في رحلة عبر الزمن، نعود إلى مصر القديمة، مهد الحضارات.
حيث نكتشف سلالة دجاج استثنائية عرفت باسم الدجاج الفيومي “Fayoumi”.
فهل أنت مستعد لاكتشاف أسرار هذه التحفة المصرية العريقة؟
الأسماء الشائعة | الدجاج الفيومي، الدجاج المصري |
السلالة | الدجاج البياض |
الموطن | مصر |
الحجم | عبارة عن طائر متوسط الحجم، و وزنه خفيف جداً |
الاستخدامات | الزينة، البيض، التهجين بين السلالات |
محتويات
تاريخ الدجاج الفيومي
الدجاج الفيومي، سلالة مصرية عريقة، يعود أصلها إلى محافظة الفيوم التي تقع جنوب غرب القاهرة.
حيث اكتشف هذا النوع لأول مرة في مصر في محافظة ” الفيوم ” و يحظى بشعبية كبيرة في مصر منذ القدم.
ويقال بأن الملك الفرعوني ” توت عنخ آمون ” كان معجباً بهذا الطائر، حيث تم تربيتها على طول نهر النيل في مصر لعدة قرون. [1]
البيئة
يعتقد أن الدجاج الفيومي ينحدر من تهجين بين دجاج الأدغال والدجاج المستأنس.
وقد تكيف للتعايش في غابات النخيل الشائكة والمستنقعات المصرية منذ حوالي 3000 عام، قبل أن يتم تدجينه ليصبح طائر مزرعة أليف.
ولا يزال هذا الصنف من الدجاج منتشراً وشائعاً جداً في مصر، ويتميز بقدرته على النمو بسرعة كبيرة.
الانتشار حول العالم
تم إدخال الدجاج الفيومي إلى العديد من البلدان الأفريقية وشبه الجزيرة العربية عن طريق التجار أو من أجل الأبحاث العلمية.
وفي الأربعينيات من القرن الماضي، تم استيراد بيض هذه السلالة من مصر إلى الولايات المتحدة من قبل عميد كلية الزراعة بجامعة ولاية أيوا.
وتم تهجين الفراخ الفيومي التي فقست من البيض مع دجاج أمريكي، على أمل أن يكون للطيور المصرية مقاومة أعلى للبكتيريا والفيروسات مقارنة بالسلالة الأمريكية.
ومع ذلك، لا يُعترف بالدجاج الفيومي من قبل جمعية الدواجن الأمريكية، ولا يتم تضمينها في معايير الكمال الخاصة بها.
بينما اعترفت جمعية الدواجن البريطانية بنوعين من هذه السلالة من حيث اللون وهما: الفضي، والذهبي.
وذلك، بعد أن وصل لأول مرة إلى المملكة المتحدة عام 1984. [1]
الدجاج الفيومي كم يبيض؟
تربى هذه السلالة من أجل الزينة أو البيض أو للتهجين بين أنواع الدجاج، حيث تتميز بألوانها المشرقة والجميلة وطبعها النشيط.
وتتمتع الدجاج الفيومي بإنتاج جيد من البيض يصل إلى 200 بيضة في العام.
وبفضل نشأتها في الغابة اكتسبت قدرة كبيرة على تحمل درجات الحرارة المختلفة ومناعة قوية، مما جعل البعض يستخدمها في عمليات التهجين.
وبالرغم من وزنها الخفيف جداً يتم تربيتها في مصر وفي بعض الدول من أجل اللحوم.
كيف أعرف الدجاج الفيومي الأصلي؟
- عبارة عن طائر متوسط الحجم، و وزنه خفيف جداً حيث يزن 1.5 – 2 كجم.
- أكثر ما يميز هذه السلالة هو عيونها البنية بالكامل.
- تختلف الألوان على حسب النوع، حيث توجد ثلاث ألوان معروفة وهي: الفضي، الذهبي، الألمنيوم.
- يمتلك الديك عرف طويل وتدليات لحمية تحت المنقار، ومخلب على جانب القدمين من الداخل.
- كلما كان المخلب طويل دل على أن الديك كبير في العمر.
- يكون ريش الديك أكثر جمالاً من الأنثى، حيث يوجد ريش أبيض مدبب فوق الذيل وفي الرقبة، ويكون ريشه لامع.
- تمتلك الدجاجة عرف صغير وتدليات لحمية قصيرة مقارنةً بالديك، وريش أقل إشراقاً من الديك.
أنواع الدجاج الفيومي
توجد ثلاثة أنواع من هذه السلالة تتميز بألوان جميلة وهي:
- الفيومي الفضي: وهو أشهر الأنواع وأكثرها انتشاراً، ويأتي باللون الفضي والأسود.
- الفيومي الذهبي: يعد ثاني أشهر الأنواع، ويأتي باللون الذهبي والأسود.
- الفيومي الألمنيوم: يعد أجمل الأنواع الثلاثة، ويحظى بشعبية كبيرة لدى هوات تربية الدواجن، ويأتي باللون الأبيض مع مسحة رائعة من اللون الفضي.
ما الفرق بين الدجاج البلدي والفيومي؟
الدجاج البلدي والفيومي هما سلالات دجاجة ذات صفات مميزة.
يتميز الدجاج البلدي بتنوعه الواسع في الألوان والأحجام وقدرته على التكيف مع بيئات مختلفة.
بينما يتميز الدجاج الفيومي بألوانه المحددة والتقارب بين ألوان الديوك والدجاج، وحجمه الأصغر، وعيونه البنية بالكامل.
