في قلب أفريقيا، بين الأنهار والبحيرات والأهوار، تعيش كائنات رائعة تُعرف باسم القضاعة مرقطة العنق “Spotted-necked otter”.
في هذه المقالة، سنغوص في عالم القضاعة مرقطة العنق، ونستكشف خصائصها المميزة، وموطنها، وسلوكها، والتحديات التي تواجهها.
كما سنتطرق إلى أنواع القضاعة الأخرى الموجودة في أفريقيا، لنقدم لك صورة شاملة عن هذه العائلة الرائعة.
الاسم العلمي | Hydrictis maculicollis |
الأسماء الشائعة | القضاعة مرقطة العنق |
الفصيلة | العرسيات |
الموطن | قارة أفريقيا |
حالة الحفظ | مهدد بالانقراض |
محتويات
موطن القضاعة مرقطة العنق
تنتمي القضاعة مرقطة العنق إلى فصيلة العرسيات وعائلة ثعالب الماء، وتعيش في البحيرات والأنهار الكبيرة في معظم أنحاء أفريقيا جنوب خط عرض 10° شمالاً.
حيث يشيع وجودها في بحيرة فيكتوريا وعبر زامبيا، ولكنها لا تتواجد في نهر زامبيزي أسفل شلالات فيكتوريا في زامبيا. [1]
البيئة
تعد القضاعة مرقطة العنق من الحيوانات التي تعتمد بشكل كبير على وجود مصادر مائية دائمة وجارية.
حيث تفضل العيش في المياه الصافية المليئة بالصخور في البحيرات والمستنقعات والأنهار، وقد توجد أيضاً في الجداول الجبلية على ارتفاعات أعلى.
وتبني أوكارها بالقرب من هذه المصادر المائية لتضمن سهولة الوصول إليها.
بينما تتجنب الأنهار العكرة والبحيرات القلوية الضحلة، كما أنها تتجنب المياه المالحة. [2]
شكل القضاعة مرقطة العنق
- تعتبر صغيرة نسبياً، حيث يتراوح طول الذكور بين 71 – 76 سم، و وزنهم بين 5.7 – 6.5 كجم.
- يتراوح طول الإناث بين 57 – 61 سم، وتزن بين 3.0 – 4.7 كجم.
- تتميز بلون فرائها البني إلى المحمر، مع وجود بقع كريمية أو بيضاء واضحة ومميزة على منطقة الصدر والحلق.
- تمتلك ذيلاً طويلاً وعضلياً يتراوح طوله بين 39 – 44 سم في كلا الجنسين، كما يتميز بأطراف مكففة تساعده في السباحة.
- رأسها عريض ذو خطم قصير وأذنين صغيرتين مستديرتين، كما تتميز بوسادة أنف خالية من الشعر.
- أسنانها مُكيّفة لاستهلاك الأسماك، حيث تمتلك أنياباً علوية حادة وكبيرة، وأنياباً سفلية منحنية، بالإضافة إلى أسنان حادة أخرى.
- يتميز فكاها بتطابق محكم يمنع حركة الفك السفلي جانباً، مما يسهل عليها الإمساك بالأسماك المنزلقة.
- تمتلك الإناث زوجين من الحلمات، بينما يتميز الذكور بكيس صفن كبير وقضيب مخفي تحت الجلد لتقليل مقاومة الماء أثناء السباحة.
سلوك القضاعة مرقطة العنق
تعيش القضاعة مرقطة العنق عادةً حياةً انفرادية، ولكنها قد تشاهد في مجموعات عائلية صغيرة.
ويمتلك الذكور مناطق نفوذ واسعة قد تتداخل مع مناطق نفوذ عدة إناث.
ويشتهر هذا النوع بحبه الشديد للعب، سواء مع أفراد آخرين من نوعه أو بمفرده.
وتنشط القضاعة مرقطة العنق خلال النهار وتقضي الليل مختبئة في جحور قصيرة أو شقوق صخرية أو بين النباتات الكثيفة.
وعلى اليابسة، تلتزم بمسارات محددة ونادراً ما تبتعد أكثر من 10 أمتار عن ضفاف الأنهار أو البحيرات.
و يحدد هذه المسارات بمناطق مخصصة للتبرز والتبول. [1]
التواصل
تُعرف القضاعة مرقطة العنق بأصواتها العالية والمتنوعة، فهي تصدر صافرات حادة وثرثرات سريعة.
كما أنها قادرة على إصدار نداءات مختلفة تتراوح بين نداءات التواصل التي تشبه المواء الحاد، ونداءات الاستغاثة عالية النبرة.
غذاء القضاعة مرقطة العنق
القضاعة مرقطة العنق حيوان نهاري يعتمد بشكل أساسي على بصره في الصيد.
حيث تقوم بغطسات قصيرة لا تتجاوز 20 ثانية في المياه الصافية ذات الرؤية الجيدة.
