الضفدع السام: تخيل مخلوقاً صغيراً، بألوان زاهية جذابة، لكنه يحمل في طياته سماً قاتلاً يكفي للقضاء على عشرات البشر!
هذا هو عالم الضفادع السامة، حيث الجمال يخفي وراءه خطورة بالغة.
في هذا المقال، سننطلق في رحلة مثيرة لاكتشاف أخطر 10 أنواع من الضفادع السامة في العالم، ونتعرف على أسرار سمومها القاتلة وأسباب ألوانها الزاهية.
محتويات
الضفادع السامه
الضفادع السامة وتعرف هذه الضفادع بأسماء مختلفة مثل ضفادع السهام أو الضفادع السهام السامة. وتحتوي حالياً على 16 جنساً، مع حوالي 200 نوع.
وهي مجموعة متنوعة من البرمائيات الاستوائية الصغيرة، موطنها الأصلي أمريكا الوسطى والجنوبية، وتشتهر بألوانها الزاهية وسميتها العالية.
وترتبط الألوان الزاهية لهذه الضفادع بسميتها، وهي آلية دفاعية تحذر الحيوانات المفترسة من خطورتها. حيث تستمد هذه السمية من نظامها الغذائي الذي يتضمن حشرات سامة مثل النمل والعث والنمل الأبيض.
ومع ذلك، فإن شدة السمية تختلف بين الأنواع، حيث تمتلك بعضها مستويات عالية جداً من السموم وألواناً زاهية. بينما البعض الآخر لديه سمية أقل وألوان باهتة.
ويطلق على هذه البرمائيات اسم “ضفادع السهام”، نظراً لاستخدم بعض السكان الأصليين في أمريكا الجنوبية إفرازات هذه الضفادع لتسميم أطراف سهامهم. ولكن هذا الاستخدام كان محدوداً مقارنة باستخدام نبات الكورار.
و تواجه العديد من أنواع ضفادع السهام السامة تهديداً جدياً بفقدان موائلها بسبب التوسع العمراني والأنشطة البشرية الأخرى مثل تجارة الحيوانات الأليفة.
وإليكم الآن 10 من أكثر الضفادع السامة في العالم:
1- الضفدع الذهبي السام
الضفدع الذهبي ( Phyllobates terribilis ) ذلك الجوهرة الصغيرة السامة، يتربع على عرش أكثر الحيوانات سمية على وجه الأرض.
موطنه الأصلي الغابات المطيرة في كولومبيا، حيث يحمل لونه الذهبي الزاهي تحذيراً مخيفاً لأعدائه.
حيث يعتبر سم هذا الضفدع الصغير قوياً لدرجة أنه يكفي لقتل عشرة أشخاص، مما يجعله قوة لا يستهان بها في عالم الحيوان.
ويمكن أن يصل وزنه إلى ما يقرب من 30 جرام ويبلغ طوله 6 سم عند البلوغ، وعادة ما تكون الإناث أكبر من الذكور.
ويعد الضفدع الذهبي السام أحد أكثر الحيوانات السامة على هذا الكوكب. حيث تنتج هذه الضفادع مادة “الباتراكوتوكسين” القلوية القاتلة في غدد جلدها كوسيلة دفاع ضد الحيوانات المفترسة.
ويصاب المفترس بالتسمم، عندما يحاول أكل الضفدع، على الرغم من أن هذا النوع سام للغاية لدرجة أن مجرد لمس أي ضفدع يمكن أن يكون خطيراً.
ومع ذلك، فإن هذا الكائن المذهل يواجه تهديداً وجودياً بسبب تدمير بيئته الطبيعية والتلوث. مما يجعله أحد الأنواع المهددة بالانقراض على الرغم من دفاعاته القوية. [1]
2- الضفدع الأزرق السام
يعد الضفدع الأزرق السام (Dendrobates tinctorius) أحد أجمل وأخطر البرمائيات في العالم، وأحد أندر الحيوانات زرقاء اللون.
ويتواجد بشكل رئيسي في جنوب سورينام وأجزاء من البرازيل.
ويتميز هذا الضفدع الصغير، الذي يتراوح وزنه بين 8 جرامات وطوله بين 3 -4.5 سم، بلون أزرق لامع وبقع سوداء فريدة لكل فرد.
وعلى الرغم من صغر حجمه، إلا أن سمه القوي، المستمد من غذائه المتنوع الذي يشمل النمل الناري والحشرات السامة الأخرى. يكفي للتسبب بأضرار بالغة للإنسان، بل وحتى الموت في بعض الحالات.
ومع ذلك، فإن هذا السم يفقد فعاليته عند تربيتها في الأسر بسبب تغير النظام الغذائي. مما يجعلها خياراً شائعاً كحيوانات أليفة رغم تحذيرات الخبراء من خطورتها.
