محتويات
الكلب البري الأفريقي
الكلب البري الأفريقي : حيوانٌ يجمع بين الجمال والشراسة ، يتجول في أراضي السافانا والغابات الكثيفة والصحارى في أفريقيا . اسمه اللاتيني (Lycaon pictus) يعني “الذئب الملون”، وهو أقرب لذئاب من الكلاب . و في هذه المقالة سنفك ألغاز هذا المخلوق المرعب ، ونغوص في عالمه ونكتشف أسراره.
انضمّوا إلينا في رحلة مليئة بالإثارة و الدهشة ، في عالم الطبيعة المذهل :
تصنيف الكلب البري الأفريقي
يُصنف الكلب البري الأفريقي (Lycaon pictus) ضمن فصيلة الكلبيات ، و يعد النوع الوحيد من جنس (Lycaon). و يُعرف أيضًا باسم “الكلب المُرقط” أو “كلب الصيد الأفريقي” أو “الذئب الضبع” أو “السِّمْعُ”. [1]
الموطن
يتواجد الكلب البري الإفريقي في مناطق مختلفة من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بما في ذلك بوتسوانا وكينيا وناميبيا وجنوب إفريقيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي. وتفضل هذه الكلاب العيش في المراعي والسهول المفتوحة والغابات الشجرية، حيث تتوفر فرائس وفيرة ومساحات واسعة للصيد والتنقل.
التكيف مع البيئة
تتمتع الكلاب البرية الإفريقية بخصائص فريدة تساعدها على التكيف مع بيئتها القاسية. حيث تتميز بآذان كبيرة تساعدها على تنظيم درجة حرارة الجسم وتحديد موقع الفريسة. كما تمتلك أرجل طويلة ونحيلة تسمح لها بالجري بسرعة عالية ولمسافات طويلة، مما يجعلها من أفضل الحيوانات المفترسة في السافانا.
شكل الكلب البري الأفريقي
- تتميز بفراء ملون بشكل فريد، حيث تتداخل بقع سوداء وبيضاء وصفراء وبنية على جسمها.
- يبلغ طول الجسم 75 – 110 سم، وطول الذيل من 30 – 40 سم، وتزن 18 – 36 كجم.
- يعتقد أن هذا التلوين يساعدها على التمويه والاختباء من الفريسة والحيوانات المفترسة.
- تتميز بآذان كبيرة مستديرة، تساعدها على سماع الأصوات من مسافات بعيدة وتحديد موقع الفريسة بدقة.
- تمتلك أرجل طويلة ونحيلة، تساعدها على الجري بسرعة عالية ولمسافات طويلة.
- تتمتع الكلاب البرية الإفريقية بأسنان حادة ومخالب قوية، تساعدها على صيد الفريسة وتمزيق اللحم.
التكيف مع الصيد
تعتبر الكلاب البرية الأفريقية من بين أكثر الحيوانات المفترسة كفاءة في إفريقيا ، حيث تصل نسبة نجاحها في الصيد إلى 80٪ . و تمتلك مجموعة من التكيفات التي تساعدها على الصيد بنجاح ، بما في ذلك :
- السرعة والقدرة على التحمل : يمكن أن تصل سرعتها إلى 60 كم / ساعة ، ويمكنها الحفاظ على سرعة عالية لمسافات طويلة .
- الفك القوي والأسنان الحادة : تمتلك فكًا قويًا وأسنانًا حادة تمكنها من تمزيق لحم الفريسة بسهولة .
- حاسة الشم والسمع الممتازة : تستخدم حاسة الشم والسمع الممتازة لتحديد موقع الفرائس وتتبعها .
- التواصل الفعال : تتواصل مع بعضها البعض من خلال مجموعة من الإشارات الصوتية والجسدية، مما يساعدها على التنسيق أثناء الصيد.
