عث صقر الفيل الكبير: تعرف على العث الوردي بالصور

هل سبق لك أن شاهدت عثة بألوان زاهية تشبه الوردة؟

إذا كنت من محبي الطبيعة، فستندهش بجمال عثة صقر الفيل الكبيرة “Deilephila elpenor”.

تلك الحشرة الساحرة التي تتميز بألوانها الوردية الزاهية وأشكالها الفريدة.

وفي هذا المقال، سنأخذك في رحلة لاستكشاف عالم هذه العثة المذهلة، ونتعرف على أبرز خصائصها وأماكن تواجدها.

الاسم العلمي	Deilephila
الأسماء الشائعة	عث صقر الفيل، دِلْفيلَة
الفصيلة	حرشفيات الأجنحة
الموطن	قارة أوروبا وآسيا
المواصفات الشكلية	عبارة عن عث متوسط الحجم، ويصل طول جناحيها 6 – 7 سم
السلوك	يعيش هذا العث بشكل منفرد وينشط في الليل
الغذاء	آكلات الأعشاب
المفترسات	عنكبوت القصب، الخفافيش
الخصائص المميزة	يمتلك عيوناً حساسة للغاية تمكنه من رؤية الألوان بدقة حتى في الظلام الدامس
حالة الحفظ	شائع

موطن عث صقر الفيل الكبير

ينتمي عث صقر الفيل إلى فصيلة حرشفيات الأجنحة، وعائلة “عثث أبو الهول”. وينتشر هذا النوع انتشاراً واسعاً في القارة الأوروبية، وخاصة في وسطها.

كما يمتد مداها إلى المناطق القطبية الشمالية القديمة، ففي المملكة المتحدة، تتركز أعداد كبيرة من هذه العثة في إنجلترا و ويلز وأيرلندا.

ويمتد نطاق العثة أيضاً شرقاً عبر آسيا وصولاً إلى اليابان، مع انخفاض الكثافة تدريجياً كلما اتجهنا شمالاً. [1]

البيئة

يتمتع عث صقر الفيل بقدرة كبيرة على التكيف مع مجموعة واسعة من البيئات.

حيث يعيش في موائل متنوعة تشمل المراعي، الغابات، الكثبان الرملية، الحدائق، وحتى المناطق الحضرية.

وهذه المرونة في اختيار الموائل تجعلها من الحشرات الشائعة في العديد من المناطق.

سبب التسمية

تُعرف هذه العثة باسم D. elpenor علمياً، ولكنها تشتهر بأسماء شائعة مثل “عثة الفيل” أو “عثة صقر الفيل”.

وقد أُطلقت عليها هذه الأسماء بسبب المظهر المميز لها، حيث تمتلك الحشرات البالغة خطماً طويلاً يشبه خرطوم الفيل.

بينما تمتلك يرقاتها علامة كبيرة زاهية على رأسها تشبه عين صقر حاد البصر.

شكل عث صقر الفيل الكبير

• عبارة عن عث متوسط الحجم، ويصل طول جناحيها 6 – 7 سم.
• تعد من أوائل الكائنات التي وثقت قدرتها على التمييز بين الألوان ليلاً.
• تتمتع بعيون مضادة للانعكاس بسبب نتوءات النانو.
• تتميز بقدرة فريدة على رؤية الألوان في ظروف الإضاءة المنخفضة.
• يغطي العث أنماط باللون الوردي الفاتح والأخضر الزيتوني .
• اليرقات ذات لون أسود أو بني غامق، كما يمكن أن تكون خضراء في بعض الأحيان.

حاسة البصر الخارقة

يتميز عث صقر الفيل بقدرة بصرية استثنائية، حيث يمتلك عيوناً حساسة للغاية تمكنه من رؤية الألوان بدقة حتى في الظلام الدامس.

وقد أظهرت الدراسات أن عيون هذه العثة تحتوي على ثلاث صبغات بصرية تستجيب للأشعة فوق البنفسجية والأزرق والأخضر.

مما يمنحها رؤية ألوان واسعة النطاق في ظروف الإضاءة المنخفضة. وهذه القدرة الفريدة تجعلها أول كائن حي يتم توثيقه علمياً بقدرته على رؤية الألوان ليلاً.

سلوك عث صقر الفيل الكبير

يعيش هذا العث بشكل منفرد وينشط في الليل، و نادراً ما يشاهد إلا في حال انجذابه نحو الأضواء الساطعة. وغالباً ما تتغذى عثة صقر الفيل على الأزهار التي تتفتح في الليل، والتي تُعرف بأزهار “عثة الصقر”.

وبفضل قدرتها الفريدة على رؤية الألوان في الظلام، تستطيع هذه العثة تحديد الأزهار بدقة عالية. مما يضمن لها الحصول على الغذاء الكافي خلال ساعات الليل.

و تفضل في المقام الأول نباتات “السنفية ضيقة الأوراق”، ويمكن العثور عليها في مجموعة واسعة من الموائل التي يوجد فيها هذا النوع من النباتات.