وكلاهما سلالات قديمة، ولكن الفيومي يشتهر بمقاومته للأمراض التي قد تهدد قطعان الدواجن.
مما يجعله خياراً جذاباً للمزارعين، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها الأمراض الدواجن.
سلوك الدجاج الفيومي
يتميز الدجاج الفيومي كونه طائر نشيط وصاخب ويحب العيش في الأماكن المفتوحة وقادر على الطيران لمسافات طويلة.
و يكون صياح الديك حاد و يصيح بكثرة مما قد يسبب الازعاج لك ولجيرانك.
وتختلف هذه السلالة عن معظم سلالات الدجاج الأخرى في أنها لا تحب التفاعل المباشر مع البشر.
حيث تصدر أصواتاً عالية عند محاولة حملها تعبيراً عن استيائها، وتعد من السلالات التي يصعب ترويضها. [2]
طائر حر بطبعه !
يشتهر الدجاج الفيومي بطبيعته البرية وصعوبة احتوائه، مما قد يشكل تحدياً لبعض المربين.
حيث لا تحب هذه السلالة أن يتعامل البشر معها أو حتى الإقتراب منها.
وعند تربية هذه السلالة يعد شر ط أساسي توفير مساحة واسعة للتجول والبحث عن الطعام.
حيث لا تحتمل هذه السلالة الحبس، وتميل إلى الهروب أو إيذاء نفسها عند محاولة حبسها.
وبسبب طبعها البري وحاجتها لأماكان واسعة لم تنتشر هذه السلالة بشكل كبير في أمريكا وأوروبا. [3]
ما هي مميزات الدجاج الفيومي؟
يتكيف الدجاج الفيومي بشكل استثنائي مع درجات الحرارة المرتفعة، مما يجعله الخيار الأمثل للمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
كما تتميز هذه السلالة بقدرتها المدهشة على التكيف مع مختلف الظروف المناخية، بدءاً من حرارة العراق وباكستان والهند.
وصولاً إلى رطوبة فيتنام وتنوع المناخ في الولايات المتحدة الأمريكية وبرودة بريطانيا.
كما تُعرف هذه السلالة بصلابتها ومرونتها الفريدة، حيث تتمتع بمقاومة قوية لأمراض الدواجن البكتيرية والفيروسية.
بما في ذلك داء اللولبيات، والسالمونيلا، ومرض ماريك، ومرض نيوكاسل الخبيث، وسرطان الدم.
وبفضل مناعتها القوية يتم تهجين هذه السلالة مع العديد من السلالات الضعيفة في جميع أنحاء العالم.
ماذا يأكل الدجاج الفيومي؟
يعرف الدجاج الفيومي بمهاراته الاستثنائية في البحث عن الطعام.
حيث يميل إلى الاعتماد على طاقته ونشاطه في العثور على طعامه بدلاً من الاعتماد بشكل كبير على العلف المقدم، بعكس دجاج الشامو، والدجاج الهندي.
وتعد هذه السمة ميزة اقتصادية كبيرة، حيث تقلل من تكاليف تربية هذه الدواجن.
ولكن، مع ذلك، يجب توفير مساحة واسعة تسمح له بالتجول بحرية وممارسة سلوكه الطبيعي في البحث عن الطعام.
ويفضل الدجاج الفيومي تناول الحبوب والبذور والحشرات والديدان واليرقات الموجودة في بيئته الطبيعية، مع الحرص على توفير مصدر دائم للماء النظيف.
ويمكن تقديم بعض العلف المكمل كوجبة خفيفة لضمان حصوله على العناصر الغذائية الأساسية، مع مراعاة احتياجاته المختلفة بناءً على عمره وحالته الصحية.
تكاثر الدجاج الفيومي
يتكاثر الدجاج الفيومي بشكل طبيعي دون الحاجة إلى تدخل بشري، حيث تبدأ الدجاجة في وضع البيض عند عمر 5 – 6 أشهر.
ويتميز الدجاج الفيومي بخصوبة عالية، حيث يمكن للديك الواحد أن يخصب ما يصل إلى 10 دجاجات.
ولا تحتاج هذه السلالة إلى مساعدة في حضانة البيض، حيث تقوم بذلك بنفسها لمدة 21 يوماً.
و لكن لا يعتمد عليها في احتضان البيض، وذلك لأن غريزة الحضانة تبدأ في هذه السلالة عندما تبلغ 2 – 3 سنوات.
الفراخ الفيومي
ترعى دجاجة الفيومي صغارها بعد الفقس، وتعلمهم كيفية البحث عن الطعام والاعتماد على أنفسهم.
وتتميز صغار الدجاج الفيومي بالقوة والصحة، مع معدل نفوق منخفض، وتعد أسرع أنواع الدجاج نمواً على الإطلاق.
حيث يصبح الديك قادر على الصياح بعمر 3 – 4 أشهر، بينما تكون الدجاجة قادرة على وضع البيض بعمر 5 – 6 أشهر.
ودعاً، يا طائر الفراعنة
يعد الدجاج الفيومي كنزاً وطنياً مصرياً يبهر العالم بخصائصه الاستثنائية.
فمن قدرته الفائقة على التكيف مع مختلف المناخات إلى صلابته وقوته وإنتاجيته العالية وحتى مقاومته المذهلة للأمراض.
مما يثبت لنا أن الدجاج الفيومي جوهرة نادرة تستحق التقدير والاهتمام.