طائر الكروان الأوراسي: حكاية طائر مهاجر عبر القارات

ينطلق صوت شجي عبر المناطق الساحلية، حاملاً معه حكاية نهار طويل حافل بالصيد.

إنه الكروان الأوراسي (Eurasian whimbrel)، طائر مهاجر يزين سماءنا بألوانه ويسحرنا بأغانيه.

في هذه المقالة، سنغوص في عالم هذا الطائر المميز، ونتعرف على خصائصه وسلوكه ورحلاته المذهلة عبر القارات.

فاستعدوا للانطلاق في رحلة شيقة عبر سماء المعرفة، و التعرف على أسرار هذا الطائر الرائع.

الاسم العلمي	Numenius phaeopus
الأسماء الشائعة	الكروان، الكروان الأوراسي، كروان الماء
الفصيلة	دجاجيات الأرض “الخواضة”
الموطن	أفريقيا وجنوب أوروبا وجنوب آسيا
المواصفات الشكلية	يعد أكبر عضو في فصيلة دجاج الأرض في نطاقه، حيث يبلغ طوله 50-60 سم.
السلوك	طائر مهاجر وحذر بشكل عام، وهو طائر اجتماعي للغاية خارج موسم التكاثر
الغذاء	آكلات اللحوم
المفترسات	الثعالب والطيور الجارحة والغربان وطيور النورس
الخصائص المميزة	يمتلك منقار طويل، يستخدمه للبحث عن الطعام في التربة
حالة الحفظ	قريب من التهديد

موطن الكروان الأوراسي

ينتمي الكروان الأوراسي إلى فصيلة دجاجيات الأرض “الخواضة” وجنس الكروان، وهو أحد أكثر أنواع الكروان انتشاراً.

ويعد الكروان الأوراسي طائراً مهاجراً في معظم نطاقه. حيث يقضي فصل الشتاء في المناطق الدافئة في أفريقيا وجنوب أوروبا وجنوب آسيا.

بينما قد يصل بعض الأفراد الشاردين إلى أماكن بعيدة عن مواطنه الطبيعية، مثل نوفا سكوشا وجزر ماريانا.

وأما في المناطق ذات المناخ المعتدل، مثل أيرلندا والمملكة المتحدة والسواحل الأوروبية المجاورة، فيمكن مشاهدته على مدار السنة. [1]

البيئة

يعد الكروان الأوراسي من الطيور الساحلية المهاجرة المتوسطة الحجم. وتكثر مشاهدته على الشواطئ والمسطحات الطينية والرملية والصخرية، ويفضل بناء أعشاشه في الأراضي العشبية المفتوحة.

حيث يستخدم منقاره المنحني في التقاط الديدان والقشريات والقواقع الصغيرة التي تعيش في المسطحات الطينية.

ويواجه الكروان بعض التحديات في بعض المناطق، حيث أدى استصلاح وتجفيف الأراضي الرطبة وتشجيرها إلى انخفاض أعداده محلياً.

بينما في المقابل، أدى تحويل الغابات إلى أراضي زراعية في بعض أجزاء من الدول الاسكندنافية إلى ازدياد أعداده هناك. [2]

الأنواع الفرعية

يتميز الكروان الأوراسي بوجود ثلاثة أنواع فرعية له، كل منها يتواجد في منطقة جغرافية محددة.

وتتميز هذه الأنواع الفرعية باختلافات طفيفة في الحجم ولون الريش، لكنها تتشابه جميعاً في سلوكها وخصائصها البيولوجية. [1]

1. سلالات الكروان الأوروبي: تتواجد في غرب وشمال و وسط أوروبا.
2. سلالات الكروان الشرقي: تتكاثر في غرب و وسط سيبيريا حتى شمال شرق الصين.
3. سلالات الكروان الآسيوي: تتواجد في غرب كازاخستان إلى جنوب غرب سيبيريا.

شكل الكروان الأوراسي

• يعد أكبر عضو في فصيلة دجاج الأرض في نطاقه، حيث يبلغ طوله 50-60 سم.
• يصل طول جناحيه 89-106 سم، ويبلغ وزن جسمه 410 – 1360 جرام.
• يتميز بلونه الرمادي البني بشكل عام، مع ظهر أبيض وأرجل رمادية زرقاء ومنقار طويل جداً منحني.
• لا يمكن تمييز الذكور عن الإناث عادةً. ومع ذلك، يمكن تمييز الذكور عن الإناث في أثناء التزاوج، حيث يكون منقار الأنثى البالغة أطول.