طيران عث صقر الفيل الكبير

تبلغ ذروة نشاط طيران عثة صقر الفيل خلال شهري يونيو وسبتمبر، حيث تطير من الغسق حتى الفجر، مستغلة ساعات الظلام للبحث عن الغذاء.

وتتوقف هذه العثة عن الطيران عند الزهور عندما تصل سرعة الرياح إلى 3.0 متر في الثانية، وذلك لأن الرياح تستهلك طاقتها بشكل كبير.

وعلى الرغم من ذلك، تتمتع هذه العثة بمهارة عالية في التحليق، مما يساعدها على الوصول إلى مصادر الرحيق بسهولة.

التعلم والتكيف

تواجه عثة صقر الفيل تحديات كبيرة في البحث عن الطعام، حيث يتطلب ذلك اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة بشأن مصادر الغذاء المتاحة.

وقد أظهرت الدراسات أن هذه العثة قادرة على التعلم من تجاربها السابقة، حيث تستطيع ربط الألوان المختلفة بمكافآت غذائية. مما يساعدها على تجنب مصادر الغذاء الخالية من الرحيق وحفظ طاقتها.

غذاء عث صقر الفيل الكبير

تتغذى عثة صقر الفيل على رحيق الأزهار فقط، حيث تنتقل من زهرة إلى زهرة و تمتص الرحيق في الليل، بينما تتغذى يرقاتها على أوراق الأشجار والأزهار.

وتتغذى العثة على رحيق الأزهار بطريقة فريدة، حيث تحوم أمام الزهرة بدلاً من الهبوط عليها. ثم تشرب الرحيق بمد خرطومها الطويل، مع الحفاظ على توازنها بالرفرفة المستمرة بأجنحتها.

وهذه الطريقة، رغم كفاءتها، تستنزف الكثير من طاقة العثة، مما يجعلها تعتمد على حواسها الحادة للعثور على مصادر الرحيق بسهولة.

حيث تلعب حاستا الشم والبصر دوراً حاسماً في توجيه عثة صقر الفيل نحو مصادر غذائها، حيث تجذبها الروائح الزكية للأزهار وألوانها. [1]

المفترسات

تواجه عثة صقر الفيل تهديدات متعددة في بيئتها، فبعض الحيوانات المفترسة، مثل عنكبوت القصب، تصطادها مباشرة دون الحاجة إلى نسج الشباك. وبعد الإمساك بها تحقنها بسم قاتل. كما أن الخفافيش تعتبر من أعدائها الطبيعيين، حيث تتغذى على هذه العثة. [2]

طرق الدفاع عن النفس

طورت اليرقات آلية دفاعية فريدة تتمثل في وجود بقع عينية زائفة على أجسامها، وهذه البقع الدائرية الداكنة تشبه عيون الحيوانات المفترسة الكبيرة. مما يردع الطيور من مهاجمتها.

حيث تدافع اليرقات عن نفسها عن طريق توسيع الجزء الأمامي من جسمها، مما يؤدي إلى جعل بقع العين بارزة وتشبه رأس الثعبان، مما يربك مفترسيها.

كما تعتبر هذه الاستراتيجية ناجحة للغاية لأن اليرقة عادةً ما تكون مختبئة جزئياً، مما يجعل من الصعب على الطائر تحديد رأسها الحقيقي، وبالتالي يظن أن عيوناً أخرى تراقبه.

ويعمل اللونان المتنوعان لليرقات (الأخضر والبني) بمثابة تكتيك دفاعي، حيث إذا كان الحيوان المفترس يبحث عن اليرقات البنية فقد يتجاهل الخضراء، أو العكس.

تكاثر عث صقر الفيل الكبير

تتميز دورة حياة عثة صقر الفيل بجيل واحد سنوياً، حيث تقضي الحشرة الشتاء في مرحلة العذراء داخل شرنقة.

وتبدأ هذه العثة نشاطها في أواخر الربيع، وتبلغ ذروة نشاطها خلال فصل الصيف، وتحديداً في شهري يونيو وسبتمبر.

وفي حالات نادرة، قد يظهر جيل ثانٍ محدود العدد في أواخر الصيف، وعادةً ما تكون الإناث أقل إشراقاً من الذكور. وعندما يأتي موسم التكاثر تنجذب إلى الذكور ذات الألوان الزاهية. 

و بعد التزاوج تضع الأنثى بيض ذو لون أخضر فاتح على أوراق الأشجار والزهور بحيث تكون هذه النباتات مصدراً لغذاء اليرقات الصغيرة. ويستغرق البيض حوالي عشرة أيام حتى يفقس.

اليرقات

 يتم العثور على اليرقات بين أواخر الصيف وأوائل الخريف، وتمر يرقات هذه العثة بتغيرات ملحوظة في لونها وحجمها خلال مراحل نموها.

ففي بدايتها، تكون بيضاء مصفرة تميل إلى الخضرة، ثم تتحول تدريجياً إلى اللون البني الرمادي مع ظهور نقاط سوداء.

