الحمار المستأنس : كل ما تود معرفته عن صديق الإنسان الصبور بالصور

الحمار المستأنس

الحمار المستأنس : منذ فجر التاريخ يرافق الإنسان حيوان صامت يحمل على ظهره أحلام البشرية ويسير في صمت نحو الأفق البعيد . حيث يتحمل الظروف القاسية من أجلنا ، ويستمر في السير حتى عندما تكون الرمال حارقة والشمس تشرق بلا رحمة . ويعتبر الحمار رفيقًا مخلصًا للمسافرين في الصحراء إنه يشاركهم الأمل و التحدي .

انضمّموا إلينا في رحلة مثيرة ، و نبحر في تاريخ هذا المخلوق الصبور و نكتشف أسراره :

الحمار المستأنس : كل ما تود معرفته عن صديق الإنسان الصبور بالصور

تاريخ تدجين الحمير

الفراعنة و الحمير

في عصر الأسرة الرابعة في مصر ، كان من المعروف أن أفراد المجتمع الأثرياء يمتلكون أكثر من 1000 حمار . و من المثير للاهتمام أنه في عام 2003 ، تم التنقيب عن مقبرتي الملك نارمر والملك خور آها (وهما من فراعنة مصر الأوائل) . وعُثر على هياكل عظمية لعشرة حمير مدفونة بطريقة تستخدم عادةً للملوك و كبار البشر . حيث تشير هذه المدافن إلى أهمية الحمير للدولة المصرية المبكرة و حكامها .

انتشار الحمير حول العالم

بحلول نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد ، انتشرت الحمير في جنوب غرب آسيا . وبحلول عام 1800 قبل الميلاد انتقلت مناطق التربية الرئيسية إلى بلاد ما بين النهرين . بينما اشتهرت دمشق بتربية حمير الركوب البيضاء الكبيرة ، كما طور المربون السوريون سلالة تفضلها النساء لسهولة سيرها .

انتقل الحمار بعد ذلك إلى شبه الجزيرة العربية ، وتم تطوير سلالة حمير المسك و الحمير اليمنية . بينما نشر الإغريق الحمير في العديد من مستعمراتهم ، بما في ذلك إيطاليا وفرنسا وإسبانيا الحالية ، و أما الرومان فقد نشروا الحمير في جميع أنحاء إمبراطوريتهم .

وصل الحمار المستأنس إلى الأمريكتين في رحلة كريستوفر كولومبوس الثانية على متن السفن . حيث هبطت في إيسبانيولا عام 1495 ، ومن المحتمل أن أول حمارين وصلا إلى أمريكا الشمالية حملهما الأسقف الأول (خوان دي زوماراغا) الذي وصل إلى المكسيك في 6 ديسمبر 1528 .

شكل الحمار المستأس

  • تشبه الخيول و لكنها أصغر حجماً منها وتختلف الحمير في الحجم ، اعتمادًا على السلالة و الظروف البيئية .
  • يبلغ متوسط ارتفاع الحمير من 90 سم إلى حوالي 150 سم .
  • يغطي جسمهم فراء عادةً ما يكون رماديًا أو بنيًا ، ولديهم خط أسود على ظهورهم .
  • تمتلك حوافر قوية تسمح لها بالسير لمسافات طويلة في التضاريس الوعرة .
  • لديهم شعورًا قويًا بالتوازن ، مما يسمح لهم بالتسلق على المنحدرات والتضاريس الصعبة الأخرى .
  • حوافر الحمير أكثر مرونة من حوافر الخيول ، ولا تتآكل بشكل طبيعي بنفس السرعة .
  • يمتلك جهازًا هضميًا قويًا يتم فيه تكسير المواد الخشنة بكفاءة .

السلوك

يشتهر الحمار المستأنس بعناده الشديد ، حيث بسبب غرائزه القوية وعلاقاته الضعيفة مع البشر . سيكون من الصعب جدًا إجبار الحمار أو تخويفه على القيام بشيء يعتبره خطيرًا لأي سبب من الأسباب . بينما بمجرد اكتساب الثقة ، تصبح الحمير شريكة في العمل عن طيب خاطر و لطيفة و موثوقة للغاية . فهي صبورة وذكية جدًا و حذرة و ودودة و مرحة و متشوقة للتعلم .

