محتويات
فيل الغابات الأفريقي
عملاق لطيف يهيمن على الغابات المطيرة الكثيفة في وسط وغرب إفريقيا، مخلوق ذو هيبة وقوة، يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن الدقيق للنظام البيئي للغابات المطيرة إنه فيل الغابات الأفريقي.
انضموا إلينا في رحلة استكشافية إلى عالم هذا العملاق الحنون، حيث نتعمق في تفاصيل حياته، وخصائصه الفريدة !
الموطن
ينتمي فيل الغابات الإفريقي (Loxoxodon cyclotis) إلى فصيلة “الفيليات” وهو أحد أنواع الفيلة الإفريقية، ويعتبر أصغر أنواع الفيلة. بينما يعيش هذا النوع في الغابات المطيرة الكثيفة في وسط وغرب إفريقيا. حيث يمتد نطاقه من جنوب السنغال إلى شمال جمهورية الكونغو الديمقراطية، ويشمل بلدانًا مثل الكاميرون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والجابون، وغينيا الاستوائية. [1]
البيئة
يتكيف فيل الغابات الإفريقي بشكل جيد مع بيئة الغابات المطيرة الكثيفة، حيث يتوفر الغطاء النباتي الكثيف والمياه الوفيرة. ويتميز هذا الموطن بتنوع بيولوجي غني، ويضم مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات. كما تغير الأفيال موطنها موسميًا، حيث تسكن الأراضي الرطبة خلال موسم الجفاف، وتعود إلى الغابات المطيرة خلال موسم الأمطار.
الفرق بين أنواع الفيلة الأفريقية
يمكن تمييز فيل الغابات الإفريقي عن فيل الأدغال الأفريقي من خلال عدة سمات مميزة. ففيل الغابات الإفريقي أصغر حجمًا، وله أذنان مستديرتان، وأنياب طويلة ومنحنية إلى الأسفل، وجبهة مائلة. بينما فيل الأدغال الأفريقي أكبر حجمًا، وله أذنان أكبر وأكثر استطالة، وأنياب أقصر وأكثر استقامة، وجبهة مسطحة. كما تمتلك فيلة الغابات الأفريقية 4 أصابع في أقدامها الأمامية و3 في أقدامها الخلفية، بينما تمتلك فيلة الأدغال الأفريقية 5 أصابع في أقدامها الأمامية و4 في أقدامها الخلفية.
شكل فيل الغابات الأفريقي
- يتميز بحجمه الأصغر مقارنة بفيل الأدغال الأفريقي، حيث يتراوح ارتفاعه عند الكتف بين 2.4 – 3 أمتار، ووزنه بين 2 – 4 أطنان.
- يمتلك جلدًا رماديًا سميكًا، وأذنين كبيرتين مستديرتين تساعده على تنظيم درجة حرارة جسمه.
- يتميز بخرطومه الطويل والقوي، والذي يستخدمه في التنفس، والشم، والشرب، والاستحمام، والتواصل، والإمساك بالأشياء.
- يمتلك أنيابًا طويلة ومنحنية، والتي يستخدمها في الحفر بحثًا عن الماء والغذاء، وإزالة اللحاء عن الأشجار، والدفاع عن النفس.
- تتمتع الفيلة بجلد حساس ويمكن أن تكون عرضة لحروق الشمس، خاصة عندما تكون صغيرة.
- تعمل الأقدام الكبيرة والوسادات الدهنية السميكة الموجودة على القدمين كممتصات للصدمات للمساعدة في توزيع ضغط كتلة الجسم الكبيرة بالتساوي.
- أقدامهم حساسة ويمكنها التقاط الاهتزازات عبر الأرض، بما في ذلك الرعد ونداءات الفيلة الأخرى من مسافات بعيدة.
السلوك الاجتماعي
تُعتبر فيلة الغابات الإفريقية حيوانات اجتماعية للغاية، وتعيش في قطعان عائلية صغيرة تتكون من إناث بالغة وصغارها. بينا تقود القطيع أنثى كبيرة السن وحكيمة، تُعرف باسم الأم الحاكمة. حيث تلعب الأم الحاكمة دورًا مهمًا في توجيه القطيع، وحماية الصغار، ونقل المعرفة والخبرة إلى الأجيال القادمة.
على العكس من فيل الأدغال الأفريقي، تعيش فيلة الغابات في مجموعات أصغر مكونة من 2 – 8 أفيال. وعادةً ما تكون المجموعة مكونة من الأم وبناتها وصغارهن، بينما يغادر الذكور المجموعة عندما يبلغون ويعيش كل ذكر منعزل عن الآخر، و لايتقابلون مع الفيلة الأخرى إلا في موسم التكاثر.
