عث رأس الموت الصغرى “Acherontia styx” هو أحد أكثر أنواع العث تميزاً وإثارة للاهتمام في عالم الحشرات.
حيث يتميز هذا العث بصدره الذي يحمل علامة تشبه الجمجمة، مما يضفي عليه مظهراً غامضاً ومثيراً.
ويشتهر بقدرته الفريدة على التسلل إلى خلايا النحل وسرقة العسل دون أن يثير انتباه النحل الحارس.
وهذا السلوك الفريد، إلى جانب مظهره المميز، يجعل من عث رأس الموت موضوعاً مثيراً للدراسة والاهتمام.
الاسم العلمي | Acherontia styx |
الأسماء الشائعة | عثة رأس الموت الصغرى، سارقة النحل، عث أبو الهول، عث جمجمة أبو الهول |
الفصيلة | حرشفية الأجنحة |
الموطن | قارة آسيا |
المواصفات الشكلية | يبلغ طولها 11 – 13 سم ، ويغطي جسمها شعر ناعم |
السلوك | تنشط في الليل و تتواجد بكثرة في حقول البطاطس و الباذنجان |
الغذاء | رحيق الأزهار، العسل |
المفترسات | السحالي، الضفادع، العناكب |
الخصائص المميزة | تتميز بوجود علامة تشبه الجمجمة على صدرها |
حالة الحفظ | مستقرة |
محتويات
انتشار عث رأس الموت الصغرى
تصنف عث رأس الموت الصغرى إلى فصيلة “حرشفية الأجنحة”وعائلة عثث أبو الهول، وهي واحدة من ثلاث أنواع من عث رأس الموت.
ويعيش هذا النوع في قارة آسيا على نطاق واسع يمتد من الصين مروراً باليابان وكوريا والهند وصولاً إلى شبه الجزيرة العربية.
بينما سميت بهذا الاسم لوجود علامة تشبه الجمجمة على صدرها، و من الأسماء الشائعة لها “عث أبو الهول، سارقة النحل”. [1]
شكل عث رأس الموت الصغرى
- يبلغ طولها 11 – 13 سم ، بينما يغطي جسمها شعر ناعم و لها جناحان أماميان و جناحان خلفيان .
- تمتلك عيون مركبة سوداء، و تمتلك نقش يشبه الجمجمة برتقالي مع عيون سوداء على صدرها .
- لون الرأس بني و البطن أصفر مع خطوط سوداء، بينما صدرها يكسوه الرمادي مع خطوط سوداء .
- الجناح الخلفي أصفر مع شريط أسود بعد الوسط، ولا يصل إلى الضلع أو زاوية الشرج.
- تأتي اليرقات بثلاثة ألوان : الأصفر، والأخضر، و البني المزركش، و تمتلك قرن خلفي.
- تختلف عن عث رأس الموت الأفريقية في وجود شريطين وسطيين على الجانب السفلي من الجناح الأمامي بدلاً من شريط واحد. وعدم وجود أشرطة على الجانب السفلي من البطن.
سلوك عث رأس الموت الصغرى
تنشط عث رأس الموت في الليل و تتواجد بكثرة في حقول البطاطس والباذنجان، كما يمكن مشاهدتها في الغابات والمنتزهات.
و تتميز بسرعتها العالية التي جعلت منها أحد أسرع أنواع الفراشات، حيث تصل سرعتها حوالي 48 كيلومتر في الساعة.
وتتمتع الأنواع الثلاثة من عث رأس الموت بقدرة على إصدار زقزقة عالية عند الانزعاج، حيث يتم إنتاج هذا الصوت عن طريق استنشاق الهواء وطرده، مما يجعل البلعوم يهتز مثل الأكورديون.
وغالباً ما يصاحب هذا الصوت وميض البطن ذي الألوان الزاهية كوسيلة إضافية لردع الحيوانات المفترسة.
بينما تستغرق زقزقة عثة رأس الموت حوالي خُمس الثانية، وقد وجدت دراسة أجرتها ناشيونال جيوغرافيك أن البلعوم كان في الأصل مخصصاً لامتصاص العسل، ولكنه تطور لاحقاً لإنتاج الصوت. [2]
طريقة سرقة العسل
يُعرف عث رأس الموت بحبه الشديد للعسل، وقد أبلغ العديد من مربي النحل عن العثور على هذا العث ميت في خلاياهم نتيجة لسعات النحل.
وعندما يعثر هذا العث على خلية نحل يبدأ بتسلقها باستخدام مخالب أرجله القوية. بينما يعمل لون أجنحته التي تشبه النحل كتمويه لخداع النحل لتظنه واحداً منها.
وعندما يدخل الخلية يفرز رائحة تحاكي رائحة النحل، لكي يتنقل في الخلية بلا أي إزعاج. كما يصدر صرير يشبه صرير الملكة أثناء مخاطبتها العاملات لتخبرهم بالتوقف عن العمل و مغادرة الخلية.
لتقوم بعد ذلك باختراق أقراص العسل باستخدام لسانها القوي وتستمتع بوجبتها الشهية. وفي حال كشف أمر العث من قبل النحل فإن بشرتها السميكة تعمل كدرع أمام لسعات النحل، كما تتمتع بمقاومة جزئية لسم النحل. [2]
غذاء عث رأس الموت الصغرى
يتغذى هذا العث في المقام الأول عل رحيق الأزهار، و عندما يجمعون الرحيق يحمون حول الأزهار مثل طيور الطنان.
كما تتغذى على العسل الذي تحصل عليه من خلايا النحل. بينما تعد السحالي و الضفادع والعناكب أبرز مفترساتها في الطبيعة.
