النسر المصري: حقائق مذهلة عن طائر الفراعنة

ننتقل عبر الزمن، ونعود إلى حقبة الفراعنة العظماء، حيث كان النسر المصري “Egyptian vulture” رمزاً مقدساً يُحلق عالياً في سماء مصر.

حاملاً على أجنحته عبق التاريخ و أسرار الحضارة العريقة.

فلنُحلق معاً في سماء المعرفة، ونُبحر في أعماق التاريخ، ونكشف النقاب عن أسطورة طائر الفراعنة، رمز الخلود والقوة!

النسر المصري: حقائق مذهلة عن طائر الفراعنة
الاسم العلمي Neophron percnopterus
الأسماء الشائعة الرخمة المصرية، الشُّوحَة، الأنوق.
الفصيلة نسور العالم القديم
الموطن جنوب أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا.
الشكل و الحجم عبارة عن نسر صغير الحجم، حيث يصل طول الطائر البالغ 47 – 65 سم.
السلوك تهاجر من أوروبا جنوباً إلى أفريقيا في فصل الشتاء.
الغذاءآكلة لحوم و جيف.
المفترساتالبشر.
الخصائص المميزةقادرة على استخدام الأدوات مثل: الحجارة، والأغصان.
حالة الحفظأقل إثارة للقلق.

مكانت النسر المصري في مصر القديمة

كان النسر المصري رمزاً مقدساً في الديانة المصرية القديمة، وارتبط بآلهة مثل إيزيس وموت.

وقد ظهر في العديد من الرسومات والنقوش الهيروغليفية، واعتبر رمزاً للملكية.

موطن النسر المصري

يعد النسر المصري طائر جارح، ينتمي إلى فصيلة نسور العالم القديم .

ويعرف بعدة أسماء منها: الرخمة المصرية أو الشُّوحَة أو الأنوق.

بينما يعيش هذا الطائر في جنوب أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، كما يتواجد في مجموعات صغيرة في جزر الكناري وجزر الرأس الأخضر.

الهجرة

تهاجر معظم النسور المصرية التي تعيش في المنطقة شبه الاستوائية بأوروبا جنوباً إلى أفريقيا في فصل الشتاء.

حيث تعبر النسور المصرية من إيطاليا إلى تونس عبر صقلية، مع عبور قصير للبحر فوق جزر ماريتيمو وبانتيليريا.

كما يهاجر البعض عبر مضيق جبل طارق إلى أفريقيا، بينما يهاجر البعض الآخر شرقاً عبر بلاد الشام.

البيئة

يُفضل النسر المصري المناطق المفتوحة ذات الارتفاعات المختلفة، وعادةً ما تعشش على المنحدرات الصخرية.

ولكنها قد تستخدم أيضاً الأشجار أو المباني القديمة عندما لا تتوفر المواقع المناسبة.

كما تنجذب إلى المناطق القريبة من سكن الإنسان بسبب الموارد الغذائية المتاحة.

شكل النسر المصري

  • عبارة عن نسر صغير الحجم، حيث يصل طول الطائر البالغ 47 – 65 سم.
  • تكون الإناث أكبر حجماً من الذكور بشكل طفيف.
  • تمتلك رؤوس وظهور بيضاء اللون، بينما ريش الطيران أغمق ولونه أسود تقريباً.
  • تتميز بوجود طوق من الريش المسنن حول الرقبة و وجه خالي من الريش يتحول من الأصفر إلى البرتقالي خلال موسم التكاثر.
  • المنقار كبير وضيق مع طرف منحني، مناسب لإزالة بقايا اللحوم بين العظام.
  • الطيور غير الناضجة تكون بنية اللون بشكل موحد.
النسر المصري: حقائق مذهلة عن طائر الفراعنة

الأنواع الفرعية

يُعرف النسر المصري بثلاثة أنواع فرعية رئيسية:

  • N. p. percnopterus: تعيش في جنوب أوروبا، وشمال إفريقيا، وآسيا الوسطى، وشمال غرب الهند. وتهاجر بعض المجموعات جنوباً خلال فصل الشتاء، وتمتلك منقار رمادي داكن.
  • N. p. ginginianus: يعد أصغر الأنواع الفرعية، وتوجد في شبه القارة الهندية وتمتلك منقار أصفر شاحب.
  • N. p. majoriensis: توجد فقط في شرق جزر الكناري، وتتميز وراثياً عن الأنواع الفرعية الأخرى. وهي غير مهاجرة وتمتلك منقار أصفر.