سلوك الكروان الأوراسي

يعتبر طائر الكروان الأوراسي طائراً حذراً بشكل عام، وهو طائر اجتماعي للغاية خارج موسم التكاثر.

والكروان الأوراسي هو نوع مهاجر، يتكاثر في القطب الشمالي ويهاجر إلى المناطق المعتدلة وشبه الاستوائية والاستوائية خلال فترة عدم التكاثر.

وتحمي طيور الكروان مناطق تعشيشها بقوة وقد تهاجم البشر أيضاً إذا اقتربت كثيراً من عشها.

ويصدر طائر الكروان نداء مميز عالي الصوت، ومثله مثل طيور البحر الأخرى، لا يقوم البشر بصيده فله طعم ورائحة غير مقبولة.

غذاء الكروان الأوراسي

يستخدم طائر الكروان منقاره الطويل المنحني للبحث في أعماق الرمال والطين عن الطعام.

ويغوض في المياه الضحلة بحثاً عن السرطانات والسلاحف والأسماك والديدان والرخويات والبرمائيات والسحالي. كما يأكل الثدييات الصغيرة والحشرات والبذور.

ويعتمد الكروان الأوراسي عادةً على بصره الحاد لتحديد أماكن طعامه، ويمتلك الذكور مناقير أقصر من الإناث، وهذا الاختلاف الجسدي يؤدي إلى اختلافات طفيفة في سلوكيات الصيد بين الجنسين.

حيث يميل الذكور إلى التركيز على اصطياد اللافقاريات الموجودة على سطح التربة، مستفيدين من مناقيرهم القصيرة وخفة حركتهم.

بينما تفضل الإناث استخدام مناقيرها الطويلة للحفر في التربة واستخراج ديدان الأرض، مستفيدة من قوتها البدنية وقدرتها على الوصول إلى مصادر غذائية أعمق. [3]

مفترسات الكروان الأوراسي

يتعرض بيض الكروان الأوراسي للنهش من قبل الثدييات اللاحمة مثل الثعالب والطيور الجارحة مثل الصقور والبوم، والغربان وطيور النورس.

وبالإضافة إلى ذلك، وثقت سلسلة وثائقية بريطانية عن الحياة البرية قيام الأغنام في بعض الأحيان بأكل بيض الكروان.

ونظراً لعادات التعشيش على الأرض، فإن طيور الكروان الأوراسي معرضة للافتراس من قبل العديد من الحيوانات المفترسة في مناطق التكاثر. [2]

تكاثر الكروان الأوراسي

يبدأ موسم التكاثر بين أبريل وأوائل يوليو، ويطير ذكر طائر الكروان في دوائر فوق منطقة التكاثر، ويصدر أصوات لجذب انتباه الأنثى.

ويُعرف الكروان ببناء أعشاشه بطريقة بسيطة، حيث تكون عبارة عن حفرة واسعة في الأرض، مبطنة بالعشب الجاف وبعض الريش.

ويتم إخفاء موقع العش بين العشب أو المحاصيل أو خلف التلال، أو حتى مكشوفاً تماماً على الأرض.

العلاقة مع العوسق

لوحظ سلوك غريب لدى الكروان، حيث يميل إلى بناء أعشاشه بالقرب من أعشاش العوسق الشائع “نوع من الصقور”.

وقد يبدو هذا الأمر غريباً للوهلة الأولى، لكنه في الواقع يعد استراتيجية ذكية لحماية أعشاش الكروان من الحيوانات المفترسة الأخرى، مثل الغرابيات.

فوجود العوسق، وهو مفترس قوي، يشكل تهديداً للحيوانات المفترسة الأصغر، مما يقلل من خطر افتراس أعشاش الكروان.

وبالرغم من ذلك، يبقى العوسق نفسه مفترساً للكروان، حيث تعرف أحياناً بافتراس صغارها أو بيضها.

العناية بالصغار

تبيض أنثى الكروان الأوراسي 2 – 6 بيضات، ويقوم كلا الزوجين بالتناوب في احتضان البيض لمدة 27-29 يوماً.