السلوك
تُعتبر الكلاب البرية الإفريقية حيوانات اجتماعية تعيش في مجموعات تتكون من 2 – 40 فردًا. وتتكون المجموعة عادةً من زوج مهيمن وذريتهما من مختلف الأعمار. وتعمل المجموعة معًا في الصيد والرعاية وتنشئة الصغار. بينما تنشط هذه الكلاب غالباً في النهار، وتصطاد في الصباح والمساء. كما تصطاد ليلاً إذا كان القمر ساطعاً.
التسلسل الهرمي
تتميز مجموعات الكلاب البرية الإفريقية بتسلسل هرمي اجتماعي، حيث يكون للزوج المهيمن مكانة أعلى من بقية أفراد المجموعة. ويتمتع الزوج المهيمن بحقوق التزاوج وتحديد مسار المجموعة واتخاذ القرارات المهمة. بينما تلعب بقية أفراد المجموعة دورًا هامًا في الصيد والرعاية وتنشئة الصغار. [2]
تكوين المجموعات الجديدة
من المرجح أن تنتقل إناث الكلاب البرية أكثر بكثير من الذكور من قطعانها الأصلية. وعادةً ما تغادر الإناث القطيع في عمر 2.5 سنة أو أكثر وتنضم إلى قطيع آخر لا يضم إناثاً بالغة. ويبقى حوالي نصف الذكور الصغار مع قطيعهم الأصلي، بينما يغادر الباقون لتشكيل قطيع جديد معًا.
التواصل
تتواصل الكلاب البرية الإفريقية مع بعضها البعض باستخدام مجموعة متنوعة من الإشارات الصوتية والجسدية. حيث تستخدم النباح والزمجرة والأنين للتعبير عن مجموعة من المشاعر، بما في ذلك التحذير من الخطر والدفاع عن الفريسة والحماس للصيد. وبالرغم من عيشها في مجموعات كبيرة، إلا أن هذه الكلاب ليست إقليمية وليس لها نطاق حصري. لذا لا تحدد مناطقها بالبول كما تفعل باقي الكلاب.
غذاء الكلاب البرية الأفريقية
تُعتبر الكلاب البرية الإفريقية حيوانات مفترسة، وتتغذى بشكل رئيسي على الثدييات المتوسطة والكبيرة الحجم، مثل الظباء والغزلان والحمير الوحشية والخنازير البرية. وتعتمد الكلاب البرية الإفريقية على سرعتها وقدرتها على التحمل في الصيد، حيث تتعاون معًا لإجهاد الفريسة وإسقاطها.
طريقة الصيد
تتميز الكلاب البرية الإفريقية بتقنيات صيد فعالة، حيث تتعاون معًا لتطويق الفريسة ومطاردتها بسرعة عالية. كما تعمل على إجهاد الفريسة وإضعافها قبل إسقاطها وتمزيقها، وفي بعض الأحيان تقوم بنزع أحشاء الفريسة وهي لا تزال تجري. وتتميز هذه الكلاب بمعدل نجاح عالٍ في الصيد، حيث تنجح في إسقاط الفريسة في حوالي 80% من محاولاتها.
استراتيجيات الصيد
تستخدم الكلاب البرية الأفريقية استراتيجيات صيد تعاونية فعالة ، بما في ذلك :
- المطاردة المستمرة : تطارد الكلاب البرية الأفريقية الفريسة لمسافات طويلة حتى تنهكها وتصبح غير قادرة على الهروب .
- العمل الجماعي : تعمل الكلاب معًا لتطويق الفريسة ومنعها من الهروب .
- التناوب في القيادة : تتناوب الكلاب في قيادة المطاردة لتوفير الطاقة والحفاظ على السرعة العالية.
أعداء الكلب البري الأفريقي
تفقد الكلاب البرية الأفريقية عادةً فرائسها لصالح الحيوانات المفترسة الأكبر حجمًا. حيث تعتبر الضباع من الحيوانات المفترسة التي تتبع مجموعات الكلاب البرية الأفريقية لأخذ الفريسة منها. وهي عادةً ما تراقب أماكن استراحة الكلاب البرية وتأكل أي بقايا طعام تجدها. وعندما تقترب الضباع من فرسية الكلاب البرية، تقترب الضباع بحذر وتحاول الهروب بقطعة من اللحم لتجنب ملاحظتها، لكنها قد تتجمع عليها الكلاب وتهاجم الضباع.