ويتميز الجزء الخلفي من جسم اليرقة بوجود قرن منحني. ويمكن أن يصل طول اليرقة البالغة إلى 7.62 سم، و وزنها إلى 7.5 جرام، وتستهلك كمية كبيرة من المواد النباتية خلال حياتها.

العذراء

تستغرق اليرقات حوالي 27 يوماً لتنمو وتتحول إلى عذراء، وعندما تصل إلى مرحلة النضج، تبحث عن مكان آمن ومناسب لعمل شرنقة. وعادةً ما يكون بالقرب من قاعدة النبات أو تحت سطح التربة.

وبعد بناء شرنقة حريرية، تدخل اليرقة مرحلة العذراء وتقضي فصل الشتاء بداخلها. وتتميز العذراء بلونها البني المميز وبقعها الداكنة، ويبلغ طولها حوالي 4 سم.

وبعد ذلك، تخرج على شكل عث ذات ألوان زاهية في شهر مايو تقريباً من العام التالي. بينما يكون وقت الذروة هو بين يونيو وسبتمبر ونادراً ما تشاهد في الشتاء، ويعيش عث صقر الفيل قرابة الخمس أسابيع.

الدور في النظام البيئي

تلعب عثة صقر الفيل دوراً متوازناً في النظام البيئي، فهي تعمل على الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال توفير الغذاء للكائنات الحية الأخرى. وتساهم في عملية التلقيح، وتعتبر مؤشراً حيوياً لصحة البيئة.

أنواع عث صقر الفيل

جنس عث صقر الفيل غني بالتنوع، حيث يضم خمسة أنواع مختلفة، منها النوع الكبير المعروف وأربعة أنواع أخرى تتميز بأحجام وأشكال وأنماط حياة متنوعة. وهذه الأنواع هي:

1- عث صقر أسكولدينسيس

تنتشر عثة صقر أسكولدينسيس “Deilephila askoldensis”، وهي إحدى أنواع عائلة عث صقر الفيل، في المناطق المعتدلة من شرق آسيا.

حيث توجد في جنوب شرق روسيا، وشمال شرق الصين، وشبه الجزيرة الكورية، وشمال اليابان، ويبلغ متوسط طول جناحيها 5 سم.

2- عثة الفيل الصقرية

تعتبر عثة الفيل الصقرية “Deilephila rivularis”، التي وصفها عالم الحشرات جان بابتيست بواسدوفال عام 1875، إحدى أنواع عائلة عث صقر الفيل.

وتتميز هذه العثة بمتوسط طول جناح يبلغ 6 – 8 سم، وتنتشر بشكل رئيسي في المناطق الشرقية والوسطى من أفغانستان وباكستان، وكذلك في شمال الهند. [3]

3- عث الدفلى

عث الدفلى أو العثة الخضراء العسكرية “Daphnis nerii”، إحدى أنواع عائلة عث صقر الفيل. والتي وصفها العالم الشهير كارل لينيوس عام 1758.

وتعتبر من الحشرات المهاجرة التي تنتشر على نطاق واسع من أفريقيا وآسيا، وصولاً إلى جزر هاواي.

وخلال فصل الصيف، تهاجر أعداد كبيرة من هذه العثة إلى مناطق شرق وجنوب أوروبا، وخاصة تركيا.

وقد تصل في بعض الأحيان إلى مناطق أبعد مثل غرب أوروبا، بما في ذلك إنجلترا واسكتلندا، بل وحتى فنلندا في حالات نادرة. [4]

4- عث صقر الفيل الصغير

تعتبر عثة الصقر الفيل الصغيرة “Deilephila porcellus”، التي وصفها كارل لينيوس عام 1758، إحدى أنواع عائلة عث صقر الفيل.

وتنتشر عثة صقر الفيل الصغيرة في مناطق واسعة من أوروبا وشمال أفريقيا وغرب آسيا.

وتشتهر هذه العثة بصغر حجمها مقارنةً بقريبة لها، “عثة صقر الفيل الكبيرة Deilephila elpenor”، والتي غالباً ما يتم الخلط بينهما.

ويمكن التمييز بين النوعين بسهولة من خلال اللون الأصفر المميز حول جسم عثة صقر الفيل الصغيرة. بالإضافة إلى افتقارها للشريط الوردي السميك الموجود في بطن النوع الأكبر.

وداعاً، أيها العث الجميل

في هذا المقال، استعرضنا أهم الخصائص التي تميز عثة صقر الفيل الكبيرة، بدءاً من مظهرها الجذاب وصولاً إلى دورها في النظام البيئي.

ولقد تعلمنا أن هذه العثة ليست مجرد حشرة جميلة، بل هي كائن حي معقد و مثير للاهتمام.

ونتمنى أن يكون هذا المقال قد أثار فضولك وحفزك على التعرف أكثر على عالم الحشرات.

ننصحك بالتعرف على ” فراشة الحمار الوحشي : تعرف على أطول الفراشات عمراً “