بعد ذلك، يفقص البيض ويخرج الصغار بأعين مفتوحة وبريش مقلم بالذهبي والأسود، ويعتني بها كلا الوالدين حتى تتمكن الصغار من الطيران بعد 32-38 يوماً.

بينما يصل الصغار إلى مرحلة النضج الجنسي بعد عامين، وكان أكبر طائر معروف وصل عمره إلى 32 عام. [3]

الدور في النظام البيئي

يلعب الكروان الأوراسي دوراً حيوياً في النظام البيئي من خلال وظائفه المتعددة، حيث يعد من أهم مفترسات الحشرات واللافقاريات، وهذا يساعد في التحكم بانتشار الآفات الطبيعية وحماية المحاصيل من التلف.

ومن خلال بحثه عن الطعام في التربة، يساهم الكروان في تحسين تهويتها وتقليبها، مما يعزز بنيتها ويحسن من خصوبتها.

كما يعد الكروان الأوراسي مصدراً للغذاء للعديد من الحيوانات المفترسة، مثل الصقور والبوم والثعالب.

حالة حفظ الكروان الأوراسي

رغم تصنيفه سابقاً كنوع “أقل إثارة للقلق” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، واجه كروان الماء تحدياً هاماً في عام 2008، حيث تم تصنيفه إلى “قريب من التهديد“.

الأسباب وراء هذا التغيير

• تراجع هائل في أعداد السكان: شهدت أعداد الكروان الأوراسي في إنجلترا واسكتلندا انخفاضاً هائلاً بأكثر من 50%، بينما تجاوز الانخفاض 80% في ويلز و 90% في أيرلندا خلال العشرين عاماً التي سبقت عام 2016.
• أهمية المملكة المتحدة وأيرلندا: تعد هاتان الدولتان موطناً لحوالي ربع مجموع سكان الكروان الأوراسي في العالم، مما يضفي أهمية خاصة على حماية هذا النوع في هذه المناطق.
• القائمة الحمراء: تم تصنيفه في القائمة الحمراء للمملكة المتحدة كأحد أكثر أنواع الطيور المهددة بالانقراض في نهاية عام 2015.

العوامل المؤثرة على تراجع الكروان الأوراسي

• الزراعة المكثفة: تشير الدراسات إلى أن الممارسات الزراعية المكثفة، مثل استخدام المبيدات الحشرية وتغيير موائل الأراضي، تشكل تهديداً كبيراً لأعداد الكروان في المملكة المتحدة.
• التشجير: قد يؤدي تشجير الأراضي إلى تقليص مساحة الموائل الطبيعية للكروان، وهي الأراضي العشبية المفتوحة، مما يقلل من فرصها في العثور على الغذاء وبناء أعشاشها.

حماية الكروان الأوراسي مسؤولية مشتركة

يعد تصنيف الكروان الأوراسي كنوع “قريب من التهديد” بمثابة جرس إنذار ينذر بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية هذا الطائر من الانقراض.

ومن أهم هذه الإجراءات:

1. تغيير الممارسات الزراعية: دعم الزراعة المستدامة التي تقلل من استخدام المبيدات الحشرية وتحافظ على تنوع الموائل، بما يتناسب مع احتياجات الكروان.
2. إدارة الغابات: الحرص على عدم تشجير الأراضي بشكل عشوائي، بل مع مراعاة احتياجات الكروان في الحصول على موائل مناسبة، مثل الأراضي العشبية المفتوحة.
3. زيادة الوعي: نشر الوعي بأهمية حماية الكروان الأوراسي ودوره في النظام البيئي، من خلال الحملات التوعوية والبرامج التعليمية.

أنواع طائر الكروان

هناك تسعة أنواع من طيور الكروان (مع الكروان الأوراسي)، تشترك في كثير من الخصائص والمواصفات الشكلية.

والآن سنغوص في رحلة ممتعة مع أنواع طائر الكروان:

1- الكروان الهودسوني

الكروان الهودسوني (Numenius hudsonicus) يتميز هذا النوع بتوزيع جغرافي واسع، حيث يتكاثر في المناطق شبه القطبية الشمالية بأمريكا الشمالية.

