تخيل نفسك تتسلل عبر الظلام، تمشي عبر ممرات ضيقة ومخفية عن أعين البشر.
فجأة، تلمع أمامك بريق فضي خافت، تقترب ببطء، فتكتشف كائناً صغيراً غريباً لم تره من قبل، إنها السمكة الفضية “Silverfish”!
فكيف تعيش هذه الكائنات في الظلام؟ وما هو دورها في عالمنا؟ في رحلتنا الشيقة هذه، سنغوص في أعماق عالم السمكة الفضية!
الاسم العلمي | Lepisma saccharinum |
الأسماء الشائعة | السمكة الفضية، لاحسات السكر، سمك الحائط، الليبيسما السكرية |
الفصيلة | اللاحِسات |
الموطن | جميع أنحاء العالم |
المواصفات الشكلية | عبارة عن حشرة صغيرة غير مجنحة يصل طولها 10 – 25 ملم |
السلوك | كائن ليلي يفضل الاختباء في الشقوق وتجنب الضوء |
الغذاء | آكلات اللحوم و النباتات |
المفترسات | المئويات ، العناكب ، القُراد |
الخصائص المميزة | تعيش لفترة طويلة قرابة 8 أعوام |
حالة الحفظ | شائع |
محتويات
انتشار حشرة السمكة الفضية
تنتمي السمكة الفضية إلى فصيلة اللاحِسات، وتضم هذه الفصيلة قرابة 190 نوع.
وتعيش في جميع أنحاء العالم و هي واحدة من أقدم الحشرات على كوكب الأرض .
بينما سميت بهذا الاسم للونها الفضي، وحركاتها التي تشبه السمكة. [1]
البيئة
تفضل السمكة الفضية الموائل المظلمة والرطبة، حيث تعيش غالباً تحت الصخور والأوراق المتساقطة أو لحاء الأشجار.
وتحتاج إلى بيئات ذات رطوبة عالية، تتراوح بين 70-95٪.
كما تُعد بيئات الإنسان من الموائل الشائعة للسمكة الفضية، حيث ارتبطت بالبيئات الداخلية البشرية لفترة طويلة.
حيث تُلاحظ عادةً في الحمامات والعليات والمطابخ والمكاتب والمكتبات والمتاحف.
وتُفضل أيضاً العيش في الشقوق والثقوب، سواء في الخارج أو بين الأرضيات والجدران. [1]
شكل حشرة السمكة الفضية
- عبارة عن حشرة صغيرة غير مجنحة يصل طولها 10 – 25 ملم .
- يكون شكلها بيضاوي ويغطي جسمها قشور فضية أو بنية اللون.
- يتشابه الزوجين في الشكل و اللون، وينقسم بطنها إلى 11 جزء.
- تمتلك قرنان استشعار و عيون مركبة تمكنها من التمييز بين الضوء و الظلام .
- تمتلك فك سفلي تستخدمه في تناول الطعام و لها 6 أرجل و ثلاثة خيوط تشكل الذيل .
سلوك حشرة السمكة الفضية
تُعد السمكة الفضية كائناً ليلاً، حيث تفضل الاختباء في الشقوق وتجنب الضوء.
ونادراً ما تُرى هذه الحشرة خلال النهار، ولكنها تنشط ليلاً بحثاً عن الطعام.
وعند شعورها بالتهديد، تهرب بسرعة من مصدر التهديد.
كما تُعرف السمكة الفضية بسلوكها الانفرادي، حيث لا تُشكل أي أنظمة اجتماعية أو تتفاعل مع بعضها البعض.
ولكن، تُلاحظ تجمعاتها في المناطق التي تتوفر بها مصادر غذائية كثيرة. [2]
الفرمونات لدى حشرة السمكة الفضية
تمتلك السمكة الفضية نظاماً معقداً للتواصل، وتستخدم الفرمونات الكيميائية (مواد كيميائية تعمل على نقل الرسائل السلوكية) للتواصل مع بعضها البعض.
حيث تُرسل إشارات كيميائية حول مصادر الغذاء الجيدة، ومواقع التزاوج، ومواقع الاختباء الآمنة.
كما تُطلق الإناث بشكل خاص هذه الفرمونات لجذب الذكور.
التواصل
لا تقتصر لغة التواصل لدى السمكة الفضية على الفرمونات فقط، بل تستخدم أيضاً اللمس والاهتزاز، خاصةً خلال التزاوج.
وتُساعدها قرون الاستشعار الحساسة، على استقبال الاهتزازات في بيئتها، وتزويدها بمعلومات عن حجم وشكل محيطها.
وعلى الرغم من كونها صماء، إلا أنها تمتلك عيوناً مركبة تمكنها من تمييز الضوء من الظلام.
كما تُساعد الشعيرات الحسية على جسم السمكة الفضية في اكتشاف أي تغيرات في تيارات الهواء، مما ينذرها بالخطر أو يرشدها إلى مصادر الغذاء.
غذاء حشرة السمكة الفضية
تُعدّ السمكة الفضية من آكلات اللحوم والنباتات، حيث تبحث عن مصادر الغذاء الغنية بالنشويات أو البروتينات.
وتشمل قائمة طعامها المُتنوعة:
- الورق: مثل الكتب والمجلات و ورق الحائط.
- الخشب: خاصةً الخشب المُهترئ أو المُتلف.
- السكر: بما في ذلك الحلويات والفاكهة المجففة.
- السليلوز: الموجود في الملابس والمنسوجات.
- الألياف: مثل الكتان والحرير والقطن.
- الخضار: خاصةً تلك التي تحتوي على نسبة عالية من النشا.
