هل تعلم أن عالم الحشرات يخفي بين طياته كائنات غريبة وأشكال لا تصدق؟
عالم مليء بالألوان الزاهية والتصاميم المعقدة، حيث تتنافس الحشرات على لقب أغرب مخلوق على وجه الأرض.
وفي هذه المقالة، سنأخذك في رحلة استكشافية إلى عالم الحشرات، حيث سنكشف لك عن عشرة أنواع من الحشرات الغريبة والنادرة، مصحوبة بصور مذهلة ستدهشك.
محتويات
1- نطاط الشجرة البرازيلي
يعتبر نطاط الأشجار البرازيلي (Bocydium globulare) من الحشرات الفريدة من نوعها، حيث يتميز بوجود زوائد غريبة الشكل على صدره.
وهي مجرد مثال واحد على المظهر الغريب الذي تظهره الأنواع الاستوائية. حيث يبدو وكأنها تحمل نموذج للنظام الشمسي ملتصق على رأس حشرة صغيرة.
وتعيش هذه الحشرة الصغيرة في العديد من قارات العالم، وتتواجد على الجانب السفلي من الأوراق وتتغذى على عصارتها.
وتتميز بحركتها البطيئة ودورة حياتها غير الكاملة، وهي حشرات صغيرة تقضي وقتها بين الفروع والأوراق حيث لا يراها معظم الناس أبداً.
و تشير إحدى النظريات أن غطاء رأسها يشبه الفطريات الطفيلية التي يمكنها مهاجمة الحشرات الصغيرة وقتلها، مما يجعل المفترسات تبتعد عنها. [1]
2- ذبابة العقرب
تعتبر ذباب العقرب (Mecoptera) مجموعة متنوعة من الحشرات، تضم حوالي ستمائة نوع موزعة في جميع أنحاء العالم.
واشتقت تسميتها من الكلمات اليونانية التي تعني “طويلة الأجنحة”، وهي عبارة عن حشرات رائعة ، فهي تجمع بين عدة حشرات مخيفة: البعوض والعقرب والذباب معاً، وتصنف هذه الحشرة بأنها غير ضارة على الإطلاق.
حيث أن “إبرة العقرب” عبارة عن الجهاز التناسلي للذكور، فهي ليست سامة، ولا يمكنها أن تلدغ. كما يتميز ذباب العقرب بطقوسه التزاوجية الدقيقة، حيث تتنوع سلوكيات التودد والتزاوج بشكل ملحوظ بين الأنواع.
ففي كثير من الأنواع، يلجأ الذكور إلى إفراز الفرمونات لجذب الإناث، وقد يقدمون لهن هدايا غذائية مثل الحشرات أو إفرازات لعابية.
وتصل بعض الأنواع إلى سلوكيات أكثر تطرفاً، حيث يستخدم الذكر أجنحته لالتقاط الأنثى وحملها أثناء التزاوج.
ولدى ذباب العقارب عادة غريبة فهي تنجذب إلى الجثث البشرية الميتة حديثاً، وتضع بيضها على الجثة. مما جعل محققوا الطب الشرعي يبحثون أحياناً عن وجود ذباب العقارب كوسيلة لتحديد وقت الوفاة. [2]
3- بزاقة القرد
بزاقة القرد “Phobetron sp” ليست بزاقة حقيقية إنها يرقة عثة تنتمي إلى فصيلة الكفلاوية أو الفراشة الصوفية المتغنة “Megalopygidae” وتضم قرابة 11 نوع.
وهي حشرات سامة توجد بشكل رئيسي في أمريكا الشمالية والمناطق الاستوائية في العالم الجديد.
وتتميز يرقات هذه العثات بشعر طويل يشبه القطن، وتنزلق اليرقات في هذه العائلة على أقدام ماصة، مثل الرخويات.
ولكن هذه الشعيرات تخفي أشواكاً سامة تسبب لدغات مؤلمة للغاية قد تؤدي إلى التهابات شديدة وحتى أعراض خطيرة مثل الصداع والغثيان.
وعلى الرغم من مظهرها البريء، فإن هذه الحشرات تعتبر من أخطر الحشرات السامة في مناطق انتشارها.
