الغرير الياباني “Japanese badger”، ذلك المخلوق الغامض الذي يتوارى بين غابات اليابان وجبالها، يحمل في طياته أسراراً مثيرة للاهتمام.
قد تظنه للوهلة الأولى مجرد حيوان عادي، لكنه في الواقع كائن فريد ومميز، وجزء لا يتجزأ من التراث الطبيعي الياباني.
في هذه المقالة، سننطلق في رحلة استكشافية شيقة إلى عالم الغرير الياباني، لنكشف الستار عن جوانب حياته المختلفة.
الاسم العلمي | Meles anakuma |
الأسماء الشائعة | الغرير الياباني |
الفصيلة | العرسيات |
الموطن | قارة آسيا |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن الغرير الياباني
ينتمي الغرير الياباني إلى فصيلة العرسيات وعائلة الغرير، ويعيش في جزر هونشو وكيوشو وشيكوكو وشودوشيما في اليابان.
ويفضل العيش في الغابات متساقطة الأوراق والكثيفة، ولكنه قد يُشاهد أيضاً في المناطق الحضرية والزراعية.
ويبني الغرير جحوره في التلال والمنحدرات لتسهيل الحفر وتصريف المياه، ويتواجد من مستوى سطح البحر حتى ارتفاع 1700 متر. [1]
شكل الغرير الياباني
- الغرير الياباني قوي البنية، بأطراف قصيرة وقوية وذيل قصير.
- يبلغ متوسط طول الذكور 79 سم والإناث 72 سم، وطول الذيل يتراوح بين 14 – 20 سم.
- يزن البالغون عادةً من 3.8 – 11 كجم، ويظهر متوسط وزن الجسم خلال فصل الربيع تبايناً كبيراً من مكان لآخر.
- يغطي الجسم فراء طويل ذو لون بني رمادي، وأما شعر البطن فهو قصير وأسود.
- يتميز الوجه بخطوط سوداء وبيضاء، لكنها أقل وضوحاً مقارنة بالغرير الأوراسي.
- يتميز بأقدام أمامية قوية مزودة بمخالب حفر قوية، بينما تكون المخالب في الأقدام الخلفية أصغر.
سلوك الغرير الياباني
يعيش معظم أنواع الغرير في مجموعات اجتماعية، باستثناء الغرير الياباني الذي يعتبر أكثر عزلة من الغرير الأوراسي .
فهو لا يتجمع في مجموعات اجتماعية، ولا يشكل الأزواج روابط زوجية دائمة.
ويعتبر هذا النوع حيواناً ليلياً بشكل عام، ويدخل في سبات شتوي من منتصف ديسمبر إلى فبراير.
بناء جحور الغرير
يُعرف الغرير الياباني بحفره لجحور معقدة تحت الأرض والتي تُورّث عبر الأجيال وتوفر مأوى نهارياً ومكاناً للتكاثر.
وتختلف هذه الجحور في الحجم والتصميم وتتوسع على مدار العام، مع العلم أن الغرير الياباني قد ينتقل بين الجحور.
ويمتلك الذكر البالغ من 32 – 71 جحراً في المتوسط، بينما تمتلك الأنثى من 20 – 41 جحراً. [2]
التواصل
على الرغم من أن الغرير الياباني حيوان ليلي، إلا أن عينيه صغيرتان بشكل ملحوظ، مما يدل على أن حاسة البصر لديه أقل أهمية من الحواس الأخرى.
مع ذلك، فإن وجود البساط الشفاف وعدد كبير من الخلايا العصوية في عينيه تساعده على الرؤية في الظلام.
كما يتميز بحاسة شم قوية جداً حيث يستخدم البول وإفرازات غدته الشرجية لتحديد مناطق نفوذه.
غذاء الغرير الياباني
يتسم النظام الغذائي لهذا النوع بأنه متنوع، فهو يجمع بين اللحوم والنباتات، ويشمل ديدان الأرض والخنافس والفواكه مثل التوت.
ويتغير هذا النظام تبعاً لتوافر الطعام الموسمي، حيث تُظهر الدراسات أن استهلاك ديدان الأرض يزداد في المواسم الدافئة.
بالتزامن مع تناول التوت والحشرات الصغيرة في الصيف، بينما يلجأ الغرير إلى التوت البري، خلال الأشهر الباردة عندما تقل ديدان الأرض.
ويعتمد بشكل كبير على حاسة الشم للعثور على فرائسه الصغيرة، كما أنه يتناول الجيف عند توفرها، فهو باحث عن الطعام انتهازي وليس صياداً ماهراً. [2]
المفترسات
يواجه الغرير الياباني تهديدات من مفترسات مختلفة تشمل الذئاب والثعالب والكلاب، بالإضافة إلى المنافسة على الموارد من حيوانات الراكون المستوردة.
وكغيره من الثدييات، يلجأ الغرير إلى انتصاب الشعر كآلية دفاعية لمحاولة ردع الحيوانات المفترسة المحتملة.
كما أن نمط حياته الذي يعيش فيه تحت الأرض قد يساهم في تجنب التعرض للافتراس.