- الحبوب الجافة: مثل الأرز والقمح والشوفان.
- اللحوم: بقايا اللحوم المجففة أو المُتعفنة.
- الحشرات الميتة: مصدر غني بالبروتين.
- السمك الفضي الأخرى: في بعض الأحيان تلجأ إلى أكل بني جنسها.
ولكن، لا تتوقف قائمة طعام السمكة الفضية عند هذا الحد، بل تُضيف إليها بعض المواد الغريبة، مثل الغراء، الغراء المستخدم في لصق ورق الحائط، الستائر والسجاد، أغطية الأثاث. [2]
حشرة خارقة
تتمتع السمكة الفضية بقدرة استثنائية على الصمود في وجه نقص الطعام، حيث يمكنها البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة دون طعام.
فقد أظهرت الدراسات قدرة بعض العينات على العيش لمدة 307 أيام دون أي مصدر غذائي.
مفترسات حشرة السمكة الفضية
تُواجه السمكة الفضية العديد من التحديات في بيئتها، أبرزها وجود مفترسين طبيعيين مثل المئويات والعناكب والقُراد.
ولكن، لم تستسلم هذه الحشرة الصغيرة لهذه المخاطر، بل طورت آليات دفاعية مُذهلة لضمان بقائها.
أولى هذه الآليات هي قشورها التي تُشبه الأسماك، والتي تُساعدها على الانزلاق بسهولة من بين أيدي مفترسيها أو الهروب من فخاخهم.
ففي حال تم اصطيادها، تستطيع السمكة الفضية التحرر بسهولة عن طريق التخلص من أجزاء من قشورها.
ولكن، لا تقتصر آليات الدفاع لدى السمكة الفضية على بنيتها الجسدية، بل تُشمل أيضاً سلوكها.
فقد تطورت هذه الحشرة لتصبح كائناً ليلاً، مما يمكنها من تجنب العديد من الحيوانات المفترسة التي تنشط خلال النهار، مثل البشر. [2]
طقوس تزاوج حشرة السمكة الفضية
تتكاثر السمكة الفضية طوال العام و تمتلك واحدة من أغرب طقوس التزاوج.
حيث يقف الذكر مقابل الأنثى و يلصقان قرون استشعارهما معاً و يتحركان للأمام و الخلف مع هز البطن و الذيل.
ويمكن للرقصة أن تستمر لأكثر من نصف ساعة، بعد ذلك يقوم الذكر بلف حيواناته المنوية بخيط حريري لتقوم الأنثى بأخذه و وضعه في جهاز البيض.
تكاثر حشرة السمكة الفضية
تضع الأنثى بيضها في الشقوق و تضع من 5 – 20 بيضة بيضاوية الشكل في اليوم.
و يفقس البيض بعد 20 – 60 يوم في حال توفر الظروف المناسبة ( من درجة حرارة و رطوبة ).
و في حال عدم توفر الظروف تدخل البيضة في حالة سبات، وتفقس متى ما تحسنت الظروف.
يخرج الصغار من البيضة و هم يشبهون الحشرات البالغة لكن بلون أبيض و حجم صغير.
بينما يعتمد نمو الصغار على توفر الظروف المناسبة و يصلون إلى النضج الجنسي بعد أسابيع.
و في حال عدم توفر الظروف المناسبة يستغرق الوصول للنضج الجنسي العامين .
ويمكن للسمكة الفضية أن تغير جلدها 40 مرة في حياتها، ويمكن أن تعيش من 2 – 8 سنوات، حسب توفر الظروف. [2]
الدور في النظام البيئي
تلعب السمكة الفضية دوراً حيوياً في النظام البيئي من خلال علاقاتها المتنوعة مع الكائنات الحية الأخرى.
ففي أعشاش النمل والنمل الأبيض، تُقيم السمكة الفضية علاقة تكافلية من نوع “تكافلية العش”.
حيث تقوم في هذه العلاقة، بخدمات تنظيف مهمة للمستعمرة، مقابل الحصول على الحماية والمأوى.
كما تُشكل مصدراً غذائياً للعديد من الحيوانات المفترسة، مثل العناكب.
وبالإضافة إلى ذلك، تلعب السمكة الفضية دوراً هاماً في عملية التحلل، حيث تُساعد على تحليل المواد العضوية مثل الأوراق المتساقطة والخشب.
ولا يعد هذا النوع مهدداً بالانقراض، في الواقع، يحاول البشر السيطرة على تجمعاتها من خلال مبيدات الحشرات واستراتيجيات إدارة الآفات الأخرى.
حشر السمكة الفضية و الإنسان
لا تشكل تهديد للبشر فهي لا تقوم بعض البشر أو امتصاص دمائهم مثل “بق الفراش“.
بينما يشكل وجودها في منازل البشر ازعاجاً كبيراً حيث أنها تتلف الكتب و الصور و الأوراق و الملابس و الأثاث.
مما دفع البشر إلى تصنيفها على أنها ” آفة ” يتم التخلص منها عن طريق المبيدات الحشرية .
وداعاً، أيها المخلوق العجيب
في عالم مليء بالعجائب والأسرار، تبهرنا السمكة الفضية بقدراتها الاستثنائية وسلوكها الغامض.
من قدرتها على البقاء في الظلام الدامس، إلى تواصلها المعقد باستخدام الفرمونات، وتكيفها مع مختلف البيئات.
تُظهر لنا هذه الحشرة الصغيرة عظمة الخالق وإبداعه.
نصحك بالتعرف على ” ذيل الربيع : تعرف على صديق التربة الصغير بالصور “