وتحمل الفرائس الكبيرة إلى الشاطئ بينما تلتهم الفرائس الصغيرة داخل الماء.
وتتغذى بشكل رئيسي على الأسماك التي يقل طولها عادة عن 20 سم، بالإضافة إلى الضفادع والقشريات الصغيرة كبديل غذائي عند نقص الأسماك. [1]
المفترسات
يعتبر هذا النوع عرضة للافتراس من قبل عدة حيوانات مفترسة، من بينها الأسود والتماسيح والعقاب الصياحة الإفريقية.
مما يجعله جزءاً من سلسلة غذائية معقدة في بيئته الطبيعية.
تكاثر القضاعة مرقطة العنق
يعتقد أن تكاثر هذا النوع موسمي، حيث تضع الأنثى عادةً من اثنين إلى ثلاثة صغار في شهر سبتمبر بعد فترة حمل تقارب الشهرين.
ويولد الصغار عميان وعاجزين، وتتولى الأم رعايتهم لمدة عام تقريباً، مع احتمال مشاركة الأب في هذه الرعاية.
ولا تبدأ الإناث بالتكاثر إلا بعد بلوغهن سن العامين. [1]
حالة الحفظ
تواجه القضاعة مرقطة العنق خطر الانقراض نتيجة لتدهور بيئتها والأنشطة البشرية المتنوعة.
حيث تتسبب شبكات الصيد النايلونية في تشابكها وموتها، ويشكل تآكل التربة قرب منابع الأنهار تهديداً إضافياً لها.
كما يساهم مزارعو الأسماك وصائدو الفراء في انخفاض أعدادها، بالإضافة إلى تدمير وتلوث موائل المياه العذبة واصطيادها للحصول على لحومها. [2]
أنواع القضاعة في أفريقيا
بعد أن تعرفنا على أنواع القضاعة المختلفة مثل القضاعة الأوراسية، والقضاعة العملاقة، وقضاعة البحر.
نواصل رحلتنا اليوم لاستكشاف أنواع القضاعة الموجودة في قارة أفريقيا.
فبالإضافة إلى القضاعة مرقطة العنق، يوجد نوعان آخران من القضاعة يعيشان في أفريقيا وهما:
1- القضاعة الأفريقية عديمة المخالب
تعتبر القضاعة الأفريقية عديمة المخالب (Aonyx capensis) ثاني أكبر أنواع ثعالب المياه العذبة.
ويتواجد في المسطحات المائية الدائمة في السافانا والمناطق الحرجية المنخفضة في معظم أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ويتميز بأقدام مكفوفة جزئياً وعديمة المخالب وفراء ناعم وسميك بلون البني مع علامات وجه بيضاء تمتد إلى أسفل باتجاه الحلق والصدر.
وهو حيوان ليلي وانفرادي بشكل أساسي ويستريح نهاراً في المناطق الهادئة المليئة بالأشجار.
ويواجه تهديدات بالانقراض، خاصة في المناطق الحرجية حيث يشكل قطع الأشجار تهديداً كبيراً.
إذ يؤدي قطع الأشجار إلى زيادة عكارة الأنهار مما يقلل أعداد الأسماك التي يعتمد عليها في غذائه. [3]
2- قضاعة الكونغو بيضاء الخدود
تعيش قضاعة الكونغو بيضاء الخدود أو قضاعة الكاميرون بيضاء الخدود (Aonyx congicus) في وسط أفريقيا الاستوائية.
ويعتقد أنه يقضي وقتاً أطول على الأرض مقارنةً بأنواع الثعالب الأخرى لا يُعرف سوى القليل جدًا عن هذا النوع.
وكان يُعرف سابقًا بأنه نوع فرعي من القضاعة الأفريقية عديمة المخالب الأفريقي.
وتتميز بأقدامها الأمامية الحساسة ذات الغشاء الجزئي والمخالب الصغيرة، على عكس الأنواع الأخرى ذات الأقدام المكفوفة بالكامل والمخالب المتطورة.
ويهدد هذا النوع بسبب تدهور الموائل النهرية والمياه العذبة نتيجة للأنشطة البشرية.
كما يُصطاد أحياناً للحصول على لحومه وفرائه، الذي يستخدم أيضاً في صناعة الطبول في الكاميرون.
وداعاً، أيها المخلوق الفريد
في ختام جولتنا الشيقة في عالم القضاعة الأفريقية، وخاصة القضاعة مرقطة العنق.
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بهذه الرحلة واكتسبتم معلومات جديدة عن هذه الكائنات الرائعة.
شاركونا آراءكم وأفكاركم في قسم التعليقات أدناه.
نود أن نعرف ما الذي لفت انتباهكم بشكل خاص، وكيف يمكننا العمل معاً لحماية هذه الكائنات الرائعة وبيئاتها الطبيعية.