الحمار البري

يطلق مصطلح “الحمير البرية” على الحمير المستأنسة التي فرت من الأسر و عاشت و تكاثرت في البرية . و توجد قطعان من الحمار البري في العديد من الدول و الجزر ، بينما يوجد أكبر تجمع للحمير البرية في أستراليا . حيث يوجد 5 ملايين حمار بري ، تتعامل معهم السلطات الأسترالية كآفات . و ذلك بسبب الأضرار التي تلحقها بالنباتات وتآكل التربة ، مما دفع الحكومة إلى قتلها عن طريق رماة في طائرات الهليكوبتر، و إخصاء الذكور .

الحمار البري
الحمار البري

الغذاء

يستمد الحمار المستأنس معظم طاقته من الكربوهيدرات الهيكلية . ويرى البعض أنه من أجل تزويد الحمير بكل ما تحتاجه من الطاقة والبروتين والدهون والفيتامينات التي تحتاجها الحمير يجب إطعامها التبن فقط (ويفضل أن يكون تبن الشعير) . ومع رعي منظم في الصيف وتبن إضافي في الشتاء ، وينصح آخرون بعدم إطعامها بالقش . كما تحتاج الحمير المستأنسة إلى مصدر ماء عذب نظيف ، و مكملات الأملاح والمعادن .

تحتاج الحمير إلى 6 – 7 ساعات يومياً للرعي في مراعي الأراضي الجافة غير المعرضة للجفاف . حيث تعد الحمير مناسبة بشكل خاص للرعي في البيئات الجافة . وفي حالة العمل لساعات طويلة أو في حالة عدم توفر المراعي ، يجب استخدام التبن أو ما شابهه من الأعلاف الجافة .

تكاثر الحمار المستأنس

تتكاثر الحمير طوال العام ، و يتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى و تعتني الأنثى وحدها بالصغار . بينما تستمر فترة حمل الأنثى 11 – 12 شهر ، و تلد صغير واحد فقط و نادراً ما تلد توأماً . و تلد الأنثى صغير واحد في السنة ، حيث لا تدخل في مرحلة الشبق ما بعد الولادة ما دام صغيرها بجانبها .

العناية بالصغار

تتبع الصغار والدتها وتبقى قريبة منها ، ويتم فطام الصغار تماماً بعد 12 – 14 شهراً من ولادتها . و بمجرد الفطام ، يصبح الصغير مستقلاً تماماً عن أمه ، و يصلون لمرحلة النضج الجنسي بعد 9 أشهر أو بعد عامين . بينما يصل عمر الحمار المستأنس في الدول الفقيرة 12 – 15 عامًا بسبب الأعمال الشاقة و قلة الغذاء ؛ و أما الحمير المستأنسة في البلدان الأكثر ازدهاراً ، قد يتراوح عمرها من 30 – 50 عامًا .

تهجين الحمار المستأنس

  • البغل (Mule) : هو حيوان هجين و يكون عقيماً يستخدم للركوب وحمل المتاع . و يعرف بشجاعته و يستخدم في الجيوش لنقل العتاد في الجبال ، و ينتج عن تزاوج ذكر الحمار و أنثى الحصان .
  • النغل (Hinny) : هو حيوان هجين و يكون عقيماً يستخدم للركوب وحمل المتاع ، و ينتج عن تزاوج ذكر الحصان وأنثى الحمار .
  • الحصان المُزرد ( Zebroid) : هو حيوان هجين و يكون عقيماً ، ينتج عن تزاوج ذكر الحمار الوحشي مع أنثى الحصان .
  • الحُمر الوحشية (zonkey) : هو حيوان هجين نادر للغاية و يكون عقيماً ، ينتج عن تزاوج ذكر الحمار الوحشي مع أنثى الحمار .
تهجين الحمار (Donkey hybrids)

حقائق عن الحمار المستأنس

  1. في عام 2006 ، كان هناك ما يقارب 41 مليون حمار في العالم .
  2. توجد 189 سلالة من الحمار المستأنس في جميع أنحاء العالم .
  3. يسمى صوت الحمار ” نهيق ” و يستمر لمدة 20 ثانية و يمكن سماعه لأكثر من ثلاثة كيلومترات .
  4. تستخدم الحمير في حمل الأشياء و جر العربات ، كما يتم أكله و شرب حليبه في بعض البلدان .
  5. تستطيع الحمير حمل أوزان ثقيلة و المشي لمسافات طويلة على طرق وعرة .
تهجين الحمار (Donkey hybrids)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top