فرقع لوز أو الخنفساء المطقطقة “Click beetle”، اسم يثير الفضول والاستغراب، من منا لم يسمع هذا الاسم الغريب المرتبط بحشرة صغيرة ولكنها قوية؟
في هذه المقالة الشاملة، سنقوم برحلة استكشافية إلى عالم فرقع لوز، تلك الحشرة المدهشة التي تحمل اسماً غريباً وخصائص فريدة.
سنتعرف على أصول هذا الاسم، ونتعمق في تفاصيل حياتها، وسلوكها، وبيئتها، وحتى دورها في الطبيعة.
الاسم العلمي | Elateridae |
الأسماء الشائعة | الخنفساء المطقطقة، خنفساء النقر، فرقع لوز، الخنافس الطقطاقة، السَّالوليات، الدودة السلكية، النطاطات، أبو الطقاطق |
الفصيلة | الطقطقيات |
الموطن | جميع أنحاء العالم |
المواصفات الشكلية | يغطي جسمها قشرة صلبة و يتراوح طول الحشرة 1 – 3 سم. |
السلوك | تنشط في الليل وتتواجد في الأماكن الرطبة |
الغذاء | آكلات أعشاب ولحوم |
المفترسات | الطيور، الضفادع، السحالي، الخفافيش، القوارض، الخلد |
الخصائص المميزة | عندما تنقلب على ظهرها تقوم بوثبة عالية لتعديل نفسها مصدرةً صوت فرقعة |
حالة الحفظ | شائعة |
محتويات
موطن فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة)
فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة) وتسمى اليرقات (الديدان السلكية)، وتصنف إلى فصيلة الطقطقيات و رتبة غمدية الأجنحة، ويوجد منها حوالي 9300 نوع معروف في جميع أنحاء العالم.
حيث توجد بعض الأنواع التي تتميز بحجمها الكبير وألوانها الزاهية، إلا أن الغالبية العظمى منها لا يتجاوز طولها سنتيمترين وتكون ذات لون بني أو أسود بدون علامات مميزة.
وغالباً ما تكون هذه الحشرات البالغة نشطة ليلاً وتتغذى على النباتات، ولكن القليل منها فقط له أهمية اقتصادية. [1]
البيئة
تعد فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة) كائنات مرنة وقادرة على العيش في مجموعة متنوعة من البيئات، سواءً كانت طبيعية أو من صنع الإنسان، تشمل هذه البيئات:
- الغابات والأراضي الحرجية: تتواجد بين أوراق الشجر المتساقطة والأخشاب المتحللة، حيث تساهم في تحلل المواد العضوية.
- المروج والأراضي العشبية: تعيش في المروج والأراضي العشبية، حيث تجد مصادر غذائية ثابتة مثل الحشرات واليرقات والمواد النباتية.
- الحقول الزراعية: توجد بعض الأنواع في الحقول الزراعية، حيث تنجذب إلى المحاصيل ومخلفاتها.
- الحدائق والفناءات الخلفية: تتواجد بشكل شائع في الحدائق والفناءات الخلفية، مستفيدة من توفر المواد العضوية وبقايا النباتات والحشرات.
سبب تسمية فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة)
سميت بهذا الاسم لأنه عندما تنقلب على ظهرها تقوم بوثبة عالية لتعديل نفسها مصدرةً صوت فرقعة.
كما أنها تقوم بهذه الحيلة عند شعورها بالخطر حيث تتظاهر بالموت و عند زوال الخطر تتشقلب لتعدل نفسها.
ويساعدها في الوثب، الجزء العلوي من الصدر الذي يعمل بشكل منفصل عن باقي أجزاء الجسم.
ويؤدي صوت الفرقعة لدى فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة) وظائف متعددة، منها ردع التهديدات المحتملة وجذب الأزواج خلال فترة التزاوج. [2]
شكل فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة)
- يغطي جسم الخنفساء البالغة قشرة صلبة، ويتراوح طول الحشرة 1 – 3 سم.
- تكون الخنفساء طويلة ونحيلة، ذات قمة مسطحة وجانب سفلي منحني.
- عادة ما تكون أجسامها أسطوانية الشكل وتختلف في الحجم.
- يكون لونها أسود أو بني غامق، و تمتلك قرنان استشعار طويلان و 6 أرجل.
- يتراوح طول يرقاتها 2 سم، و يكون جسمها مستطيل.
- تمتلك اليرقات 6 أرجل و سن صغير في الفك السفلي تستخدمه في المضغ.
سلوك فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة)
تتواجد الخنفساء المطقطقة (فرقع لوز) في الأماكن الرطبة ، حيث تعيش على النباتات والأخشاب المتحللة وتحت لحاء الأشجار، و تنشط من منتصف النهار إلى الليل وتتنقل عن طريق الطيران.
تنجذب إلى إضاءة المنازل في الليل، و في الليلي الحارة تدخل المنازل ولا يشكل وجودها أي ضرر، بينما تعيش يرقاتها فترة حياتها كاملةً تحت التربة .
