على سواحل أمريكا الجنوبية الممتدة، حيث تلتقي الأمواج العاتية بالشواطئ الصخرية.
يعيش كائن بحري يجسد القوة والبراعة في آن واحد إنه أسد البحر الأمريكي الجنوبي “South American sea lion”.
في هذا المقال، سنغوص في عالم هذا الكائن المدهش، ونتعرف على خصائصه وسلوكه ودوره في النظام البيئي البحري.
الاسم العلمي | (Otaria flavescens)، وكان يُعرف سابقاً باسم (Otaria byronia) |
الأسماء الشائعة | أسد البحر الأمريكي الجنوبي، أسد البحر الجنوبي، سبع بحر باتاجونيا، أسد البحر الباتاغوني |
الفصيلة | أسود البحر أو الفقمة ذات الأذنين |
الموطن | سواحل أمريكا الجنوبية |
حالة الحفظ | أقل إثارة للقلق |
محتويات
موطن أسد البحر الأمريكي الجنوبي
ينتمي أسد البحر الأمريكي الجنوبي إلى فصيلة أسود البحر أو الفقمة ذات الأذنين، ويعيش في مناطق ساحلية ممتدة عبر نطاق جغرافي واسع.
حيث يتواجد على سواحل أمريكا الجنوبية المطلة على المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.
بدءاً من ريو دي جانيرو في البرازيل شمالاً حتى الطرف الجنوبي للقارة، وتتواجد أيضاً في جزر غالاباغوس وجزر فوكلاند. [1]
البيئة
تعيش أسود البحر الأمريكية الجنوبية على طول السواحل التي تتنوع بين الشواطئ الرملية والحصوية والصخرية.
بالإضافة إلى المناطق الصخرية المسطحة أو المنحدرات التي تحتوي على برك المد والجزر والصخور الضخمة.
وتميل مستعمرات أسود البحر إلى أن تكون صغيرة ومتناثرة، وخاصة على الشواطئ الصخرية.
شكل أسد البحر الأمريكي الجنوبي
- يصل طول الذكور إلى 3 أمتار وتزن 350 كجم، بينما يصل طول الإناث إلى 2 متر و وزنها يصل إلى 150 كجم.
- تتميز الذكور البالغة برؤوسها الكبيرة وأنوفها القصيرة المقلوبة ولها بدة طويلة تصل إلى الكتفين، مما يميزها عن الإناث.
- يكون لون الفراء بنياً بشكل عام، حيث يكون لون فراء الذكور البالغة بنياً داكناً، بينما يكون لون فراء الإناث أصفر تقريباً.
- تولد الصغار بلون أسود ثم يتحول لونها إلى البني المحمر بعد أول عملية تبديل للفراء.
سلوك أسد البحر الأمريكي الجنوبي
أسود البحر الأمريكية الجنوبية حيوانات اجتماعية تعيش في مجموعات تتألف من إناث وذكور تدافع عن مناطقها.
وخلال موسم التكاثر، تتصاعد المعارك بين الذكور للسيطرة على المناطق التي تجذب الإناث، مما يؤدي أحياناً إلى إيذاء الصغار.
ويحتفظ الذكر المسيطر بمنطقته 2-3 مواسم قبل أن يخلفه ذكر آخر.
وتعتمد قوة الذكر على عدد الإناث (حوالي 18 لكل ذكر) اللاتي يخترن مناطق المد معتدلة الحرارة، مما يؤثر على سلوك التكاثر.
والذكور الصغار يعيشون في مجموعات ويحاولون غزو مناطق الذكور الأكبر لضم الإناث.
بينما تتكيف أسود البحر مع التقلبات الحرارية بتغيير أوضاع أجسامها لتخفيف البرودة أو الحرارة الشديدة. [1]
التواصل
تصدر أسود البحر الأمريكية الجنوبية مجموعة متنوعة من الأصوات والنداءات التي تختلف بين الذكور والإناث والصغار.
فالذكور البالغة تطلق صيحات عالية خلال المواجهات العدوانية، وزمجرة لتحديد مناطقها، وصراخاً عند التفاعل مع الإناث.
بينما تصدر الإناث نداءً خاصاً للتواصل مع صغارها وخرخرة أثناء الشجارات مع الإناث الأخرى.
أما الصغار فتصدر صيحات خاصة بها، وقد تساعد هذه الأصوات في تمييز الأفراد عن بعضها. [2]
غذاء أسد البحر الأمريكي الجنوبي
تعتبر أسود البحر الأمريكية الجنوبية حيوانات مفترسة تتغذى على الأسماك والحبار والأخطبوط والقشريات، مع تنوع غذائها حسب توافر الفرائس محلياً.
