يعيش في الهند كائن رشيق ومهيب يجسد جمال وقوة الطبيعة.
إنه الظبي الأسود “Blackbuck” الذي يتميز بفرو الذكور الداكن وقرونهم اللولبية.
في هذه المقالة، سنغوص في عالم هذا المخلوق المدهش، ونتعرف على خصائصه وسلوكه وحياته في البيئة الهندية الفريدة.
الاسم العلمي | Antilope cervicapra |
الأسماء الشائعة | الظبي الأسود، الظبي الهندي |
الفصيلة | الظباء |
الموطن | قارة آسيا |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن الظبي الأسود
ينتمي الظبي الأسود إلى فصيلة الظباء، وكان ينتشر في الماضي في مناطق واسعة من الهند.
وكان في وقت ما أكثر الثدييات ذات الحوافر وفرة في الهند وباكستان.
وأما اليوم، فقد تقلص وجوده بشكل كبير، وأصبح محصوراً في مناطق محمية صغيرة ومتفرقة.
فقد انقرض الظبي الأسود محلياً في باكستان وبنجلاديش، ولا يوجد منه إلا أعداد قليلة في جنوب نيبال.
بينما تم إدخال الظبي الأسود إلى عدة مناطق حول العالم، بما في ذلك الأرجنتين وأستراليا وتكساس.
وقد تكاثرت أعداده بشكل ملحوظ في بعض هذه المناطق، مثل تكساس، حيث أصبح من أكثر الحيوانات الغريبة انتشاراً.
ومع ذلك، يعتبر الظبي الأسود آفة في بعض المناطق، مثل أستراليا، حيث يُنظر إليه على أنه يشكل تهديداً للبيئة المحلية. [1]
البيئة
تعيش الظباء السوداء في بيئات متنوعة تتراوح بين الغابات المفتوحة والمناطق شبه الصحراوية.
ويفضلون المناطق التي تحتوي على غابات شائكة أو غابات نفضية جافة، مع توفر أراضي عشبية قريبة.
شكل الظبي الأسود
- يعتبر ظبي متوسط الحجم، حيث يبلغ ارتفاعه عند الكتف من 74 – 84 سم، ويزن من 20 – 57 كجم.
- تعتبر الظباء السوداء من الظباء القليلة التي يختلف لونها بين الجنسين.
- يكون لون الذكور البالغة، الأجزاء العلوية والخارجية من أرجلها بنية داكنة إلى سوداء، بينما الأجزاء السفلية والداخلية بيضاء تماماً.
- تميل الإناث إلى اللون الأصفر في الجزء العلوي، بينما الأجزاء السفلية بيضاء.
- يزداد اللون الداكن مع تقدم الذكور في العمر، بينما الإناث والصغار لونهم أفتح.
- الذكور لديهم قرون طويلة حلقية تشبه اللوالب، يتراوح طولها من 35 – 75 سم.
سلوك الظبي الأسود
الظبي الأسود هو حيوان نهاري ينشط في النهار، لكنه يقل نشاطه في الظهيرة عندما ترتفع درجات الحرارة.
ويعيش في قطعان يتغير حجمها حسب توفر الطعام وطبيعة المكان، ويتراوح عدد أفراد المجموعة من 5 – 50 فرد.
وتتكون القطعان من ذكر بالغ واحد وعدد من الإناث البالغات وصغارهن، ويدافع الذكور بنشاط عن الموارد في أراضيهم.
ويقومون بتحديد مناطقهم عن طريق إفرازات الغدة بين الأصابع والبراز والبول.
ولا يُسمح للذكور الآخرين بدخول هذه الأراضي، بينما يُسمح للإناث بزيارة هذه الأماكن للبحث عن الطعام. ويمكن للذكر محاولة التزاوج مع الإناث الزائرات.
ويستخدم الذكور استراتيجيات مختلفة للتزاوج، بما في ذلك القتال والتزاوج بالقوة، ويتوقف ذلك على قوتهم وهيمنتهم. [1]
التواصل
عادةً ما تكون الظباء السوداء صامتة، ولكن في بعض الأحيان تصدر الإناث صوت هسهسة لتحذير القطيع من الخطر.
وتعتمد هذه الحيوانات بشكل كبير على حاسة البصر لاكتشاف الخطر، حيث أن حاستي الشم والسمع لديها ليست متطورة للغاية.
وعندما يشعر أحد أفراد القطيع بالخطر، يقفز في الهواء لتنبيه الآخرين، وسرعان ما يتبعه بقية القطيع.