تكاثر الكلب البري الأفريقي
تتكاثر الكلاب البرية الإفريقية مرة واحدة في السنة. وعادةً ما يكون الزوج المهيمن هو الزوج الوحيد الذي يحق له التزاوج في القطيع، ويميل إلى أن تستمر علاقة الزواج بينهما مدى الحياة. بينما تستمر فترة حمل الأنثى المهيمنة حوالي 70 يومًا، وتلد الأنثى ما بين 2 إلى 20 جروًا. ويتم رعاية الجراء من قبل جميع أفراد المجموعة، بما في ذلك الذكور والإناث غير المهيمنة.
العناية بالصغار
تلعب جميع أفراد المجموعة دورًا هامًا في رعاية الجراء، حيث تقوم الإناث غير المهيمنة بإرضاع الجراء وحمايتها. بينما يقوم الذكور بتوفير الطعام والدفاع عن المجموعة. وتبدأ الجراء في تناول الطعام الصلب في عمر 3-4 أسابيع، وتصبح مستقلة في عمر 12-14 شهرًا. بينما تصل الجراء إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر 12 – 18 شهرًا تقريبًا، على الرغم من أنها لا تتزاوج إلا بعد فترة طويلة. ويمكن أن تعيش الكلاب البرية الأفريقية في البرية قرابة 10-11 عام.
الدور في النظام البيئي
تلعب الكلاب البرية الإفريقية دورًا حيوياً في النظام البيئي، حيث تساعد في تنظيم أعداد الفرائس والحفاظ على توازن النظام البيئي. كما تساهم في تنوع النباتات ونموها، عن طريق الغذاء على الحيوانات العاشبة التي تتغذى على النباتات.
الحفاظ على الكلب البري الإفريقي
تُعتبر الكلاب البرية الإفريقية من الأنواع المهددة بالانقراض، حيث تواجه العديد من التهديدات، بما في ذلك:
- فقدان الموائل: تُعتبر الزراعة والتوسع العمراني من أهم أسباب فقدان الموائل.
- الصيد الجائر: تُعتبر هدفًا للصيد الجائر بسبب فرائها الجميل وأجزاء جسمها التي تستخدم في الطب التقليدي.
- الأمراض: تُعتبر عرضة للأمراض المعدية، مثل داء الكلب والسل.
جهود الحفظ
تُبذل جهود كبيرة للحفاظ على الكلاب البرية الإفريقية وحمايتها من التهديدات التي تواجهها. وتشمل هذه الجهود إنشاء المحميات الطبيعية ومكافحة الصيد الجائر وإدارة الموائل والبرامج التعليمية. ومن خلال هذه الجهود المتواصلة، يمكننا المساهمة في حماية الكلب البري الإفريقي والحفاظ على هذا المخلوق الرائع للأجيال القادمة.
حقائق عن الكلب البري الأفريقي
- تُعد أكبر الكلبيات في إفريقيا، وتتميز بوجود أربعة أصابع فقط في كل قدم، بدلاً من خمسة مثل باقي الكلبيات.
- تتشارك الكلاب طعامها مع القطيع بأكمله، حيث يتم إعطاء الكلاب الصغيرة أو المصابة أو المريضة الطعام الذي تتقيأه.
- تتميز هذه الكلاب بعدم وجود عدوانية بين أفراد القطيع.
- تُعرف الكلاب البرية الأفريقية بمهاراتها الاستثنائية في الصيد، حيث تُطارد الفرائس الكبيرة مثل النو والغزلان في مجموعات منظمة.
- تُعد من الحيوانات المفترسة الرئيسية في النظام البيئي الأفريقي، و تلعب دورًا هامًا في التحكم في أعداد الحيوانات العاشبة.