ويهاجر الكروان الهودسوني لمسافات طويلة ليقضي فصل الشتاء على سواحل أمريكا الجنوبية.

بينما يفضل هذا الطائر المناطق الساحلية والمستنقعات خلال فترات الهجرة، ويتجمع في مجموعات.

وأظهرت الدراسات أن مواقع تعشيش الكروان الهودسوني ترتبط بمصادر الغذاء وبعيدة عن مناطق تواجد الحيوانات المفترسة. [4]

2- الكروان نحيل المنقار

يعتبر الكروان نحيل المنقار (Numenius tenuirostris) من الطيور الخواضة النادرة جداً، والتي كانت تقتصر في السابق على مناطق التكاثر في شمال روسيا.

وهاجر هذا النوع تاريخياً إلى مناطق واسعة في أوروبا وآسيا، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية.

ويتميز الكروان نحيل المنقار بمنقار نحيف وطويل، وبريش أبيض وبني مميز، حيث يتغير لون ريش الطائر قليلاً بين موسم التكاثر وغيره.

ففي موسم التكاثر، يكون الجزء العلوي من جسمه رمادي مائل للبني، والجزء السفلي أبيض مع خطوط داكنة.

أما في باقي الأوقات، يكون اللون مشابهاً ولكن الخطوط الداكنة تكون أقل.

ومع ذلك، فإن أعداده تراجعت بشكل حاد خلال العقود الماضية، وبات مهدداً بالانقراض بشكل حرج.

وتشير التقديرات الحالية إلى أن عدد الأفراد البالغة المتبقية أقل من 50 طائر، مما يجعل من المحتمل أن يكون هذا النوع قد انقرض بالفعل.

3- الكروان القزم

يعتبر الكروان القزم (Numenius minutus) أصغر أنواع الكروان، ويتكاثر في المناطق الشمالية البعيدة من سيبيريا.

ويهاجر هذا الطائر مسافات طويلة ليقضي فصل الشتاء في أستراليا، ويتميز بندرته الشديدة في المناطق الأخرى.

ويعيش الكروان القزم في مستعمرات صغيرة في المناطق المفتوحة بالقرب من الأنهار، ويتغذى على اللافقاريات الصغيرة.

ويتميز بلونه البني الرمادي ومنقاره القصير المنحني، وندائه المميز. وعلى الرغم من صغر حجمه، إلا أنه يشكل قطعاناً كبيرة خلال فصل الشتاء.

4- كروان الإسكيمو

كان كروان الإسكيمو (Numenius borealis)، المعروف أيضاً بالكروان الشمالي، نوعاً شائعاً من الطيور الساحلية.

حيث كان يتواجد بأعداد كبيرة في مناطق التندرا في غرب القطب الشمالي الكندي وألاسكا.

وكان هذا الطائر متوسط الحجم، ويتغذى بشكل رئيسي على الحشرات والتوت.

ومع ذلك، تعرض هذا النوع لانخفاض حاد في أعداده خلال القرن التاسع عشر بسبب الصيد الجائر.

ونظراً لعدم وجود أي تسجيلات موثوقة لرؤيته منذ عام 1987، يصنف كروان الإسكيمو حالياً على أنه مهدد بالانقراض بشكل حرج، وربما يكون قد انقرض. [5]

5- الكروان ذو الفخذ المرتفع

يعتبر الكروان ذو الفخذ المرتفع (Numenius tahitiensis) من الطيور الساحلية المتوسطة الحجم، ويتكاثر في مناطق التندرا الساحلية في ألاسكا.

ويهاجر هذا الطائر لمسافات طويلة ليقضي فصل الشتاء في جزر المحيط الهادئ الاستوائية.

ويتميز هذا النوع بمنقار طويل ومنحني وريش أشعث عند الساقين، ويختلف عن الأنواع المشابهة بلونه البني المميز وبقعه الكبيرة، وبطنه الفاتح، ولون ذيله البرتقالي.

وعلى الرغم من اكتشافه منذ قرون، إلا أن مناطق تكاثره لم تحدد بدقة إلا في منتصف القرن العشرين. ويواجه هذا الطائر حالياً تهديدات في مناطق تكاثره بسبب الأنشطة البشرية والتغيرات البيئية.