التواصل
تتميز فيلة الغابات الإفريقية بتواصلها الاجتماعي الفعال، حيث تستخدم مجموعة من الإشارات البصرية والسمعية واللمسية للتفاعل مع بعضها البعض. حيث تشمل هذه الإشارات حركات الجسم، وتعبيرات الوجه، والصوت، واللمس. على سبيل المثال، تستخدم الفيلة الاهتزازات الأرضية للتواصل على مسافات طويلة، واللمس اللطيف للتعبير عن المودة والطمأنينة.
التغذية
يُعتبر فيل الغابات الإفريقي من الحيوانات العاشبة، ويتغذى بشكل رئيسي على الفواكه، والأوراق، واللحاء، والجذور، والنباتات العشبية الأخرى. كما تكمل الفيلة نظامها الغذائي العاشب بالمعادن التي تحصل عليها عن طريق تناول التربة. [2]
مفترسات فيل الغابات الإفريقي
نظرًا لحجمه الكبير وقوته، فإن فيل الغابات الإفريقي البالغ لا يواجه الكثير من الحيوانات المفترسة. ومع ذلك، فإن الصغار قد تكون عرضة لهجمات الأسود والضباع. بينما يعد أكبر تهديد يواجه الفيلة الأفريقية هو البشر، حيث يتم اصطيادها على نطاق واسع للحصول على عاجها. كما أنها تتعرض للقتل من قبل المزارعين بسبب الأضرار التي تسببها للمحاصيل.
تكاثر فيل الغابات الإفريقي
تتكاثر فيلة الغابات الإفريقية طوال العام، ولكن الذروة تكون في موسم الأمطار عندما يكون الغذاء وفيرًا. وتكون الذكور مهتاجة وتبحث عن إناث جاهزات للتزاوج، وكلما كان الذكر ضخماً وكبيراً في العمر كانت فرصته أكبر في التزاوج. وعادةً ما تصل الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي في سن 9-12 عامًا، بينما الذكور في سن 14-15 عامًا. بينما يستمر الحمل لمدة 22 شهرًا، وتلد الأنثى صغيرًا واحدًا يسمى “دغفل”.
العناية بالصغار
تعتني الأم بالدغفل الصغير، وتوفر له الحماية والرعاية والتغذية. كما يلعب القطيع بأكمله دورًا في رعاية الصغار، حيث تقوم الإناث الأخريات بمساعدة الأم في حماية الدغفل وتغذيته. حتى يبدأ الدغفل في تناول الأطعمة الصلبة في سن 6 أشهر، ويكتمل الفطام في سن 2-3 سنوات.
يبقى الدغفل مع القطيع لعدة سنوات، ويتعلم من الأم والإناث الأخريات المهارات اللازمة للبقاء على قيد الحياة. و عندما يصل الذكور إلى مرحلة النضج الجنسي يغادرون القطيع، بينما تبقى الإناث مع القطيع طوال حياتها. ويمكن لفيل الغابات العيش في الطبيعة قرابة 65 – 70 عام.
الدور في النظام البيئي
يلعب فيل الغابات الإفريقي دورًا حيويًا في الحفاظ على التوازن الدقيق للنظام البيئي للغابات المطيرة. فهو يساهم في تشكيل الغطاء النباتي، وخلق فتحات تسمح بنمو نباتات جديدة، وتوفير الغذاء للحيوانات الأخرى. كما أنه يساعد في تشتيت البذور، والحفاظ على تنوع النباتات.
الحفاظ على فيل الغابات الإفريقي
يواجه فيل الغابات الإفريقي تهديدات كبيرة، بما في ذلك فقدان الموطن والصيد الجائر. فقد أدى التوسع البشري، وإزالة الغابات، والتحويل الزراعي إلى تدمير وفقدان مساحات شاسعة من موطن الفيلة. كما أن الصيد الجائر للحصول على العاج لا يزال يمثل تهديدًا كبيرًا لبقائها.
تُبذل جهود كبيرة للحفاظ على فيل الغابات الإفريقي وحمايته من هذه التهديدات. تشمل هذه الجهود إنشاء المحميات الطبيعية، ومكافحة الصيد الجائر، وتوعية المجتمعات المحلية بأهمية حماية الفيلة.
ننصحك بالتعرف على “وحيد القرن السومطري: تعرف على وحيد القرن المُشعر بالصور” بالضغط هنا