سلوك النسر المصري

تُظهر النسور المصرية سلوكاً اجتماعياً متغيراً، حيث قد تجتمع مجموعات منها حول مصادر الطعام الوفيرة، ولكنها عادةً ما تتغذى بمفردها أو في أزواج.

ويتجنب النسر المصري الدخول في صراعات عند التغذية مع أنواع أخرى من النسور، مفضلاً الانتظار حتى تصبح الوجبة متاحة له دون منافسة.

وعادةً ما تتجمع النسور المصرية بشكل جماعي في أماكن مرتفعة مثل الأشجار الكبيرة، المباني، أو المنحدرات.

ويفضلون عادةً المواقع القريبة من مكبات النفايات أو مناطق البحث عن الطعام.

التواصل

تُعد النسور المصرية من الطيور الصامتة بشكل عام، لكنها تُصدر مجموعة متنوعة من الأصوات للتواصل.

حيث تتواصل النسور مع بعضها البعض من خلال نغمات عالية النبرة أو هسهسة مميزة.

بينما أثناء التنافس على الطعام، تصدر أصوات صراخ حادة للدفاع عن حصتها.

الذكاء الفطري لدى النسر المصري

حيث تختار النسور حصاة كبيرة تثبتها في منقارها ثم تقذفها على البيضة بأرجحة رقبتها للأسفل.

وتكرر هذه العملية حتى تتشقق البيضة، و يُعتقد أن هذا السلوك فطري وليس متعلماً.

انتهازية الغربان

حيث تنتظر الغربان حتى تنكسر البيضة بفعل النسور ثم تهاجم النسور جماعياً للحصول على الطعام.

النسر المصري: حقائق مذهلة عن طائر الفراعنة

غذاء النسر المصري

النسور المصرية آكلة اللحوم، تتغذى بشكل رئيسي على الجيف، وتُعتبر ماهرة في إزالة بقايا اللحم من العظام بعد أن تتغذى الحيوانات المفترسة المهيمنة.

التغذية على روث الحيوانات

تشير الدراسات إلى أن النسور المصرية تتغذى على روث الحيوانات، وخاصةً الحيوانات ذوات الحوافر.

وذلك من أجل الحصول على الصبغات الكاروتينية التي تُعطي وجهها اللون الأصفر الفاتح والبرتقالي المشرق.

ويُعتقد أن قدرة النسر المصري على امتصاص الصبغات الكاروتينية من الروث تُشير إلى لياقته الصحية.

حيث تُعتبر الألوان المشرقة للوجه إشارة لأفراد النوع الأخرين أن هذا النسر صحي ويحمل جينات جيدة.

الاعتماد على البصر للصيد

تعتمد النسور المصرية في صيدها بشكل كامل على حدة بصرها، فهي لا تستخدم حاسة الشم للعثور على الطعام.

حيث تبحث عن فرائسها في المناطق المفتوحة حيث يمكنها بسهولة رصد الجثث من ارتفاع عالٍ.

وبدلاً من البحث عن الفرائس بأنفسها، غالباً ما تراقب النسور المصرية سلوكيات نسور أخرى، سواء من نفس نوعها أو من أنواع أخرى، وهي تحوم فوق وجبة مكتشفة.

مفترسات النسر المصري

لا يواجه النسر المصري أي مفترسات طبيعية عند بلوغه، إلا أن التنمر من قبل الإنسان يشكل تهديداً كبيراً لهذا النوع.

حيث يُمكن أن تُؤدي أفعال الإنسان مثل البناء وتطوير الأراضي إلى تدمير موائل النسور المصرية.