تكاثر الغرير الياباني
يختلف هذا النوع عن نظيره الأوراسي في سلوك التكاثر، حيث لا تقيم الذكور والإناث روابط دائمة لتربية الصغار.
فخلال موسم التزاوج، يُوسّع الذكر نطاق منطقته ليشمل مناطق 2-3 إناث، ويعيش الذكور منعزلين معظم العام، مُكَوّنين روابط مؤقتة مع الإناث للتكاثر فقط.
ورغم إمكانية حدوث التزاوج والإخصاب في أي وقت، إلا أن الولادة تحدث في الربيع فقط.
ويُعزى ذلك على الأرجح إلى ظاهرة تأخر انغراس البويضة المخصبة في الرحم.
وتتم الولادة في أوكار تحت الأرض في الربيع، حيث تلد الأنثى عادةً من 1 – 4 صغار، وقد يصل العدد أحياناً إلى 6 صغار. [2]
العناية بالصغار
يتم فطام الصغار بعد حوالي 5 أسابيع من الولادة، وتتراوح فترة الفطام لمعظمها بين 4 – 6 أسابيع.
وتبقى الصغار الذكور مع أمهاتها لمدة تصل إلى 26 شهراً، بينما تبقى الإناث لمدة 14 شهراً فقط.
وتصل الإناث إلى النضج الجنسي في المتوسط عند عمر 24 شهراً، بينما ينضج الذكور جنسياً في عمر 15 شهراً تقريباً.
وتشير الأبحاث إلى أن متوسط عمر الغرير الياباني في البرية يبلغ حوالي 10 سنوات.
وقد عاش أطول فرد مسجل في الأسر 19.5 عاماً، في حين يبلغ متوسط العمر في الأسر 13 عاماً.
حالة حفظ الغرير الياباني
يصنف هذا النوع على أنه “أقل إثارة للقلق” في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
إلا أن أعداده وتوزيعه يشهدان انخفاضاً خلال الثلاثين عاماً الماضية، ويعد فقدان الموائل بسبب التنمية والزراعة التهديد الأكبر له.
كما يموت العديد من الغرير نتيجة لحوادث الطرق والسكك الحديدية. [2]
الدور في النظام البيئي
يساهم الغرير الياباني في تهوية التربة وزيادة تغلغل المياه من خلال حفر الجحور.
كما يساعد نظامه الغذائي المتنوع الذي يشمل ديدان الأرض والتوت والحشرات في مكافحة الآفات الحشرية ونشر البذور في بيئته.
بينما يعتبر هو نفسه فريسة مهمة للذئاب والكلاب والبشر.
الأنواع المشابهة
بعد أن استعرضنا سابقاً أنواع متنوعة من حيوان الغرير مثل: الغرير الأمريكي والغرير الأوراسي وغرير العسل وغرير ابن مقرض وغرير الخنزير.
نواصل اليوم استكشافنا لعالم هذه الحيوانات الشيقة بالتعرف على أنواع أخرى.
فبالإضافة إلى الغرير الياباني الذي سبق وتناولناه، يوجد نوعان آخران يعتبران فريدين من نوعهما ويشبهان الغرير الياباني إلى حد ما، وهما:
1- الغرير الآسيوي
الغرير الآسيوي (Meles leucurus) المعروف أيضاً باسم غرير الرمل، هو نوع من الغرير موطنه الأصلي منغوليا والصين وكازاخستان وقيرغيزستان وشبه الجزيرة الكورية وروسيا.
ويتميز بلون أفتح من الغرير الأوراسي، مع بقع صفراء وبنية، وخطوط وجهية بنية وليست سوداء، كما أنه أصغر حجماً منه بشكل عام.
ويصنف ضمن الأنواع الأقل إثارة للقلق، ويستخدم في كوريا الجنوبية في الطب التقليدي وكغذاء وفي بعض مستحضرات التجميل، وتوجد مزارع لتربيته منذ التسعينيات. [3]
2- الغرير القوقازي
الغرير القوقازي (Meles canescens)، المعروف أيضاً باسم الغرير الجنوبي الغربي الآسيوي.
وهو نوع مستقل من الغرير يعيش في غرب آسيا وبعض جزر البحر الأبيض المتوسط.
وكان يصنف سابقاً كنوع فرعي من الغرير الأوراسي، لكن دراسة عام 2013 كشفت عن تباعد وراثي كبير بينهما.
ويتميز الغرير القوقازي بحجمه الأصغر من الغرير الأوراسي، وظهره الرمادي مع خطوط بنية.
بينما يتميز قناع وجهه المشابه لقناع الغرير الأوراسي عن الغرير الآسيوي والياباني.
وداعاً، أيها المخلوق الفريد
في الختام، نأمل أن تكون هذه الرحلة في عالم الغرير الياباني قد أثارت فضولكم وأضافت إلى معرفتكم بهذا المخلوق الفريد.
والآن، ندعوكم إلى مشاركتنا عن أكثر معلومة أثارت اهتمامكم في هذا المقال.
هل هي قدرته على التكيف مع البيئات المختلفة؟ أم سلوكه في بناء الجحور؟