3- الضفدع الشبح السام
يعتبر الضفدع الشبح السام (Epipedobates tricolor) جوهرة حقيقية في عالم البرمائيات. ويتميز بحجمه الصغير الذي لا يتجاوز 22.6 ملم، وألوانه الزاهية التي تحذر من سمه القاتل.
ويعيش هذا النوع النادر في المناطق الجبلية في الإكوادور، وبالرغم من صغر حجمه، إلا أن سمه القوي يكفي للقضاء على حياة إنسان بالغ.
وعلى الرغم من تهديدات الانقراض التي يواجهها. فإن هذا الضفدع الصغير يلفت انتباه العلماء الذين يدرسون سمه الفريد. أملاً في تطوير علاجات طبية جديدة، مثل مسكنات للألم أقوى من المورفين.
ومع ذلك، تبين أن سم هذا الضفدع قوي جداً لدرجة أنه يشكل خطورة على البشر أيضاً.
4- ضفدع زيمرمان السام
ضفدع زيمرمان السام (Ranitomeya variabilis) هو نوع من البرمائيات الصغيرة ذات الألوان الزاهية والتي تنتمي إلى عائلة الضفادع السامة.
موطنها الأصلي هو شمال بيرو، حيث تعيش في الغابات المطيرة على سفوح جبال الأنديز.
وتتميز هذه الضفادع بألوانها الجذابة التي تتنوع بين الأصفر اللامع والأزرق الداكن والأسود، وهي ألوان تحذيرية تحميها من الأعداء.
وقد سميت هذه الضفادع باسم العالمة الألمانية “إلكي زيمرمان” تقديراً لجهودها في دراستها وتصنيفها.
وتتميز ضفادع زيمرمان السامة بسلوك اجتماعي مثير للاهتمام، حيث يقوم الذكور بحمل صغارهم على ظهورهم لحمايتهم من الأخطار ونقلهم إلى أماكن أكثر أماناً.
كما أنها تفرز مادة سامة من جلدها لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة. وعلى الرغم من جمالها وألوانها الزاهية، إلا أن هذه الضفادع مهددة بالانقراض بسبب فقدان موائلها الطبيعية والاتجار بالحيوانات الأليفة. [2]
5- الضفدع السام ذو الظهر الأحمر
الضفدع السام ذو الظهر الأحمر (Ranitomeya reticulata) هو نوع من البرمائيات الصغيرة الملونة بشكل زاهي.
موطنه الأصلي غابات الأمازون المطيرة الرطبة في بيرو والإكوادور، حيث يعيش حياة شجرية.
ويتميز هذا النوع بظهره الأحمر البرتقالي اللامع، والذي يحذر الحيوانات المفترسة من سميته القوية.
وعلى الرغم من صغر حجمه، إلا أنه يعد ثاني أكثر أنواع جنسه سمية. حيث تعتمد الضفادع السامة بشكل عام، بما في ذلك الضفدع ذو الظهر الأحمر، على نظام غذائي غني بالحشرات السامة الصغيرة لتجميع السموم في أجسامها.
ويتم تخزين هذه السموم في غدد جلدية خاصة، وتفرز عند الشعور بالخطر كآلية دفاعية لحماية الضفدع من الحيوانات المفترسة.
ومع ذلك، فإن هذه السموم لا تؤثر على جميع الحيوانات بنفس القدر، حيث توجد بعض الأنواع، مثل بعض الثعابين، لديها مقاومة معينة لهذه السموم. [3]
6- ضفدع الفراولة السام
يعد ضفدع الفراولة السام (Oophaga pumilio) أحد أشهر أنواع الضفادع السامة الصغيرة، ويتميز بتنوع لونه البارز الذي يتراوح بين 15-30 نمطاً لونياً.
وينتشر هذا النوع بشكل واسع في الغابات المطيرة الرطبة والمناطق الجبلية في أمريكا الوسطى، بدءاً من نيكاراجوا مروراً بكوستاريكا وصولاً إلى بنما.
وعلى الرغم من صغر حجمه، إلا أنه يتميز بسمية عالية مقارنة ببقية أفراد جنسه. وذلك بفضل نظامه الغذائي الغني بأنواع معينة من العث والنمل التي تجعل جلده ساماً.
وتتكون سموم هذا الضفدع من قلويات عضوية تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي. مما يتسبب في تشنجات وشلل وموت الكائنات الحية التي تحاول افتراسه.
7- الضفدع السام الجميل
الضفدع الجميل السام (Phyllobates lugubris) المعروف أيضاً باسم ضفدع السهم السام المخطط. هو نوع من البرمائيات الصغيرة ذات ألوان زاهية موطنه الأصلي أمريكا الوسطى.