6- الكروان طويل المنقار

يعتبر الكروان طويل المنقار (Numenius americanus) من أكبر الطيور الساحلية في أمريكا الشمالية، ويتميز بمنقاره الطويل والمنحني بشكل ملحوظ.

ويتكاثر هذا النوع في المناطق الوسطى والغربية من أمريكا الشمالية، ويهاجر جنوباً خلال فصل الشتاء.

ويتميز الكروان طويل المنقار بلونه القرفي الفاتح في الرقبة والأجزاء السفلية، ورأسه المخطط باللون البني.

وعلى الرغم من تعرضه لانخفاض حاد في أعداده في الماضي بسبب الصيد الجائر، إلا أن أعداده قد تعافت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تصنيفه حالياً على أنه أقل إثارة للقلق.

7- الكروان السيبيري

يعتبر الكروان السيبيري (Numenius madagascariensis) من أكبر الطيور الساحلية في العالم، ويشبه في مظهره الكروان طويل المنقار.

ويتميز هذا النوع بلونه البني المتجانس وبمنقاره الطويل للغاية، والذي يعتبر الأطول بين جميع الطيور الساحلية.

وعادةً ما يتكاثر الكروان السيبيري في المناطق الشمالية الشرقية من آسيا، ويقضي فصل الشتاء في المناطق الساحلية لأستراليا وبعض الدول الآسيوية.

ويتميز هذا الطائر بحجمه الكبير و وزنه الثقيل، ويعيش في المناطق الرطبة والمستنقعات.

ويعتبر عدد طيور الكروان السيبيري قليل جداً، ولا يتجاوز 38000 طائر حول العالم.

وكان يعتقد سابقاً أنها ليست مهددة بالانقراض، ولكن اتضح أنها في خطر، ويعد السبب الرئيسي لذلك هو فقدان أماكن عيشها الطبيعية.

خاصةً المستنقعات، بسبب الأنشطة البشرية الزراعية في دول شرق آسيا، من قبل الصين وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية على طول سواحل البحر الأصفر.

8- الكروان الشائع

يعتبر الكروان الشائع (Numenius arquata) من أكثر أنواع الكروان انتشاراً في أوروبا وآسيا.

ويهاجر هذا الطائر لمسافات طويلة ليقضي فصل الشتاء في المناطق الدافئة.

وعلى الرغم من انتشاره الواسع، إلا أن أعداد الكروان الشائع تتناقص بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، خاصة في أوروبا الغربية.

ويعزى هذا الانخفاض إلى فقدان الموائل الطبيعية نتيجة الأنشطة البشرية مثل استصلاح الأراضي وتجفيف المستنقعات.

ونتيجة لذلك، تم تصنيف الكروان الشائع على أنه نوع “قريب من التهديد” في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. [6]

الفرق بين أنواع طيور كروان الماء

رغم التشابه الظاهري بين أنواع الكروان في العالم القديم والجديد، إلا أن هناك فروقاً جوهرية تميز بينهما.

تتمثل أبرز هذه الفروق في لون الريش وتوزيعه، خاصة في منطقة المؤخرة.

ففي حين تتميز أنواع الكروان في أوروبا وآسيا بمؤخرة بيضاء مميزة تظهر بوضوح أثناء الطيران.

فإن أنواع الكروان في العالم الجديد تتميز بلون مؤخرة متناسق مع باقي الجسم، أي اللون البني الباهت مع خطوط داكنة.

وهذه الفروق المميزة في الشكل الخارجي تساعد في التفريق بين النوعين، حتى عند حدوث حالات تشرد وتيهان لأفراد من كل نوع إلى مناطق تواجد النوع الآخر.

وداعاً، يا طائر الكروان

يعد طائر الكروان الأوراسي رمزاً للجمال الطبيعي والسحر الفريد، و يمثل جزءاً هاماً من التنوع البيولوجي على كوكبنا.

إن حمايته مسؤولية تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع، من خلال نشر الوعي بأهميته ومخاطر انقراضه، و دعم الجهود المبذولة لحماية موطنه الطبيعي.

فمع كل نجاح يحققه الكروان في رحلته، يذكرنا بجمال الطبيعة ودورنا في الحفاظ عليها.

ننصحك بالتعرف على ” الحسون الشائع : تعرف على الحسون القرمزي الجميل “