غذاء فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة)
تتغذى فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة) البالغة على رحيق الأزهار وحبوب اللقاح، وعلى الأزهار والنباتات. كما تتغذى على الحشرات ذات الأجسام الرخوة مثل المن، ولا يأكل البالغون كثيراً.
بينما تعد يرقاتها ( الديدان السلكية ) آكلة لحوم وآفة زراعية، حيث تتغذى يرقات بعض الأنواع على الحشرات والكائنات الدقيقة، ويرقات الخنافس الأخرى، مثل يرقات الخنافس طويلة القرون التي تسكن الخشب المتعفن.
كما تتغذى يرقات بعض الأنواع على جذور الأشجار والأخشاب والبذور والبراعم والخضروات الجذرية مثل: البطاطس والجزر والبنجر والبصل؛ والخس والفاصوليا الخضراء والبطيخ والحبوب بما في ذلك الذرة والقمح مما جعل البعض يعتبرها آفة زراعية. [3]
المفترسات
تعد فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة) غذاء للعديد من المخلوقات تحت الأرض وفوقها. حيث تتغذى الطيور والضفادع والسحالي والخفافيش على الخنافس البالغة.
بينما يتغذى الخلد والفئران والطيور التي تحفر الأرض كالدجاج والدجاج الحبشي على يرقاتها ( الديدان السلكية ).
تكاثر فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة)
تضع الأنثى 100 بيضة صغيرة بيضاوية الشكل خلال الموسم وتدفنها في التربة بعمق 5 – 10 سم.
حيث تبحث دائماً عن التربة الرطبة التي تضمن نمو البيض، وحمايتها بشكل جيد من الحيوانات المفترسة.
ويستغرق البيض ثلاثة أسابيع لتخرج بعد ذلك اليرقات وتسمى ( الديدان السلكية ) بسبب شكل جسمها الطويل.
الديدان السلكية
تعيش الديدان السلكية تحت التربة الرطبة، و تعثر على غذائها عن طريق رائحة ثاني أكسيد الكربون الذي تطلقه النباتات في التربة.
في حين يمكنها العيش لفترات طويلة بلا غذاء، وتتمتع بقدرة عجيبة في التكيف مع أنواع السموم. بينما تعد نقطة ضعفها هي عدم قدرتها على العيش في التربة الجافة وتموت خلال ثلاثة أسابيع عند غياب الرطوبة في التربة.
وتبقى الديدان السلكية في طور اليرقة 2 – 4 سنوات و تعيش فترة الشتاء في طور اليرقة، وعندما ترغب في التحول تصنع شرنقتها عميقاً تحت الأرض.
حيث تبقى بداخلها قرابة الثلاثة أسابيع بعدها تخرج على شكل خنفساء مطقطقة تعيش شهر أو شهرين فقط.
الدور في النظام البيئي
تلعب فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة) دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي بفضل عاداتها الغذائية. فمن خلال استهلاكها لأنواع الآفات والمواد النباتية المتحللة، تساهم في تنظيم أعداد الحشرات الضارة والمشاركة في إعادة تدوير المغذيات.
كما أن افتراسها ليرقات الآفات يقلل بشكل فعال من أعداد الحشرات المدمرة للمحاصيل، مما يقلل من الأضرار المرتبطة بالآفات ويقلل من الحاجة إلى المبيدات الحشرية الكيميائية. وهذه الخدمة الطبيعية لمكافحة الآفات التي تقدمها فرقع لوز (الخنفساء المطقطقة) تفيد الزراعة والنظم البيئية الطبيعية على حد سواء.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم استهلاكها للمواد النباتية المتحللة في دورة المغذيات وتحلل المواد العضوية، مما يساعد على إطلاق العناصر الغذائية الحيوية مرة أخرى إلى التربة، ويعود بالنفع على نمو النباتات وصحة النظام البيئي بشكل عام. [2]
أغرب أنواع الخنفساء المطقطقة
هل سبق لك أن نظرت عن قرب إلى حشرة صغيرة تحمل في طياتها ألواناً مبهرة وأشكالاً ساحرة؟ إن الخنفساء المطقطقة، أو كما تعرف بـ “فرقع لوز”، هي واحدة من تلك الحشرات التي تستحق أن نوليها اهتماماً خاصاً.
حيث تتميز الخنافس المطقطقة بتنوع كبير في الألوان والأشكال، مما يجعلها كائنات جذابة للعين. والآن سنتعرف على أغرب أنواع الخنفساء المطقطقة مع صور رائعة:
1- الخنفساء المطقطقة ذات العين الشرقية
الخنفساء المطقطقة ذات العين الشرقية “Alaus oculatus” هي نوع من الخنافس المطقطقة، وتتواجد في أمريكا الوسطى والشمالية، ويمكن العثور عليها في الغابات.
وتتميز هذه الخنافس بمظهرها المميز، حيث يصل طولها إلى حوالي 5 سم، وجسمها الأسود الطويل مزين ببقع بيضاء فضية على الأجنحة.