ويتميز هذا النوع بجسم أسود يزينه خطان طوليان أصفران أو برتقاليان على جانبيه، وأطراف مرقطة بألوان زاهية.
وعلى الرغم من صغر حجمه الذي يتراوح بين 18.5 – 24 ملم، إلا أن هذا الضفدع يحمل سموماً قوية تجعله أحد أكثر أنواع الضفادع سمية في العالم.
حيث يمكن أن يتسبب سمه في فشل القلب لدى الحيوانات المفترسة. ومع ذلك، فإن مستوى السمية يختلف بين السكان، حيث تفتقر بعض مجموعات الضفادع في أمريكا الوسطى إلى هذه السموم.
8- ضفدع جولفودولسيان السام
ضفدع جولفودولسيان السام (Phyllobates vittatus) هو نوع من الضفادع الاستوائية الصغيرة. موطنه الأصلي كوستاريكا، ومعروف بألوانه الزاهية التي تحذر من سموميته القوية.
وعلى الرغم من أن سمه أقل قوة من بعض أقاربه، إلا أنه لا يزال يعتبر ساماً للغاية، حيث يسبب آلاماً شديدة ونوبات تشنجية، وقد يؤدي إلى الشلل في حالة الجرعات الكبيرة.
والسم الموجود في جلد ضفدع الجولفودولسيان هو مادة قلويدية عصبية تسمى “باتراكوتوكسين”.
وعلى الرغم من أن العلماء لم يتوصلوا إلى تحديد المصدر الدقيق لهذا السم، إلا أنهم يعتقدون أنه يأتي من النظام الغذائي للضفدع، ربما من نوع معين من الحشرات أو اللافقاريات.
وتجدر الإشارة إلى أن ضفادع الجولفودولسيان التي تعيش في الأسر تفقد سميتها، مما يؤكد فرضية أن السم يكتسب من البيئة وليس من إنتاج الضفدع نفسه.
ويواجه ضفدع جولفودولسيان السام خطر الانقراض بسبب تدمير موطنه الطبيعي، حيث يؤدي فقدان الغابات إلى تقلص مساحات عيشه. [4]
9- الضفدع الأخضر والأسود السام
الضفدع الأخضر والأسود السام (Dendrobates auratus) هو نوع من البرمائيات الصغيرة الملونة التي تعيش في أمريكا الوسطى وكولومبيا، وقد تم إدخاله أيضاً إلى هاواي.
ويتميز هذا الضفدع بتنوع كبير في الألوان، حيث يتراوح لونه من الأخضر الداكن إلى الأزرق السماوي، ويشتهر بألوانه الزاهية التي تستخدمها كآلية دفاعية.
وعلى الرغم من صغر حجمه، فإن سمه كافي للتسبب في مرض الإنسان.
ويعتبر هذا النوع من الضفادع من الأنواع الشائعة في هواية تربية الزواحف والبرمائيات، وهو أقل الأنواع قلقاً من حيث الحفاظ عليها وفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
10- ضفدع الكوروبوري
ضفادع الكوروبوري ( Pseudophryne corroboree ) تلك الجواهر الصغيرة السامة التي تزين المرتفعات الجنوبية في أستراليا، تمثل لغزاً بيولوجياً فريداً.
فهذه الضفادع الأرضية الصغيرة، والتي تضم نوعين رئيسيين هما الجنوبي والشمالي. تتميز بقدرة فريدة على إنتاج سمها الخاص بدلاً من اكتسابه من غذائها كما تفعل معظم الضفادع السامة الأخرى.
وهذا السم القوي، الذي يعتبر أول قلويد يتم اكتشافه في حيوان فقاري، يعمل كدرع واقي ضد الحيوانات المفترسة والميكروبات.
وتواجه هذه الكائنات الرائعة تهديدات كبيرة، إذ تتعرض أعدادها لانخفاض حاد بسبب الأنشطة البشرية مثل السياحة والتلوث، بالإضافة إلى فطريات الكيتريد القاتلة.
وداعاً، أيتها الضفادع السامة
رغم خطورتها، تلعب الضفادع السامة دوراً حيوياً في التوازن البيئي.
وألوانها الزاهية تحذر المفترسات من سميتها، مما يحميها ويحافظ على التنوع البيولوجي في بيئاتها.
لذلك، يجب علينا جميعاً أن نساهم في حماية هذه الكائنات الفريدة، وأن نحافظ على بيئاتها الطبيعية من التلوث والتدمير.
أي من هذه الضفادع تعتبر الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لك؟ ولماذا؟ شاركنا رأيك في التعليقات.
ننصحك بالتعرف على ” سمك القرش: أخطر 10 أنواع من سمكة القرش بالصور ”