كما يُمكن أن تُصاب النسور بالتسمم عند التغذية على جثث الحيوانات التي قُتلت برصاص الزنك.

أو عند التغذية على المواشي التي تُربى على أنظمة غذائية غير طبيعية تحتوي على أدوية مضادة للالتهابات.

النسر المصري: حقائق مذهلة عن طائر الفراعنة

تكاثر النسر المصري

النسور المصرية أحادية الزواج وتبني أعشاشاً كبيرة تعيد تأثيثها باستمرار خلال موسم التكاثر.

وتتكاثر مرة واحدة في السنة، خلال فصل الربيع وتضع بيضها بين شهري مارس ومايو.

وتضع الأنثى عادةً بيضتين، ويتناوب كلا الوالدين في الرقود على البيض.

العناية بالصغار

يستمر احتضان البيض لمدة 39 – 45 يوماً، وتتميز الصغار باللون الأبيض المائل للرمادي، وقد يكون لون الجلد الذي يغطي الوجه أخضر داكن.

ويبقى كلا الوالدين للدفاع عن المنطقة وتقديم الطعام للفراخ.

حيث يقوم كلا الوالدين بجمع الطعام لإطعام الفراخ، وقد يحمل أحد الوالدين الطعام في منقاره، أو قد يتقيأ الطعام عند عودته.

وقد تحتاج الفراخ الصغيرة إلى مساعدة أحد الوالدين في تمزيق الطعام إلى قطع صغيرة قبل تناوله.

ويستمر الآباء في إطعام صغارهم حتى تصبح قادرة على العثور على الطيران وإطعام نفسها.

النسر المصري: حقائق مذهلة عن طائر الفراعنة
بيض النسر المصري

تعلم الطيران والاسقلال

تستغرق الصغار من 90 – 110 يوماً لتنمو، وتصبح قادرة على الطيران.

حيث تُشاهد وهي تطير مع والديها داخل نطاق منطقة الوالدين كجزء من مجموعات عائلية.

ويعلم الوالدان صغارهم كيفية العثور على الطعام وإطعام أنفسهم.

بينما تنفصل الفراخ عن والديها في بداية الهجرة بعيداً عن مناطق التكاثر.

وتُصبح النسور المصرية بالغة و تُكمل ريشها الكامل في العام الرابع أو الخامس.

ويُعرف أنها تعيش حتى 37 عاماً في الأسر وعلى الأقل 21 عاماً في الطبيعة.

النسر المصري: حقائق مذهلة عن طائر الفراعنة
فرخ النسر المصري

دور النسر المصري في النظام البيئي

تلعب النسور المصرية دوراً حيوياً في النظام البيئي من خلال التخلص من النفايات العضوية وإعادة تدويرها.

فهي تتغذى على الجثث والقمامة والبراز، مما يساعد في الحفاظ على صحة البيئة ومنع انتشار الأمراض.

بالإضافة إلى ذلك، تُعد النسور المصرية مفترسات للحيوانات الصغيرة وبيض الطيور الأخرى.

ونتيجة لذلك، تُساهم في تنظيم أعداد هذه الحيوانات وفي الحفاظ على التوازن البيئي.

حالة حفظ النسر المصري

يُقدر عدد النسور المصرية في العالم بين 10,000 و100,000 فرد، وهو آخذ في الانخفاض.

ويصنفها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنها ضمن الأنواع “الأقل إثارة للقلق”.

الختام

يُحلق النسر المصري عالياً، حاملاً على أجنحته عبق التاريخ و رمزاً خالداً للحضارة المصرية العريقة.

ولكن رحلته لم تكن سهلة، فقد واجه عبر العصور مخاطر فقدان الموائل والصيد الجائر، مما أدى إلى انخفاض أعداده بشكل كبير.

واليوم، تُبذل جهود حثيثة لحماية هذا الطائر الهام، ولكن لا تزال التحديات قائمة.

النسر المصري: حقائق مذهلة عن طائر الفراعنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top