4. العناكب القافزة
تعتبر العناكب القافزة (Salticidae) أكبر عائلات العناكب وأكثرها تنوعاً. حيث تضم أكثر من 6000 نوع موصوف، مما يجعلها أكبر عائلة من العناكب بنسبة 13٪ من جميع الأنواع المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
وتتميز هذه العناكب بقدرات بصرية استثنائية، تستخدمها في الصيد والتزاوج والحركة، وهي قادرة على القفز لمسافات طويلة ببراعة.
وتتميز بزوج من العيون الأمامية الكبيرة التي تعطيها مظهراً مميزاً، وبفضل عيونها الثمانية اللامعة وسلوكها المرح، وتعتبر العناكب القافزة غريبة بطريقتها الخاصة.
حيث أنها لا تقوم بنسج شبكاتها لاصطياد الفرائس؛ و بدلاً من ذلك تقوم هذه العناكب الصغيرة بالتواجد ضمن نطاق الفريسة ثم تقفز فجأة على ضحيتها. كما أنها تستخدم مهاراتها في القفز للهروب من التهديدات والمخاطر.
5- حشرة الوجه
حشرة الوجه “Catacanthus incarnatus” وهي فصيلة كبيرة ومتنوعة من الحشرات، تنتشر في مناطق واسعة من آسيا والمحيط الهادئ. بما في ذلك مدغشقر والهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية وجزر المحيط الهادئ.
وقد يكون من الصعب أن نتذكر أن ملامح الوجه على هذه الحشرة هي مجرد علامات على ظهرها – فالعينان والفم والشعر مجرد خطوط وبقع .
بينما الوجه الحقيقي للحشرة صغير جداً ومخفي عن الأنظار، حيث تعد حشرة الوجه جزءاً من مجموعة كبيرة جداً من الحشرات التي تشمل حشرات يمكن أن تنبعث منها رائحة كريهة إذا أزعجها أحد.
6- ذبابة الفانوس المرقطة
ذبابة الفانوس المرقطة “Lycorma delicatula” هي حشرة غازية نشأت في الصين وفيتنام وانتشرت بسرعة لتصل إلى دول أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وتعتبر شجرة الجنة هي المضيف المفضل لذبابة الفانوس المرقطة، ولكن هذه الحشرة تتغذى أيضاً على العديد من المحاصيل الزراعية الأخرى.
وفي موطنها الأصلي، يتم التحكم في أعداد هذه الحشرة بشكل طبيعي بواسطة الدبابير الطفيلية. ولكن في المناطق التي غزتها، لا توجد آليات طبيعية كافية للسيطرة عليها.
وتتميز دورة حياة ذبابة الفانوس المرقطة بمرحلة الحورية التي تمر بعدة أطوار. في كل طور، تتغير ألوان الحورية وأشكالها.
حيث تنتقل من اللون الأسود مع بقع بيضاء إلى اللون الأحمر مع بقع بيضاء وحمراء، ثم إلى اللون الأحمر مع وسائد جناح حمراء.
وفي النهاية، تتحول الحورية إلى الحشرة البالغة ذات الأجنحة الرمادية والبقع السوداء، بينما تتميز الأجنحة الخلفية بلونها القرمزي وبقعها السوداء.
7- البقيات القاتلة
تنتشر حشرة البقيات القاتلة أو بق لثام أو الرضوفيات أو بق غائل “Reduviidae” في جميع أنحاء العالم، وتسكن مواطن أرضية مختلفة.
وهذه العائلة كلها مفترسة تقريباً، باستثناء بعض الأنواع الماصة للدماء، وبعضها مهم كناقل للأمراض.
وقد تم وصف حوالي 7000 نوع، في أكثر من 20 عائلة فرعية معترف بها، مما يجعلها واحدة من أكبر العائلات في نصفيات الأجنحة.
وتتميز البقيات القاتلة بأحجام متوسطة تتراوح بين 2 – 3 سم، وتختلف قليلاً بين الأنواع المختلفة. ويكون رأسها ممدود بشكل مميز، مع “رقبة” ضيقة وأرجل طويلة.
كما تمتلك أجزاء فم متطورة على شكل أنبوب طويل، يطلق عليه عادةً “خرطوم”، تستخدمه لثقب أجسام فرائسها وامتصاص سوائلها.