ولكن أبرز ما يميزها هي “العيون الزائفة” الكبيرة على صدرها من الأعلى، وهذه العيون المزيفة ليست سوى خدعة ذكية ابتكرتها الخنفساء لتخويف أعدائها.[4]
2- خنفساء اليراعات الكاذبة
خنفساء اليراعات الكاذبة “Drilus flavescens” هو نوع من الخنافس المطقطقة، يتواجد في أوروبا في النمسا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا.
وتعد هذه الخنافس واحدة من أكثر حالات التباين الجنسي تطرفاً في الحشرات، حيث تكون إناث هذه الخنفساء تشبه اليرقة وتعيش على الأرض. وتُعرف بالإناث اليرقاتية، وتفتقر إلى الأجنحة والسمات البالغة الأخرى.
بينما يبلغ طول الذكور البالغين حوالي 1 سم، ولديهم قرون استشعار طويلة على شكل مشط تستخدم للكشف عن الفيرومونات الخاصة بالإناث.
ويكون الرأس والصدر أسودان، بينما الأجنحة حمراء وناعمة للغاية ومغطاة بشعر رفيع منتصب، ويعيش على الأزهار والنباتات.
كما تكون اليرقات الصغيرة مغطاة بالشعر، وهي مفترسات للقواقع الأرضية، حيث عند بلوغها الحجم الأقصى (حوالي2 سم)، تبحث اليرقة عن صدفة الحلزون لتتحول إلى شرنقة.
وتقوم اليرقة بعض الحلزون وحقنه بسم مشلل يسيل لحم الحلزون، مما يجعل اللحم طرياً بما يكفي لكي تحفر اليرقة عبر الحلزون وتدخل الصدفة.[5]
3- الخنفساء المطقطقة المضيئة
تعتبر الخنفساء المطقطقة المضيئة “Ignelater luminosus”، المعروفة محلياً باسم كوكوبانو، جوهرة مضيئة تعيش في غابات جزيرة بورتوريكو الكاريبية.
وتتميز هذه الخنفساء بمظهرها الفريد، حيث تضيء صدرها وبطنها بأضواء خضراء زاهية تشبه مصابيح السيارة.
وهذا الإضاءة الساحرة تميزها عن اليراعات الحقيقية، وتجعلها مشهداً لا ينسى في ليالي بورتوريكو الدافئة.
وعلى الرغم من الشبه بين كوكوبانو واليراعات، إلا أن هناك اختلافات واضحة بينهما، فبينما تضيء اليراعات الحقيقية جزءاً من بطنها.
فإن كوكوبانو تصدر الضوء من صدرها. وتحتوي على عضوين لإنتاج الضوء على صدرها (منطقة خلف الرأس) وعضو واحد على السطح الأمامي من بطنها وهذا العضو الضوئي أكثر سطوعاً ولا يمكن رؤيته إلا أثناء الطيران.
حيث يشكل هذا الترتيب ظهور “ضوء أمامي” و “ضوء خلفي” واحد، كما يمكنها إيقاف وتشغيل كل عضو إضاءة بشكل مستقل.
4- الخنفساء المطقطقة ذات الصدر الأحمر
تتواجد الخنفساء المطقطقة ذات الصدر الأحمر “Cardiophorus ruficollis”، على نطاق واسع في أوروبا. حيث تتواجد في جبال البرانس، وفي إيطاليا واليونان وروسيا.
بينما يعتبر هذا النوع مهدداً بالانقراض في أوروبا الوسطى، وتتميز بلونها الأسود اللامع على الرأس والأجنحة. ويميل الجزء العلوي من صدرها إلى اللون الأحمر.
وعادةً ما تكون أرجلها سوداء مع لمسة من البني عند الأطراف، وقرون استشعارها سوداء وطويلة. [6]
5- الخنفساء المطقطقة الحمراء
الخنفساء المطقطقة الحمراء “Anostirus purpureus”، تتواجد وسط وجنوب أوروبا، ولها جسم مستطيل ورفيع بشكل واضح.
ويغطي جسمها لون بني محمر مع خطوط حمراء طولية بارزة على الأجنحة، وتبدو الأجنحة كأنها مقسمة إلى شرائح رفيعة من اللون الأحمر والبني. كما تمتلك قرون استشعار طويلة ورفيعة سوداء اللون.
وداعاً، أيتها الحشرة الواثبة
في ختام رحلتنا الاستكشافية لعالم فرقع لوز، نجد أنفسنا أمام حشرة صغيرة تحمل في طياتها الكثير من الأسرار والقدرات المدهشة.
فمن خلال هذه المقالة، تعرفنا على أصول تسمية فرقع لوز، واستكشفنا تفاصيل حياتها، وسلوكها، ودورها في النظام البيئي.
ولقد اكتشفنا أن هذه الحشرة ليست مجرد حشرة عادية، بل هي كائن حي فريد يتميز بخصائص مثيرة للاهتمام.
وتعتبر فرقع لوز جزءاً هاماً من التنوع البيولوجي على كوكبنا، ولها دور محوري في الحفاظ على التوازن البيئي.
ننصحك بالتعرف على ” خنفساء أبو مقص : تعرف على الخنفساء المخيفة والكبيرة بالصور “