وتتمتع هذه الحيوانات بسرعة وقدرة عالية على التحمل، حيث يمكنها الحفاظ على الركض بسرعة تقارب 64 كيلومتراً في الساعة لمسافة 24 كيلومتراً تقريباً. [2]
غذاء الظبي الأسود
تتغذى االظباء السوداء بشكل أساسي على الأعشاب والشجيرات الصغيرة، وقد ترعى على أشجار الأكاسيا في الصحراء.
وفي الأسر، يعد الشوفان والبرسيم غذاءً مغذياً ومفضلاً لها، ويعد الماء من الاحتياجات اليومية للظباء السوداء.
ويلاحظ أن هضم العناصر الغذائية، وخاصة البروتينات، يكون أقل كفاءة في الصيف، بينما يتحسن في مواسم الأمطار والشتاء. [1]
المفترسات
تتعرض الظباء السوداء للخطر بسبب الكوارث الطبيعية كالفيضانات والجفاف، والتي قد تستغرق سنوات للتعافي منها.
كما يعد الذئب الهندي المفترس الرئيسي لها، وقد تكون الذكور العجوزة والمصابة فريسة سهلة خلال موسم التزاوج.
بالإضافة إلى ذلك، تشكل الحيوانات المفترسة الأخرى مثل ابن آوى الذهبي وكلاب القرى تهديداً على صغار الظباء.[1]
تكاثر الظبي الأسود
تتكاثر الظباء السوداء على مدار العام، ولكن ذروة التكاثر تكون في الربيع والخريف، وتختلف مواعيدها قليلاً بين المناطق.
وخلال موسم التكاثر، يحدد الذكور مناطق نفوذهم ويدافعون عنها بشراسة ضد الذكور الآخرين، وقد يتشاجرون بقوة باستخدام قرونهم.
وتستمر فترة الحمل حوالي ستة أشهر، وتلد الأنثى عادةً مولوداً واحداً، ويكون لون المولود الجديد أصفر فاتح، ويمكنه الوقوف بعد الولادة بفترة قصيرة.
وتستطيع الأنثى أن تتزاوج مرة أخرى بعد شهر واحد فقط من الولادة.[1]
العناية بالصغار
تتميز صغار الظباء السوداء بنشاطها وحيويتها طوال اليوم، وتستمر في الرضاعة حتى بلوغها عمر شهرين تقريباً.
ويتغير لون فراء الذكور الصغار تدريجياً إلى الأسود، ويصبح داكناً بشكل ملحوظ بعد بلوغهم سن الثالثة.
وتبلغ الإناث مرحلة النضج الجنسي في عمر ثمانية أشهر، ولكنها لا تتزاوج قبل بلوغها عامين.
بينما ينضج الذكور في عمر عام ونصف، يتراوح متوسط عمر الظبي الأسود عادةً بين 10 – 15 عام.
حالة حفظ الظبي الأسود
يعد الظبي الأسود من الحيوانات المهددة بالانقراض، وقد تم إدراجه في الملحق الثالث من اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض.
كما يحظر صيده في الهند بموجب قانون حماية الحياة البرية لعام 1972.
وقد انخفضت أعداده بشكل كبير خلال القرن العشرين بسبب الصيد المفرط وإزالة الغابات وتدهور الموائل.
ولا يزال يُقتل بشكل غير قانوني في بعض المناطق.[1]
الدور في النظام البيئي
يلعب الظبي الأسود دوراً هاماً في النظام البيئي كحيوان رعي، حيث يساهم في الحفاظ على توازن الغطاء النباتي.
فهو يتغذى على الأعشاب والشجيرات، مما يساعد على تجديد نمو النباتات ويمنع انتشار أنواع معينة على حساب أخرى.
كما يعتبر الظبي الأسود فريسة للعديد من الحيوانات المفترسة، مما يجعله جزءاً أساسياً من السلسلة الغذائية.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب الظبي الأسود دوراً في تخصيب التربة من خلال فضلاته، مما يعود بالنفع على نمو النباتات.
وداعاً، أيها المخلوق الفريد
بجمال مظهره ورشاقة حركته، تثير الظباء السوداء إعجاب الكثيرين.
نأمل أن نكون قد قدمنا لكم صورة واضحة عن حياة هذا الحيوان المدهش.
نرحب بمشاركاتكم وتجاربكم الشخصية، إن وجدت، في التعليقات.