وتُلاحظ عادةً وهي تصطاد في المياه الضحلة قرب الشاطئ، إما بمفردها أو في مجموعات، حيث تهز فريستها بعنف أو تلتهمها كاملةً.
وقد تستغل الفرص لافتراس طيور البطريق أو صغار فقمة الفراء القطبية الجنوبية.
وتعتمد في صيدها على تكتيكات متنوعة، كالتنقيب عن الكائنات البطيئة في القاع أو التنسيق مع الدلافين لزيادة فعالية مطاردتها. [2]
المفترسات
تتعرض أسود البحر للافتراس من قبل الحيتان القاتلة وأسماك القرش.
حيث تُظهر الحيتان القاتلة في شبه جزيرة فالديز سلوكاً فريداً باصطيادها بالقرب من الشاطئ عبر الرسو مؤقتاً على اليابسة لالتقاطها. [2]
تكاثر أسد البحر الأمريكي الجنوبي
خلال موسم التزاوج بين ديسمبر وفبراير، يصل ذكور أسود البحر أولاً لتحديد مناطقهم على الشواطئ (الصخرية أو الرملية) والدفاع عنها.
ومن ثم يركزون على حماية الإناث التي تصل لاحقاً، حيث تبدأ خصوبتها بعد أسبوع من الولادة مع ذروة التزاوج في يناير.
ويحتفظ الذكور المسيطرون بـ 3 – 18 أنثى، بينما يقوم الذكور اليافعون أو غير المسيطرين بغارات جماعية على الشواطئ الرملية، مُحدثين فوضى تفصل الصغار عن أمهاتهم.
ويحاولون اختطاف الإناث أو الصغار أحياناً كاستراتيجية للسيطرة رغم محاولة الذكور المقيمون صد الغزاة.
حيث تأخذ الذكور اليافعة الصغار كبدائل للإناث الناضجة، وتجمع الذكور اليافعة الصغار المأسورة ويمنعونها من الهروب، تماماً كما يفعل الذكور البالغون مع الإناث.
وقد يمتطي الخاطف الصغير، لكن لا يحدث دخوله إلى جسده، وعلى الرغم من أن اختطاف الصغار لا يمنح الذكور فوائد إنجابية فورية.
إلا أن هؤلاء الذكور قد يكتسبون خبرة في التحكم في الإناث، وفي بعض الأحيان، تُصاب الصغار بجروح بالغة أو تُقتل أثناء الاختطاف.
ولا تترك الأمهات الأراضي عادةً وتحاول استعادة الصغير إذا تم اختطافه، وتكون الأم عاجزة عن محاربة الذكر بسبب حجمه الأكبر بكثير.
بينما تبلغ فترة حمل الإناث حوالي العام، وتلد عادةً صغير واحد يبلغ متوسط طوله من 0.80 – 0.85 متر، ويزن من 10 – 15 كجم. [2]
العناية بالصغار
تظل أمهات أسود البحر مع صغارها حديثي الولادة أسبوعاً من دون تناول الطعام، ومن ثم تبدأ رحلات بحث عن الطعام لمدة 3 أيام تعود بعدها لإرضاعهم.
وتكون الأمهات عدوانية تجاه الإناث الأخريات أو الصغار الغرباء، ويبدأ الصغار السباحة في عمر 4 أسابيع وتفطم بعد 12 شهراً عادةً مع ولادة جرو جديد.
وتعتمد الولادة الجماعية على الشواطئ على حماية الصغار من المفترسات أثناء غياب الأمهات، لكنها تزيد التنافس والوفيات بسبب الدهس أو الجوع أو العوامل البيئية.
بينما تصل الإناث للنضج الجنسي عند 4 سنوات والذكور عند 6 سنوات، ويصل كلا الجنسين إلى حجمهما الكامل عند بلوغهما سن 8 سنوات تقريباً.
ويمكن أن يعيش أسد البحر الأمريكي الجنوبي حتى 16-20 عاماً في البرية، مع تحديات كفقدان الصغار بسبب العواصف أو غارات الذكور اليافعة.
حالة حفظ أسد البحر الأمريكي الجنوبي
لا تعتبر أسود البحر في أمريكا الجنوبية مهددةً بالانقراض حالياً، رغم تراجع أعدادها بشكل كبير خلال السبعين عاماً الماضية في جزر فوكلاند.
وتُحمى هذه الحيوانات في معظم مناطق انتشارها، ويصنفها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة كنوع “أقل إثارة للقلق”. [1]
وداعاً، يا ملك البحار الجنوبية
في هذا المقال، استعرضنا حياة أسد البحر الأمريكي الجنوبي، أحد أقوى الكائنات البحرية في سواحل أمريكا الجنوبية.
ما هي أفكاركم للمساهمة في حماية الحياة البحرية؟ شاركونا آراءكم في التعليقات.