التمويه و طرق الدفاع عن النفس
يعتبر التمويه خط الدفاع الأول لعث رأس الموت، حيث يساعدها على تجنب اكتشافها من قبل الحيوانات المفترسة، ومن أبرز طرق التمويه التي تقوم بها:
- تعمل أنماط الألوان في الأجنحة على التمويه والاختباء في الغابة.
- يعمل نقش الجمجمة على إخافة المفترسات ، حيث يظنون بأنها تنظر إليهم.
- تصدر صوت صرير من البلعوم لإخافة المفترسات، حيث تستنشق الهواء ثم تخرجه ليحدث اهتزاز بالبلعوم.
- تصدر وميض ذو ألوان زاهية يظهر من بطنها، و يعمل على تشتيت المفترسات.
الدور في النظام البيئي
مثل باقي أنواع ” حرشفية الأجنحة ” تقوم أثناء امتصاصها لرحيق الأزهار بتلقيح الأزهار، حيث تنقل حبوب اللقاح من الذكر إلى الأنثى . و تعد أزهار البتونيا والأوركيد والياسمين المفضلة لدى عث رأس الموت. [1]
دورة حياة عث رأس الموت الصغرى
بعد أن ينجح التزاوج بين الذكر والأنثى، تضع الأنثى بيض أزرق أو أخضر بين أوراق الأشجار المتساقطة. وعادةً ما يكون النبات المضيف هو البطاطس، ولكن قد يكون أيضاً الطماطم أو الباذنجان أو الياسمين.
لتخرج بعد ذلك يرقة صغيرة شرهة للغاية ويصل طولها إلى 120-130 ملم، ولها قرن ذيل بارز. وتتغذى على أوراق النباتات وتمر بخمس أطوار قبل التشرنق، في حين تعيش اليرقة من 3 – 5 أسابيع قبل التشرنق.
وعندما تريد اليرقة التحول إلى شرنقة تقوم بدفن نفسها تحت التربة بعمق 15 سم لمدة ثلاثة أسابيع. لتخرج بعد ذلك عث بالغ يعيش قرابة 55 – 58 يوم ويعيش الذكر أكثر من الأنثى. [2]
عث رأس الموت و الإنسان
لا يسبب هذا العث أي ضرر للإنسان أو المحاصيل الزراعية، و بالرقم من ذلك يعتبرها كثير من الناس نذير شؤم. حيث تم ربطها بالموت أو حدوث مصيبة.
و ذلك لعلامة الجمجمة و صوتها المخيف، فإذا حطت في منزل يتوقع أصحابه حدوث مصيبة أو موت أحد أفراد المنزل.
أنواع عث رأس الموت
بالإضافة إلى عث رأس الموت الصغرى يوجد نوعان آخرين من هذا العث وهما:
1- عث رأس الموت الأفريقي
عث رأس الموت الأفريقي (Acherontia atropos) وهو أكثر الأنواع الثلاثة شهرةً في العالم. وينتشر في نطاق واسع من العالم.
حيث يتواجد في جميع أنحاء الوطن العربي ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وبريطانيا، ومعظم أفريقيا حتى الطرف الجنوبي، وينتشر في أقصى الشرق حتى الهند.
وأكثر ما يميز هذا النوع هو حجمه الكبير، حيث يتراوح حجمه 80-120 ملم عند البلوغ. وتكون الأجنحة العلوية داكنة، مما يخلق تبايناً صارخاً بينها وبين الأجنحة السفلية، والتي يتراوح لونها من الأصفر الساطع إلى الكريمي الفاتح، حيث يكون اللون الأصفر هو الأكثر شيوعاً.
كما تتميز يرقة عثة رأس الموت الأفريقية أيضاً بأنها قوية ومتغيرة اللون إلى حد ما. حيث تكون ذات لون بني فاتح أو أخضر أو بني، مع سبعة خطوط زرقاء قطرية. ويوجد في الخلف قرن منحني يشبه الشوك، ويمكن أن يصل طول اليرقة إلى 13-15 سم. [3]
2- عث رأس الموت الأكبر
يتواجد عث رأس الموت الأكبر (Acherontia lachesis) في الهند وسريلانكا وباكستان ونيبال إلى الفلبين، ومن جنوب اليابان وجنوب الشرق الأقصى الروسي إلى إندونيسيا. وقد استقرت مؤخراً في جزر هاواي.
ويتميز هذا النوع بوجود مساحة كبيرة من اللون الرمادي تغطي البطن، بحيث لا يتبقى سوى بقع صغيرة من اللون الأصفر. يحتوي الجناح الخلفي على بقعة سوداء كبيرة عند القاعدة.
وتختلف يرقة عث رأس الموت الأكبر عن يرقة عث رأس الموت الصغرى في كونها أكبر حجماً، وتمتلك اليرقة خطوط زرقاء فوق الخطوط الصفراء؛ قبل أن تتحول إلى شرنقة تتحول إلى اللون البني وتختفي الخطوط المائلة. [4]
وداعاً، أيها العث المخيف
في النهاية، يعد عث رأس الموت لغزاً يلفه الغموض والجمال، رغم مظهرها المخيف والأساطير المرتبطة بها، فإنها كائن حي يلعب دوراً هاماً في النظام البيئي.
وقد تكون قد ألهمت الخوف والرهبة في الماضي، ولكن مع تطور العلم والمعرفة، أصبحنا نفهمها بشكل أفضل ونقدر جمالها الفريد.
لذا تعلمنا دراسة عث رأس الموت إلى التعمق في عالم الحشرات وتقدير التنوع البيولوجي الذي يحيط بنا.
فكل كائن حي، مهما كان صغيراً أو غريباً، له قصته ودوره في هذا العالم الكبير.
ننصحك بالتعرف على ” ذيل الربيع : تعرف على صديق التربة الصغير بالصور “