحياة البرية.

وقد بدأت أولى رحلات مشاهدة الحيتان الحدباء في أواسط السبعينيات في مناطق مثل نيو إنجلاند وهاواي.

وقد حققت هذه الصناعة نجاحاً كبيراً، حيث تولد ملايين الدولارات سنوياً للاقتصاد المحلي في بعض المناطق.

بالإضافة إلى الجانب الترفيهي، تسعى العديد من هذه الرحلات إلى توعية الناس بأهمية الحفاظ على الحيتان والبيئة البحرية.

وداعاً، أيها الكائن الكبير

في خضم عالمنا الصاخب، يقدم لنا الحوت الأحدب درساً في الهدوء والسلام.

ففي أعماق المحيطات، يغني هذا الكائن أغاني تسحر القلوب وتلهم الأرواح.

وإن الحفاظ على الحيتان الحدباء هو استثمار في مستقبل كوكبنا، فبحمايتنا لهذه المخلوقات، نحمي أنفسنا وأجيالنا القادمة.

فالحوت الأحدب هو كنز ثمين يجب علينا حمايته، ففي كل مرة نشاهد هذا الكائن الرائع، نشعر بالامتنان لجمال الطبيعة وعجائبها.

الحوت الأحدب: أغاني العملاق البحري .. أسرار صوت الحوت الأحدب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top