حيث تتميز هذه الحشرات بخرطوم حاد تستخدمه لتصيد فريستها وحقنها بالسم، مما يجعلها من أخطر المفترسات في عالم الحشرات.
وقد يكون وجودها مفيداً للبشر لأنها تساعد في السيطرة على أعداد الآفات من خلال التغذية على الحشرات الأخرى، بما في ذلك الآفات الزراعية. [3]
8- حشرة الشوك
تنتشر حشرة الشوك (Umbonia crassicornis) في مناطق واسعة من العالم، وتعتبر آفة زراعية مزعجة في بعض المناطق، خاصة في جنوب فلوريدا بالولايات المتحدة.
حيث تتغذى هذه الحشرة على عصارة النباتات، مما يضعفها ويؤثر على نموها، وتتميز حشرة الشوك بقرن صدري طويل وبارز يشبه الشوكة، ويكون قرن الذكر أكبر وأكثر بروزاً من الأنثى.
وهذا القرن ليس فقط للزينة، بل هو وسيلة دفاعية ذكية تحميها من الحيوانات المفترسة التي قد تظنها أحد أشواك النبات.
كما تتلون حشرة الشوك بألوان زاهية كاللون الأخضر والأصفر مع لمسات من الأحمر والبني، مما يساعدها على التمويه بين أوراق النباتات.
9- الجندب ذو الرأس الشوكي
يعيش الجندب ذو الرأس الشوكي (Panacanthus) في الغابات المطيرة الكثيفة بشمال غرب أمريكا الجنوبية، ممتداً من غرب البرازيل إلى بنما.
وتتميز هذه الجنادب برأسها الشوكي المميز الذي يشبه المخروط، مما أكسبها اسمها الشائع “الجنادب ذوات الرأس الشوكي”.
وعلى الرغم من أن الجندب ذو الرأس الشوكي يضم أنواعاً عديدة، إلا أن جميعها تشترك في ميزة واحدة وهي شكل رأسها الشوكي.
ومع ذلك، توجد العديد من الأسماء الشائعة لهذه الجنادب، مثل “الجنادب ذوات الرأس المدبب” و”صرصور الشيطان الشائك”.
وتعتبر هذه الحشرات مفترسات شرهة، على الرغم من قدرتها على التغذية على النباتات. وتتميز هذه الحشرات بمظهرها الشائك الفريد.
حيث تغطي أشواك حادة أجسامها بالكامل، وهذه الأشواك ليست مجرد زينة، بل هي آلية دفاعية فعالة تحميها من الأعداء. كما أن فكوكها المدببة تساعدها على التغذية والثقب. [4]
10- سرعوف الأوركيد
يعتبر سرعوف الأوركيد (Hymenopus coronatus) من الحشرات الاستثنائية التي تتميز بشكلها الجذاب الذي يشبه زهرة الأوركيد.
وتعيش هذه الحشرة في الغابات الاستوائية في جنوب شرق آسيا، وتتحرك بحركة بطيئة وناعمة تجعلها تبدو وكأنها جزء من الزهرة.
حيث تستخدم هذا التمويه الفريد لصيد الحشرات الملقحة التي تنجذب إلى الأزهار الملونة.
كما يسمح لها هذا التمويه الرائع بالاختباء من مرأى الجميع والقبض على فرائسها بسهولة.
وبفضل حركتها البطيئة وحواسها الحادة، يستطيع سرعوف الأوركيد اصطياد الحشرات الطائرة بسرعة مذهلة.
وداعاً، أيتها الكائنات الغريبة
في ختام رحلتنا إلى عالم الحشرات، اكتشفنا أن هذه المخلوقات الصغيرة تخبئ في طياتها أسراراً وألغازاً لا حصر لها.
وتنوع الأشكال والأحجام والألوان في عالم الحشرات يثبت لنا أن الطبيعة لا تتوقف عن إبهارنا.
ورغم صغر حجمها، تلعب الحشرات دوراً حاسماً في التوازن البيئي، فهي غذاء للعديد من الكائنات الحية، وتساهم في تلقيح النباتات.
لذا، علينا جميعاً أن نساهم في الحفاظ على البيئة وحماية هذه المخلوقات الصغيرة التي تساهم بشكل كبير في جمال كوكبنا.
ننصحك بقراءة “ أسلحة الطبيعة … أغرب 7 أسلحة في مملكة الحيوان “